تفاصيل الخبر

موسكو أبلغت بيروت ان ضرباتها الجوية في سوريا ستزيل خطر تقدم ”داعش“ من حمص في اتجاه الشمال اللبناني!  

16/10/2015
موسكو أبلغت بيروت ان ضرباتها الجوية في سوريا  ستزيل خطر تقدم ”داعش“ من حمص في اتجاه الشمال اللبناني!   

موسكو أبلغت بيروت ان ضرباتها الجوية في سوريا ستزيل خطر تقدم ”داعش“ من حمص في اتجاه الشمال اللبناني!  

 alexander   يوماً بعد يوم يشعر المراقبون في لبنان ان الدخول الروسي المباشر في الحرب السورية في عملية وصفت بأنها لـ<إعادة التوازن> الى النظام العالمي المختل بأحادية أميركية، بدأ يلقى متابعة قريبة من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين الذين يرصدون حصيلة العمليات العسكرية الروسية لمعرفة ما إذا كانت ستترك انعكاسات ايجابية على الوضع الأمني في لبنان، خصوصاً على جبهات القتال على الحدود اللبنانية ــ السورية حيث يتواجه الجيش اللبناني مع مسلحي التنظيمات الارهابية في جرود عرسال وجوارها، ويطارد حزب الله فلول المسلحين القريبين من جرود البلدات البقاعية المتاخمة للحدود السورية لاسيما رأس بعلبك والقاع وضواحيهما.

   وفي هذا السياق، تشير مصادر عسكرية لبنانية لـ<الأفكار> بأن الجانب الروسي أبلغ مسؤولين مدنيين وعسكريين بأن لبنان سيتأثر ايجاباً بالضربات الروسية المتتالية لمواقع التنظيمات الارهابية على الأراضي السورية لأنها ستزيل الخطر المباشر الذي طالما شكله دخول الارهابيين من حمص الى الأراضي اللبنانية والاصطدام بالجيش اللبناني، وقد أتت الضربات الجوية لتستبعد هذا الخطر نهائياً، مما يزيل المخاوف التي كانت سائدة قبل مدة من حصول تقدم ما للتنظيمات الارهابية على خط حمص ــ الأراضي اللبنانية إذا ما تمكن المسلحون من توسيع انتشارهم على الخط الساحلي.

   في المقابل، تتحدث مصادر ديبلوماسية معنية عن ان الضربات الجوية الروسية ستكون لها انعكاسات ايجابية على حزب الله لأنها ستحد من الخسائر التي تصيبه جراء المواجهات المتنقلة بين مقاتلي الحزب والمسلحين.

   أما على جبهة عرسال، فإن المصادر العسكرية اللبنانية تؤكد ان <الجبهة> باتت ممسوكة بفعل الانتشار الذي حققه الجيش اللبناني على خطوط المواجهة مع المسلحين الذين خففوا من اعتداءاتهم الفجائية على الوحدات العسكرية اللبنانية خلال الأسابيع الماضية بعدما باتت خطوط تنقلهم مكشوفة للجيش وهي تقع تحت سيطرته النارية، وهذا ما حصل الأسبوع الماضي عندما بادرت مدفعية الجيش الى قصف تحركات المسلحين خلال الليل بفضل المراقبة الجوية المستمرة على مدار الساعة بواسطة طائرات مراقبة توجه لاسلكياً من غرفة عمليات القوات الجوية التابعة للجيش. وتؤكد المصادر ان الدعم الذي يتلقاه الجيش من عدد من الدول الصديقة تجاوز مسألة تزويده بالمعدات والذخائر المتطورة تباعاً وعند الحاجة، الى وعود تلقاها لبنان من استعداد للتدخل الجوي إذا ما احتاج الجيش اللبناني لأي مؤازرة في هذا الاتجاه، لاسيما وان القواعد العسكرية الجوية الأقرب للبنان هي في قبرص بحيث يستغرق اقلاع أي طائرة عسكرية من قاعدة جوية في قبرص ووصولها الى الأجواء اللبنانية سبع دقائق فقط، وهي مدة كافية لتأمين إسناد جوي للجيش في حال تعرضت مواقعه لأي اعتداء مباغت.

موسكو تطمئن لبنان

   وبصرف النظر عما سيؤدي إليه الدخول الروسي المباشر والقوي في الحرب السورية من مضاعفات سياسية أو أمنية ورسم خرائط جديدة لمناطق النفوذ الدولي في الشرق الأوسط، فإن المصادر اللبنانية تعتبر ان التعاطي بـ<عدائية> مع المشاركة الروسية يعتبر موقفاً متسرعاً لا ينم عن فهم كامل لحقيقة ما يجري من أحداث في المنطقة راهناً، لأن القيادة الروسية أبلغت من يعنيهم الأمر بأن ضرب الارهاب يقي لبنان مخاطر عدة، وبالتالي فهو يشكل إفادة مباشرة ويبقي لبنان بعيداً عن تمدد الارهابيين من جهة، ويحدّ من قدرات الخلايات الارهابية النائمة على التحرك من جديد، لأن <الأرض> لم تعد مؤاتية لهم، ولا هي قادرة ــ أو راغبة ــ في تسهيل قيامهم بأعمال عدائية.

   وينقل سياسيون عن السفير الروسي <ألكسندر زاسبكين> قوله ان ضرب الارهاب في سوريا يفيد لبنان سواء اقتنع الرافضون للسياسة الروسية أو لم يقتنعوا. أما القول ــ يضيف السفير <زاسبكين> ــ بأن الدخول الروسي على خط محاربة الارهاب يجعل الاتفاق على الرئاسة اللبنانية أمراً صعباً، فهو كلام لا طائل منه ولا يستحق حتى تعليقاً، ذلك ان موسكو واضحة في دعم الاستقرار اللبناني وهو ما أكده وزير الخارجية <سيرغي لافروف> للرئيس تمام سلام عندما التقاه في نيويورك قبل أسبوعين، ثم أعاد التأكيد عليه خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان التي التأمت بكامل أعضائها في الأمم المتحدة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية. أما في ما خص الانتخابات الرئاسية، فالموقف الروسي معروف إذ ان موسكو لا تتدخل في هذا الاستحقاق وإن كانت تتمنى اتفاق القيادات اللبنانية لانتخاب رئيس يحظى بتأييد داخلي واسع لأنه سيلقى حتماً دعم المجتمع الدولي وموسكو في الطليعة. وتسجل المصادر سلام-لافروفالمطلعة مقاربة <هادئة> في الأوساط السياسية اللبنانية للتدخل الروسي، تقابلها متابعة <متفهمة>.

   وينقل عضو في الوفد اللبناني الى نيويورك عن الوزير الروسي <لافروف> قوله ان الحلول السياسية لأزمات دول المنطقة لا بد أن تنطلق من سوريا وتصل الى العراق واليمن وليبيا وتبلغ لبنان، وان موسكو <مندفعة> بقوة للمساهمة في إعادة ترتيب المنطقة على نحو يلتقي مع الاستراتيجية الروسية ومصالحها، ويعيد التوازن السياسي والعسكري إليها، ما يسهل الوصول الى <تسويات> في أكثر من دولة لأن الهدف الأساسي من الدخول العسكري الروسي هو تحقيق <توازن الحل> الذي تحدث عنه أكثر من مرة الرئيس الروسي <بوتين> في معرض شرحه لأبعاد العمل العسكري الروسي في سوريا وقريباً في العراق.

   وفي ما يتعلق بقراءة حزب الله للتدخل الروسي في الحرب السورية، فإن مصادر في المقاومة أكدت لـ<الأفكار> ان قيادة الحزب كانت <في صورة> هذا التدخل منذ أشهر عدة وعقدت اجتماعات تنسيقية على الأرض السورية بين ضباط وخبراء روس من جهة وبين خبراء وكوادر أساسيين في حزب الله وضباط من الجيش السوري أنتجت تنسيقاً معلوماتياً واستخبارياً وتنسيقاً ميدانياً بدأت تظهر نتائجه تباعاً لاسيما بعد اتساع المعارك البرية المدعومة من سلاح الجو الروسي. وتضيف المصادر نفسها ان الفاعلية الروسية من شأنها أن تبدّل الكثير من الوقائع الميدانية وهذا ما يريح مقاتلي حزب الله ويخفف تدريجاً من وجودهم على الأرض السورية كلما استعاد الجيش السوري النظامي مواقع أخلاها المسلحون. إلا ان هذه المصادر تتحدث بواقعية بأن مثل هذا الأمر لن يكون قريباً. فالمواجهات ستأخذ وقتها خلال الأشهر المقبلة، وإن كانت ستتكثف قبل بدء هطول المطر وتغير الأحوال الجوية ما يعيق حركة الطيران الروسي، أي ان الشهر الجاري والشهر المقبل سيشهدان قتالاً عنيفاً ونوعياً قبل حلول شهر كانون الأول (ديسمبر) الذي يحمل معه طقساً لا يلائم العمليات العسكرية، جوية كانت أم برية.