تفاصيل الخبر

مـؤتـمــــر طـهـــــران: إبعـــاد شبـــح الدولــــة الكرديـــــة والدولــة الاسلاميــة ”بلوخستــان“ والدولــة الشيشانيـــة!

13/09/2018
مـؤتـمــــر طـهـــــران: إبعـــاد شبـــح الدولــــة الكرديـــــة  والدولــة الاسلاميــة ”بلوخستــان“ والدولــة الشيشانيـــة!

مـؤتـمــــر طـهـــــران: إبعـــاد شبـــح الدولــــة الكرديـــــة والدولــة الاسلاميــة ”بلوخستــان“ والدولــة الشيشانيـــة!

 

بقلم وليد عوض

عند أوروبا نازحـــون مثلنا يطلقــــــون عليهـــــــم اســــــــــم <المهاجريـــــــن>، وكمــــــا النازحـــــون السوريون يشكلون ثقلاً على لبنان والأردن والعرب، كذلك يعتبر المهاجرون الآتون الى المانيا من الحـــــدود السوريــــــة والتركيـــــــة والهنغاريـــة قــــوة ضاغطـــــة على أوروبــــا، وعلى ألمانيــــا الاتحاديــــة بصورة خاصة!

ولا بد في هذا السبيل من العودة ال الماضي القريب. ففي يوم الجمعة 4 أيلول (سبتمبر) من عام 2015 أعلنت المستشارة الألمانية <أنجيلا ميركل> من موقع قوة باعتبارها في السلطة منذ عشر سنوات، عن استقبالها للاجئين، فيما وزير داخليتها <توماس دوميزر> يلازم الفراش بعد إصابته بحمى شديدة، مما أتاح للمستشارة كأقوى امرأة في أوروبا أن تصول وتجول، فيما كان مدير مكتبها <بيتر اليماناير> يشارك في اللقاءات الألمانية ــ الفرنسية على أرض مدينة <ايفيان> السويسرية. وأعلن <وولفغانغ شوبل> وزير الاقتصاد الواسع الشعبية انه سيقدم استقالته إذا تنازلت <أنجيلا ميركل> أمام رئيس وزراء اليونان <اليكس تسيبراس> الذي كانت بلاده تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، فيما كانت صحف أوروبا تنشر صور مئات ألوف النساء وهن يتدافعن عند الحدود الهنغارية طلباً للوصول الى ألمانيا، والتملص من الضائقة الاقتصادية التي تضرب البلاد. وكانت المستشارة <ميركل> الآتية من أحضان ألمانيا الشرقية الغارقة في الفقر، تشدد على ضرورة تسجيل المهاجرين في السجلات الهنغارية تمهيداً لاستيعابهم بعد ذلك.

وكان رأي المستشارة أن يتم السماح للمهاجرين من هنغاريا، أن يتلمسوا الطريق الى ميونيخ حيث استيعابهم قابل للبحث. لكن أحزاب اليسار التي تمثل المجتمعات المتخلفة اقتصادياً أعلنت التصدي للمستشارة <ميركل> في الانفتاح على المهاجرين، واستطاعت بضغطها البرلماني أن تخفف من أعداد المهاجرين الآتين من هنغاريا، وتضيق دائرة الاستيعاب. إلا ان المستشارة <ميركل> رفضت أن تعلن التراجع وقالت بالألمانية <Wir schaggen das> ومعناها بالعربية <في النهاية نحن واصلون>.

 

أزمات العبور!

وكما عند المستشارة <ميركل> ضائقة مهاجرين، كذلك عند لبنان، بدءاً من رئيس جمهوريته العماد ميشال عون، ضائقة اقتصادية واجتماعية بسبب النازحين السوريين في لبنان. فالمبيعات التجارية تراجعت، والاستثمارات تكاد تميل الى المغيب، والمطاعم تخلو من قوتها الضاربة، وعشرات الموائد في مطاعم <برج

الحمام> و<الديوان> خالية من الجالسين، وجرسونات المطاعم يتلقون كتاب صرف مع دفع كل ما يترتب من حقوق!

وليس الحلاقون والمزينون بأسعد حال. فالأزمة ضاربة الجذور من السقف الى السفح، ومن الباب الى المحراب. ومتاجر <النوفوتيه> واقعة في حمأة المرض. حتى الطلبات في المطاعم صارت تستثني الدجاج المشوي، والكبة الأرنبية، وتؤثر عليهما اللحم المشوي على السيخ. وحتى عدد الجرسونات صار محدوداً، أي من عشرة جرسونات الى خمسة أو ما تيسر. وأنت إذا نزلت من عمق الأشرفية الى المطاعم التي كانت منتشرة على الساحل، اكتشفت بسرعة ان البركة مفقودة لانعدام الحركة.

كل هذه الحقائق يدركها وزير الاقتصاد رائد خوري، ويعلم بها وزير الداخلية نهاد المشنوق، ويحيط بها الرئيس سعد الحريري، ومعه رئيس البلاد العماد ميشال عون. والكل يدرك أن خيوط القطاع الاقتصادي  مربوطة بوجود حكومة. فأين هي الحكومة؟!

جسور بالجملة تمتد لمناسبة معرض دمشق الدولي، وثلاثة وزراء من لبنان يظهرون في أرض معرض دمشق الدولي لوضع الاسفلت على طريق التطبيع. وفي تقدير المراقبين ان سوريا بمخابراتها الخفية تكاد تكون وراء العسر الذي يصيب الحكومة بعد ما يجري عند ممر <النصيب>، وهو الممر الاستثنائي للبضائع التي يتم تصديرها من لبنان الى الأردن والعــــراق ودول الخليـــــج. فمـــن معـــبر <النصيب> تصب البضائع اللبنانية في الأردن ودول الخليج العربي، وعندما يفتح هذا المعبر على مصراعيه يحدث التدفق المطلوب للخضار والفواكه اللبنانية وتعد كل يوم بالأطنان.

والآن.. ماذا تستطيع قمة طهران أن توفر للشرق العربي من سلام؟ وقد سرد الرئيس <روحاني> ذلك طويلاً قبل أن يتجه الى قمة طهران.

كان الرجل يدرك ان الشارع الإيراني ليس متحمساً للقمة الثلاثية ولذلك ربط مواقفه علــــى اقامـــــة القمــــــة وحضورها بتفكك دائرة العقوبات الاقتصاديــــة الأميركيـــــة المفروضــة على طهـــران، ولكن الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> أقنعه بالمثل القائل: <إحضر وفاوض>.

مفتاح طهران

و<أردوغان> هو الآخر ليس متحمساً لقمة طهران، باعتبار أنه يريد أن يحل المشكلة الكردية قبل أن يقدم أية تنازلات على الحدود مع إيران، أو الحدود مع سوريا، انطلاقاً من ضمان عدم اقدام الأكراد على اعلان دولتهم، أو التهديد باعلان هذه الدولة، وما جمع الثالوث الإيراني والتركي والروسي هو الحصول على ضمانات ضد المشاكل التي تعانيها الدول الثلاث: تركيا تريد أن تتجنب قيام دولة كردية على حدودها، بعدما توفرت الاستعدادات لبناء هذه الدولة، وإيران تريد أن تنهي أية مغامرة في القطاع الاسلامي الصرف أو ما يسمى <بلوخستان>، وروسيا تريد أن تتخلص من تهديدات الميليشيات الشيشانية، حتى تتفرغ لبناء الدولة الروسية الخالصة.

وبين مطلب روسي وآخر تركي، وثالث إيراني، دارت مباحثات قمة طهران، دون أن يفوتها الحديث عن سوريا وادلب بالذات، ولبنان وأزمته الحكومية،ومخاطر صدامه مع اسرائيل، وعند الجانب الروسي ما يمكن الحصول عليه من ضمانات ضد أي تلاعب بخريطة الشرق الأوسط والقرار الدولي 1701، مع اهتمام الدول الثلاث بأزمة المسجد الأقصى وقطاع غزة والكونفيدرالية التي تتبناها الولايات المتحدة وتجمع بين قطاع غزة والضفة الغربية من جهة، واسرائيل من جهة ثانية، والأردن من جهة ثالثة، برغم ان الملك الأردني عبد الله الثاني تصدى لهذه الكونفيدرالية واعتبرها خارج اهتمام الأردن.

ويبقى الموقف اللبناني.

إن المشكلة بين الأطراف الثلاثة: حزب التيار القوي، والقوات اللبنانية، والحزب الاشتراكي أصبحت مشكلة عددية أكثر مما هي مشكلة طائفية، بمعنى ان وزير الخارجية جبران باسيل كرئيس للتيار الوطني القوي مستعد للتنازل عن مقعد واحد من حصة التيار، إذا تنازل الحزب الاشتراكي عن الوزير الدرزي الثالث ، ويتنازل الدكتور سمير جعجع عن الوزير الخامس، شرط أن تشارك القوات اللبنانية في تسمية هذا الوزير..

ولأن البلاد تعيش فسحة ارتياح سياسي محدود، فالحكومة الموعودة هي طائر بلا جناحين، ولا ملامح نهائية لها..

وقد تأتي المفاجأة دستورية هذه المرة أي من صميم صلاحيات رئيس مجلس النواب نبيه بري فيطلب انعقاد جلسة استثنائية للبرلمان ويتخذ القرار المناسب بشأن الوضع الحكومي. كما قد تأتي المفاجأة من قصر بعبدا فيطلق الرئيس ميشال عون مبادرة من صميم صلاحياته الدستورية..

أي اعلان حكومة بصورة دستورية، ومطالبة الاتحاد الأوروبي في <ستراسبورغ> بمد اليد الى لبنان لمعالجة مشكلة النازحين.

أو التيه في غمار المشاكل.