تفاصيل الخبر

مرض قصور القلب يكلّف اقتصاد العالم سنوياً 108 مليارات دولار!

16/12/2015
مرض قصور القلب يكلّف اقتصاد  العالم سنوياً 108 مليارات دولار!

مرض قصور القلب يكلّف اقتصاد العالم سنوياً 108 مليارات دولار!

 

بقلم وردية بطرس

الدكتور-صبحي-الدادا-رئيس-الجمعية-اللبنانية-لأطباء-القلبان قصور عضلة القلب مرض يضعف الجسم ومن الممكن ان يهدد حياة المريض، ويحدث ذلك نتيجة عدم قدرة القلب على ضخ كميات كافية من الدم للجسم. وفي معظم الحالات ينتج هذا المرض عن ضعف عضلة القلب او تيبسها مع الوقت. أما أسباب قصور القلب فعادة ما تنتج عن اصابة في عضلة القلب. ومن الممكن ان تحدث هذه الاصابة في أعقاب أزمة قلبية او أمراض أخرى تؤثر سلباً في القلب، او نتيجة لأحد الأضرار التي تتفاقم تدريجياً بسبب: مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، مرض الشريان التاجي، ارتفاع مستوى الكولسترول، الافراط في المشروبات الكحولية، تعاطي المخدرات. وفي معظم الحالات لا يوجد سبب واحد لقصور القلب. ويعاني من قصور القلب 14.9 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي، و5.7 مليون شخص في الولايات المتحدة، ومعدلات المرض في باقي دول العالم لم يتم توثيقها ولكنها في تزايد مستمر. ومعدلات الوفاة بسبب أمراض القلب تُقدر بضعفين او ثلاثة أضعاف معدلات الوفاة بسبب حالات السرطان الصعبة مثل سرطان الأمعاء. وقصور القلب هو السبب الأول لدخول المرضى فوق سن الـ65 عاماً الى المستشفى لتلقي العلاج. ويمثل قصور القلب عبئاً صحياً واقتصادياً كبيراً وهو في تزايد مستمر، اذ يكلف اقتصاد العالم حالياً 108 مليار دولار سنوياً. وتوضح الدراسات ان مرض قصور القلب يؤثر سلباً في جودة الحياة بما يفوق الأمراض المزمنة الأخرى. وقصور القلب له أثر كبير على المرضى، كما يشكل عبئاً كبيراً على من يتولى رعايتهم. ولا يوجد حالياً علاج لقصور القلب مما يؤدي الى وفاة حوالي 50 في المئة من المرضى خلال خمسة أعوام بعد التشخيص. وتهدف العلاجات الحالية الى تخفيف الأعراض المسببة لضعف الجسم. وهناك حاجة ماسة لعلاجات جديدة فعالة تساعد على خفض تكاليف العلاج في المستشفيات وتحسين جودة الحياة، والحد من وفيات المرضى.

ومن عوارض قصور عضلة القلب: صعوبة التنفس، وتورم الأطراف نتيجة تراكم السوائل في الجسم، والتعب الشديد، والسعال (الصفير عند التنفس)، والغثيان، وزيادة الوزن أيضاً نتيجة تراكم السوائل في الجسم.

وعلى هامش انعقاد <مؤتمر ترميم الأوعية الدموية> للـ<جمعية اللبنانية لأطباء القلب وجرّاحيه>، أُقيمت ندوة تثقيفية للاعلاميين بهدف اطلاعهم على آخر مستجدات ادارة مرض قصور عضلة القلب. وشارك في الندوة عدد من المتحدثين العالميين والخبراء المحليين في مجال أمراض القلب. وتحت عنوان <اتخاذ الخطوات الضرورية لتحسين النتائج: مقاربات اليوم وغداً> ترأس الندوة البروفيسور السويدي <كارل سويدبيرغ>، وضمت لجنة المتحدثين رئيس <الجمعية اللبنانية لأطباء القلب وجراحيه> الدكتور صبحي الدادا، والسيد عامر حمود. وتمحورت مناقشات الجلسة حول آخر مستجدات علاج قصور عضلة القلب، وعرضت لمجموعة من التوصيات والخطوات الضرورية الهادفة لتعزيز ادارة المرض في لبنان.

وكانت لمجلة <الأفكار> مقابلة مع رئيس <الجمعية اللبنانية لأطباء القلب وجراحيه> الدكتور صبحي الدادا، والبروفيسور السويدي <كارل سويدبيرغ> زميل <الجمعية الأوروبية لأمراض القلب>.

والبروفيسور <كارل سويدبيرغ> حائز على البكالوريوس في الطب والجراحة، ويحمل شهادة دكتوراه في الطب وزميل <الجمعية الأوروبية لأمراض القلب> ويشغل منصب أستاذ أول في قسم الطب السريري وعلم الجزيئيات في أكاديمية <ساهلغرينسكا> التابعة لجامعة <غوتنبرغ> في السويد. كما أنه أستاذ لأمراض القلب في <المعهد القومي للقلب والرئة> في <الكلية الأمبريالية ــ لندن>، والمستشار العلمي في <مركز العناية الشخصية المركزة> في جامعة <غوتنبرغ>. وللبروفيسور <كارل> أكثر من 600 مقالة نشرها في مجلات عدة وكتب طبية، كما انه عضو في هيئات تحرير مجلات دولية عدة متخصصة في الطب. ولقد حاز البروفيسور <سويدبيرغ> جوائز تقديرية عدة تكريماً لعطاءاته من بينها جائزة <كوفمان> للبحوث حول قصور عضلة القلب من عيادات <كليفلاند> في الولايات المتحدة الأميركية في العام 2004، والميدالية الذهبية تقديراً لاسهاماته البارزة في مجال القلب والأوعية الدموية من <الجمعية الأوروبية لأطباء القلب> في العام 2007، ونسأله عن قصور عضلة القلب والعلاجات فيقول:

- ان قصور عضلة القلب مرض شائع، مكلف، ويهدد حياة المصابين به ويترافق مع أسلوب حياة سيئ. ورغم التحسن الملحوظ الذي شهدته ادارة هذا المرض خلال العقدين الماضيين، ما زالت الحاجة ملحة لطرح علاجات أفضل تساهم في مواجهة التحديات المتبقية. ان النتائج الكبيرة التي شوهدت خلال الاختبارات السريرية لدراسة العلاج الجديد المعتمد للمساهمة في ابقاء المرضى على قيد الحياة، أظهرت انخفاضاً كبيراً في معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والشرايين، وتُعتبر هذه النتائج مهمة جداً وواعدة لمرضى قصور القلب.

ــ بالرغم من حملات التوعية في العالم فإن نسبة الاصابة بقصور عضلة القلب في تزايد مستمر، فما سبب ذلك؟

- كلما تقدم الانسان في السن يكون عرضة للاصابة بقصور عضلة القلب، ولا يوجد سبب واحد للاصابة بقصور القلب انما كما هو معروف يحدث المرض نتيجة عدم قدرة القلب على ضخ كميات كافية من الدم للجسم، واذا لم تُعالج هذه الحالة فمن الممكن ان تهدد حياة المصاب.

 

راقبوا ضغط الدم

 

وبالسؤال عن الوقاية يقول البروفيسور <سويدبيرغ>:

- طبعاً الوقاية أمر مهم وضروري لأنها تحمي الشخص، ومن المهم السيطرة على مرض ارتفاع ضغط الدم، اذاً لا بد من معالجة ارتفاع ضغط الدم، وهناك دراسات تبين مدى أهمية السيطرة على مرض قصور القلب من خلال معالجة ارتفاع ضغط الدم.

ــ طبعاً للتدخين تأثير سلبي في هذا الخصوص، فهل تتراجع نسبة الاصابة بمرض قصور القلب في أوروبا نتيجة تراجع نسبة التدخين؟

- هذا صحيح، هناك حملات توعية في أوروبا بخصوص التدخين وتقل نسبة المدخنين نظراً للارشادات الصحية وما شابه، انما تبقى هناك عوامل ومخاطر للاصابة بأمراض القلب حتى بين الشباب. ونحن في أوروبا Heart Attackومنذ اكثر من عشرين سنة ندرك بأن هناك مخاطر بسبب تزايد حدوث قصور عضلة القلب. ومن خلال مشاركتي في المؤتمر حول مرض قصور عضلة القلب الذي عُقد في بيروت، لاحظت بأن اللبنانيين بالرغم من كل شيء والمشاكل التي يعانون منها في السنوات الأخيرة لا يبدون متوترين او في حالة من القلق والضغط النفسي، وهذا أمر جيد لأن للضغط النفسي والتوتر تأثيراً على صحة الانسان وليس فقط في ما يتعلق بأمراض القلب. وطبعاً ننبه دائماً من التدخين في كل المجتمعات، ومن الضروري ان يخضع الشخص لفحص الدم، وان يستشير الطبيب عند ظهور العوارض التي ذكرناها لئلا يصل الى مرحلة يصبح فيها العلاج أصعب. من هنا نركز دائماً على ضرورة اقامة حملات توعية في مختلف البلدان لنشر الوعي بين الناس حول مخاطر أمراض القلب وكيفية تجنب الاصابة بها اذا لم يكن هناك عامل وراثي. وننصح الناس ان يبتعدوا عن التدخين، وان يتناولوا أطعمة صحية، وان يزاولوا أنشطة رياضية، فكل هذه الأمور تساعدهم وتجنبهم الاصابة بأمراض عديدة وليس فقط أمراض القلب.

 

الدكتور الدادا وكهرباء القلب

أما رئيس <الجمعية اللبنانية لأطباء القلب وجراحيه> الدكتور صبحي الدادا فيعتبر قصور عضلة القلب من الأمراض التي تؤثر سلباً على حياة آلاف المصابين به في لبنان ويقول:

- نظراً لغياب الوعي العام، نحن امام مستوى عال من عدم الامتثال وارتفاع تكاليف العلاج في المستشفيات، ما يشكل عبئاً اقتصادياً ليس فقط على المرضى وأسرهم وانما على المجتمع ككل نظراً للاستخدام الهائل لموارد الرعاية الصحية. ويجب ان تتضافر الجهود مع وزارة الصحة العامة لاعتماد علاجات جديدة تحسن نوعية حياة المرضى في سبيل ادارة أفضل للمرض على كافة الأصعدة، وخصوصاً بهدف تخفيض معدل الوفيات وتقليل احتمال الدخول المتكرر الى المستشفيات.

ــ ما أهمية حملات التوعية حول أمراض القلب؟

- لا شك انه في العالم كله تزداد الوفيات بأمراض القلب وهي السبب الأول للوفيات في العالم. ان اكثر مشكلة تصيب الأشخاص هي نشاف في شرايين القلب والانسداد، والأشخاص الذين يتعرضون لجلطات القلب، اذا لم تُعالج بالشكل الصحيح قد تؤدي لقصور في وظيفة عضلة القلب. وللأسف نرى أن أمراض شرايين القلب تحصل حتى في أعمار مبكرة، وذلك نتيجة اتباع نمط حياة المجتمعات المدنية، ونظراً لتزايد نسبة السمنة، والاصابة بأمراض السكري، والتدخين، فكل هذه العوامل تزيد من حدوث الانسداد والنشاف بشرايين القلب، وعدم معالجة شرايين أمراض القلب قد يؤدي لقصور بوظيفة عضلة القلب، وهذا أحد أسباب حدوث قصور بعضلة القلب، بالاضافة الى الأسباب الأخرى، إذ ربما تكون لدى الانسان مشكلة بعضلة القلب حيث تكون العضلة ضعيفة، والصمامات أحياناً مصابة، وإن عدم معالجتها بوقت معين يؤدي لقصور وظيفة القلب، بالاضافة الى أمراض نسميها <اضطراباً بكهرباء القلب> التي يمكن ان تؤدي لمشكلة في عضلة القلب.

مقابلة-مع-البروفيسور-السويدي-كارل-سويدبيرغــ هل هناك دور للعامل الوراثي؟

- ممكن ان تلعب الوراثة دوراً، انما الأمر ليس مؤكداً.

ــ واذا لم يُعالج قصور عضلة القلب ماذا يحدث للمريض؟

- يتوقف ذلك على السبب، ولكن عندما يُصاب المريض بقصور عضلة القلب فستتطور الحالة، وللأسف ستظهر عوارض خطيرة أكثر فأكثر، وسيدخل الى المستشفى أكثر للمعالجة، من هنا أهمية الكشف المبكر لهذه الحالة ما يجعل المريض في حالة مستقرة خصوصاً اذا نظم حياته وبدأ يتناول الأدوية المناسبة له.

ــ ما هي أولويات <الجمعية اللبنانية لأطباء القلب> بما يتعلق بقصور عضلة القلب؟

- أولاً تخفيف دخول المرضى الى المستشفيات، وإن المعالجة بشكل جيد تمنع دخولهم المتكرر الى المستشفى وتجعل حالتهم الصحية مستقرة، ثانياً تخفيف الفاتورة الاستشفائية التي تقع على عاتق الدولة وعاتق الجهات الضامنة. وما يهم الجمعية في الدرجة الأولى هو تخفيض نسبة الوفيات نتيجة قصور عضلة القلب. وإن الأدوية الحاليـــــة توفـــــر نوعــــــاً مـــن الاستقـــــرار لفترة محددة، ولكن الـــــدواء الجديــــد يمكن ان يخفض اكثر وأكثر من نسبة الوفيات على مدى السنوات الخمس المقبلـــة مــــن بــــدء العلاج.

ــ هل من نصائح وارشادات صحية؟

- على الانسان أن يعيش بطريقة صحيحة وصحية، وان يزاول الرياضة، وان يخفف من وزنه، وان يتنبه لتناوله المواد الدهنية، وان يقلع عن التدخين، وبخاصة اذا كان مصاباً بمرض السكري فيجب التنبه للتغذية، لأن مرض السكري قد يؤثر على شرايين القلب، كما يؤثر على شرايين الدماغ وشرايين الأطراف السفلية، وبالتالي يمكن أن يتسبب بالـ<غرغرينا>، وأيضاً قد يتسبب بفشل كلوي، فكل هذه الأمور يجب ان يتنبه اليها الانس