تفاصيل الخبر

منـظـمـــة الـصـحـــة الـعـالـمـيــــة حـــدّدت عــــام 2025 لـخـفـــض الـوفـيـــات بـالـجـلـطـــة بـنـسـبـــة 25 بـالـمـئــــة!

21/10/2016
منـظـمـــة الـصـحـــة الـعـالـمـيــــة حـــدّدت عــــام 2025  لـخـفـــض الـوفـيـــات بـالـجـلـطـــة بـنـسـبـــة 25 بـالـمـئــــة!

منـظـمـــة الـصـحـــة الـعـالـمـيــــة حـــدّدت عــــام 2025 لـخـفـــض الـوفـيـــات بـالـجـلـطـــة بـنـسـبـــة 25 بـالـمـئــــة!

 

بقلم وردية بطرس

السيدة-لم-------1ى-تمام-سلام-----البروفيسور-علي-طاهر---الدكتورة-ميرن 

في السراي الحكومي ومع السيدة لمى عقيلة الرئيس تمام سلام أثيرت هذه القضية، قضية تجلط الأوردة الدموية، ويعتبر تجلط الأوردة من أكثر أمراض الدم شيوعاً، وتكمن الخطورة في أن هذه الجلطات قد تؤدي الى مضاعفات خطيرة بما فيها الوفاة، إلا أنه يمكن الوقاية منها ومنعها بسهولة، كما أنه يمكن اكتشاف الأشخاص المعرضين للاصابة بها قبيل حدوث الجلطة في حال كان سبب الجلطة من الأسباب الموروثة.

ويتكون الجهاز الوريدي في الأطراف (الساق والذراع) من أوردة سطحية ظاهرة تحت الجلد ويمكن مشاهدتها بالعين المجردة، ومن أوردة عميقة بين او تحت العضلات تصعب رؤيتها. والجهاز العميق هو الأهم من حيث جمعه للدم وتوريده له، ولكون الدم يمر باتجاه معاكس فإن الجاذبية تتوزع داخل الأوردة العميقة في مجموعة من الصمامات بشكل شمسية مقلوبة تسمح بمرور الدم عكس الجاذبية ولكنها تقوم بمنع الدم من الرجوع باتجاه الجاذبية. وعند حدوث الجلطات في الأوردة العميقة فإنها تحدث عند هذه الصمامات. ولكون الجسم قادراً على ان يذيب هذه الجلطات بالنظام الفيسيولوجي فإن هذا النظام نفسه لا يذيب الجلطة فقط وانما قد يذيب الصمام أيضاً، ومن هنا تكمن أهمية علاج الجلطة الوريدية بشكل سريع لمنع ذوبان هذا الصمام.

ويتكون الدم من خلايا متعددة يحملها سائل <البلازما> ولكل نوع من الخلايا وظائف محددة، فالخلايا الحمراء تحمل الأوكسيجين، والخلايا البيضاء هي المسؤولة عن المناعة، اما الصفائح الدموية فهي مسؤولة عن عدم تجلط الدم. ان الدورة الدموية عند الانسان تبدأ من ضخ القلب للدم من البطين الأيسر عن طريق الشريان الأبهر ثم الى بقية شرايين الجسم والتي تحمل الدم الى جميع أجزاء وخلايا الجسم، ومن ثم يعود الدم عن طريق الأوردة الدموية المتفرعة ثم الى الأوردة الدموية العميقة التي تمر عبر عضلات الجسم المساعدة لضخ الدم لها الى أعلى الجسم وثم الى الأذين الأيمن في الجهة اليمنى من القلب ثم البطين الأيمن ومنه يضخ الدم الى الرئة عن طريق الشريان الرئوي، وفي الرئة يتبادل الدم الأوكسجين ثم يعود مرة أخرى عن طريق الأوردة الرئوية الى الجهة اليسرى من القلب وبالتحديد الأذين الأيسر ثم الى البطين الأيسر، ومن ثم تعود الدورة الدموية لتتكرر من جديد.

وجلطة الأوردة او باختصار جلطات الساقين هي حالة تتكون فيها الجلطات في الأوردة العميقة للساقين. وهناك عاملان رئيسيان يساهمان في تكوين الجلطات في تلك الأوردة، أولهما هو ركود الدم في الأوردة السفلى، فإن انقباض عضلات سمانة الساق كلما مشى الشخص يساعد على دفع الدم في أوردة الساق وعودته الى القلب، ولكن الراحة في الفراش لفترات طويلة او الجراحات الطويلة او حتى ركوب الطائرة في رحلة طويلة، كلها حالات تعيق حدوث هذه العملية الطبيعية الإيجابية. ومن العوامل الأخرى التي تبطىء تدفق الدم في أوردة الساق: نقص القدرة الانقباضية للقلب نتيجة لهبوط القلب الاحتقاني وتجلط الأوردة العميقة، ويمكن ان يحدث ذلك أيضاً اذا كان الدم له قابلية استثنائية لتكوين الجلطات، كما يمكن ان تكون هذه الحالة موروثة او قد تنجم عن التلوث او السرطان او أمراض النسيج، كذلك يمكن ان تنتج عن تناول الأقراص الفموية لمنع الحمل. فضلاً عن هذا فإن الاصابة او الجراحة تميلان الى زيادة إمكانية التعرض لعوامل التجلط في الدم بدرجة كبيرة. ويمكن ان تحدث جلطات الأوردة العميقة دون ظهور عوارض. واذا أصاب التجلط الأوردة الكبيرة في الفخذ، فإن الساق تبدأ في التورم، أما إذا حدث التجلط في منطقة السمانة من الساق فإنه يسبب الألم فيها. وان جلطات الأوردة العميقة بالساق يمكن ان تحدث دون اية عوارض على الاطلاق، ولكن اذا انفصلت احدى هذه الجلطات من مكانها فيمكن ان ترحل مع تيار الدم حتى تصل الى الرئتين وتسد شرياناً رئوياً، ويمكن في هذه الحالة ان تسبب ألماً حاداً بالصدر، وقصر النفس، والاغماء وحتى الوفاة.

ألم واحمرار وسخونة

 

ويؤثر تجلط الأوردة العميقة عادة على أوردة الساق او الأوردة العميقة في الحوض. وفي بعض الأحيان تصاب أوردة الذراع بهذ المرض. ويمكن ان تحدث الاصابة بتجلط الأوردة العميقة دون ظهور عوارض ولكن في العديد من الحالات يكون هناك ألم وورم واحمرار وسخونة في الطرف المصاب، كما يمكن ان تكون الأوردة السطحية للطرف محتقنة. وجدير بالذكر ان أخطر مضاعفات الاصابة بتجلط الأوردة العميقة يتمثل بإمكانية ان تتحرك الجلطة من مكانها وتنتقل الى الرئتين وهو ما يسمى انسداد الشريان الرئوي. كما تجدر الاشارة الى ان تجلط الأوردة العميقة يعتبر حالة طبية طارئة. وعندما يكون تجلط الأوردة العميقة في الطرف السفلي (الساق)، فإن هناك احتمالاً بنسبة 3 بالمئة ان يحدث الانسداد الرئوي القادر على قتل المريض. ومن المضاعفات المتأخرة لمرض تجلط الأوردة العميقة متلازمة ما بعد الجلطة والتي يمكن ان تؤدي الى مرض تورم الأطراف او الشعور بألم او عدم ارتياح.

ورغم ان الجلطة قديمة قدم الدورة الدموية الا ان الانسان لم يفترض وجودها قبل العام 1731 حينما حاول العالم <بيتي> تفسير  توقف النزف بأنه نتيجة لتجلط الدم، وبعد حوالى خمس سنوات من ذلك عزا العالم <موراند> توقف النزف الى تقلص الأوعية الدموية، وكانت كل هذه المحاولات لا تعدو عن مجرد افتراضات، اذ ان الشعيرات الدموية وهي معروفة الآن بقيامها بدور رئيسي في عملية ايقاف النزف، لم يتم اكتشافها تحت المجهر قبل العام 1661 بواسطة العالم <مالبيجي> بعد ان جعل العالم <هارفي> من وجودها ضرورة منطقية.

اما اكتشاف اول دليل مادي قاطع على تجلط الدم فيرجع الفضل فيه الى العالم الايطالي <مالبيجي> حينما تمكن من عزل ألياف <الفيبرين> المتماسكة البيضاء من نقطة دم متجلط بعد غسلها. وفي العام 1772 أثبت العالم <هيوسن> ان هذه الألياف تتكون داخل التجلط. وتلا ذلك اكتشاف وعزل المادة الأساسية اللازمة لتكوين هذه الألياف والتي سماها العالم <دنيس  بلاسمين> عام 1859 بالمادة المعروفة اليوم باسم <فيبرينوجين>. فالجلطة تنتج اذاً عن تحول <الفيبرينوجين> الى <فيبرين> اي عن تحول الدم من مادة سائلة الى كتلة متماسكة حمراء لأنها تحصر داخلها كريات الدم الحمراء وعناصرها التكوينية الأخرى. وترجع سيولة الدم في الجسم الطبيعي الى حالة توازن دقيق داخل الأوعية الدموية حيث يتكون <الفيبرين> ببطء شديد ويذاب بواسطة أنزيم <الفيبروليسين> بصورة مستمرة كلما تراكم على جدران الأوعية.

وبمناسبة اليوم العالمي لتجلط الأوردة كانت عقيلة رئيس مجلس الوزراء السيدة لمى سلام قد نظمت في السراي الكبير لقاء بعنوان <جلطة الدم مش تجليطة> اقيم في اطار برنامج <موعد في السراي> لمناسبة اليوم العالمي للتجلّط.

وتوضح السيدة لمى سلام عن نشاط <موعد في السراي> الذي يتناول مواضيع مختلفة تهم المجتمع المدني قائلة:

- ان الهدف من هذا النشاط فتح السراي لجميع اللبنانيين في شأن مواضيع تعنيهم. ان التوعية الصحية جزء أساسي من هذه المواضيع. ومن المهم الاضاءة على ماهية تجلط الدم وأسبابه وطريقة تفاديه.

فمن هم الأشخاص المعرضون للاصابة بتجلط الأوردة؟ وما هي العوامل التي تؤدي لحدوث تجلط الأوردة؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها كل من البروفيسور علي طاهر الاختصاصي في أمراض الدم والأورام في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت ورئيس الاتحاد اللبناني لمكافحة تجلّط الأوردة، والدكتورة ميرنا واكد الاختصاصية في الرئة والعناية الفائقة والأستاذة في جامعة البلمند وأمينة سر الاتحاد اللبناني لمكافحة تجلط الأوردة.

البروفيسور علي طاهر:

<التجلط مشكلة عالمية>              

 

بداية يشرح البروفيسور علي طاهر عن جلطة الأوردة ونسبة الاصابة بها ويقول:

- ان كلمة <جلطة> واسعة جداً، اذ تشمل جلطة الشرايين والتي تحصل اما في القلب او في الدم، وجلطة الأوردة التي تحصل عادة في الساق او القدم او الحوض وهي خطيرة جداً لأنها تكون أحياناً صامتة لا يشعر بها الانسان وأحياناً أخرى يمكن ان ينتقل جزء منها الى الرئة مما قد يؤدي الى عواقب سيئة جداً. ان <التجلط مشكلة عالمية>، وهو مرض صامت في معظم الأحيان ولكنه عنيف، وان واحداً من كل أربعة في العالم يتوفى بجلطة. وهناك نحو عشرة ملايين حالة تجلط أوردة تسجل في العالم سنوياً، كما ان عدد الذين يموتون بسبب التجلّطات في العالم يساوي مجموع عدد الذين يموتون بسبب سرطان الثدي و<البروستات> و<الايدز> وحوادث السيارات. وكل يوم أكثر من 1600 شخص يموتون بسبب التخثر اي بمعدل شخص كل دقيقة ويمكننا ان ننقذ كل دقيقة شخصاً بالوقاية والتوعية.

وعن العوامل يشرح:

- ثمة عوامل تعرض الأشخاص لخطر التجلط بينها العامل الجيني. ان نسبة الذين يحملون أحد العوامل الجينية التي تجعلهم عرضة للجلطات تبلغ في لبنان 13 بالمئة. وان 60 بالمئة من التجلطات تحصل اما خلال وجود المريض في المستشفى او بعد خروجه منها، وهذه الحالات يمكن الوقاية منها بمجرد ان يتناول المريض المسيّل المناسب له. وان التجلطات هي السبب الأول للوفيات في المستشفيات، ولذلك باتت الوقاية من التجلط أحد أهم عناصر اعتماد المستشفيات لكي نمنع الوفاة بسبب تجلط الدم قدر المستطاع.

وبالسؤال عن دور المجتمع المدني في التوعية الصحية يقول:

- ان دور المجتمع المدني في التوعية الصحية ورفع مستوى صحة المواطن والمجتمع مهم. ان جمعية الاتحاد اللبناني لمكافحة تجلط الأوردة التي تأسست عام 2010 تضم أطباء من مستشفيات عدة ومن اختصاصات عدة معنية بتجلط الدم. وان أهداف الجمعية تتركز على الوقاية والتوعية من مرض التجلط الوريدي وعوارضه، ونشر المعلومات حول مرض التجلط الوريدي، وتنظيم الحلقات الدراسية وورشات العمل حول الوقاية والعلاج المرتبط بحالات مرض التجلط الوريدي، وتطبيق البروتوكولات العالمية لمكافحة مرض التجلط الوريدي في لبنان، وتشجيع اجراء المزيد من الدراسات والأبحاث عن مرض التجلط الوريدي في لبنان.

وعن الوقاية يقول:

- من الممكن تجنب الجلطات الثلاث بالوقاية بدلاً من معالجتها بعد وقوعها. والوقاية لمنع وقوع الجلطات تساهم في تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية للعام 2025 المتمثل في خفض عدد الوفيات بنسبة 25 بالمئة.

 

الدكتورة ميرنا واكد والوقاية:

حذارِ السمنة والتدخين

أما عن العوامل التي تجعل الأشخاص عرضة لجلطات الأوردة فتقول الدكتورة ميرنا واكد الاختصاصية في أمراض الرئة والعناية الفائقة:

- ان العوامل التي تجعل الأشخاص عرضة لتجلطات الأوردة هي السمنة، والحمل، والتدخين، وشرب الكحول، وقلة الحركة، والعلاجات الكيميائية والهرمونية، اضافة الى الأسباب الوراثية. وان المخاطر تكون مرتفعة في حالات المكوث مدة طويلة في المستشفى من دون حراك، والسفر لفترة طويلة. كما ان التجلط يعتبر السبب الثاني للوفاة لدى المصابين بمرض السرطان، وان المصابين بالانسداد الرئوي المزمن الذي له علاقة مباشرة بالتدخين معرضون للتجلط، اضافة الى ان المرأة التي تتناول حبوب منع الحمل او التي تخضع لعلاج هرموني تصنف ضمن المعرضين لخطر التجلط.

أما عن العوارض فتقول:

- يمكن ان يحصل التجلط من دون ظهور عوارض، سواء أكان التخثر في الساق او التجلط في الرئة، وثمة قسم كبير من التجلطات المميتة التي لا يشعر بها المريض. ولكن ثمة عوارض يمكن ان تدل على وجود تخثّر في الرئة، ومنها ضيق النفس المترافق مع ألم حاد، وتسارع نبضات القلب، وقد تتسبب الجلطة بفقدان الوعي. وبالنسبة الى تخثّر الساق فيمكن في 50 بالمئة من الحالات ان ينجم عنه ألم وتضخم في الساق، وأحياناً سخونة او احمرار فيها، لذا عندما يشعر المريض بعوارض كهذه بعد خروجه من المستشفى فعليه ان يراجع الطبيب مباشرة.

وعن الوقاية تشرح:

- ان الوقاية تقوم على تناول نوع من المسيّلات بشكل ابرة تحت الجلد. وهناك كذلك جوارب الضغط التي تمنع بقاء الدم في الساق وتساعد في انتقاله الى القلب.