تفاصيل الخبر

مرحبا من القلب!

01/03/2019
مرحبا من القلب!

مرحبا من القلب!

بقلم وليد عوض

أول تحية يطل بها المواطن العربي على أهله وخلانه هي مرحبا. فكلمة مرحبا تغني عن ألف تحية وتحمل في طياتها مخزوناً من المجاملات والانعطاف والرغبة في التلاقي. ومجلة <الأفكار> كذلك تطل على قرائها في الصفحة الأولى بكلمة <مرحبا> من القلب.

وقد جاء في كتب التراث العربي ان أول من قال <مرحبا> هو ملك اليمن سيف بن ذي يزن، قالها لعبد المطلب بن هاشم جد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، عندما وفد إليه مع قريش ليهنئه برجوع الملك إليه. فرد عليهم الملك التحية بالقول: <مرحباً وأهلاً وناقة ورحلاً ومناخاً سهلاً وملكاً ربحلاً (كثير العطاء) يعطي عطاء جزلاً>.

وعندما كان أحد الاعرابيين يطل من الصحراء على جمع من الناس كانت كلمة <مرحبا> تتقدم أية عبارة في هذا السبيل. واشتهر الفرسان زمان بأنهم لم يكونوا يطيقون الحرب والعراك بالسلاح وكانوا يركزون على الكلمة السواء التي تغني عن ألف تحية.

وقد شاع استخدام كلمة <مرحبا> بعد ذلك همزة الوصل بين المحبين والجيران وذوي القربى والأصدقاء.

ونحن حين نتوجه من هذه الزاوية الى القراء الكرام نعرف أنّ الاصدار الصحافي قد شح في بيروت وأن سلاح التمويل قد تراجع الى أسفل السافلين ومع ذلك تبقى فئة من الصحافيين تتعامل مع لمهنة بأشفار العيون ودقات القلوب وضياء الدماغ الذي ينور للانسان حياته الآتية وجيرته وعلاقاته مع الآخرين.

والسؤال الآن بعدما أعلنت جريدة <المستقبل> انكفائها عن الصدور الورقي هل وصلنا الى آخر المشوار؟ أم ما زال أمامنا طريقٌ طويل لا ندري متى ينتهي؟

لكننا نبقى على قناعة شديدة بأن الانسان الشاطر هو الذي تتحرك فيه حواس النظر والسمع والشم والذوق واللمس وما تبقى من خلاياه الدماغية من مواهب وقدرات.

ذلك هو الرهان على المستقبل والتصويب على العقل المدبر الذي يتجاوز كل العقبات.

ومرة أخرى مرحباً من القلب الى كل القلوب، ومن يركب البحر لا يخشى من الغرق.

                                                                                                  رئيس التحرير