تفاصيل الخبر

مؤسسة مجموعة  «WILL » والمبادرة الأولى رلى ثلج: تحرّكنا بعد تفاقم وضــع الـنـفـايــات لإيـجـــاد الـحــلـول ولــرفـض سـيــاســـة الـمـحــاصـصــــات!

01/04/2016
مؤسسة مجموعة  «WILL » والمبادرة الأولى رلى ثلج: تحرّكنا بعد تفاقم وضــع الـنـفـايــات لإيـجـــاد الـحــلـول ولــرفـض سـيــاســـة الـمـحــاصـصــــات!

مؤسسة مجموعة  «WILL » والمبادرة الأولى رلى ثلج: تحرّكنا بعد تفاقم وضــع الـنـفـايــات لإيـجـــاد الـحــلـول ولــرفـض سـيــاســـة الـمـحــاصـصــــات!

 

بقلم وردية بطرس

1

النفايات في لبنان ليست بمشكلة جديدة، فهي ملف مطروح في كل دول العالم الا انه في لبنان فقط يسعى البعض لاختراع الحلول او الحل الأنسب لأزمة النفايات ولكن دون جدوى... فقط في لبنان المحارق ليست حلاً انما أزمة، ومن المتعارف عليه عالمياً ان كل دول العالم تستعمل المحارق ولكن ليس بطريقة عشوائية انما بمواصفات بيئية وعالمية. وما يجب ان يُعمل عليه في لبنان في حال انشاء المحارق هو تفعيل دور الرقابة للحفاظ على مستوى المواصفات المطلوبة. من هنا نجد ان المشكلة الحقيقية ليست بإنشاء محرقة انما بمتابعة عملها والرقابة عليها. فعلى سبيل المثال في فرنسا يوجد عدد لا يُحصى من المحارق المطابقة للمواصفات البيئية العالمية، ويمكن الاستفادة من الرماد المتبقي من عملية الحرق في مجال الصناعة، على سبيل المثال حجارة <الخفان> التي تُستعمل في البناء، دون ان يغيب عن البال <الفلتر> الذي ينقي الدخان المتصاعد من المحرقة ولا يبقى الا الرماد الأسود الذي نجده في الأنابيب، وهو قد يكون ملوثاً، ويمكن التخلص منه عبر الطمر بتقنية معينة. كما ان الطمر هو حل متبع في عدد كبير من البلدان، لكن المشكلة في لبنان هي انتشار المكبات العشوائية وبالتالي ما من مطمر صحي هناك، إنما يمكن العمل على استحداث او اعادة تأهيل المطامر الموجودة في لبنان لتكون مطابقة للشروط (مساحة أرض معينة، طبقة عازلة للحفاظ على المياه الجوفية، ويتم الطمر بطريقة صحية اي بشكل منحدر وعبر طبقات، وعند الوصول الى نقطة الاستيعاب القصوى لكل طبقة يتم وضع أنبوب كبير ويُطمر مع النفايات فيكون متنفساً للغازات المنبعثة من المواد المتخمرة في المطمر ويستمر على هذا الشكل حتى الوصول الى الحد الأقصى لاستيعاب المطمر).

في أواخر آب (أغسطس) 2015، واثر رفض مجلس الوزراء اللبناني لنتائج مناقصات النفايات الصلبة، كُف دور وزارة البيئة عن الملف، فكانت خطة المطامر واللامركزية في أيلول (سبتمبر) 2015، وخطة الترحيل في كانون الأول (ديسمبر) 2015، وأخيراً خطة المعالجة الأولية والمطامر في آذار (مارس) 2016. لكن هل هذه الحلول كانت الأفضل؟ بحسب مصدر في وزارة البيئة، فهي: أولاً: لم تنجح في رفع النفايات المتراكمة عن الأرض الا بعد 8 أشهر على انطلاق الأزمة، فيما لو تمت الموافقة على نتائج المناقصات في حينه، لكان بدأ تشغيل المعامل والمطامر الجديدة خلال فترة 6 أشهر كحدٍ أقصى. كما أنّها لم تأتِ بأي جديد، لا بل معظمها عادت بلبنان الى المربع الأول من الحلول (اي المطمر)، فيما أسفرت المناقصات عن طرح حلول جديدة للبنان تؤمن نسبة معالجة تصل الى 75 بالمئة. ثالثاً: رفعت الكلفة بنحو 30 بالمئة من دون تحسين في المعالجة ووصلت الى نحو 190 دولاراً للطن في حل الترحيل. وهنا لا بد من التذكير بأن كلفة خدمات شركتي <سوكلين> و<سوكومي> لناحية الجمع وتشغيل معامل الفرز والمعالجة (بنسبة لا تتخطى الـ10بالمئة) والطمر الصحي هي نحو 145 - 150 دولاراً للطن، فيما المناقصات التي رفض مجلس الوزراء نتائجها أسفرت عن كلفة جمع وفرز ومعالجة (بنسبة 60 الى 75 بالمئة) وطمر صحي لا تتعدى الـ120 دولاراً للطن (بما فيه كلفة الاستثمار على أساس فترة تعاقدية تمتد على 7 سنوات).

ومع تفاقم الأزمة نزل الناس الى الشوارع مطالبين بحل المشكلة ولكن لا أحد يبالي بصحة اللبنانيين، فيما المجتمع المدني يرفع الصوت عالياً محاولاً ان يضغط على مجلس الوزراء لايجاد الحل الأنسب والأفضل لهذه الأزمة.

مجموعة <WILL> تأسست من رحم أزمة النفايات

وانطلاقاً من موقع المرأة اللبنانية كأم تخشى على صحة أولادها، وكمواطنة تتألم لرؤية بلدها يغرق بالنفايات، وجدت أنه لا بد من القيام بمجهود لحل هذه الأزمة التي تهدد الوطن بأكمله، فتلاقت مجموعة من السيدات الناشطات لرفع الصوت والعمل والبحث عن الحلول لمواجهة أزمة النفايات التي يتخبط فيها لبنان منذ الصيف الماضي، وقد أنشأن مجموعة < Women Initiative For Leadership In Lebanon> <WILL> بعدما شعرن بالخطر الذي يهدد صحة الناس وطبعاً صحة أولادهن. والناشطات في هذه المجموعة أردن ان يتم ترحيل النفايات الى الخارج، ولكنهن أدركن ان المسؤولين يريدون المطامر والمحارق لانها مسألة مربحة لهم، وللأسف صحة المواطنين لا تدخل ضمن حساباتهم. ترى هل يمكن للنساء ان يحققن الأهداف اذا تعاونن وبذلن جهداً كبيراً؟ وهل في بلد مثل لبنان يمكن للنساء ان يقمن بمثل هذه الخطوات لحل أزمة النفايات؟

السيدة رلى ثلج تشرح واقع الحال

 

<الأفكار> التقت الناشطة السيدة رلى ثلج مؤسِسة مجموعة <WILL> للتعرّف أكثر على دور المجموعة ومهامها، والخطوات التي اتخذتها الناشطات في هذه المجموعة، وماذا عن موقفهن من المطامر والمحارق. ونسأل السيدة رلى ثلج:

ــ متى تأسست مجموعة <WILL>؟ وما الذي دفعكن كسيدات للاهتمام بملف النفايات؟

- تأسست مجموعة < Women Initiative For Leadership In Lebanon> <WILL> في شهر تشرين الأول/ اكتوبر 2015 من رحم أزمة النفايات. أسستها نساء يخشين على أبنائهن وعائلاتهن ورافضات للذل ولسياسة المحاصصة الطاغية على أهل السلطة في لبنان. لقد استعانت الجمعية بخبراء فنلنديين لتثقيفنا حول سبل معالجة الأزمة دون الوقوع في مطبات ادعاء المعرفة، والتي وقع فيها كثيرون من الحراك المدني.

 

معركة ترحيل النفايات الى الخارج

 

ــ ما هي الخطوات التي قامت بها المجموعة منذ تأسيسها لغاية اليوم؟

- كانت لنا أول معركة وهي ترحيل النفايات الى دول أوروبية بعد ان تأكدنا من سفارات عدة ان الترحيل عُرض على الدولة اللبنانية، ولكن لم تُعطَ للأمر أهمية، وذلك لأن أركان السلطة يريدون المطامر والمحارق والتي توفر لهم ايرادات كبيرة ولو على حساب صحة أبناء البلد. فما لبثت مجموعتنا ان اصطدمت بتعنت المجموعات الأخرى، والتي لم تقدّم حلولاً منطقية للمعالجة الفورية لحوالى 800 ألف طن من النفايات المنتشرة في الوديان والأنهر والبحر... 800 ألف طن لوثت وسرطنت مياهنا وتربتنا وهواءنا. فمن الواضح ان ملف النفايات هو ملف مسيس بامتياز. وحاله حال الكهرباء والتي بالامكان الحصول عليها، انما <مافيات> المولدات وبالرغم من التلوث المستفحل، تؤمن ايرادات ضخمة لأهل السلطة الفاسدة أنفسهم. فإذا علمنا ان أصحاب المطامع في المطامر سيدخلون الى صناديقهم أكثر من 100 مليون دولار سنوياً، ندرك حينئذٍ ان استفحالهم بفتح المطامر هو مسألة حياة او موت.

المطامر والسرقة

وتتابع السيدة ثلج:

- لقد تواصلنا مع الوزير أكرم شهيب للضغط في موضوع كلفة الترحيل، وكنا قد استحصلنا على وعد لانتداب لجان من المجتمع المدني ورموز الحراك لمراقبة التوزيع في ملف الترحيل. انما مجموعة الحراك شاءت ان تفشل الترحيل بحجة سرقة المال العام، علماً ان السرقة في اعتماد حل المطامر هي أكثر كلفة وتهدد صحتنا في الوقت نفسه.

وعن نشاط المجموعة تقول:

- ان مجموعة <WILL> موجودة على <الفايسبوك> ويصل مجموع المنتسبات إليها إلى حدّ الـ 6600 امرأة، ولكن الملتزمات لا يتعدين الـ200 امرأة. وقد تأسست <WILL> أيضاً في الولايات المتحدة من لبنانيات ناشطات. وهدفنا تثقيف الفرد حول حقوقه المدنية، وحثه على رفض العبودية المفروضة من طغاة الطائفية. أما على الصعيد العملي فقد تقدّمنا بشكوى جزائية ضد رؤساء البلديات الذين يقومون بحرق النفايات، لما يتسبب ذلك في الإصابة بأمراض مزمنة وقتل فوري في بعض الأحيان. وكان أملنا ان يتم ترحيل النفايات ولكن كان هناك سعي من قبل أهل السياسة الا يحصل ذلك، وقد اعتُمد خيار اللجوء الى ايجاد مطامر، مع العلم انه يُسمح بطمر النفايات بنسبة 5 بالمئة فقط.

ــ من يدعم مجموعة <WILL> على الصعيد المادي؟

- لا أحد يدعمنا مادياً، بل نحن كأعضاء في المجموعة نقدّم من مالنا الخاص لسير عمل المجموعة لمواصلة جهودنا ونشاطاتنا بما يتعلق بملف النفايات.

ــ هل كانت للمجموعة لقاءات مع المعنيين والمسؤولين عن ملف النفايات؟

- البعض يرى ان الحراك المدني يتظاهر ويطلق الصرخة في الشارع لايصال الصوت الى المسؤولين، ولكن طالما أن المسؤولين موجودون في الحكومة فمن الأفضل ان نجلس مع الوزراء او الوزير المعني لوضع خطة مدروسة وصارمة لتنفيذها على الأرض، بدل ان يصرخ المتظاهرون في الساحات والشوارع ولا نصل الى الحلول.

ليس للحراك المدني وجهة واضحة

 

ــ ألم تشاركوا في الحراك المدني؟

- لا نشارك الآن في الحراك المدني لأنه ليس لهذا الحراك وجهة واضحة، فالناس سئموا من الوضع الراهن، كما انه لا نريد ان يتحول هذا الحراك الى الفوضى، خاصة وقد رأينا كيف أدت التظاهرات في الدول العربية سواء في مصر او ليبيا او تونس الى الكثير من العنف والفوضى والانفلات الأمني الى ما هنالك. فمنذ ثلاثة أشهر كنا نشارك في الحراك المدني ومن ثم توقفنا ولم نعد نشارك، اذ كان هدفنا ازالة النفايات من الشوارع والأحياء السكنية في مختلف المناطق اللبنانية، في حين ان الوزراء كان هدفهم ليس الترحيل بل اللجوء الى المطامر كحل لأزمة النفايات، علماً ان المطامر ليست نظيفة، فليس هناك مطمر صحي، إذ ان المطامر الصحية تستقبل فقط من 5 الى 10 بالمئة والباقي لا يمكن ان تستقبله، وبالتالي ستؤدي النفايات التي ستُرمى في المطامر الى تلويث التربة.

ــ هل من مشاريع مستقبلية؟

- لقد حضّرنا دراسة قانونية وسنعرضها على مجلس النواب، ولا أودّ الآن ان أتحدث عن هذه الدراسة لأن هناك مشروعاً نعمل لتنفيذه، فنحن لا نتهافت للظهور على شاشات التلفزة للتحدث عن خطواتنا ومشاريعنا، بل نريد ان نعمل بجهد وجدية. كما اننا نقوم بتوعية الناس عبر صفحتنا على <الفايسبوك>، اذ يهمنا ان يعرف اللبنانيون حقوقهم وواجباتهم تجاه الدولة.

2

الناشطة ابتسام كعدي.. والكفاح

 لحل أزمة النفايات

 

الى الناشطة السيدة ابتسام كعدي التي تبدي اهتمامها بملف النفايات من منطلق كونها أماً تخاف على صحة أولادها من جهة، ومن جهة أخرى كمواطنة ترفض ان تقف كمتفرجة دون ان تحرك ساكناً وتقول:

انني كبقية اللبنانيين أشعر بالاشمئزاز مما يحصل لبلدنا الذي غمرته النفايات منذ الصيف الماضي، ولا أحد يسارع لايجاد الحلول الصحيحة حفاظاً على صحة الناس والبيئة. للأسف عندما بدأت أزمة النفايات كنت في الخارج وعندما عدت ورأيت النفايات مكدسة في الشوارع شعرت بألم وغصة إذ كيف يمكن ان ارى بلدي هكذا دون ان احرك ساكناً، فانضممت الى المجموعة لأنني رأيت ان هذه المشكلة تطال صحتنا جميعاً وستتسبب لنا بالأمراض والمشاكل الصحية اذا لم تُعالج بأسرع ما يمكن. وقد تحمست للمشاركة في الحراك المدني، ولكن للأسف رسالة الحراك لم تعد كما بدأت، اذ لكل واحد منهم توجهه.

وعن مطالب المجموعة تقول السيدة كعدي:

- نحن اليوم كمجموعة <WILL> نزلنا الى الشارع وطالبنا بترحيل النفايات، ولكن للأسف الطقم السياسي في لبنان منغمس بالفساد ولا يهمه سوى جمع المال دون ايجاد الحلول المفيدة لهذه الأزمة التي تطال جميع اللبنانيين وتؤثر على البيئة. وبالنسبة الي فقد انضممت الى مجموعة <WILL> لانني أردت كأم وكمواطنة ان أقوم بشيء من أجل بلدي الذي أحبه والذي لا أريد ان ابتعد عنه مهما كانت الظروف صعبة، فزوجي وهو أجنبي يفكر بمغادرة لبنان ولكنني متمسكة بالبقاء هنا بالرغم من كل شيء. ولهذا اليوم نحارب كسيدات للوصول الى هدفنا الا وهو حل أزمة النفايات التي تهدد حياتنا وصحتنا وبلدنا. فالمرأة اللبنانية اليوم اذا عملت جاهدة بامكانها ان تحقق الكثير، وهي قادرة ان تنجز الكثير اذا رفعت الصوت عالياً وطالبت بايجاد الحلول السريعة والسليمة لهذه المشكلة، فالأمر لم يعد مقبولاً بأن نقف مكتوفي الأيدي دون التحرك والعمل معاً للخروج من هذه الأزمة التي تهدد لبنان بكل ما في الكلمة من معنى.