تفاصيل الخبر

مروان حمادة ودموع كمال جنبلاط!

01/06/2018
مروان حمادة ودموع كمال جنبلاط!

مروان حمادة ودموع كمال جنبلاط!

بقلم وليد عوض

مروان حمادة

في حزيران (يونيو) من العام 1961 اختارت الحكومة اللبنانية بطلب من الرئيس فؤاد شهاب عقد جلسة حكومية في قصر <اليونيسكو> وكان وزير التربية والتعليم العالي الزعيم الوطني كمال جنبلاط الآتي من معركة موصوفة في الجبل، وكانت حلقات أهل السياسة حينئذ تدور حول الدعوة الى نهضة علمية تربوية تعزز ما للبنان من شأو علمي، وتفوق مهجري، وكانوا يدلون على هؤلاء المتفوقين بالاصبع: جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة في الولايات المتحدة وفؤاد حمزة مستشار الملك عبد العزيز آل سعود، وجورج حاتم طبيب الزعيم الصيني <ماوتسي تونغ>، وأنطون الجميّل قطب جريدة <الأهرام> المصرية.

عال العال.. وماذا بعد؟!

لقد تقدم كمال جنبلاط الى مجلس الوزراء بمشروع متكامل لنهضة تربوية علمية تعزز سمعة لبنان كبلد صغير في الجغرافيا، وكبير في الطموح. وكان عيب الخطة الجنبلاطية انها تعتمد على موازنة تفوق قدرة لبنان على التمويل، وكانت التكاليف من حيث المبدأ باهظة، والأمر الذي استدعى رفض المشروع بحكم ما يحمل من تكاليف باهظة.

فكيف تصرف كمال جنبلاط؟!

لقد تساقطت الدموع من مآقيه حزناً على الجيل الذي سيكون محروماً من التطوير العلمي، فوضع رأسه بين يديه لإخفاء دموعه.. وهنا رفع الرئيس فؤاد شهاب يده فقال: <اسمعوا أيها السادة. لولا إيمان الأخ كمال جنبلاط بالتطوير الذي لا بد منه لهذه الدولة، لما تساقطت دموعه حزناً على جيل مهدد بالحرمان التعليمي>.

ونجحت دموع جنبلاط بمواجهة <الفيتو> الوزاري.

وعلى الأثر جرى التصديق على المشروع.

رويت هذه الحكاية التاريخية لأساند وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة، في مطالبته لدعم التعليم الرسمي لأنه لم يكن مضطراً لذرف الدموع، بل هناك كومبيوتر وورقة وقلم لتحل مكان الدموع..

من المؤكد ان الرئيس ميشال عون يجاري مروان حمادة في طرحه التربوي، ولكنه بالمقابل متفق مع الرئيس سعد الحريري على ضبط الانفاق واختصار المصاريف حتى يتسع المجال لكل المشاريع المقدمة الى مائدة التنفيذ الاداري ثم التنفيذ التشريعي. ولم يضطر الزعيم الوطني وليد جنبلاط الى التسلح بدموعه لتحرير خطة مروان حمادة، بل ترك مجلس الوزراء يتصرف بالوعي الوطني المطلوب.

ومروان حمادة في الأساس اعلامي متميز وله مكتب في طابق شاهق من عمارة <النهار> في ساحة الشهداء، ورصيده في مدينة بعقلين ثابت ومتطور ويذكر بالوزير الراحل من بعقلين الشيخ بهيج تقي الدين. فله قامة شامخة وسياسته لا تعترف بالطائفية، بدليل أن أم ولديه كريم ورانيا مسلمة من آل الحوري كانت تعمل في وزارة السياحة.

ومروان حمادة، ابن السفير الراحل محمد علي حمادة مستشعر ممتاز للحدث ولمستقبل لبنان. وعلى هذا الأساس يجب أخذ خطته التطويرية بعين الاعتبار.