تفاصيل الخبر

من يكسب في أميركا :"بايدن" أو "ترامب" أو ... الفوضى؟

30/09/2020
من يكسب في أميركا :"بايدن" أو "ترامب" أو ... الفوضى؟

من يكسب في أميركا :"بايدن" أو "ترامب" أو ... الفوضى؟

  

[caption id="attachment_81511" align="alignleft" width="380"] "دونالد ترامب" و"جو بايدن" في مناظرتهما الأولى: ربحت الفوضى![/caption]

 أثبتت المناظرة بين الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" ومنافسه الديموقراطي على الرئاسة "جو بايدن" يوم الثلاثاء الفائت أن الخاسر الأكبر من الإنتخابات المقبلة، والتي يبدو أنها لن تمر بسلاسة، هو كل من ينتظر الفرج والحلول بعد هذه الإنتخابات. فقد أظهر النقاش الهدام والأسلوب غير الحضاري الذي استخدمه المرشحان في الحوار بينهما أن الولايات المتحدة مريضة وأن قدرتها على المحافظة على مكانتها العالمية أصبحت مشروطة بنجاحها أولاً وأخيراً في لجم الفوضى في الداخل. وكما حصل عام ٢٠١٦ عندما انتخب العديد من الأميركيين "ترامب" لأنهم لا يريدون "هيلاري كلينتون"، من المتوقع أن ينتخب الكثيرون "جو بايدن" فقط لأنهم لا يريدون "ترامب" من جديد. فقد ظهر "بايدن"ضعيفاً في بعض الأحيان وغير مقنع في معظم أوقات المناظرة. الخلاصة الأكيدة من المواجهة الأولى أن حلول الشرق الأوسط لن تكون بيد هذا أو ذاك فالرئيس الأميركي المقبل سيغرق في وحول المشاكل الداخلية ناهيك عن تلك الإقتصادية والمالية. الفوضى كانت عنوان المناظرة وربما تكون سيدة الشوارع الأميركية بعد الإنتخابات.

الصين: قريباً تضحك.. كثيراً

 الإستنتاج الثاني من المناظرة أن الرابح الأكبر من الإنتخابات المقبلة ستكون الصين. فبلد المليار والاربعمئة مليون نسمة تمكن من محاصرة الوباء في أراضيه رغم أن أرقام الإصابات

[caption id="attachment_81512" align="alignleft" width="375"] الرئيس الصيني "شي جين بينغ": لا "بايدن" ولا "ترامب" قادر على تأخير قطار الحرير السريع.[/caption]

والوفيات الآتية من الصين لا يمكن الإستناد إليها بالكامل. كما أن الإقتصاد الصيني عاد إلى النمو في الربع الثاني من هذه السنة وسجل ٣٫٢ بالمئة بعد إنكماش حاد في الثلاثة أشهر الأولى. وإذا صحت توقعات النمو الصيني في الربع الثالث التي تشير إلى عودته إلى مستوى ٥ بالمئة تكون الصين تعافت من آثار الوباء على عكس كل دول العالم، ما عدا بعض الدول الأسيوية. وإذا كان بإمكان الصين إخفاء أرقام "الكوفيد ١٩" فإن المؤشرات الإقتصادية لا يمكن التلاعب بها كثيراً خاصة أن التبادل التجاري الصيني مع باقي دول العالم هو رقم لا يصدر فقط من الصين بل أيضاً عن شركائها من الدول. وأرقام التبادل التجاري الصيني عادت إلى مستويات ما قبل الوباء أي أن الصادرات الصينية وبالتالي الإنتاج الصناعي والزراعي عاد إلى ما كان عليه. الأرقام الآتية من الصين تؤكد من جديد أن الإقتصاد الصيني سيتجاوز نظيره الأميركي قبل عام ٢٠٢٧ مع كل ما يعني ذلك على المستوى النفوذ العالمي.

بالنسبة للرئيس الصيني "شي جين بينغ" لا يهم إن عاد "ترامب" أو فاز "بايدن" فهو ماض في شق طريق الحرير وتحقيق خطة "صنع في الصين" التي تهدف إلى جعل المكون الصيني لكل ما يصنع في الصين لا يقل عن ٧٥ بالمئة بينما لا يزال اليوم أقل من ٤٠ بالمئة. في المقابل فإن أرقام الدين العام الأميركي وعجز الموازنة لهذه السنة لم تعد منطقية بكل المقاييس، كما أن الإنقسام الداخلي على مسائل قيمية مثل العنصرية ودور عناصر الأمن والتفاوت الطبقي بدأ يأخذ منحى مرضياً عاكسة إلى حد كبير مسار المناظرة بين "بايدن" و"ترامب".

إيران تضحك.. أخيراً

[caption id="attachment_81513" align="alignleft" width="177"] الرئيس الإيراني "حسن روحاني": أميركا ستركع أمام إيران... قريباً ![/caption]

 كلام الرئيس "حسن روحاني" عن حجم الخسائر التي تكبدتها إيران من جراء العقوبات الأميركية ليس بسيطاً. فهو أقر في كلمة ألقاها منذ أسبوع خلال الاجتماع الأسبوعي للجنة مكافحة فيروس كورونا، "أن الأميركيين بعقوباتهم غير القانونية وغير الإنسانية وأفعالهم الإرهابية" كبدوا الشعب الإيراني خسائر بلغت ١٥٠ مليار دولار. وإستطرد قائلاً إن الولايات المتحدة ستأتي جاثية طالبة إتفاقاً مع إيران. إما أن الرئيس الإيراني يخبئ شيئاً كبيراً يحضر له منذ سنوات أو أنه واهم وكلامه "دونكيشوتي" لا أكثر ولا أقل. في المقابل أكد الرئيس "ترامب" منذ أسبوعين وكذلك المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران "إليوت أبرامز" منذ أيام أن إيران ستسعى إلى توقيع إتفاقية مع الولايات المتحدة بعد الإنتخابات الأميركية مباشرة. إذا كان الطرفان يؤكدان أن الآخر سيهرول لتوقيع إتفاقية معه يعني أننا سنشهد تصعيداً كبيراً للكباش بينهما بين الآن والإنتخابات بل ربما حتى تنصيب الرئيس الأميركي في كانون الثاني (يناير) المقبل. هذه المواجهة ستتصاعد في العراق وسوريا وبالتأكيد في لبنان.

إسرائيل كعب أخيل الولايات المتحدة !

[caption id="attachment_81514" align="alignleft" width="445"] رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو": جاهز أم خائف من الحرب؟[/caption]

 لا يمكن لإيران "تركيع" الولايات المتحدة كما يزعم الرئيس الإيراني إلا في حالة واحدة: إذا تمكنت من إلحاق الأذى الكبير بإسرائيل. هذا هو الطريق الوحيد لتتمكن إيران من التفاوض مع الولايات المتحدة من موقع قوي. وأذية إسرائيل تعني فتح جبهتي الجولان وجنوب لبنان معها. والتوقيت الأفضل لذلك هو قبل الإنتخابات الأميركية لأن هكذا حرب يمكن أن تضعف حظوظ "دونالد ترامب" وترجح كفة "جو بايدن" الذي سيعيد إحياء الإتفاق النووي مع إيران في جميع الأحوال وسيسرع برفع العقوبات عنها في سبيل ذلك. وكلام السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله الذي أكد منذ أيام أن رد حزب الله على إعتداءات إسرائيل لن يتأخر أكثر من أيام أو أسابيع هو في هذا السياق نفسه . كما أن فشل مبادرة الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، رغم عناده في المحاولة من جديد، ثم تردد الروس في التدخل في لبنان في

[caption id="attachment_81515" align="alignleft" width="375"] الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون": تكسرت النصال على النصال على صدر مبادرته اللبنانية.[/caption]

هذه الفترة، كلها أمور تشير أن انتظار الإنتخابات الرئيسية الأميركية لن يكون هادئاً. 

الإشارات الأولية التي أرسلتها المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة الأميركيين لا تطمئن على مستقبل الولايات المتحدة. وربما تؤكد الأحداث المتوقعة في المنطقة العربية خلال الأسابيع المقبلة ضبابية الدور الأميركي العتيد في المنطقة و..العالم.