تفاصيل الخبر

مواقف سياسية متناقضة عززتها الخلافات حول الرئاسة وقانون الانتخاب وغياب الاهتمامات المشتركة وتداخل في التحالفات والخيارات!    

06/05/2016
مواقف سياسية متناقضة عززتها الخلافات حول الرئاسة وقانون الانتخاب وغياب الاهتمامات المشتركة وتداخل في التحالفات والخيارات!    

مواقف سياسية متناقضة عززتها الخلافات حول الرئاسة وقانون الانتخاب وغياب الاهتمامات المشتركة وتداخل في التحالفات والخيارات!    

geagea-berry عندما يعلن الرئيس نبيه بري، الموت السريري لفريقي <8 و14 آذار> لا يصبح في إمكان أي جهة من الجهتين نفي هذا الموت الذي تزامن مع الذكرى الحادية عشرة لولادة هاتين الجهتين في شهر آذار (مارس) الماضي. ولعل <المساواة> في نعي <8 و14 آذار> من قبل الرئيس بري بعدما كان سبقه الى ذلك كثيرون، ما يؤكد على ان مستقبل الفريقين لن يكون كما كان ماضيهما. أما الذين اعتبروا ان رئيس مجلس النواب بالغ عندما أعلن الموت السياسي للفريقين، فقد <صدمتهم> وقائع روتها مصادر مطلعة لاثبات حصول <الوفاة السياسية>، علماً ان ما من أحد من الطرفين، باستثناء الرئيس بري، شارك في النعي... ولا في تقبل التعازي!

أولى هذه الوقائع، التناقض الذي نشأ في صفوف القوتين الكبريين حيال الاستحقاق الرئاسي، ذلك ان رئيس التيار الأبرز في <14 آذار> الرئيس سعد الحريري تبنى ترشيح رئيس <القوات اللبنانية> الدكتور سمير جعجع، ثم بدل رأيه من دون اعلام حليفه جعجع، بتأييد ترشيح أحد أركان <8 آذار> رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية... في المقابل جمد أحد أركان <14 آذار> الدكتور جعجع ترشيحه وأعلن عن تأييد لركن آخر من <8 آذار> هو العماد ميشال عون، وهو ماضٍ في تأكيد هذا الترشيح يوماً بعد يوم، متجاوزاً <الموقف الموحد> الذي يُفترض أن تتخذه قوى <14 آذار> التي خرج منها حزب الكتائب بموقف متمايز رفض فيه ترشيح كل من عون وفرنجية ودعا الى رئيس وفاقي...

 

المشاركة الاستنسابية في الجلسات

 

ثاني هذه الوقائع، وفقاً للمصادر نفسها، يتمثل في التباين الحاصل بين فريقي <8 و14 آذار> في المشاركة في الجلسات التي يدعو إليها الرئيس بري لانتخاب رئيس عتيد للجمهورية. ذلك ان قوى <8 آذار> منقسمة بين حاضرين دائماً الجلسات (نواب كتلة التنمية والتحرير و<المردة>) ومتغيبين دائماً عن الجلسات (نواب <كتلة الوفاء للمقاومة> و<تكتل التغيير والاصلاح>) علماً ان <8 آذار> غير مجمعة على مرشح واحد وكذلك <14 آذار>، وما مشاركة نواب من كلا الفريقين إلا الدليل على التناقض الذي بات يحكم العلاقة التي ترشح المصادر المطلعة أن <تتأزم> أكثر فأكثر كلما تأخر الاستحقاق الرئاسي، وبرز الخلاف حول قضايا كثيرة مطروحة راهناً.

ثالث هذه الوقائع التي أخذها الرئيس بري في الاعتبار وهو ينعى <8 و14 آذار>، هو غياب الاجتماعات الموسعة على مستوى القيادات الرئيسية عن الفريقين على رغم ان الظروف السياسية الراهنة تفرض إبقاء الاجتماعات مفتوحة والتشاور الدائم. والدليل على ذلك واضح، لأن قوى < 14 آذار> لم تلتئم بشكل كامل منذ ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط (فبراير) الماضي وكانت يومئذ الجلسة سريعة نتج عنها صدور بيان عام كان يمكن أن يصدر من دون اجتماع موسع ولا من يجتمعون. في المقابل فإن الاجتماعات الموسعة غابت منذ سنوات عن فريق <8 آذار> الذي كان يلتئم بمبادرة من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وفي ضيافته في الضاحية الجنوبية. إلا انه وبعد احتدام القتال في سوريا وانشغال قيادة حزب الله بها وبغيرها من التطورات الاقليمية، غابت الاجتماعات الموسعة وندرت اللقاءات الثنائية وصارت <8 آذار> مثل <14 آذار> عنوان فرقاء سياسيين يلتقون ربما على أهداف وثوابت وخيارات، ولا يلتقون في قاعة اجتماعات واحدة!

<خدمت عسكريتها>!

nasrallah-aoun

رابع هذه الوقائع تجسد في غياب التنسيق الدائم في الانتخابات النقابية حيث ظهر ان أفرقاء في <8 آذار> كانوا يدعمون مرشحين تدعمهم <14 آذار> والعكس بالعكس، ما أثّر في حالات كثيرة على المشهد النقابي المتعدد الوجوه وتداخل التمثيل في مجالس النقابات بين <8 و14 آذار> نتيجة التحالفات النقابية التي لم تكن متناغمة في حالات كثيرة مع التحالفات السياسية. وما يُقال عن الانتخابات النقابية التي حصلت خلال الأشهر الماضية، يصحّ أيضاً على الانتخابات البلدية والاختيارية التي بدا فيها كل فريق في مكان تبعاً للتحالفات القائمة والتي اختلفت بين بلدة وأخرى، على رغم الجهد الذي بُذل كي تكون المواقف موحدة في <8 و14 آذار> على حد سواء خصوصاً في المدن والبلديات الكبرى. ويأتي التباين في المواقف حيال قانون الانتخابات النيابية ليضيف لبنة جديدة في مداميك الخلافات السياسية الحادة بين الأفرقاء في التحالف ذاته.

وتعتبر مصادر سياسية معنية ان هذه الوقائع، وغيرها كثير، جعلت <8 و14 آذار> في حال موت سريري كان أول من أعلنه الرئيس بري قبل أسبوعين، ما يعني ــ وفقاً للمصادر نفسها ــ ان الاصطفافات التي شهدها لبنان منذ العام 2005 لم تستطع أن تحافظ على قوتها وحضورها ولا هي تركت بصمات دائمة. بل ان ما حصل هو نتائج موقتة كانت تحصل من حين الى آخر تبعاً للوقائع والظروف. وتذهب المصادر الى حد القول إن هذه التجمعات السياسية <خدمت عسكريتها> ولم تتمكن من التجدد وابتكار حالات تضيف الى رصيدها المزيد من الانجازات السياسية.

ولعل في ما قاله الرئيس بري عن <الموت السريـــــــــــــــــــري> الدليل القاطع على ان المظاهر السياسية التي يحرص عليها كـــــــــــــــل من أفرقاء <8 و14 آذار> ما هي إلا محاولات قد تصبح يائسة لتجميل <مشهد> لقوى متحالفة بات قبيحاً!