تفاصيل الخبر

مرض السكري بنوعيه هو الأكثر انتشاراً وأبرز المصابين به رئـيـســة وزراء بـريطانـيــــا ولـقـبـــــه: مـــرض الـمـشاهيـــــــر!  

25/11/2016
مرض السكري بنوعيه هو الأكثر انتشاراً وأبرز المصابين به  رئـيـســة وزراء بـريطانـيــــا ولـقـبـــــه: مـــرض الـمـشاهيـــــــر!   

مرض السكري بنوعيه هو الأكثر انتشاراً وأبرز المصابين به رئـيـســة وزراء بـريطانـيــــا ولـقـبـــــه: مـــرض الـمـشاهيـــــــر!  

بقلم وردية بطرس

الدكتورة-باولا-عطالله----2

يتفادى من يعانون من رهاب او <فوبيا الحقن> الذهاب الى الطبيب واخذ الحقن او إجراء اختبارات الدم اللازمة للاطمئنان على صحتهم العامة، ما قد يعرض حياتهم للخطر خصوصاً اذا كانوا يحتاجون الى حقن الانسولين باستمرار بالنسبة لمرضى السكري او السرطان في حال العلاج الكيميائي أو <الكيموثرابي>.

و<فوبيا الابر> تسمى علمياً <Trypanophobia> وتُعرف بالخوف الشديد من الحقن وقد تصل الى الخوف من النظر اليها او لمس أجسام تشبه الحقن في مراحل متقدمة.

وهذا النوع من <الفوبيا> خطر لتسببه بتلاعب في ضغط الدم الذي قد يصل الى الاغماء، بالاضافة الى تسارع في نبضات القلب والقلق والتعرق والغثيان والدوار.

<فوبيا الحقن> معترف بها في الدليل التشخيصي والاحصائي الأميركي للاضطرابات العقلية حيث أظهر الباحثون ان هذا النوع من الخوف يرجع الى العوامل الجينية بنسبة 80 بالمئة، فمعظم المصابين بتلك <الفوبيا> لديهم أقارب يعانون منها كذلك، وهناك عوامل نفسية ناتجة عن حادث سابق تفسر سلوك الشخص تجاه الحقن، وتساهم في تطوير الخوف على مر السنين، وغالباً ما يبدأ هذا السلوك عند الأطفال دون العاشرة. وللتغلب على <فوبيا الحقن> او للتخفيف منها على الأقل ينصح الخبراء بوضع الكريمات التي تحتوي على مواد مخدرة وتخفف من حدة الوخزة، وكذلك باعتماد العلاج السلوكي الذي يساعد في تحمل الحقن، ولكن فاعليته تختلف من شخص الى آخر بحسب شدة الحالة.

 

<تيريزا ماي> وعبد الناصر والسادات

 

وها هي رئيسة وزراء بريطانيا <تيريزا ماي> التي تسلمت اوراق اعتمادها رسمياً في تموز (يوليو) الماضي كرئيسة لوزراء بريطانيا من الملكة <اليزابيث الثانية> خلفاً لـ<دايفيد كاميرون> مصابة بالسكري من النوع الأول وتحتاج الى حقن <الأنسولين> مرات عدة في اليوم، الا ان ذلك لا يؤثر على عملها وانتاجها بل تبدو نشيطة ومثابرة. و<تيريزا ماي> التي شغلت منصب وزيرة الداخلية في الحكومة البريطانية هي ثاني امرأة تتولى منصب رئاسة الوزراء بعد <مارغريت تاتشر> التي تولت مهامها من العام 1979 حتى العام 1990.

ومن مشاهير السياسيين البارزين الذين أصيبوا بالسكري الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس الراحل أنور السادات، والملك فهد بن عبد العزيز، و<ميخائيل غورباتشوف> و<نيكيتا خروتشوف>، و<وويني مانديلا>، والزعيم اليوغوسلافي <جوزف بروز تيتو>، والزعيم الكمبودي <سيهانوك> وغيرهم من الزعماء والسياسيين البارزين، وهناك ما يقرب من 16 مليون أميركي يعانون من مرض السكري، بينما في المانيا هناك خمسة ملايين.

وفي حين ترتفع في العالم الغربي الأصوات التي تدعو الى الوقاية من مرض السكري، وتنتشر بكثرة حملات التوعية لأساليب الحياة الصحية التي قد تقي او تخفف من وطأة هذا المرض، بدأ عدد من المشاهير الأجانب الاعلان عن اصابتهم بالمرض، وعن تأثير ذلك على عمل البعض منهم، في حين كشف آخرون عن اصابتهم به منذ سنوات طويلة وهو ما جعل السكري يلقّب بـ<مرض المشاهير>. اما عن النجوم في العالم العربي فنذكر منهم النجم الكوميدي المصري علاء ولي الدين الذي عرف بخفة دمه خلال المسرحيات والأفلام التي شارك ببطولتها، وكان يعاني من مرض السكري فغيّبه الموت عن عمر يناهز الأربعين عاماً بعد اصابته بنوبة غيبوبة السكري. كما ذهب المطرب محرم فؤاد ضحية هذا المرض. فيما دخل الفنان سعيد صالح في غيبوبة سكري طويلة فتدهورت حالته الصحية بسبب المرض ليتوفى عن عمر 76 سنة. أما المخرج السينمائي عاطف الطيب فتوفي خلال العملية الجراحية التي أجراها، إذ لم يتحمل جسمه وفشلت العملية بسبب اصابته بمرض السكري. من جهته صرح الفنان حسين المنصور انه مصاب بهذا المرض، واتفق مع الفنان عبد العزيز جاسم على السفر الى المانيا لاجراء الفحوصات اللازمة. كما يعاني المؤلف الكوميدي يوسف معاطي من المرض نفسه. وهناك أيضاً من عانوا من مرض السكري لفترات معينة مثل النجمة اللبنانية المكسيكية سلمى حايك والتي صرحت انها عانت من سكري الحمل، فيما ذكر تقرير اخباري ان الممثلة الأميركية <أنجيلينا جولي> عانت من أحد أنواع السكري الذي يصيب النساء خلال شهور الحمل. كذلك سُلط الضوء على الممثلين الذين أصيبوا بهذا المرض كما هي حال النجمة العالمية <هالي بيري> الحائزة على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في العام 2000، والتي اكتشفت اصابتها بهذا المرض قبل أكثر من عشرين عاماً بعد دخولها في غيبوبة سكري، وقد التزمت <بيري> أسلوب حياة صحياً ولها تصريح أثار الكثير من الجدل عندما قالت: <ان السكري لديها تحول من النوع الأول الى النوع الثاني، وانها ليست بحاجة الى حقن الأنسولين>، وهو ما اعتبره الأطباء مستحيلاً، وان التفسير الوحيد لذلك هو ان تشخيص المرض كان خطأ منذ البداية. أما أحدث المشاهير المصابين بالسكري من النوع الثاني فهو الممثل الأميركي <توم هينكس> الذي صرح انه كانت لديه قبل عقدين من الزمن مقدمات للسكري من النوع الثاني، وكذلك مقدمة برنامج <American Idol> <كريستال باويرسوكسن> اذ تم تشخيص المرض نفسه لديها من النوع الأول. أما مغني البوب <نيك جوناز> فكان على وشك الوفاة قبل ان يتم التشخيص بأنه مريض بالسكري من النوع الأول.

وحتى مشاهير الرياضيين لهم حصة من هذا المرض مثل وسيم أكرم لاعب <الكريكت> الباكستاني، و<سكوت كولمان>، وايدن بايل ذلك العداء الأميركي الذائع الصيت والذي ركض اكثر من ستة آلاف كيلومتر وهو مريض بداء السكري من النوع الأول المعتمد على الأنسولين، وذلك من دون ان ننسى العبقري الذي أضاء العالم باختراعه المصباح الكهربائي <توماس أديسون> الذي كان يعاني أيضاً من السكري من النوع الثاني.

ونستطيع القول ان مرض السكري من أبرز الأمراض المنتشرة بين المشاهير، وهو مرض منتشر في العالم كله يصيب أياً كان دون تمييز بين الأغنياء والفقراء، وهو لا يعرف فرقاً بين أجناس وأعراف، ولكننا نستطيع القول أيضاً بأنه مرض العصر ومرض التقدم والمدنية والرفاهية.

 

سادس.. المخاوف!

وبالعودة الى <فوبيا الحقن> فلقد كشفت دراسة استقصائية جديدة شملت أرجاء البلاد عن كون الحقن تمثل واحدة من أكثر المخاوف شيوعاً بين الناس في لبنان، فبحسب خبراء الرعاية الصحية المحليين تسلط الدراسة الاستقصائية الضوء على الأثر النفسي الواقع على مرضى السكري الذين يواجهون الحقن مرات عدة يومياً، وأهمية الحاجة لايجاد حلول بديلة.

ويمكن لمرضى السكري الآن خفض عدد الحقن الجلدية المباشرة من 120 مرة في الشهر العادي الى مرة واحدة فقط كل ثلاثة أيام مع جهاز وسيلة الحقن المساعدة الجديدة.

وكشفت دراسة حديثة ان مخاوف سكان لبنان من الحقن الطبية تحتل مكاناً بارزاً ضمن قائمة أكثر عشرة مخاوف لدى سكان لبنان، وقد صنّف المشاركون في الدراسة الذين طُلب منهم ترتيب الأمور التي يعتري الناس الخوف منها عادة، الحقن في المرتبة السادسة بعد الخوف من الثعابين، وأسماك القرش، والمرتفعات، والبرق، والعناكب.

كما كشفت الدراسة الاستقصائية ان ثلث المشاركين أبدوا استعدادهم للقفز بالمظلة من الطائرة اذا مكنهم هذا الأمر من تجنب الحقن اليومية، في حين أشار خمسة من المشاركين الى استعدادهم لمواجهة ثعبان ضخم بدلاً من الحقن. وللأسف في حين يتعرض معظم الناس للحقن الطبية مرات قليلة خلال حياتهم، فالأمر مختلف بالنسبة للمصابين بمرض السكري في لبنان، والذين تبلغ نسبتهم 15 بالمئة من اجمالي السكان، اذ يتحتم على الكثيرين منهم حقن نفسه بوتيرة تصل حتى أربع مرات يومياً.

فلماذا يخشى الانسان من الحقنة؟ وما هي الوسائل المساعدة للتغلب على الخوف؟ وغيرها من الأسئلة أجابت عنها الدكتورة باولا عطاالله الاختصاصية والمحاضرة في علم الغدد الصماء والسكري في <مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي> والتي اعتبرت ان نتائج الدراسة الاستقصائية لم تكن مفاجئة، وان الحاجة للحقن الذاتي اليومي تشكل محنة لدى الكثيرين من مرضى السكري، إذ يمكن للحقن قبل كل وجبة ان يشكل عبئاً نفسياً وجسدياً على كاهل المرضى بسبب الآلام المصاحبة، ومن الشائع جداً ان يقوم الأطفال والمراهقون بتفويت جرعة من الأنسولين لعدم قدرتهم على تحمل حقنة أخرى، وبطبيعة الحال يمكن لهذا الأمر ان يؤدي الى عواقب صحية وخيمة.

وأضافت:

- ان استخدام الوسائل المساعدة للحقن يمكن ان يقلل المخاطر المستقبلية لمشاكل الحقن وخصوصاً لدى مرضى السكري الأصغر سناً، كما يسهل هذا الأمر استخدام الحقن اليومية المتعددة، ما يمكن ان يساهم في انخفاض مخاطر المضاعفات على المدى الطويل. وأود ان أشجع جميع مرضى السكري ممن يرزحون تحت عبء الحقن اليومية المتعددة على استشارة خبراء الرعاية الصحية لطلب المشورة بشأن الحلول البديلة.

وقد تم اطلاق الدراسة الاستقصائية والمدرجة في بورصة نيويورك بالتزامن مع كشفها عن وسيلة الحقن المساعدة الجديدة والتي تمكن المرضى من خفض عدد الحقن الجلدية المباشرة من 120 مرة خلال الشهر العادي الى مرة واحدة كل ثلاثة أيام فقط حيث يمثل الجهاز منفذاً للحقن يمكن ان يستخدمه مرضى السكري الخاضعون للعلاج بالحقن ويوفر وسيلة آمنة وفعالة وسهلة لادارة مستويات الأنسولين بالنسبة للمرضى.

وتتابع:

- يعد الجهاز منفذاً للحقن بحيث يمكن لمرضى السكري ارتداؤه لمدة ثلاثة أيام وحقنه بالأنسولين عوضاً عن الحقن الجلدي المباشر، مما يعني أنه باستخدام الجهاز الذي اطلق في لبنان خلال شهر أيار (مايو) الماضي، فإن مرضى السكري المعتمدين على الأنسولين قد لا يضطرون بعد اليوم للمعاناة من الوخزات المتعددة كل يوم.

فمع اشارة حوالى نصف مرضى السكري الذين يتلقون علاجهم عن طريق الحقن اليومية الى حدوث كدمات، واشارة أكثر من ثلث هؤلاء المرضى الى شعورهم بالألم، من المتوقع ان يغير الجهاز الجديد قواعد اللعبة في علاج مرض السكري، كما سيساعد جهاز منفذ الحقن الجديد على اراحة أولئك الذين يشعرون بالقلق ازاء حقن أدوية السكري.

وفي الواقع كشفت دراسة استطلاعية شملت 100 ممرضـــــة و 100 مـــــــريض مساهمـــــــة منفـــــذ الحقن بخفض مستويــــات القلــــق مــن الحقـــن لــــدى المـــــرضى بنسبة 100 بالمئة.