تفاصيل الخبر

موسكو تستبق تدخلها للمساعدة في تشكيل الحكومة بسلسلة لقاءات مع المكونات السياسية اللبنانية!

30/11/2018
موسكو تستبق تدخلها للمساعدة في تشكيل الحكومة  بسلسلة لقاءات مع المكونات السياسية اللبنانية!

موسكو تستبق تدخلها للمساعدة في تشكيل الحكومة بسلسلة لقاءات مع المكونات السياسية اللبنانية!

 

في الوقت الذي تبدو فيه المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم مجمدة بفعل <تطويقها> أميركياً وأوروبياً، وفيما ينتظر لبنان تفعيل اللجنة اللبنانية ــ الروسية المشتركة التي يفترض أن تنظم العودة، يبدو ان موسكو قررت الدخول على خط المساعي لإيجاد حلول للأزمات السياسية اللبنانية بدءاً من الأزمة الحكومية التي أنهت شهرها السادس. من هنا بدت الدعوات المتتالية التي توجهها ادارة الرئيس <فلاديمير بوتين> لقياديين لبنانيين سواء كانوا من الرواد التقليديين لـ<الساحة الحمراء> أو كانوا من الزوار الجدد الذين اختبروا <صقيع> موسكو ثم تآلفوا معه. من هنا اندرجت الزيارات المتلاحقة للنائب تيمور جنبلاط مع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي، وقبله الرئيس سعد الحريري، ثم النائب طلال ارسلان، ورئيس تيار <المردة> سليمان فرنجية ورئيس تيار التوحيد وئام وهاب وغيرهم من القيادات، وصولاً الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على رأس وفد حزبي... واللائحة تطول ذلك ان الجانب الروسي قرر ممارسة سياسة الانفتاح على جميع المكونات السياسية اللبنانية، بالتزامن مع انفتاح مقبل على المكونات الروحية المتنوعة.

وفي تفسير للسياسة الروسية المتجددة حيال السياسيين اللبنانيين، تقول مصادر ديبلوماسية روسية في بيروت ان موسكو التي تربطها علاقات قديمة ومتجددة مع غالبية الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية، قررت التعاطي مع الوضع السياسي اللبناني انطلاقاً من رغبة في أن يكون لها دور ايجابي قاعدته التعاون مع ممثلي الشرعية اللبنانية، أي رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، ثم مع الأحزاب الرئيسية كي يكتمل المشهد السياسي اللبناني بكل تفاصيله حتى إذا ما قررت موسكو لعب دور معين تكون على بينة من مواقف الأطراف مباشرة، علماً ان تفاصيل الملفات اللبنانية متوافرة لدى الدوائر الروسية من خلال المسؤول المباشر عن الملف اللبناني نائب وزير الخارجية <ميخائيل بوغدانوف> الذي يحرص في كل مرة يشارك فيها بمؤتمر عربي أو اقليمي، على لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتداول معه في التطورات

اللبنانية والاقليمية، ناهيك عما يوفره السفير الروسي في بيروت <الكسندر زاسبكين> من معلومات من خلال <الديبلوماسية الهادئة> التي يقودها في العاصمة اللبنانية منذ سنوات.

 

موسكو تدخل إذا كان صوتها مسموعاً

 

وتقول المصادر نفسها ان موسكو سوف تدخل على خط المساعدة في تشكيل الحكومة الجديدة إذا ما رأت ان دخولها سيكون مفيداً، وان صوتها سيكون مسموعاً، لأنها لا تريد أن يسجل عليها أنها فشلت في تحرك سياسي لمساعدة لبنان. من هنا، تشير المعلومات الواردة الى بيروت عن مسلسل اللقاءات التي شهدتها العاصمة الروسية، إلا ان الأسئلة التي طرحها <بوغدانوف> وغيره من المسؤولين الروس على ضيوفهم اللبنانيين تمحورت حول قدرة التأثير على الواقع السياسي الراهن في لبنان وعلى مواقف القياديين السياسيين لاسيما أولئك الذين طرحوا مطالب لا تزال تشكل عائقاً أمام انطلاق مسيرة التأليف. وقد كان الجانب الروسي واضحاً ــ كما تؤكد المصادر نفسها ــ في <تشجيع> خيار تشكيل الحكومة الجديدة على قاعدة حكومة الوحدة الوطنية التي تمثل الجميع وتحمي الاستقرار الداخلي انطلاقاً من حرص روسي على وحدة لبنان وسلامة أراضيه واستقلاله وسيادته. وترى موسكو ان ترؤس

الرئيس سعد الحريري الحكومة الجديدة <خيار ثابت> لدى الادارة الروسية التي تعتبر ان لوجود الرئيس الحريري في السرايا في المرحلة الراهنة أهمية خاصة تخدم السياسة الروسية تجاه لبنان.

وتؤكد المصادر نفسها ان الأحاديث مع الزوار اللبنانيين لا تتطرق إلا بشكل سريع الى الوضع في سوريا، لأن موسكو لا تريد المزج بين الوضع في سوريا، والملف اللبناني، علماً ان مسألة النازحين السوريين كانت دائماً المدخل الطبيعي للحديث عن الوضع في سوريا مع ضيوف الخارجية الروسية الآتين من لبنان. وتبرز هنا تأكيدات موسكو على ضرورة عودة النازحين السوريين <بأمانة وسلام> الى ديارهم بالتزامن مع السعي لحل سياسي تعمل موسكو على تسويقه من خلال المؤتمرات التي تعقدها أو ترعاها أو تشارك فيها. ولا تستبعد المصادر من أن ترسل موسكو موفداً الى بيروت لمتابعة البحث في النقاط التي تثار خلال اللقاءات مع القياديين اللبنانيين، لكن هذا الموفد

لن يصل الى بيروت إلا بعدما تكتمل المعطيات لدى الجانب الروسي بحيث يحمل اقتراحات عملية قابلة للبحث والنقاش وربما التأييد.

ويقول أحد السياسيين البارزين الذي حلّ ضيفاً على الإدارة الروسية ان النقاش مع الجانب الروسي حول الأزمة الحكومة، أظهر رغبة موسكو في المساهمة في حل هذه الأزمة، لكن أي مبادرة في هذا الاتجاه ستكون خاضعة لحسابات أميركية وأوروبية، ما يجعل من ناقل القول ان موسكو ستنسق في أي تحرك مستقبلي مع واشنطن وباريس، خصوصاً ان الادارتين الأميركية والفرنسية ترى ان لموسكو دوراً يمكن أن تلعبه مع إيران التي تربطها بها علاقة جيدة.

ويبقى السؤال: هل تنجح موسكو في <حلحلة> العقدة الحكومية رغم الشروط والشروط المضادة التي تبرز من حين الى آخر، أم يتعثر سعيها كما تعثرت مبادرتها لإعادة النازحين؟