تفاصيل الخبر

منسوب القلق على «اليونيفيل » في الجنوب يتصاعد وإجراءات أمنية لحماية الثكنات ومواكبة الدوريات!

22/05/2015
منسوب القلق على «اليونيفيل » في الجنوب يتصاعد  وإجراءات أمنية لحماية الثكنات ومواكبة الدوريات!

منسوب القلق على «اليونيفيل » في الجنوب يتصاعد وإجراءات أمنية لحماية الثكنات ومواكبة الدوريات!

 

2 لم تشأ الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السيدة <سيغريد كاغ> التوسع خلال لقاءاتها أمام الإعلام في  الحديث عن الوضع في الجنوب، على أساس أن الأنظار موجهة بالكامل الى الأوضاع الإقليمية أولاً، ومن ثم الى جرود عرسال وتخوم الحدود اللبنانية - السورية. لكن <كاغ> كانت واقعية عندما قالت ان هناك <قلقاً دائماً> بالنسبة الى الموقف في الجنوب، <ولا أحد يعرف ماذا يحمل الغد من تطورات>. وفيما تنفي المسؤولة الأممية وجود <ذعر> في صفوف المسؤولين الدوليين، إلا ان الثابت - وفقاً لمعلومات مصادر لبنانية مطلعة - ان ما قالته <كاغ> هو لسان حال المسؤولين الدوليين كافة الذين يتابعون عن كثب ما يجري من تطورات إقليمية في الجوار اللبناني ويخشون من امتداد النار الى الجنوب حيث لن تميز ساعتئذٍ بين المتضررين، والكل سيكون مع الضرر سواء...

 

مصادر الخوف

أما مصدر الخوف الدولي، فتلخصه مصادر أمنية لبنانية بثلاث نقاط:

النقطة الأولى تجسد شعور قيادة القوات الدولية بأنها ورجالها عرضة في أي لحظة للاعتداء من <جبهة النصرة> أو <داعش> للانتقام من المشاركة الدولية في قوات <التحالف> التي تواصل مطاردة فلول الإرهابيين في العراق، في حين تبدو الحالة في سوريا مختلفة عن الوضع في العراق، حيث تسجل قوات <النصرة> و<داعش> بعض التقدم الميداني المحدود.

النقطة الثانية تتصل بما حصل من أحداث لا تزال محدودة على الحدود السورية - الإسرائيلية، وامتدت في أحيانٍ كثيرة الى التخوم اللبنانية وقرب قرى تنتشر فيها قوات دولية تطبيقاً للقرار 1701. ويبدو ان هذه الأحداث تركت مخاوف مشروعة لدى قيادة <اليونيفيل>، لاسيما بعد <التراخي> الذي حصل في تطبيق القرار 1701 من جهة، وتزايد الخروق الاسرائيلية من جهة ثانية.

أما النطقة الثالثة، فتتعلق باستمرار وجود مسلحي حزب الله في منطقة العمليات الدولية لاعتبارات محلية، لاسيما وان غالبية الأهالي في منطقة الانتشار الدولي تقيم فعلاً في مناطق عدة منها وليس من السهل الطلب الى فريق أو أكثر من أبناء هذه القرى والبلدات مغادرتها تحت عنوان تنظيمي، وإذا كان لا بد من بقاء أحدهم في بلدته أو حيه، فإن ذلك يفترض تأمين الحد الأدنى له مادياً ومعنوياً.

وخلال اللقاء المشترك لوفد قيادة الجيش اللبناني مع وفد الجيش الإسرائيلي في رعاية الأمم المتحدة الأسبوع الماضي داخل مقر <اليونيفيل> في الناقورة، دار نقاش مستفيض حول الوضع على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، واللبنانية - 3السورية، انطلاقاً من رغبة القيادة الدولية في إبقاء الوضع مستقراً لأن لا مصلحة لأي فريق ناشط أمنياً على الأرض بأن يعيد التوتر الى هذه المناطق اللبنانية المهمة.

وكانت المخاوف الدولية موجودة من احتمال التعرض للعسكريين الدوليين لاسيما في المناطق المتاخمة لجرود البقاع حيث توزع قيادة <اليونيفيل> مجموعات عدة من رجالها لاسيما وان الجيش اللبناني يتصرف في المنطقة الدولية وخارجها وكأن الخطر الداهم يدق على الأبواب. وسمع الحاضرون إيضاحاً من الجانب اللبناني عن جهوزية الجيش اللبناني في مواجهة أي اعتداء تتعرض له القوات الدولية بالجملة أو بالمفرق.

<اليونيفيل> تطالب بإجراءات

إلا ان هذه التطمينات لم تجدها القيادة الدولية كافية لاسيما وان التعاطي لا يتم مع جيوش نظامية لها أصولها وقواعدها، بل مع مجموعات مسلحة أظهرت حتى الآن الكثير من التشدد في التعاطي مع خصومها من دون ان تراعي الاتفاقات الدولية ولا أصول التعامل في زمن الحرب. من هنا، طالبت القيادة الدولية بإجراءات أمنية متشددة لاسيما قرب الثكنات العسكرية وخلال تنقل الدوريات، تجنباً لوقوع حوادث تترك تداعيات سلبية على وضع قوات <اليونيفيل> في الجنوب. وأكدت مصادر عسكرية معنية ان الجيش يرصد كل المعطيات والمعلومات التي ترد حول القوات الدوليـــــة في الجنــــوب لإداركـــه ان مـــن مصلحــــة المصطادين في الماء العكر استهداف القوات الدولية لضرب أكثر من عصفورين بحجر واحد: الأمن والاستقرار في الجنــــوب مـــــن جهـــــة، و<الانتقـــام> من الحملات ضد <داعش> و<النصرة>، وإيجاد شرخ في مواقف الدول المعنية بمواجهة الإرهاب من جهة ثانية. لذلك، فإن المسؤولين العسكريين يأخـــــذون التهديــــدات غير المباشـــرة ضد <اليونيفيل> في محمل الجد هذه المرة لأن أسباب استهداف القوات الدولية كثيرة والنتيجة واحدة: <تطفيش> ذوي القبعات الزرق من لبنان!