تفاصيل الخبر

مؤتمر ”بروكسل“ يدرس ”خطة غراندي“ لتوزيع النازحين السوريين على دول أخرى!

13/04/2018
مؤتمر ”بروكسل“ يدرس ”خطة غراندي“  لتوزيع النازحين السوريين على دول أخرى!

مؤتمر ”بروكسل“ يدرس ”خطة غراندي“ لتوزيع النازحين السوريين على دول أخرى!

 

فيليبو غراندي ميشال عونفرحة المسؤوليين اللبنانيين التي تحققت إثر نجاح مؤتمر <سيدر> الذي عقد خلال الأسبوع الماضي في باريس، قد لا تكون مماثلة بالنسبة الى مؤتمر <بروكسل> المخصص للبحث في أوضاع النازحين السوريين وتقديم المساعدة للدول التي تستضيفهم وفي مقدمها لبنان. ذلك ان اللقاءات التي شهدتها بيروت مؤخراً، والزيارات المتتالية لمسؤولين دوليين وآخرين من الأمم المتحدة، عكست <عدم حماسة> دولية في الشروع بتنظيم عودة ولو تدريجية لهؤلاء النازحين الى بلادهم، بالتزامن مع وعود بدعم <واقعي> لهذه الدول التي ترعى شؤون النازحين.

وفيما ينظر لبنان الى مؤتمر <بروكسل> على انه مناسبة للبحث في هذه العودة التدريجية للنازحين السوريين الى المناطق السورية الآمنة أو تلك التي انتهى القتال فيها، ويطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من زواره الدوليين ذلك، يبدو من خلال مواقف هؤلاء الزوار ان لا استجابة راهناً لطلب لبنان بـ<العودة الآمنة> مع استمرار الحديث الدولي عن <عودة طوعية>، وهو ما يرفضه لبنان ويتمسك بخيار <العودة الآمنة>. ولعل آخر ما سمعه الرئيس عون، وغيره من المسؤولين اللبنانيين، كان من المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين <فيليبو غراندي> الذي وإن تفهّم شكوى لبنان من الداعيات السلبية التي يحدثها وجود أكثر من مليون و800 ألف نازح سوري على الأراضي اللبنانية، إلا انه لم يرَ امكانية قريبة لمباشرة عملية العودة، ويتذرع <غراندي> ــ كما غيره ــ بالتطورات العسكرية التي تحصل من حين الى آخر في بعض المناطق السورية، فيما يتجاهل عودة الحياة الى مدن سورية كبيرة مثل حلب وحمص وغيرهما. وإذ يقر <غراندي> بحق لبنان بالممطالبة بعودة النازحين السوريين الى ديارهم، لكنه في المقابل يقول بصراحة ان هذه العودة <خطرة في الوقت الراهن> ولا بد من استقرار الوضع في سوريا للبحث في تحقيقها عملياً. وعندما يُسأل <غراندي> عن السبب الذي يحول دون تقديم المساعدات الدولية الى النازحين في سوريا بدلاً من تقدمتها لهم في لبنان، يعود الجواب الى دائرة التشكيك إياها من <صمود> الهدوء في سوريا، على نحو يدل وكأن لدى بعض المسؤولين الدوليين معطيات عن احتمال تجدد القتال في سوريا وإن لم يكن بالضرورة مع التنظيمات الارهابية، بل يمكن أن تقع المواجهات بين جيوش الدول المنتشرة داخل الأراضي السورية تنفيذاً لـ<أجندات> خاصة بها!

 

اقفال باب العودة!

حيال هذا الواقع، <يقفل> المسؤولون الدوليون كل الأبواب في وجه الدعوة اللبنانية الى إعادة النازحين بأمان الى بلداتهم وقراهم ويقولون بصراحة تصل أحياناً الى حد الوقاحة، بأن لا امكانية لتنظيم أي عملية تقنية للعودة، وإن كانوا يقرون بأن أكثر من 70 بالمئة من النازحين السوريين الموجودين في لبنان عبروا صراحة عن رغبتهم بالعودة الى بلادهم من دون انتظار الحل السياسي الشامل للأزمة، وهو ما أكد عليه أيضاً الرئيس عون أمام المفوض غراندي حين قال له ان ربط العودة بالحل السياسي أمر غير واقعي لأن هذا الحل قد يتأخر بسبب التجاذبات الدولية، ولبنان لم يعد قادراً على تحمل المزيد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتربوية والصحية، إضافة الى تفشي موجة البطالة في صفوف الشباب اللبناني. فالعمالة السورية حلت محل اللبنانيين الذين يلجأ الجيل الشاب منهم إما الى الهجرة أو الانضمام الى قوافل العاطلين عن العمل!

وفيما يتمسك لبنان بطلبه، يبقى الرد الدولي دون الرغبة اللبنانية، لأن جواب المسؤولين الدوليين بأنهم ليسوا عقبة في طريق العودة <لكننا نعمل كي تكون هذه العودة على طريقتنا... نريدها عودة طوعية لا ضغط فيها ولا إكراه ولا ترحيل>. ويلاحظ المسؤولين في لبنان ان زوارهم من المسؤولين الدوليين يحاولون <ارضاءهم> بالحديث عن <مساعدات> سيقررها مؤتمر <بروكسل>، و<دعم> سيوفره المجتمع الدولي للبنان وغيرها من الوعود للتخفيف من ردة الفعل اللبنانية الداعية الى رعاية العودة. وفي هذا الإطار حاول <غراندي> <تكبير حجر> النازحين حين قال في بيروت ان الأزمة كبيرة مع ارتفاع عدد النازحين السوريين الى 5 ملايين سوري، وهو الرقم الأكبر في التاريخ، على ذمة مفوض شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، ما يجعل توفير المال لمساعدتهم وإغاثتهم عملاً صعباً. وفوجئ <غراندي> برد الرئيس عون على هذا الطرح إذ قال رئيس الجمهورية: <لو يدفع الذين أشعلوا هذه الحرب 50 بالمئة مما دفعوه لمعالجة معاناة النازحين... لكان الوضع أفضل>!

 

برنامج إعادة التوطين في دولة ثالثة!

 

تجدر الإشارة الى ان <غراندي> كشف للمسؤولين اللبنانيين عن ان لدى المفوضية برنامجاً حول <إعادة التوطين في دولة ثالثة> يهدف الى توزيع النازحين على البلدان الأخرى، وهو يقول انه تم توزيع نحو 15 ألف نازح على دول عدة، مقراً بأنه عدد قليل <لكنه أفضل من لا شيء>. ويضيف <غراندي> ان البرازيل أعلنت مؤخراً عن استعدادها لاستقبال 3 آلاف نازح، وكذلك الأرجنتين، وهو يأمل ان يشكل مؤتمر <بروكسل> فرصة للدول الأخرى عن اعلانها عن تقاسمها أعداد النازحين في لبنان، لاسيما وان التجارب <مشجعة> إذ بلغ عدد الذين تمت اعادة توطينهم في العام 2016 نحو 20 ألفاً، لكن العدد تراجع في العام 2017 مع تراجع حدة المعارك في سوريا. وحسب <غراندي> فإن ثمة وعوداً من الرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> بأن بلاده ستضاعف حصتها في <إعادة التوطين>.

ولسان حال <غراندي> للبنانيين: <اصبروا... وصبركم ليس مجانياً... بل علينا دعمه>!