تفاصيل الخبر

«مؤسسة الفكر العربي» تنهي مؤتمرها «فكر 14» في القاهرة برئاسة الأمير بندر بن خالد الفيصل!

18/12/2015
«مؤسسة الفكر العربي» تنهي مؤتمرها «فكر 14»  في القاهرة برئاسة الأمير بندر بن خالد الفيصل!

«مؤسسة الفكر العربي» تنهي مؤتمرها «فكر 14» في القاهرة برئاسة الأمير بندر بن خالد الفيصل!

بقلم عبير انطون

 

بهية-الحريلرى-وميرفت-التلاوى كرمت <مؤسسة الفكر العربي> في احتفالية ضخمة خلال المؤتمر السنوي الرابع عشر <فكر 14> الذي نظمته المؤسسة بالتعاون مع الجامعة العربية بعنوان: <التكامل العربي: تحدّيات وآفاق> برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبحضور رئيسها الأمير خالد الفيصل والأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة المؤسسة وبهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة وطاهر المصري رئيس وزراء الأردن الأسبق ومجلس أمنائها ولفيف من المفكرين العرب المشاركين بالمؤتمر، الفائزين بجائزة <مسيرة عطاء> للعام ٢٠١٥ وهما الرئيس المصري السابق المستشار عدلي منصور ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في دولة الإمــــارات الفريـــــق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان.

كما كرّمت الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي والأمينين العامين السابقين الشاذلي القليبي وعمرو موسى تقديراً لعطائهم في خدمة قضايا الأمة العربية. وتمّ في الاحتفالية ذاتها تكريم الفائزين بجوائز الإبداع والفائز بجائزة أحسن كتاب لهذا العام.

وفي كلمة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأمير بندر بن خالد الفيصل أعتبر أن تكريم فرسان الإبداع العربي يعكس التقدير لإبداعاتهم المميزة في خدمة قضايا الأمة، مشيراً إلى أنه في عام ٢٠٠٢ انطلقت جوائز الإبداع لتكريم المبدعين وتحفيز الموهوبين وإيجاد فرص لمسيرة التميز للشباب وتشجيعاً لأدوارهم المنشودة مستقبلاً، مؤكداً على مراعاة الشفافية في الجائزة عبر لجان تحكيم تطبق معايير ومنهجية محددة تسير وفق نهج المؤسسة ومؤتمراتها وفعالياتها التي تسعى لتوسيع دائرة عملها وقال: إنه تم استحداث جائزة تُمنح لأهم كتاب عربي.

وقال الأمير بندر الفيصل: إنه تقرر تقديم جوائز تقديراً لمسيرة عطاء الشخصيات البارزة في أوطانها، فضلاً عن تكريم رواد العمل العربي المشترك في ذكرى مرور٧٠ عاماً على الجامعة إسهاماً في استعادة دور المبدعين تجاه الأمة والإسهام في إثراء الحضارة الإنسانية.

دلماذا عدلي منصور؟

 

وبدوره، أعلن مدير عام <مؤسسة الفكر العربي> هنري العويط أسماء المكرمين بجوائز <مسيرة عطاء> لعام 2015 وهما الرئيس المصري السابق المستشار عدلي منصور ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية بدولة الإمارات الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان. وجاء تكريم عدلي منصور تقديراً لدوره في سلك القضاء وتتويجاً لرئاسته المحكمة الدستورية العليا ورئاسة مصر في مرحلة بالغة الخطورة مجسداً نموذجاً يُحتذى في الزهد بالمناصب ودورا بالغ الأهمية.

وعبّر المستشار عدلي منصور عن سعادته بالمشاركة في مؤتمر <مؤسسة الفكر العربي>، مؤكداً أنها توازن بشكل دقيق بين الفكر والقيم والعلوم والعروبة، منوهاً بجهود مؤسسها الأمير خالد الفيصل ومجلس أمنائها حيث باتت واحدة من أبرز مؤسسات الفكر في الوطن العربي، وأصبحت ميدان ضوء ينير الأمة العربية، مشيراً إلى أن الوطن العربي في حاجة ماسة إلى ربيع آخر هو ربيع الحضارة ولا يمكن أن ينشأ إلا بالفكر والعقل ليأخذنا إلى موقعنا بين الأمم حيث لا معنى لنهضة تعمل بالمادة وحدها وإنما لا بدّ أن يقوم المشروع النهضوي على العقل والروح والقلب النابض.

وأضاف عدلي منصور:

-  إن الوطن شهد ربيعاً قصيراً تعثر بالإرهاب، ولكن تمكن قوى الشر لا يجب أن يثنينا عن إعمال العقل، مؤكداً أن منحنى الهبوط ليس خالداً ولا بدّ أن نستأنف الطريق بكل حزم وإيمان.

 وجاء تكريم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي الفريق سيف بن زايد آل نهيان بجائزة <مسيرة عطاء> تقديراً لإسهامه في المجال الأمني والتنمية الحضارية تقديراً للقفزات النوعية التي حققها في بلده الذي تتعايش فيه أكثر من ٢٠٠ جنسية، كما تصدرت الإمارات التقارير العالمية في سيادة القانون والارتقاء بالعمل الشرطي الذي تجاوز العمل النمطي إلى المشاركة المجتمعية التي مكنته من كسب ثقة الجمهور وتعاونه. وقال الشيخ سيف بن زايد: <إن التجارب أثبتت أن أمن المجتمعات مرهون بالجهود الفكرية، وبناء الإنسان لا يقتصر على المال فحسب وإنما بالفكر الرشيد>.

 

كلمة الشاذلي القليبي

تكريم-نبيل-العربي

كما تمّ في الاحتفالية تكريم الأمناء العامين <الأحياء> للجامعة العربية، وفي مقدمتهم الأمين العام الأسبق الشاذلي القليبي، وهو الأمين العام الرابع للجامعة العربية لمدة عشر سنوات حتى ١٩٩٠ في مرحلة عربية فارقة وصعبة التحديات، وقد أناب عنه الدكتور عبد اللطيف عبيد الأمين العام المساعد لدى الجامعة والذي عبر في الكلمة التي ألقاها باسم القليبي، عن تقديره لكل من الجامعة العربية وللدور المرموق لـ<مؤسسة الفكر العربي> في خدمة القضايا العربية والعمل العربي المشترك لتمكينه في التفكير والتباحث في التحديات والمخاطر المحدقة بمصالح الأمة وشعوبها، مؤكداً على أهمية الجامعة العربية للمّ الشمل العربي وتوحيد الأطر السياسية في ظل عالم مندفع نحو المجهول وليس لدولة واحدة أن تتنبأ بما سيأتي به المستقبل.

ثم كرّمت المؤسسة الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى لجرأته ومواقفه القومية الشجاعة وحضوره المشرف أمام المحافل الإقليمية والدولية، وإسهامه في تطوير الجامعة ومنظومة العمل العربي المشترك لإحراز التقدم المنشود نحو التكامل العربي. ونبّه مــــوسى عقــــب تسلمه الجائزة إلى أن الوطن في خطر والأمة في أزمة والعالم العربي يتعرض للتمزق ولكنه أردف قائلاً: <لدينا أمل كبير في أن نعبر الأزمة ونهزم التحدي، وبداية المسيرة هي الفكر السليم>.

ونـــــوّه موسى بكلمة الأمير بندر الفيصل حول ضرورة رقي الأمة، داعياً إلى تجاوز التخلف، والرقــــي بالأمة من خلال فكر متقدم ودعم الشباب ودفعه للإمام وتشجيع الإبـــــداع وتحفيز الشباب على أن يفكر ويبدع.

 

كلمة نبيل العربي

 

ثم كرّمت المؤسسة الأمين العام الحالي للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لدوره الثري ومسيرة عطائه الدبلوماسية، فهو الأمين العام السابع للجامعة وقد تولى منصبه في وقت اشتدت به الصعاب التي تواجه الأمة العربية.

وبدوره، قال العربي إن الربيع العربي انطلق لتحقيق العدالة بينما تغير العديد من الأمور التي تتطلب فكراً جديداً للتعامل مع المستقبل، مشيراً إلى أن الجامعة العربية مرآة لما تتفق عليه الدول ولا بدّ من العمل على إحياء الفكرة التي تأسست لأجلها الجامعة والتقدم لتحقيق الأهداف المرجوة في المستقبل. وقال إنه تم الانتهاء من التعديلات الجديدة لميثاق الجامعة العربية وسيتم قريباً التصديق عليها، وأهدى بدوره الأمير خالد الفيصل درع الجامعة.

وكذلك جرى تكريم الدكتور محمد نور الدين أفاية ومنحه جائزة عن أهم كتاب عربي في النقد الفلسفي المعاصر، والدكتور صلاح صبري عبيه في مجال الإبداع العلمي، وجائزة <الإبداع التقني> لناصر بن محمد العقيلي من المملكة السعودية، في حين نال <اتحاد لجان العمل الزراعي من دولة فلسطين> جائزة <الإبداع الاقتصادي>، فيما ذهبت <جائزة الإبداع المجتمعي> الى قيس بن سالم بن محمد المقرشي من سلطنة عمان، وعن الإبداع الإعلامي لروان جمال الضامن من الأردن، وعن <الإبداع الادبي> لرؤى الصغير من تونس عن روايتها <ذاكرة الرصيف>، وعن <الإبداع الفني> <جمعية عرب الموسيقى اللبنانية>.

تكريم-الرئيس-عدلي-منصور

كلمة الرئيس السيسي

 وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد القى كلمة في افتتاح مؤتمر <مؤسسة الفكر العربي> معرباً فيها إن التحديات التي يمر بها وطننا العربي ولاسيما بعض دوله لم تعد تقتصر على كونها مجرد مشكلات تواجهها الدول العربية، وإنما باتت تشكل تهديداً وجودياً مباشراً لكيانات تلك الدول ومقدرات شعوبها، وهو الأمر الذي يتطلب ضرورة الحفاظ على وحدة التراب الوطني للدول العربية القائمة والعمل على تطوير وتفعيل النظام الإقليمي العربي كإطار منظم لكافة أوجه العلاقات التكاملية وللاتفاقيات على كافة الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والثقافية.

 و<مؤسسة الفكر العربي> هي مؤسسة دولية مستقلة غير ربحية تُعنى بمختلف مجالات المعرفة وتسعى لتوحيد الجهود الفكرية والثقافية ولتضامن الأمة والنهوض بها، وقد اختتمت <مؤسسة الفكر العربي> فاعليات إطلاق التقرير الثامن للتنمية الثقافية، <التكامل العربي>: تجارب، تحديات، وآفاق>، المقام في مصر، والذي تضمن ستة تقارير تغطي مختلف جوانب التكامل العربي، وإشكاليات الهوية العربية وتحدياتها، والتكامل العربي ومشروع الدولة الوطنية، والثقافة العربية في إقليمٍ مضطرب، وتضمن الملحق مجموعة من الوثائق الخاصة بجامعة الدول العربية، ويُشار إلى أنه للمرة الأولى يتم إعداد هذا التقرير من خلال ست ورش عمل تحضيرية، عُقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وبالتعاون معها، على مدى أسبوعين، بمعدل يومين للورشة الواحدة، وخُصصت كل ورشة في محورٍ من المحاور الستة، قام بمناقشتها مجموعة من الخبراء بلغ عددهم 26 خبيراً ومفكراً وباحثاً ينتمون إلى مختلف الاختصاصات وإلى معظم البلدان العربية. وقد اختصت التقارير بثلاثة جوانب: <تجارب، تحديات، وآفاق>، وعرضت ما تم إنجازه على مدى سبعين عاما من العمل العربي المشترك، وأبرزت التحديات الراهنة والمعوقات، وسعت إلى استشراف آفاق المستقبل للحفاظ على هويتها.