تفاصيل الخبر

”مركز كويست“ الاكاديمي - الثقافي يحتضن الطالب على عتبة الجامعة ويساعده ويوجهه صوب الاختصاص الأفضل لمستقبله!

06/09/2018
”مركز كويست“ الاكاديمي - الثقافي يحتضن الطالب على عتبة الجامعة ويساعده ويوجهه صوب الاختصاص الأفضل لمستقبله!

”مركز كويست“ الاكاديمي - الثقافي يحتضن الطالب على عتبة الجامعة ويساعده ويوجهه صوب الاختصاص الأفضل لمستقبله!

 

بقلم عبير انطون

أنجح التجارب هي تلك التي تنبثق عن حاجة شخصية أو عن خبرة مكتسبة. الحاجة كانت الدافع وراء لارا حنا دبس الحائزة شهادة عليا في العلوم المالية، لتؤسس مركزا وجدت ان لبنان وتلامذته هم بأمس الحاجة اليه، اما الخبرة فهي التي دفعت بشريكتها في التأسيس ياشا صفير كساردجيان الاختصاصية في التربية والتي زاولتها طيلة 18 عاما في مدرسة <لويس فيغمان> الشهيرة، الى الركوب معها موج هذه المغامرة بافتتاح المركز الاكاديمي <كويست ايدوكاشين> الرائد في قلب الأشرفية. فما هو هذا المركز، ما حاجة التلامذة اليه؟ كيف يمكن ان يستفيد منه الاب وابنه والام وابنتها؟ ما هو شعاره، والى ماذا يرمي بعد؟

<الأفكار> جالت في المركز الأنيق في شارع شارل مالك. اللون الأبيض الطاغي فيه له دلالاته، وهو بالجديد الذي يقدمه يبدو فاتحاً ذراعيه، مرحبا بكل من يدخله...

مع لارا، رئيسة المركز، بدأ الحديث عن فكرة الانطلاق:

- ابنتي السنة الماضية وما قبلها كانت تهيئ نفسها لدخول الجامعة، وفي طموحها السفر الى جامعة عالية الجودة في الخارج. ولاعدادها الجيد في مختلف المواد، يتطلب الامر كما تعرفون ميزانية خاصة عالية التكاليف، فتساءلت في نفسي: لماذا لا يكون هناك مركز يجمع امورا عدة للطالب بدءاً من المواد التي يريد التعمق بها في مرحلة اختبارات الدخول للاختصاص الجامعي، الى توجيهه نحو اختصاصه المستقبلي؟ ويعينه أيضا، بعد اختيار الاختصاص، على اختيار الجامعة الملائمة وملء الاستمارات المطلوبة، وهذا لوحده عمل لا يمكن الاستهانة به.

وتضيف لارا بحماسة:

- لقد تبدلت امور كثيرة مذ كان الاهالي في سنيهم الجامعية، ولم تعد الطلبات تقتصر على ورقة نملأها، كما على أيامنا. كذلك فان بين الاهالي من لم يقصد جامعات الخارج ليتعلم، وأنا من هؤلاء، وقد نلت شهادتي من هنا في لبنان. تخمر المشروع في رأسي ورحت ادرس تفاصيله ليكون الداعم الاساسي للطالب في المرحلة الممتدة من <البريفيه> حتى الصفوف المدرسية النهائية وبكلفة مقبولة بعد الظهر. بحت به يوما الى صديقتي ساشا التي تعمل في مجال التربية والتعليم منذ 18 عاما. أحبت الفكرة، وطورناها كما فكرنا في امور ومجالات مختلفة تعين الطالب، اي طالب، وهو على عتبة الجامعة، فالتعليم للجميع هو هدفنا الأسمى!

وتفنّد لارا قائلة:

- لطلاب الفنون والهندسة مثلا، ستأتيهم مساعدتنا عبر مواكبتهم المسبقة للدخول اليها، وذلك من خلال دروس وورش عمل تشكل <المدرسة الفنية> لدينا مع اختصاصيين في المجال، فخصصنا لهم محترفا يكوّنون من خلاله مع ياسمين فرح الملف او <البورتفوليو آرت> الذي باتت تطلبه مختلف الجامعات كجامعة الـ<البا> مثلا أو جامعات الهندسة. كذلك، تقول لارا، نوفر للتلامذة صفوف <الروبوتينغ> والتأهيل لمسابقات دولية فيها الافادة والمتعة، وتلهي التلامذة عن البقاء متسمرين امام هواتفهم وشاشاتهم الذكية طيلة النهار، كما ويدخل من ضمن حصصنا لعبة <الشطرنج> وهي لعبة رائعة في مجال التخطيط والاستراتيجيا، وتتخطى

كونها لعبة اجتماعية مسلية، فالولد الذي سيتخذ قرارات في حياته لاحقا عليه ان يخطط بصبر وذكاء وذلك من ضمن رؤية معينة تؤهله لذلك.

وأضافت:

 - باختصار يجد الفرد في هذا المركز ما يحتاج اليه، لا اعني بذلك تنفيذ اجندته المدرسية يوميا بقدر ما يقدم له يد العون ويواكبه طوال السنة ليساعده في مجال صناعة مستقبله.

 

أهلاً بالجميع...!

ونتوجه الى ياشا، نائبة رئيسة المركز بالسؤال:

ــ ماذا عن صفوف ما قبل الظهر حيث يكون الطلاب في مدارسهم، من تشمل؟

- أضفنا لفترة ما قبل الظهر موادا مختلفة للدراسة لمرة في الأسبوع، تقول ساشا، وهي تطال مختلف من ينشدون التعمق في مواد معينة من خارج دائرة الطلاب، وبينها ورش تدريبية ثقافية مختلفة من تاريخ الفنون الى اللغة الانكليزية او الصينية والسيكولوجيا واعادة تدوير المواد وتقنياتها ومختلف الفنون من رسم وتمثيل ومسرح ودراسة للأحجار الكريمة وفن التحدث امام الجمهور فضلا عن حصص في التغذية و<لايف كوتشينغ> فنطال مختلف الاعمار والشرائح، وبشكل خاص ربات البيوت غير العاملات. كذلك فان أصحاب الاعمال والريادة يمكنهم ان يعمقوا معرفتهم في مجالهم من خلال دورات وورش يتلقونها في المركز كل بحسب حاجته.

الأمر مشابه نوعاً ما لما هو موجود في جامعة <القديس يوسف> من خلال برنامج <الجامعة للجميع> الذي تقدمه، نقول في سؤالنا الى لارا التي تجيب:

- بكل تأكيد كنا من تلامذتهم ونحبهم كثيراً، هم متطورون جدا ونشد على يدهم في ما يقدمونه، الا ان الموضوع في مركزنا محصور بشكل اكبر من حيث العدد كما ان الحميمية أكبر!

بالعودة الى الدافع الذي شكلته ابنتها نسأل صاحبة المركز:

ــ هل هو برأيك خطأ المناهج اللبنانية والافتقاد الى التوجيه في مدارسنا الذي جعل مرحلة ما قبل الجامعة منهكة للطالب وحتى اهله في اختيار اختصاصه؟

 - كانت ابنتي محظوظة تجيب لارا، اذ ان في مدرستها من هو متخصص بالتوجيه، لكن وللاسف لا تتمتع كل مدارسنا بهذه الخاصية وان وجد، فيكون شخصا واحدا لن يجد الوقت الكافي لمساعدة الجميع اكان في توجيههم الى الاختصاص الانسب لتأمين مستقبل يجدون فيه العمل الملائم، او من خلال تعبئة الاستمارات الضرورية المطلوبة. عندنا في المركز مستشارة مختصة بذلك تماما كما مجموعة من المدربين تساعد الطالب في اختيار اختصاصه عبر سلسلة من الامتحانات التي يخضع لها وتساعده في التعرف الى ما يمكن ان يبرع فيه، كما وتساعده في التقدم الى الجامعات في الخارج. في صفوف البكالوريا بقسميها الاول والثاني، تلامذة تائهون ومترددون لم يحسموا امرهم بشأن تخصصهم ومنهم من يضيع سنوات لاجل ذلك، ونحن هنا لمساعدتهم...

ــ بعض السفارات تقدم هذه الخدمة، هل تتعاونون معها؟

 - نأمل بأن يتم التواصل مع السفارات ولدينا من هم مؤهلون لذلك. كذلك، والى جانب الاختصاص والاستمارات، فإننا نساعد التلميذ في شأن مهم ايضا تطلبه مختلف الجامعات من حول العالم الا وهو الخدمة الاجتماعية للطالب او ما يسمى بالانكليزية بـ<كوميونيتي سرفيس>. هذا امر فكرنا فيه مليا، كأن يتمم الطالب عشرين ساعة في الخدمة الاجتماعية ولهذا الشأن نتواصل مع جمعيات عدة كفرسان مالطا، وكاريتاس الى غيرها من الـ<ان جي او> ودور المساعدة. وفي ذلك نفع للجانبين: للطالب اولاً، ولهذه المنظمات غير الحكومية التي هي بحاجة لمساعدين ومتطوعين فيها. اولادي مثلا، تقول لارا، سافروا وقاموا بالخدمة الاجتماعية في بلاد الخارج. نحن نسعى لان نجعلها في لبنان خاصة واننا بحاجة اليها، ونحن حتى في هذا المجال نوجه الطالب صوب نوع الخدمة الاجتماعية التي يمكن ان يجد نفسه فيها.

 

خدمة <كامبرديج>...!

التعليم للجميع يمتد في <كويست> الى اختبارات دولية ستكون متاحة فيها قريبا، كما يقدم المركز خدمة <أونلاين> لحيازة الليسانس او الدكتوراه في الادارة او الاعمال او التسويق بالاشتراك مع جامعة <كامبريدج> المعترف بها دوليا ومركزها انكلترا <Cambridge Management and Leadership School>.

 ــ ولماذا يتوجه اليكم الطالب طالما ان خدمة الـ<اونلاين> متوافرة نسأل لارا فتجيب:

 - لأن كلفتها في <كويست> مخفضة بنسبة 10 بالمئة عما هي عليه عبر <الأونلاين> العادية، كذلك فإن الطالب يرتاح نفسيا أكثر لما يشعر بانه مُحتضن ويتكئ على مرجع.

اختصار هذه الخدمة على شهادة الادارة مرده - وكما تشرحه لارا ايضا - الى ان شهادات <الاونلاين> عبر الانترنت ليس معترفا بها من قبل الدولة اللبنانية وبالتالي فانها لا تخول صاحبها الدخول الى النقابات في مختلف المهن من الطب الى الهندسة والحقوق وغيرها بينما تكون الامور في الادارة و<الأنتربروناريا> او <الماركتينغ> او التسويق حرة ولا تلزم صاحبها دخول النقابة.

الصعوبة الأكبر...!

 

ولما نصل الى الصعوبات التي واجهت لارا وساشا في تنفيذ الفكرة فإن الاخيرة تختصرها بالقول:

- الأصعب كان اختيار الاساتذة، وهؤلاء، لا نحرص على ان يكونوا اصحاب اختصاص فقط، انما قريبين من الطلاب واصحاب عقول منفتحة وطرق تعليم ناجحة. انتقيناهم من مختلف المدارس المهمة، وعملية الاختيار جاءت عبر تنسيق تام في ما بيننا لارا وانا تقول ياشا، حتى اننا نفهم على بعضنا البعض من النظرة. اما المقابل المادي لصفوفنا فهو مقبول جدا وجعلناه بمتناول الجميع، فاذا كانت الحصة الخصوصية لبعض التلامذة مثلا تصل الى مئة او مئة وخمسين دولارا، فإنها في <كويست> تصل الى 35 دولاراً، وذلك بهدف أن يكون التعليم للجميع، كما سبق وذكرنا، وذلك في صفوف لا تتعدى الاربعة او خمسة طلاب.

وأضافت:

- وحتى نغطي نفقاتنا كانت الصفوف الاخرى في دوام ما قبل الظهر التي تحدثنا عنها، والتي بدأ الاقبال عليها بشكل ملحوظ حتى ما قبل الاول من ايلول/ سبتمبر موعد افتتاح التسجيل الرسمي لدينا، وفي صفوف كتاريخ الفن مثلا اضطررنا لفتح أخرى جديدة، ونحرص على الا يتعدى المشاركون فيها العشرين، مع اشارتنا الى ان المواقف للمركز مؤمنة تماماً.

فن طلب المال...!

في اطلاعنا على لائحة الاساتذة في المركز نلحظ اسماء مهمــــة ومعروفــــة في مجالهـــــا. ومــا لفت انتباهنـــــا جــــدا، كــــان اســــم <مـــــارك بيتمــــان> الــــذي يصـــــل في الثــــــالث مـــــن كانون الاول/ ديسمبر ليوم واحد الى بيروت ويقدم في المركز محاضراته. من هو <مارك بيتمان>؟ انه صاحب كتاب <فن طلب المال> تقول لارا وهو اسم معروف على نطــــاق عالمي في هذا المجال. واستقدام <بيتمان> سيشكل في ما يقدمـــه قيمة مضافة لكل الراغبين في المشاركة في يومه هذا.

وتشرح لارا حول دعوتها له:

 - <بيتمان> خبير دولي، متخصص في المساندة التي يقدمها لأعضاء مجالس الادارة وموظفي المنظمات التي لا تبغي الربح، كما انه مستشار في فن القيادة ويقدم التأهيل في مجال فن جمع الاموال والتبرعات. انا منضوية في جمعيات مختلفة، وأقرأ دائما عن الجديد في مجال جمع التبرعات. قرأت كتابه وحاولت التواصل معه فأجابني. شرحت له ما أقوم به هنا في المركز واهمية قدومه لمشاركة تجربته خاصة وان الكثيرين عندنا لا يعرفون فعليا طرق جمع التبرعات ويقتصر الأمر لدى الغالبية على القيام بحفلات الغالا والغذاء او العشاء، وهي ليست الطريقة الوحيدة او الافضل، بينما تتوافر الكثير من الوسائل الاخرى، وأشرت له بأننا هنا بحاجة كبيرة لمعرفة ذلك لان جمع الاموال فن فعلاً، فعلى سبيل المثال ليس من يتبرع بمبلــــغ كبــــير هــــو الــــذي يُعتمــــد عليــــه في كل مــــرة، انما من يتبرعون بمبالغ صغيرة لكنها دائمة، وهؤلاء يجب الابقاء على التواصل معهم وهو يعلمنا كيفية قيام هذا التواصل.

واستطردت قائلة:

- الخلاصة الجميلة التي كونتها لارا من خلال قراءة الكتاب تكمن في الجانب الانساني الذي فيه. فعندما يسمع احدنا عبارة <فن طلب المال> يصاب بالنقزة، ويعتقد بأنه أمر مادي بحت، لكن اللافت في الكتاب ان فيه جانباً انسانياً مهماً الا وهو كيف نطلب المال من اجل المساعدة. لا اخفي بأن <بيتمان> طلب مبلغا ًمرتفعا لقاء حضوره لكنه يوم مهم جدا، سيشارك فيه كل من يهتم بجمع التبرعات للمنظمات غير الحكومية والجمعيات.

 الى <بيتمان> سيشارك العديد من اللبنانيين داخل البلد وخارجه تجاربهم الناجحة امام رواد المركز كما يستعرضونها امام الطلاب ليستخلصوا منها العبر ما قد يساعدهم بدورهم على بناء مستقبل ناجح.

 يبقى لـ<كويست> الاسم الذي اختير بالصدفة على شواطئ تايلاند في اجازة عائلية للارا وبهمسة من ابنة اخيها التي طرحته، كل الامل بأن يقدم المركز ما يحتاجه التلميذ في لبنان خاصة في مرحلة تشكل منعطفاً لحياته كلها، وفيها يكمن مستقبله. اما لمن يريد ان يتبحر أكثر من خارج صفوف التعليم التقليدية في مواد تشكل اهتماما خاصا عنده فإنه سيجد نفسه في <كويست> بين ايد أمينة وخبيرة!