تفاصيل الخبر

موقف الحكومة اللبنانية من أسباب استقالة الحريري يحدد توجه مجموعة الدعم الدولية في باريس!

08/12/2017
موقف الحكومة اللبنانية من أسباب استقالة الحريري  يحدد توجه مجموعة الدعم الدولية في باريس!

موقف الحكومة اللبنانية من أسباب استقالة الحريري يحدد توجه مجموعة الدعم الدولية في باريس!

 

aoun-macronالوعد الذي أعطاه الرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومن بعده لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بوقوف فرنسا الى جانب لبنان ودعمه للمحافظة على استقراره وأمنه وسلامته، لم يتأخر بالإيفاء به، وأول الغيث كان دعوة مجموعة الدعم الدولية للبنان للاجتماع في باريس تحت شعار <حماية الاستقرار اللبناني>. وبذلك أكدت فرنسا، رئيساً وحكومة، على جهوزيتها للمساعدة على حل الأزمة اللبنانية التي نشأت عن اعلان الرئيس الحريري استقالته من الرياض، ثم التريث عن تقديمها بعد عودته الى بيروت، نتيجة تجاوب الرئيس <ماكرون> مع رغبة الرئيس عون في المساعدة على <تحرير> رئيس الحكومة.

مطلعون على الحراك الفرنسي أكدوا لـ<الأفكار> ان الرئيس <ماكرون> أرسل خلال الأسابيع الماضية، لاسيما بعد الاتصال الذي أجراه مع الرئيس عون، والمحادثات مع الرئيس الحريري، موفدين الى عدد من الدول حملوا رغبة فرنسية ملحة بتوفير الدعم لاجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان تحت عنوان <توفير مظلة دولية لحماية الاستقرار الداخلي>، وعاد هؤلاء الموفدون بأجوبة راوحت بين التأييد المطلق وبين التأييد المشروط، فيما لم تبد دول أخرى حماسة كبيرة في التجاوب مع الرغبة الفرنسية. وفي معلومات المطلعين ان الرئيس <ماكرون> تعمّد الاستعجال في انعقاد المجموعة على أن يسبقها موقف للبنان يصدر عن مجلس الوزراء بعد عودته الى الالتئام من جديد، بحيث يساعد ذلك الموقف في جعل البيان الذي سوف يصدر عن المجموعة عما قريب يصب في اتجاه دعم لبنان ويمهد لاجتماع <باريس 4> الذي تريد الرئاسة الفرنسية أن يكون مثمراً لا أن تصدر عنه قرارات تبقى من دون تنفيذ، مع ضمان مشاركة دول الخليج فيه.

 

الدور الفرنسي والبوابة اللبنانية

وفي هذا السياق، قالت مصادر ديبلوماسية ان الدخول الفرنسي مجدداً الى منطقة الشرق الأوسط من البوابة اللبنانية قرار اتخذه الرئيس <ماكرون> مع كبار معاونيه من أعضاء الحلقة الضيقة بعدما شعر ان الساحة اللبنانية مهيئة لإعطاء الحضور الفرنسي دوراً فاعلاً ومؤثراً، وهذا الأمر يحظى بدعم عربي أيضاً ظهر خلال زيارات <ماكرون> لعدد من دول المنطقة والتي كان آخرها في السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتضيف المصادر ان الرئيس الفرنسي لقي دعماً لمبادرته تجاه لبنان لكن بعض ما سمعه كان مشروطاً بمعالجة <وضع> حزب الله نظراً للملاحظات التي برزت خلال هذه الاتصالات. إلا ان الرئيس الفرنسي الذي كان أثار هذا الموضوع مع الرئيس عون ثم مع الرئيس الحريري، لفت الى ان التركيز كان على الشق العسكري من عمل حزب الله، وليس الشق السياسي، الأمر الذي جعله يقترح على محدثيه ــ وفقاً للمصادر نفسها ــ الفصل بين الشأنين العسكري والسياسي، والعمل على دفع حزب الله الى التحرك سياسياً فقط والعودة عن الخيارات العسكرية التي التزمها لاسيما في العراق وسوريا. أما بالنسبة الى اليمن فإن التقارير الديبلوماسية أشارت الى ان القيادة الفرنسية أيقنت ان دور حزب الله في اليمن يقتصر على الدعم الإعلامي ولا مشاركة عسكرية لا ميدانية ولا على صعيد الخبراء. وفي هذا الإطار <نصح> الفرنسيون القيادة اللبنانية بالعمل على تفعيل عملية البحث في الاستراتيجية الدفاعية للبنان بحيث يتم تجنيبه أي <مغامرة> اسرائيلية أو غير اسرائيلية تعرض البلاد للخطر وتعزله عن محيطه العربي. وتأكد هذا التصور ظهر الاثنين الماضي باغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

 

<غوتيريس>: ضمانة رئاسية

 

وتقول المصادر ان الرئيس <ماكرون> نسق تحركه بالنسبة الى اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان مع الأمين العام للأمم المتحدة <أنطونيو غوتيريس> الذي نقل إليه حصيلة اللقاء الذي عقده مع الرئيس عون في نهاية شهر أيلول (سبتمبر) الماضي خلال وجود الرئيس اللبناني في نيويورك مترئساً وفد لبنان الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وان ما سمعه <غوتيريس> من الرئيس عون وُضع في مصاف <الضمانة الرئاسية اللبنانية> بعدم حصول أي تصعيد أمني في الجنوب اللبناني شرط التزام اسرائيل بتطبيق القرار الدولي 1701 ووقف انتهاكها للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً. وأشار <غوتيريس> للرئيس <ماكرون> ان هذه الضمانة كررها الرئيس عون أمام ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت وكذلك أمام سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن بدعم سعودي، لافتاً الى ان عودة الحكومة اللبنانية الى العمل وتحديد موقف من المسائل المطروحة ومنها دور حزب الله، سيساهم في جعل اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان <منتجاً> وقادراً على تحقيق الحلول المنشودة شرط أن يكون الالتزام بما سيصدر عن الحكومة اللبنانية كاملاً.

وعلى خط مواز، تسعى باريس الى تعزيز قدرات الدولة اللبنانية ومؤسساتها ولاسيما المؤسسة العسكرية لأنها الوحيدة القادرة على المحافظة على الاستقرار، والتنسيق قائم مع ايطاليا لانجاح المؤتمر الخاص الذي تحضر له الحكومة الايطالية لدعم المؤسسات الأمنية اللبنانية.

أما على الخط الإيراني، فإن معلومات المصادر الديبلوماسية تشير الى ان طهران <في جو> التحضيرات الجارية لمرحلة ما بعد عودة الرئيس الحريري عن استقالته، وثمة معطيات تشير الى ان السلطات الإيرانية أبدت استعداداً للمساعدة في الوصول الى تفاهم معين، لكنها تنتظر المزيد من الشروحات وهذا ما سيتم خلال الأسبوعين المقبلين.