تفاصيل الخبر

من يدل الرئيس إلى الأولويات الوطنية الاستراتيجية؟ 

28/10/2016
من يدل الرئيس إلى الأولويات الوطنية الاستراتيجية؟ 

من يدل الرئيس إلى الأولويات الوطنية الاستراتيجية؟ 

 

بقلم خالد عوض

1رياض-سلامة

أمام رئيس الجمهورية الجديد استحقاقات كبيرة.

الأول اسمه الدين العام. ففي عهده سيتخطى هذا الدين حاجز المئة مليار دولار. ومهما كانت إنجازاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد ست سنوات، وحتى لو قيل عن عهده أنه عهد الاحتفال بمرور مئة عام على إعلان دولة لبنان الكبير، إلا أن هناك كابوساً سيلازمه ويطبع عهده، اسمه تجاوز الدين العام اللبناني سقف المئة مليار دولار.

منذ أيام تبين أن الدين العام تجاوز مع نهاية أيلول (سبتمبر) المنصرم الـ٧٥ مليار دولار. صحيح أن احتياطي مصرف لبنان إرتفع إلى فوق الأربعين مليار دولار، وصحيح أن الودائع المصرفية قاربت ١٦٠ مليار دولار أي أكثر من ثلاثة أضعاف الناتج المحلي، إلا أن حجم الدين العام أصبح عبئاً كبيراً من الصعب أن يتعايش معه اقتصاد البلد ولا حتى عهد رئيس الجمهورية الجديد.

إنه رئيس المئة مليار دولار ديناً عاماً.

الاستحقاق الثاني هو الجريمة الرقمية التي من الممكن أن تتطور بسرعة هائلة خلال عهد هذا الرئيس. منذ أيام توقفت كل خدمات <تويتر> وشركات أخرى بسبب هجوم إلكتروني كاسح بعث بفيروس عبر <الإنترنت> من خلال إنتحاله عشرات الآلاف من العناوين الإلكترونية. المرشحة الرئاسية <هيلاري كلينتون> تعرضت من <ويكيليكس>  لكشف مبرمج لكل رسائلها الإلكترونية وكل أحاديثها السابقة غير المعلنة مما سبب لها إحراجاً كبيراً لولاه لكان السباق الرئاسي الأميركي قد حسم. صحيح أن لبنان أصغر من أن يتعرض لهكذا جرائم، ولكن تفشي هذه الظاهرة وتطور تكنولوجيا القرصنة الإلكترونية سيخلقان جيلاً من المجرمين الجدد في كل بلد مهما صغر أو كبر حجمه. كيف يتأثر العهد بذلك؟ يمكن أن تعاني عدة إدارات في الدولة وشبكات الإتصالات والكهرباء وتتعطل الدورة الاقتصادية.

إنه رئيس وصول وربما تفشي الجريمة الإلكترونية في لبنان.

أما الاستحقاق الثالث والمتعلق إلى حد معين بالثاني فهو التطور التكنولوجي السريع والتغير الضروري والملح لدور الدولة والإدارات والوزارات في إدارة شؤون الناس. أكثر من ٣٠ بالمئة من طلاب الصفوف الثانوية الحاليين يجب أن يستعدوا لوظائف غير موجودة اليوم ولا تحضر لها جامعات لبنان. <انترنت> الأشياء <INTERNET OF THINGS>، أي الأجهزة الذكية التي تتعاطى مع بعضها البعض، سيغزو العالم. أكثر من عشرة مليون سيارة من دون سائق ستكون على الطرقات في دول العالم قبل ٢٠٢٠. الاختبارات الطبية (قياس الضغط وفحص الدم وعشرات الاختبارات الأخرى) ستصبح ممكنة بواسطة الهاتف الذكي. الدفع عبر التليفون الذكي سيقلص كثيراً من دور البنوك وبطاقات الإئتمان. فعندما يؤكد الرئيس <باراك اوباما> إن حياة الإنسان على كوكب المريخ ستكون ممكنة عام ٢٠٢٧ فهو لا يضرب بالحجر بل يتكلم maxresdefaultمن خلال معلومات <الناسا>.

إنه رئيس نجاح أو عجز لبنان في التموضع اقتصاديا للحاق بالقطار التكنولوجي الفائق السرعة.

من الممكن أن يغرق الرئيس في زواريب التخلف السياسي في البلد فيكون بذلك الشاهد الأول على اندثار لبنان... أو قد يبدأ عهده بالتطلع إلى لبنان ٢٠٣٠، أولا بأقل حجم من الديون عن طريق سياسة نمو مستدام واستراتيجية سديدة لإطفاء الدين، وثانياً بحصانة مميزة ضد القرصنة الإلكترونية عبر تطوير بنية تحتية للأمن الرقمي، وثالثاً بقدرة استثنائية على مواكبة التحول الحاد الذي سيشهده العالم عن طريق استثمار ذكي للعنصر البشري اللبناني وإصلاح إداري حقيقي يحاكي التطور السريع الآتي كالبرق.

انها أولويات مختلفة تماماً عن كل ما نسمعه اليوم من الطاقم السياسي الحالي ورؤسائنا الجدد... القدماء.