تفاصيل الخبر

مواقف كرامي من الحكومة الجديدة رئيساً وأعضاء ترسم معالم التحالفات المقبلة في طرابلس!

05/01/2017
مواقف كرامي من الحكومة الجديدة رئيساً وأعضاء  ترسم معالم التحالفات المقبلة في طرابلس!

مواقف كرامي من الحكومة الجديدة رئيساً وأعضاء ترسم معالم التحالفات المقبلة في طرابلس!

فيصل-كراميالصوت الاعتراضي الذي رفعه الرئيس نجيب ميقاتي في وجه حكومة الرئيس سعد الحريري، والذي تُرجم من خلال مقاطعة الرئيس السابق للحكومة مع عضو كتلته النائب أحمد كرامي لجلسات الثقة بحكومة الرئيس سعد الحريري في مجلس النواب، لن يكون على ما يبدو، الصوت الطرابلسي الوحيد الذي تردد صداه في الفيحاء ومنها في كل لبنان. ذلك ان الوزير السابق فيصل كرامي، وريث الزعامة الكرامية الذي بدا في وقت من الأوقات على تناغم مع الرئيس سعد الحريري، اختار طريقاً مماثلاً للطريق التي سلكها الزعيم الطرابلسي الآخر الرئيس ميقاتي، عندما شنّ الأسبوع الماضي حملة عنيفة ضد الرئيس سعد الحريري قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لغياب والده المرحوم الرئيس عمر كرامي، ما أشعل <حرباً> افتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار رئيس الحكومة ومؤيدي الوزير الشاب في ما بدا استعادة للخصومة التقليدية التي استمرت بين الرئيس الراحل كرامي والرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي لم تتوقف عملياً إلا بعد استشهاد <أبو بهاء> في العام 2005.

وفي الوقت الذي بدا فيه ان مدير مكتب الرئيس الحريري المهندس نادر الحريري قد  نجح في نسج علاقة تقاربية مع الوزير السابق فيصل كرامي، أسفرت هدنة استمرت بعد غياب الرئيس عمر كرامي، أتت التطورات التي رافقت تشكيل حكومة الحريري لتظهر ان ما استهلك أشهراً لبنائه إنهار دفعة واحدة قبيل صدور مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة التي اعتبر كرامي الابن ان رئيسها لم يشكلها فعلياً بل كان فيها <وزيراً برتبة رئيس حكومة> لأنه كان <شاهداً> على تشكيلها وليس من شكلها فعلياً. كذلك أخذ الوزير السابق كرامي على الرئيس الحريري عدم إعطاء طرابلس <حصة وازنة> على رغم الثقل السني الذي تمثله العاصمة الثانية، وإن كان كرامي الابن سجل احترامه للوزير محمد كبارة الذي أعطي حقيبة العمل، لكنه سجل في المقابل عدم التشاور معه الى حد <عدم اعتراف الرئيس الحريري بوجودنا> على رغم ما جمع الرجلين الشابين من علاقة مودة وتقدير.

 

<فيتوات> وتغييب أسماء

وفيما سجل كرامي عتباً على رئيس الحكومة لقبوله بوضع <فيتوات> على أسماء وإحلال أخرى محلها، اعتبر ان طرابلس تستحق أكثر من وزير ما دلّ على <استخفاف> بالمدينة ودورها، وتغييب لمرجعيتها مقدمة لعدم الاعتراف بحقوقها، متحدثاً عن <تنازلات> قدمها رئيس الحكومة للخروج بحكومة <بأي ثمن>. واعتبرت الأوساط السياسية ان حملة الوزير السابق كرامي تمهد لتحالف سياسي مع المعارض الطرابلس الآخر الرئيس ميقاتي الذي ضم الوزير كرامي في عداد وزراء حكومته العام 2011 مفسحاً في المجال أمام نشوء ثنائية طرابلسية يتوقع أن تلعب دوراً في الانتخابات النيابية المقبلة إذا ما استمرت التحالفات السياسية على ما هي عليه. وفي تقدير الأوساط السياسية نفسها، ان مواقف كرامي حيال حكومة الرئيس الحريري تجعل التحالف بينه وبين الرئيس ميقاتي في الاستحقاق النيابي المقبل <محصلة طبيعية> لاسيما وان التناغم بين الزعيمين الطرابلسيين سُجل في أكثر من مناسبة خصوصاً في الانتخابات البلدية قبل عام تقريباً، ما يجعل النفوذ الحريري في عاصمة الشمال موضع متابعة في ظل تنامي الحركة الاعتراضية التي تشهدها الفيحاء.

إلا ان مصادر تيار <المستقبل> التي استغربت الحملة التي شنها الوزير كرامي على الحكومة الجديدة ورئيسها، اعتبرت ان ردة فعل الزعيم الطرابلسي الشاب ما كانت لتحصل لو كان في عداد وزراء حكومة الحريري، وبالتالي فإن مواقفه الاعتراضية تنبع من حسابات شخصية لا علاقة لها بالأسباب الاعتراضية التي أوردها كرامي في معرض تعليقه على تشكيل الحكومة. وأشارت مصادر <التيار الأزرق> الى ان <الآحادية السنية> التي تحدث عنها كرامي في حملته الأخيرة لا تأتلف مع الواقع بدليل ن الرئيس الحريري حرص على تمثيل طرابلس وعكار بوزيرين سنيين وهذا الواقع لا يمكن تجاهله خصوصاً وانه يحصل للمرة الأولى منذ زمن لاسيما في الحكومات السابقة التي كانت تتجاهل التمثيل الطرابلسي حيناً والحضور السني العكاري أحياناً، في وقت حرص فيه الرئيس الحريري على إعادة حضور عكار في التركيبة الحكومية بأحد أبنائها السنة خلافاً لما كان يحصل في السابق.

وأعربت مصادر سياسية متابعة ان المعركة الانتخابية في طرابلس <بدأت باكراً> وان صورة التحالفات بدأت ترتسم نواتها لاسيما وان الرئيس ميقاتي اتخذ مواقف متقدمة في معارضة الحكومة الجديدة لأسباب يلتقي بعضها مع ما أورده كرامي في ردة فعله السياسية والتي بدأت تتفاعل ايجاباً في طرابلس خصوصاً والشمال عموماً.