تفاصيل الخبر

مواقف فرنجية أحرجت الحريري فطالب بتوضيحات... وأزعجت ”القوات“ فذكّرته بأن ”المجالس بالأمانات ولا تُحوّر“!

12/02/2016
مواقف فرنجية أحرجت الحريري فطالب بتوضيحات...  وأزعجت ”القوات“ فذكّرته بأن ”المجالس بالأمانات ولا تُحوّر“!

مواقف فرنجية أحرجت الحريري فطالب بتوضيحات... وأزعجت ”القوات“ فذكّرته بأن ”المجالس بالأمانات ولا تُحوّر“!

 

عشاء-خميس-الذكارى-14كثيرة هي المواقف التي أطلقها رئيس تيار <المردة> المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية خلال استقباله قبل أيام مجموعة من الاعلاميين المختارين بدقة في دارته في بنشعي، وكثيرة هي ردود الفعل التي ترتبت على ما أعلنه <البيك> في معرض حديثه عن الملابسات التي رافقت ترشيحه لرئاسة الجمهورية ومواقف القيادات السياسية من هذا الترشيح. وحده رئيس <تكتل التغيير والاصلاح> النائب ميشال عون لم يعلق على مضمون كلام حليفه السابق وهو أوعز الى وزرائه ونوابه بعدم تناول مضمون <دردشات> النائب فرنجية مع النواب لئلا يتم استدراجهم ويتسع الشرخ أكثر فأكثر بين الرابية وبنشعي. إلا ان مواقف فرنجية التي عكست تصميماً من الزعيم الزغرتاوي على المضي الى الأمام في معركته الرئاسية بمواجهة العماد عون، أحدثت انزعاجاً لدى الرئيس سعد الحريري خصوصاً وتيار <المستقبل> عموماً ما استوجب تحركاً سريعاً للوسيط النائب السابق غطاس خوري لوضع بعض النقاط على بعض الحروف، ولاستيضاح البعض الآخر الذي التبس في كلام فرنجية. في وقت شكل الرد الذي صدر عن <القوات اللبنانية> بلسان النائب انطوان زهرا، دليلاً اضافياً على انقطاع التواصل بين <المردة> و<القوات اللبنانية> بعد اجتماعات لم تسفر على ما يبدو عن تقارب في وجهات النظر ولو في الحد الأدنى.

 

الحريري لم يكن مرتاحاً...

 

على جبهة <المستقبل> بدا واضحاً ان الرئيس الحريري لم يكن مرتاحاً لايراد النائب فرنجية لبعض الوقائع حول المواضيع التي تداولها معه في لقاء باريس في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لاسيما ما يتعلق بموضوعي تشكيل الحكومة رئيساً ووزراء، وقانون الانتخاب. وفي هذا السياق، قالت مصادر في <المستقبل> ان بعض ما قاله النائب فرنجية <لم يكن دقيقاً> وقد طغى عليه الطابع الشخصي أكثر مما انه كان موضع تداول أو تفاهم بين الزعيمين في باريس، ولاسيما ما يتصل بـ<حتمية> أن يكون الرئيس الحريري أول رئيس حكومة في العهد الفرنجاوي، أو في ما يتعلق بمسألة الثلث المعطل التي أشار إليها النائب فرنجية في أحاديثه. وتضيف المصادر انه لم يتم الحديث عن الثلث المعطّل لكون رئيس الجمهورية سيكون من <8 آذار> أي انه في حال انتخاب فرنجية فإنه يستطيع أن يعطل أو يوقف ما يريده من دون الحاجة الى حلفائه لذلك. وأكدت مصادر <التيار الأزرق> ان في بعض ما قاله النائب فرنجية محاولة لـ<إضعاف> الرئيس الحريري في ما يتعلق بدوره في ادارة شؤون البلاد وفي مقاربة استحقاق الانتخابات النيابية، علماً ــ تضيف المصادر نفسها ــ أن لا مصلحة للنائب فرنجية بالايحاء، مباشرة أو مداورة، بأن الرئيس الحريري <ضعيف>، لأنه ــ أي فرنجية ــ بحاجة الى دعم الحريري لبقاء ترشيحه قائماً وقوياً، ومثل هذا التوصيف يؤثر على مسار العلاقات الثنائية. وبعد تحرك <قناة الاتصال> النائب السابق غطاس خوري أمكن وضع حد للتفسيرات التي سببتها مواقف فرنجية أمام الإعلاميين من خلال اعتبار الموقف الرسمي والمعلن للنائب فرنجية هو الذي أعلنه في المقابلة التي أجرتها معه المؤسسة اللبنانية للارسال بعد أيام من اعلان نتائج <لقاء باريس> والتي أوضح فيها موقفه من كل المواضيع التي أثيرت، وبالتالي فإن ما قاله فرنجية في المقابلة هو المعبّر عن حقيقة ما اتفق عليه بين التيارين خلال <لقاء باريس>، والباقي <اجتهادات> وكلام  لم  ينقل بدقة!

و<القوات اللبنانية> نفت بالجملة والمفرق!

أما على جبهة <القوات اللبنانية>، فإن بعض ما جاء في كلام النائب فرنجية لاسيما حول مطالبة رئيس <القوات> الدكتور سمير جعجع بوزارة الداخلية إذا ما انتخب فرنجية رئيساً، وعدم قبول جعجع بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، أثار اعتراضاً كُلف النائب زهرا بالاضاءة عليه بعدما كانت مصادر <القوات> نفت أن تكون طلبت مساعدته لفتح حوار مع حزب الله كما لجهة توضيح موضوع طرح فرضية ترشيح فرنجية منذ سنة، ونفيها أيضاً أن يكون فريق فرنجية أطلع ممثل <القوات> سلفاً على لقائه بالرئيس الحريري. وتمنت المصادر على فرنجية ان يحافظ في الحد الأدنى على مبدأ المجالس بالأمانات من دون تحوير. وقد فنّد زهرا أقوال فرنجية مركزاً خصوصاً على طرح <القوات> ترشيح فرنجية الذي أتى في إطار انه مرشح طبيعي ولم يكن في إطار التفاوض على الموقع. كما نفى نائب البترون أن تكون <القوات> وضعت <فيتو> على وصول العميد شامل روكز الى قيادة الجيش قبل تقاعده في تشرين الماضي. ولعل أكثر ما أزعج <الحكيم> في كلام فرنجية وعبّر عنه النائب زهرا، هو قول زعيم <المردة> كيف يتحالف عون مع المسؤول عن مقتل أبيه، وقد أتى رد زهرا بتساؤل مماثل: <لو أكملنا المفاوضات مع فرنجية فهل كان ليقبل بالتحالف مع قاتل أبيه؟>.

في أي حال فإن ردود الفعل على مواقف النائب فرنجية ساهمت في <فرز> الكثير من المعطيات التي كانت موضع أخذ ورد في الأوساط السياسية، وكانت السبب في جعل فرنجية يعيد النظر في اطلالاته الإعلامية الى درجة ان اللقاء السنوي التقليدي الذي يقام لمناسبة <خميس السكارى> الذي يسبق <الصوم الكبير> لدى الطوائف المسيحية، غابت تفاصيله عن وسائل الإعلام صوتاً وصورة واكتُفي بخلاصة وزعت أكد فيها فرنجية ان <الأمور ايجابية> وان الظروف السياسية هي التي توصل رئيس الجمهورية، مضيفاً ان الرئاسة محطة و<ان لا خلاف مع حلفائنا>. غير ان مشاركين في العشاء قالوا ان النائب فرنجية قال كلاماً آخر لاسيما حول الاستحقاق الرئاسي والعلاقة مع العماد عون وحزب الله، أبقي خارج إطار التداول وما وزع منه تضمن دعوة الى عدم الانجرار الى السجالات الاعلامية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي!