تفاصيل الخبر

مؤسســـة فرقـــة ”لــي باليـــه دو بيـــروت“ كـــارلا ضـــــو: ”دريم بلان دو“ مفكرة يومية بأبعاد فنية وثقافية مهمة!

15/02/2019
مؤسســـة فرقـــة ”لــي باليـــه دو بيـــروت“ كـــارلا ضـــــو:  ”دريم بلان دو“ مفكرة يومية بأبعاد فنية وثقافية مهمة!

مؤسســـة فرقـــة ”لــي باليـــه دو بيـــروت“ كـــارلا ضـــــو: ”دريم بلان دو“ مفكرة يومية بأبعاد فنية وثقافية مهمة!

 

بقلم عبير انطون

نظّم سنتك على وقع خطوات الباليه الأنيقة من قلب بيروت الجميلة، هذا ما يدعوك اليه مشروع <Dream plan do دريم بلان دو> الذي يفرد على صفحاته صورا لراقصات الباليه بأزيائهن الخاصة، يتنشقن رحيق العاصمة ويلقين الضوء على امكنتها وذاكرتها فيضيئ فن الرقص على المعالم التاريخية والتراثية وحتى الحديثة للمدينة. الراقصات ينتمين الى فرقة <ليه باليه دو بيروت> التي أسستها كارلا ضو راقصة الفن الجميل والمدربة عليه. فما هو مشروع <دريم بلان دو>؟ كيف تم اختيار الصبايا والاماكن البيروتية، والى ماذا تصبو الفرقة بعد؟

مع المؤسسة ومديرة المشروع كارلا ضو كان حوار <الافكار> حول المشروع الثقافي المميز...

في الواقع، كمدربة حياة ومديرة فنية في الاستوديو، استوحيت الفكرة تقول كارلا من <مشروع باليه عالمي> و<باليه في المدينة> لتصوير راقصات الباليه في بيروت. تمّ المشروع على مرحلتين: مرحلة اولى تم في خلالها التقاط الصور من قبل مصورين محترفين في سبعة عشر مكانا مميزا في بيروت على مدى ثلاثة أيام، وهي مجموعة الصور المأخوذة كبيرة للراقصات بوقفات الباليه المعتادة ولم تنشر كلها، علما اننا حصرنا التصوير في مساحة العاصمة، وكانت الصبايا الأربع عشرة يتحضرن منذ الصباح، وهن في أعمار تتراوح ما بين الثامنة والثامنة عشرة، في المستويين المتقدم والمتوسط من الرقص، وقد استثنينا فئة الأصغر سنا هذه المرة علما انهن موجودات في الفرقة بعدد لا بأس به.

وتكمل كارلا:

- المرحلة الثانية كانت لإعداد الـ<دريم بلان دو> وهو عبارة عن دفتر يومي مصغر شبيه بالاجندة، استغرق حوالى الستة اشهر لاعداده مع مرحلة اختيار الصور وتقسيم الاجندة بحسب السنة الى اربعة مربعات، بحيث فردنا فيها مساحة لكتابة الاهداف العريضة لحاملها، اكانت اهدافا صحية ام دراسية او فنية او ابداعية او غيرها. يمكن تعريفها بالقول انها <مُنظِم عملي وهادف>، ترافق الفرد منا في يومياته أكان موظفا ام عاملا أو تلميذا، يكتب عليها ما يبغي انجازه في اليوم او الايام الآتية، وفيها نترك المجال للتعبير الحر. في صفوفي لتعليم الباليه مثلا فانني استخدمها في الجانب التعليمي اذ ندوّن عليها ما تم درسه وما يجب التمرين عليه مجددا في المنزل، حتى ان تلامذة الجامعات الذين شجعوها بقوة يستعينون بها لتدوين امتحاناتهم ومواعيدها وايام العطل والسفر الى ما هنالك.

وتستطرد قائلة:

- تستقطب الـ<دريم بلان دو> مختلف الأعمار وتبعث من خلال صور <الباليرينات> فيها على الحماس والحيوية والانطلاق لايام جديدة، فتعطي دفعا إيجابيا لحاملها، كما انها تضم <كوتس>، هي عبارة عن جمل قصيرة تدعو الى التفكير في مجالات مختلفة تهدف الى التمكين وبناء القدرات والشجاعة والطموح. في <دريم بلان دو> نوع من التطوير الشخصي حتى، اذ من خلال تدوين ما ينجزه الفرد عليها للعودة اليه لاحقا يستطيع رسم خط بياني عن حاله، فضلا عن صفحات مخطط

أسبوعي يمكنك عليها كتابة قائمة المهام المراد اتباعها. طبعنا حوالى الف نسخة، وهي مقبولة الحجم جدا بحيث يمكن ان ترافقنا في اية حقيبة.

 ونسأل كارلا:

 ــ لكن، وان كان الحث على تمكين المرأة جزءاً من مشروعكم، لماذا استبعدتم الراقصين الشباب، وهم ايضا يساهمون في رسم صورة حلوة عن الفن الجميل في بيروت؟

- ضغطنا بالوقت. وبالطبع نشجع الذكور. ربما لاحقا... كذلك يمكننا ان نخرج من بيروت في صورنا مع <الباليرينات>... ففي لبنان اكثر من موقع اثري وتراثي مهم ويمكن الاضاءة عليه.

 

 وللعقل... تمريناته!

 

ولما نقول لكارلا بأن مشروعها جريء اليوم مع وجود <الديجيتال> والهواتف الذكية التي أصبحت هي ذاكرتنا التي لا غنى لنا عنها مستفسرين منها عن جدوى العودة الى الورقة والقلم تجيب صاحبة الفكرة:

- هنا بيت القصيد. فأنا كـ<مدربة حياة> (لايف كوتش) هدفي أن اشجع الناس على الورقة والقلم اللذين ما عدنا نستخدمهما في يومياتنا علما ان هذا خطأ كبير، فتمرين العقل هو واجب تماما كتمرين اي عضلة من عضلات الجسد حتى يبقى يقظا متألقا، فلا نكتفي باستخدام اصبعنا على الاجهزة الذكية. من المهم جدا ان ندوّن بيدنا لائحة أهدافنا وما نريد تحقيقه من انجازات حتى نسعى الى تحقيقها، كما انه من الجائز جدا ان نطلقها كتطبيق عبر الهاتف المحمول لاحقا.

مجموعة أهداف...!

إبتغينا من خلال <دريم بلان دو> تحقيق مجموعة اهداف تقول كارلا وتوجزها كالآتي:

- أولا الاضاءة على جمال مدينتنا وتحفها العمرانية والشعبية تراثية كانت او حديثة، وعلى جمال راقصات الباليه بلباسهن الأنيق امامها.

 ثانيا، تسليط الضوء على موضوع <تمكين المرأة> فلا تكون جميلة فقط، انما قوية ومتمكنة كراقصات الباليه. فهذا الفن الذي يعد الاعرق، اكتسب تقنياته من تطبيق نظام صارم في التدريب والتجارب على مدى أكثر من أربعة قرون، واعتمدت تقنياته على جعل الجسم يتحرك بأكبر قدر ممكن من المرونة والسرعة والرشاقة والاهم السيطرة. انه لياقة جسدية وفكرية أكثر منه رقصا تقليديا.

 ثالثا، وهو هدف اساسي ايضا، الدعوة من خلال هذه الصور الى الحث على الاستمتاع بجمال المدينة وبالتالي رسالتنا هي في الحفاظ عليها وعلى تراثها وجوها وحمايتها من العنف البيئي والعمراني او الاجتماعي او حتى السياسي فكلنا ابناؤها على اختلاف مشاربنا وانتماءاتنا وادياننا وهي القلب الحاضن لنا جميعا.

 اما الهدف الأخير فهو دعم رقص الباليه في لبنان، وتحديدا فرقة <لي باليه دو بيروت> التي اسستها، وذلك من خلال تجيير الجزء الذي يعود بالارباح من جراء شرائها الى دعم برنامج التدريب المستمر للراقصات واحياء الورش الفنية حوله وقد نقوم بها هذه المرة في فرنسا ان تمكنا من ذلك.

 

باليه... شرقي!

وتشرح كارلا المراحل التي قطعتها لتأسيس الفرقة:

 - رقص الباليه هو شغفي منذ صغري. علّمته في المركز الثقافي الروسي لمدة خمسة عشر عاما، بعدها أردت أن أتطور في عملي وترجمت ذلك بالانتقال الى التدريب في مكان أكبر في فردان (موندي فيتنيس ستوديو) حيث أنواع التدريب والرقص المختلف ومن ضمنه فرقة <لي باليه دو بيروت> خاصة ان هذا الفن لا يلقى دعما كافيا في لبنان، ولا مجالات للعمل فيه، فيضطر الراقص او الراقصة الى عمل آخر أساسي يكسب منه لقمة عيشه، ويضحي الباليه جانبا ثانويا. لقد كانت الأصداء المرافقة لتأسيس الفرقة جد إيجابية وهذا مشجع، وكان احتفال الافتتاح ممتازا بحيث قدمنا باليه شرقيا اخترناه من <باليه شهرزاد> وأدخلنا فيه موسيقى <قدك المياس> و<سيمفونية> للرحابنة سجلوها مع الاوركسترا في كييف فضلا عن موسيقى من

<الف ليلة وليلة>. وقد بدأنا نطلب الى حفلات عديدة، بينها الزفة للعروس او افتتاح مهرجانات وغيرها، وهذه فاتحة خير.

وعما إذا كانت تخشى على فن الباليه في لبنان، او على وجهه الكلاسيكي المعروف مع ما يدخل عليه من جديد حتى من خلال بعض التمارين الرياضية تشرح كارلا:

- لا خوف عليه على الاطلاق. عالميا هو فن راسخ ومتجذر والحفلات التي تعنى به تكون محجوزة بالكامل. في لبنان أيضا لا خشية عليه ولو أن الجو ليس ملائما جدا له بسبب ما ذكرته سابقا من غياب لفرص العمل فيه. لكنه، وحتى اليوم يشكل الرافد الاول لكل انواع الرقص فاذا ما رأيت راقصا يجيد أي نوع كالـ<هيب هوب> او رقص الصالونات او اي نوع آخر، وسألته عن بداياته فسيقول لك بأنه تعلم أصول الباليه أولا.

وأضافت:

- وأهمية هذا الفن في اي مجتمع تتخطى حدود الغنى الثقافي الفردي، والتوازن الجسدي الفكري للشخص، والتركيز على حركاته والتعبير عن شعوره من خلال حركة جسده وليونة عضلاته وحس الايقاع لديه، الى الثقة بالنفس والتواصل الافضل مع محيطه، ما ينعكس على الجو العام ايضا. فهذا النوع من الرقص يتعدى الشخصي الى ما هو جماعي عام، وهو يفتح آفاق المجتمع على ثقافات اخرى وانواع اخرى من الفنون لاسيما عبر الموسيقى الكلاسيكية او الحديثة والمعاصرة التي ترافقه.

واستطردت قائلة:

- اما بالنسبة الى استخدامه في برامج جديدة من التنحيف واللياقة فهذا الامر ايجابي جدا ومن حول العالم كله، وقد بات هذا الأمر معتمدا اليوم للراشدين كما للصغار أو كمثل <BARRE METHOD>، <Pilates Reformer Machines> أو <LE PILATES> وهي الطريقة التي باتت منتشرة على نطاق واسع جدا حاليا، وهي كناية عن نظام للنشاط البدني الذي طور في أوائل القرن العشرين من قبل عاشق الرياضة وجسد الإنسان، <جوزيف بيلاتيس> الآتي من خلفية عالم الباليه، وهي طريقة تمارس على السجاد مع أو بدون ملحقات أو استخدام الأجهزة، وتهدف إلى تطوير العضلات العميقة، وتحسين الموقف، وتوازن العضلات والاسترخاء المشترك لصيانة أو تحسين أو استعادة الوظائف الجسدية.وفي ايامنا، حيث بات المظهر العام يحتل حيزا مهماً، يتهافت الجميع الى هذه البرامج، ويشكل الـ<سترتشينغ> (التمديد) الذي يرافق الباليه مثلا محطة اساسية لجسد ممشوق ولين، كما انه يساعد على اتخاذ الوضعيات الصحية الصحيحة للظهر والرقبة، لذلك فإن حسناته اكثر من ان تحصى.