تفاصيل الخبر

موعد مع علي عبد الله صالح!

08/09/2017
موعد مع علي عبد الله صالح!

موعد مع علي عبد الله صالح!

 

بقلم وليد عوض

Banat4-9-201700002-a00003

رئيس جمهورية اليمن المخلوع علي عبد الله صالح مثل سيء في الانتماء الى الخط العربي. وقد عرفناه في لبنان يوم زارنا كضيف عزيز مكرّم في أحد الفنادق زمان السبعينات. انتظرنا الموعد معه حوالى نصف الساعة برئاسة نقيب الصحافة الراحل محمد البعلبكي وكدنا ننصرف لولا أن سارع سفيره في بيروت الى وشوشة نقيب الصحافة فطلب منا تهدئة النفس!

المشهد كان يغني عن أي تفسير. فقد رأينا موظفي السفارة اليمنية يرابضون عند المصعد الكهربائي الثاني ويعتذرون عن قبول أي نزيل في هذا المصعد.. ثم انفتح باب المصعد الثاني، فخرجت منه حمامتان من لبنان كانتا في ضيافة الرئيس.. العربي!

والأمر لا يحتاج الى تفسير!

وانفتح باب المصعد مرة أخرى لاستقبال الوفد الصحفي، ونقلنا المصعد الى أعلى شقة في البناية، ثم نقلنا مدير المراسم الى عمق الصالون الكبير، حيث وقف علي عبد الله صالح فاتحاً يديه لاستقبالنا!

لم يطلب علي عبد الله صالح تعريفنا به واحداً واحداً، بل اختصر الموضوع لأنه آتٍ من سهر مضنٍ، حق فيه قول الشاعر: <لم يطل ليلي ولكن لم أنم/ ونفى عني القرى طيف ألم>.

وتحدث إلينا علي عبد الله صالح كزعيم عربي فأشاد بدور مصر، وأكبر دور المملكة العربية السعودية، وحاول فتح ممر لبناني الى سوريا وبالعكس، وجرت الإشارة الى البن اليمني، والقهوة اليمنية العذراء والقات بعد.. غليه بالماء.

نحن الذين قمنا باستدراج الرئيس اليمني الى الحلبة العربية لكشف بعض الأسرار. فقد حدثنا عن دور صنعاء في وضع العقبات أمام اجتماعات القاهرة، وكيف ان الاجتماعات لم تصل الى نتيجة. وكان هذا خطأ لأن سفيره في بيروت وكان بيته في مبنى البربير منخرطاً في تحضير معركة عام 1967. كان الرئيس عبد الناصر قد واجه من اسرائيل حركة اقفال طريق الوصول الى الخط الدولي الفاصل بين البلدين، ودارت الدوائر حول ذلك الخط، وقام السفير اليمني بإلغاء خطاب الهجوم على المعركة.

كل ذلك أثرنا حديثه أمام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، فقال إن اليمن كانت مع الرئيس عبد الناصر على طول الخط، وإن كان قد رأى ان الهجوم على الخط المقفل هو جزء من المعركة فليست اليمن في غربة عن الموضوع.

وقد رأى الجيل العربي الشاب يومئذ في علي عبد الله صالح الرئيس اليمني المطلوب لليمن في ذلك الحين، وان على لبنان والبلدان العربية أن تتكاتف معه..

فهل كان علي عبد الله صالح كذلك؟!

اسألوا عن موقعه مع الحوثيين هذه الأيام لتعرفوا ما إذا كان الصالح في المكان الصالح!