بقلم وردية بطرس
عندمــــــــا انــــطـــــــــــلــقـت مـــــــــــــؤسســـــة <KIDPROOF> في لبنان مع العام 2011، أطلقت <برنامج التواصل والتفاعل لحماية الطفل في لبنان> من أجل معالجة المشاكل وايجاد الحلول للمخاطر والتحديات التي يواجهها الأطفال. توزع مؤسسة <كيدبروف> جوائز مسابقة < Pay it forward initiative> مكافأة للطلاب من كل أنحاء لبنان والاحتفال لمناسبة الأعمال المبدعة التي قاموا بها حول مواضيع الوقاية من العنف ضد الأطفال، السلامة على الانترنت، الوقاية من الاختطاف، منع التمييز والتفرقة العنصرية، تقدير الذات وتكوين صورة جسد ايجابية. وتهدف مسابقة <Pay it forward Initiative> التي تنظمها مؤسسة <Kidproof> (وهي مؤسسة كندية تربوية وناشرة. لقد أمضت أكثر من عقد لإتقان تعليم السلامة للأطفال والشريك المفضل والمصدر الأكثر وثوقاً بالنسبة الى الادارات الحكومية المحلية والمنظمات التي تركز على تربية الأطفال في جميع أنحاء العالم. وتعتقد <كيدبروف> ان الحفاظ على سلامة الأطفال هي مسؤولية المجتمع بأكمله، ولذلك تتبنى <النهج الكامل> عندما يتعلق الأمر بتعليم السلامة الاستباقية والوقائية. وهذا يعني انها تخاطب كل أصحاب العلاقة في حياة الطفل أي أولياء الأمور، والمربين والأطفال أنفسهم) الى مكافأة الطلاب المشاركين في منهاج <Protect ED> لتعليم السلامة. وهي تطور قدراتهم لمعرفة ان لديهم قوة التأثير في تغيير العالم. يمكن ان يكون المشترك معلماً، احد الطلاب، أحد الفصول الدراسية، احدى المدارس، ولكن لديهم الشجاعة والقدرة على تغيير العالم واظهار الحب والاحترام والرحمة على المحيطين بهم.
سلامة على كل الجهات
وتجدر الاشارة الى ان أحد مناهجها اليوم <Protect ED> يصل الى الملايين في اكثر من 28 دولة وتفخر المؤسسة بأن يكون لبنان من ضمنها. انه برنامج كندي لتعاليم السلامة يتم تكييفه لتلبية جميع الاحتياجات الخاصة للبنان. ويتم تحديثه سنوياً بحيث تكون المدارس وأولياء الأمور والمعلمون على ثقة بأن محتوى الموضوع من قبل خبراء التربية الدوليين هو دائماً حديث ومبتكر. ويوفر هذا المنهاج لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و18 سنة دروس الحياة القيمة والضرورية التي من شأنها اعدادهم لاتخاذ الخيارات الآمنة والصحيحة في عالم اليوم المتغير. ويتضمن البرنامج مواضيع السلامة البدنية، والسلامة في المنزل، والسلامة على الطرق، والسلامة من الأسلحة، والوقاية من الاعتداء الجنسي، والسلامة في التعامل مع الغرباء وغيره من أشكال العنف ضد الأطفال، ومكافحة التنمّر، والأخلاقيات والمواطنة الصالحة، والسلامة على الانترنت، وبناء حب الذات، وبناء الثقة بالنفس، والوقاية من تعاطي المخدرات، ومواضيع أخرى كثيرة. لقد بدأ تنفيذ البرنامج من قبل المدارس اللبنانية الخاصة في كانون الثاني (يناير) 2014، أما عدد المدارس المشتركة في منهاج <Protect ED> فقد وصل الى 107 مدارس خاصة، واستفاد من المنهج أكثر من 75000 طالب وطالبة، واستفاد أكثر من 9000 معلم من برنامج التدريب المعلم المجاني، وأكثر من 5000 ولي امر حضروا مجاناً ندوات <Protect ED>. وقد أجمع المعلمون على ان طلابهم أظهروا تحسناً في سلوكهم بعد 6 أشهر فقط من تنفيذ البرنامج وان المنهج قد حسّن أسلوب الأساتذة في التعامل مع تلاميذهم في المدارس.
مسابقة في 104 مدارس
وتعتقد <كيدبروف> ان لا حدود لإمكانات كل شاب وشابة في إلهام المجتمع لرؤية عالم صادق وعادل وانساني للجميع، عالم يسيطر فيه السلام على القوة، وتجد فيه سبلاً لتسوية خلافاتنا، والعيش المشترك في احترام ووئام مع بعضنا البعض على الرغم من اختلافاتنا في الثقافة او الدين او العقيدة، علماً ان المسابقة كانت قد انطلقت في 104 مدارس خاصة في لبنان. وقد طُلب من كل الصفوف الدراسية تقديم موضوع واحد يمثل أفضل عمل في الصف. وتلقت حتى تاريخه اكثر من 140 مسابقة متنافسة من الصفوف والمدارس اللبنانية. أكثر من 10000 دولار أميركي ستمنح الى 16 صفاً فائزاً من خلال جوائز المرتبة الأولى، والثانية والثالثة لكل مسابقة. ان الجوائز النقدية تذهب نحو تعزيز أحوال الصفوف الدراسية في المدرسة الفائزة او مباشرة الى تحسين الظروف المعيشية لمجموعة محددة من المجتمع حسب اختيار الطلاب. أما تفاصيل المسابقة فهي: صف الروضة الثانية: تقديم <فيديو> حول موضوع الوقاية من العنف ضد الطفل. صف الرابع ابتدائي: تقديم قصة قصيرة حول موضوع السلامة على <الانترنت>. صف السادس ابتدائي: تقديم ملصق اعلاني حول موضوع الوقاية من العنف ضد الطفل. صف التاسع أساسي: تقديم ملصق اعلاني حول موضوع منع التمييز والتفرقة العنصرية. صف العاشر ثانوي: تقديم ملصق اعلاني وفيديو عن تقدير الذات وتكوين صورة جسد ايجابية. كل الصفوف: <Pay it forward Project> تقديم مشروع او مبادرة لتحسين الظروف المعيشية او نوعية حياة الناس الذين يعيشون في مجتمعهم. وسيتم تمويل المشروع الرابح في البداية من قبل بنك لبنان والمهجر على ان تكون له القدرة على الاستمرار عبر التمويل الذاتي. وتعتبر المحامية دارين المصري رئيسة <كيدبروف> الشرق الأوسط وشمال افريقيا ان يوم احتفال توزيع الجوائز كان دليلاً على قدرات الطلاب غير المحدودة بالتأثير الحقيقي في العالم وتقول:
- يوم توزيع الجوائز هو دليل على انه من خلال التعليم يستطيع اي طفل ان يصبح أقوى وأذكى من اي تأثير او خطر خارجي، وهو دليل على ان الطلاب يستطيعون ان يجدوا أساليب عدة ليوفقوا بين اختلافاتنا ويبنوا عالماً من الاحترام والحب لبعضنا البعض على الرغم من اي اختلاف بالحضارة والدين والعقيدة. ولقد جرى الاحتفال بحضور سفيرة كندا في لبنان <ميشال كاميرون>، وعماد الأشقر رئيس مصلحة التعليم الخاص، وسعد أزهري رئيس مجلس ادارة ومدير عام بنك لبنان والمهجر، والأهل والمدرسين الذين كانوا شركاءنا بكل خطوة في هذا المشوار وبدونهم ما كان هذا الإنجاز ممكناً وأخيراً الطلاب الذين افتخر بتكريمهم. اليوم قلنا كفى. اليوم برهنا انه من خلال التعليم الوقائي والديناميكي التفاعلي والفعال نقدر ان نوقف المخاطر التي تهدد الطلاب في عالمنا اليوم.
الأولاد والتحرش الجنسي
وعن العنف والتحرش بالأطفال، تقول دارين المصري:
- اليوم مع برنامج <Protect ED> طلاب وأهالي وأساتذة قالوا: كفى للعنف الجنسي او اي نوع آخر من الاساءات ضد الأطفال. قالوا: كفى لتخويف الأطفال والتحرش بهم واذلالهم، كفى لخضوع الفتيات المراهقات لعمليات جراحية ليصبحن مثل النجمات على شاشات التلفزيون. كفى لتجاهل المراهقين لقيمهم الأساسية ليعيشوا نمط حياة محفوف بالمخاطر ومسيطر عليه من وسائل الاعلام. كفى لأطفال عرضوا أنفسهم بطريقة خطرة على الانترنت ووقعوا ضحية المستغلين. كفى لترعرع الأطفال بعيداً عن حس المواطنة وحب الوطن والمبادىء الأخلاقية. كفى لكراهية الآخرين التي تسمم قلوبهم. ويعرف الأغلبية ان <كيدبروف> هي مؤسسة كندية وصلت للملايين من العائلات والأساتذة والطلاب حول العالم.
وعن تأسيس <كيدبروف> في لبنان، تقول:
- عندما قمت بإطلاق <كيدبروف> في لبنان في العام 2011 ، وبعدها برنامج <Protect ED> في كانون الثاني (يناير) 2013 مع وزارة التعليم والمركز التربوي للبحوث والإنماء بالتعاون مع بنك لبنان والمهجر، كان حلمي ايصال تعليم السلامة الفعال الذي تلقيته في كندا لتلاميذ لبنان. كنت محظوظة بحصولي على تعليم مبتكر لصد كل مخاطر عالمنا الحديث ودون شك ان أطفال لبنان يستحقون التعليم القيم المبلور بخبرة وبراعة. وبفضل جهود كل أفراد مكتب <كيدبروف> في الشرق الأوسط خصوصاً جوليانا ورنا وزبيدة وكريستيان وغيرهن وراء الكواليس، أكثر من 110 مدرسة خاصة لبنانية أدرجت اليوم برنامج <Protect ED> بمناهجها مع اكثر من 75 ألف طالب يستفيدون من مضمونه. وقام فريق العمل بإعطاء برامج تدريب لأكثر من 9 آلاف معلم وندوات مجانية لأكثر من 5000 ولي أمر. كل يوم ضمن برنامج <Protect ED> آلاف الطلاب في لبنان يتلقون مهارات التفكير الناقد والمعرفة اللازمة للتنبه من اي خطر، والقوة والاعتزاز بالنفس ، كل ما هو ضروري لحماية أمنهم الشخصي والعاطفي، والثقة والتعاطف ليصبحوا مواطنين صالحين.
وتتابع دارين المصري:
- في الواقع وفقاً لدراسة مع 238 مدرساً في برنامج <Protect ED> في لبنان ان 95 في المئة من الطلاب برهنوا عن تحسن في طريقة مقاربتهم للأمن كنتيجة مباشرة للبرنامج. ولذلك أود ان أشكر كل مدرس ومسؤول وفريق عمل <Protect ED> في <كيدبروف> الذين أعطوا الكثير لأنهم مدركون ان المكافأة هي معرفة انك ساعدت على إبقاء طفل بمأمن عن كل خطر.
وبفضل معلمين وأهالي ومدارس شاركونا تجربتهم كيف أنقذ درس من <Protect ED> طفلهم من الضياع، او من عم كان يتحرش بابن أخيه او اخته، او تلميذ أخبرنا كيف امتنع عن التكلم مع غرباء او مدرّس أبلغنا عن مدى انخفاض المضايقات بفضل هذا البرنامج. لقد رأينا انه حان الوقت لإيصال المعرفة والنضوج والوعي التي يتلقاها طلاب <Protect ED> لعدد أكبر من الأشخاص. وهذا هو الهدف من وراء مبادرة < Pay it forward >.
وبالسؤال عن المسابقة تقول:
- ضمن هذه المسابقة طلبنا من المدرسين ان يقدموا أفضل عمل لصفهم في إطار درس محدد من هذا البرنامج. أردنا من خلال هذه الطريقة ان نوفر عملاً إضافياً على المدرسين ليشاركوا في المسابقة. وبالفعل فإن الأعمال المبدعة التي سترونها هي نتيجة مباشرة ضمن درس من دروس منهج <Protect ED> ضمن الصفوف المشاركة. كان هدفنا ان يدرك طلاب البرنامج اننا مهتمون بطريقة تعلمهم ومكافأتهم على جهودهم. وفيما بعد قررنا ان لا نكتفي بمكافأة الصف بالكؤوس والميداليات بل ان نحث الطلاب على ادراك وفهم القدرة التي يملكونها على تغيير من حولهم. من هذا المنطلق سمينا المسابقة <Pay it forward> وبالفعل كل رابح سيحصل أيضاً على جائزة مالية. وسيقرر كل صف كيف سيتم صرف المبلغ بالطريقة الأنسب كأن يستثمرونه بتحسين صفهم او مدرستهم بهدف تعزيز الظروف الحياتية لجماعة معينة أو أشخاص من حولهم. اذاً الطلاب هم الذين سيقررون لمن يردون المعروف. ان مبدأ رد المعروف للآخرين قديم جداً. <Pay it forward> هي عبارة معروفة، اذا قام أحد الأشخاص بعمل صالح تجاه فرد آخر عبر إعطائه مبلغاً من المال مثلاً او مساعدته بأي طريقة، فيطلب منه ان يرد المعروف للآخرين، وهو يقصد ان الفرد الذي استفاد من العمل الصالح يقوم بدوره بعمل خير تجاه شخص محتاج آخر بدلاً من ان يرد المعروف للمبادر الأساسي. من هذا المنطلق، يصبح المستفيد من الخير بدوره متبرعاً لفرد آخر محتاج وهو بدوره سيرد المعروف لشخص آخر وهكذا... اذاً مبدأ رد المعروف للآخرين هو مبدأ يسمح لعدد غير محدود من الأشخاص ان يستفيدوا من عمل الخير بدل ان يستفيد منه فرد واحد فقط. ومن هذا المنطلق، عبر مسابقة <Pay it forward> من برنامج <Protect ED> ستتم مكافأة الطلاب على تطبيق الدروس التي تعلموها ضمن البرنامج وبدورهم سيقومون بعد ذلك برد المعروف عبر تحسين صفوفهم ومدارسهم او محيطهم.
دور بنك لبنان والمهجر
ــ وما هو عدد المشاركين في هذه المسابقة؟
- لقد شارك اكثر من 3500 طالب وطالبة في مسابقة <Pay it forward> وكانوا كلهم رابحين بالنسبة الينا. كانت المنافسة شديدة وكل فرد شارك فيها هو فائز. كما في كل مسابقة قامت لجنة الحكم المؤلفة من أربعة خبراء (من مؤسسة <كيدبروف>: خبيران بالتعليم وأمن الطفل والعائلة، ومن بنك لبنان والمهجر خبيران بالدعاية والتواصل) بالتركيز على العناصر الآتية لوضع العلامات على كل عمل واختيار الرابح:
- ملائمة العمل لموضوع السؤال: الاجابة مباشرة عن سؤال المسابقة - البقاء ضمن الموضوع المطروح - اظهار فهم لدرس من دروس <Protect ED>.
- إبداع وابتكار: ابتكار في عمل الطلاب والصور والرسوم من دون مساعدة من اي راشد - ابداع من ناحية الأفكار دليل على مقدار الوقت والجهد المبذول - قابلية الاستخدام - الشكل والتنفيذ العام.
- الاقناع: المضمون ذو مغزى وملفت للانتباه ومقنع مع القدرة على تغيير آراء وسلوك المشاهد.
- القواعد واللفظ:
احترام القواعد واللفظ الصحيح.
- فهم رؤية <Pay it forward>،<Protect ED>،<Kidproof> .
- إظهار رؤية <Protect ED>،<Kidproof> عن أمل الطفل والصحة والعافية.
- جعل قناعة مبادرة <Pay it forward> تنعكس في قدرة الأطفال على الهام الأشخاص من حولهم لترسيخ مبدأ عالم الأمان والعدالة والانسانية للجميع، عالم خالٍ من العنف والتمييز والكره. فاذاً سررنا كثيراً ونحن نراجع أعمال الطلاب.
شكر لسفيرة كندا
وأضافت:
- أود ان أشكر وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء اللذين ساعدا على جعل منهج <Protect ED> حقيقة. وأشكر سفيرة كندا في لبنان <ميشال كاميرون> على تشجيعها ومشاركتنا رؤيتها. كما اشكر كل مسؤول ومدرّس آمنوا بقدرة برنامج <Protect ED> غير المحدودة وأهمية وضع الأدوات اللازمة بأيدي طلابهم ضمن حياتهم اليومية والتفكير النقدي الذي يحتاجونه لحماية أنفسهم. وأشكر مدرسي البرنامج الذين أعطوا الدروس على هامش عملهم الاعتيادي والذين أعطوا من وقتهم وجهودهم لأنه بالنسبة لهم لا يكفي ان يتمموا واجباتهم فقط لأن همهم الأساسي هو راحة طلابهم. وكل الشكر لفريق <كيدبروف> الرائع والمحب والمعطاء الذي يعطي من ذاته ليكون كل طفل في لبنان بأمان.