تفاصيل الخبر

من الصحراء بحثاً عن البحر، عناصر «داعش» فــــريسة البـــرد والصقـيـــع ونقـصـــان الذخيـــرة!

18/12/2015
من الصحراء بحثاً عن البحر، عناصر «داعش» فــــريسة البـــرد والصقـيـــع ونقـصـــان الذخيـــرة!

من الصحراء بحثاً عن البحر، عناصر «داعش» فــــريسة البـــرد والصقـيـــع ونقـصـــان الذخيـــرة!

بقلم علي الحسيني

البغدادي بعد فرض الخناق على عناصره وحصارهم في اكثر من رقعة، عادت محاولات تنظيم <داعش> مجدداً لايجاد منفذ يمكن ان تعبر من خلاله عناصره من اماكن وجودهم في جرود القلمون والجرود اللبنانية مثل القاع وراس بعلبك باتجاه العمق اللبناني، وقد تمثلت المحاولة الاخيرة الاسبوع الماضي باشتباك واسع مع حزب الله في القاع وتلال الحمرا ادى الى سقوط العديد من العناصر من الجهتين، لكن اللافت كان ترك <داعش> عدد من عناصره في ارض المعركة وفرار عناصره باتجاه الجرود في ظل حديث عن فرار عدد منهم الى حدود بلدة عرسال.

 

محاولة <داعشية> لكسر الطوق

 

فجر السبت الماضي فوجئت عناصر حزب الله في جرود القاع اللبنانية بتقدم مسلح تحت جنح الظلام نفذته مجموعات من تنظيم <داعش> في محاولة منها للتمدد والتوغل داخل الاراضي اللبنانية، فما كان من عناصر الحزب الا ان فتحوا نيران سلاحهم حيث دارت معركة قاسية استمرت حتى صباح اليوم التالي وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن ثلاثين عنصراً من الجهتين واكثر من ستين جريحاً، بعضهم اصاباته حرجة ما استدعى الحزب الى نقل العديد من جرحاه الى مستشفيات البقاع وبيروت.

وفي التفاصيل انه عند الساعة الثالثة والنصف من فجر السبت شن <داعش> هجوماً واسعاً على نقاط حزب الله في جرود القاع وجرود رأس بعلبك باتجاه مراكز حزب الله المتقدمة في شمال السلسلة الشرقية، وقد باغت مسلحي الحزب بهذا الهجوم السريع، ولكن نقاط الحراسة في الحزب تنبّهت للأمر واشتبكت فوراً مع المسلحين بعد استهداف مراكز الحزب في لحظة واحدة بعدد من الصواريخ المتوسطة وبواسطة الرشاشات الثقيلة. وكان انطلق الهجوم نحو تلة المذبحة الواقعة بين جرود جوسية التي يسيطر عليها حزب الله وجرود بلدة القاع من الجهة السورية من السلسلة الشرقية، وهو الأوسع من نوعه بين <داعش> وحزب الله في تلك المنطقة حيث ينتشر حزب الله من القصير وصولاً الى جوسية ومنها إلى شمال السلسلة الشرقية من جرود القاع وصولاً إلى أول جرود رأس بعلبك.

 

معركة الامتار العشرة

 

من جهته كان <داعش> قد وسّع هجومه على تلال عدة وخصوصاً الزويتينة وجب الجراد في أول جرود رأس بعلبك وتلال الحمرا بقوة نارية كبيرة جعلته يصل الى مسافة لا تتعدى العشرة امتار عن مراكز الحزب التي اصيبت بشكل مباشر وبأضرار كبيرة قبل ان يستوعب عناصر الحزب الهجوم ويشنوا بدورهم هجوماً معاكساً نجحوا من خلاله في إبعاد مقاتلي <داعش> الذين تراوح عددهم بين اربعين وخمسين عنصرا ًاستعملوا عدداً من الجرافات لفتح الطرق واليات رباعية الدفع لنقل عناصرهم الذين تزوّدوا بسلاح صاروخي نوعي من نوع <تاو> شكّل مفاجأة صاعقة لعناصر حزب الله.

وفي السياق نفسه، اكدت مصادر عسكرية لـ<الأفكار> ان هجوم <داعش> كان مباغتاً خصوصاً وان الجبهة كانت تُعتبر هادئة نوعاً ما رغم المناوشات التي كانت تحصل بين الطرفين من وقت الى آخر، مؤكدة ان معركة الحزب مع <داعش> كانت متروكة الى ما بعد الانتهاء من جرود عرسال، وان الحزب سيطلق قريباً معركة ضد <داعش> للسيطرة على كل السلسلة الشرقية لطرد المسلحين من مناطق وجودهم والقضاء عليهم. وعُلم ان حزب الله كان قد عزز مراكزه في هذه المنطقة تحديدا وجهز نفسه للهجوم الذي كان سيشنه قريباً لذلك تمكن بدقائق قليلة من صد الهجوم وتنفيذ هجوم معاكس.

 

ثلج وجوع وحصار

منذ عامين ومعركة الجرود بين لبنان وسوريا تكتسب اهمية كبرى لكل الافرقاء المتصارعة في تلك المنطقة، من حزب الله الى الجيش السوري مروراً بـ<جبهة النصرة> و<داعش> وصولاً الى <الجيش السوري الحر> الذي ما زال يحافظ على مركزين على الاقل في جرود القلمون، وايضاً من دون اغفال الدور الكبير الذي يؤديه عناصر <حركة احرار الشام> في الزبداني ومضايا. وفي وقت نجح فيه حزب الله بالحد من المخاطر الناجمة عن وجود مسلحي <جبهة النصرة> عند حدوده الا ان الامر نفسه لم يسرِ على عناصر <داعش> الذين تمكنوا من التمدّد اكثر فأكثر في العديد من المناطق الوعرة في الجرود ولكن مع هامش محدود من التحرك بعد الحصار الذي فرضه الحزب وجيش النظام السوري على مساحات واسعة من الجرود المشتركة، وهو الامر الذي بدأ ينعكس سلباً على عناصر <داعش> الذين بدأوا يعانون من البرد والصقيع ومن شح في الطعام ونقصان الذخيرة على عكس عناصر <جبهة النصرة> الذين كُشف مؤخراً مدى التأييد الشعبي لهم في بعض احياء عرسال ومعظم مخيمات النزوح فيها وعند حدودها، وهو ما بدا واضحاً من خلال عملية عنصر-من-حزب-الله-امس-الاول-في-جرود-القاعانتشارهم المسلح في البلدة عقب عملية تبادل الاسرى مع الدولة اللبنانية منذ نحو ثلاثة اسابيع.

 

مناطق سيطرة <داعش>

 

صحيح ان تنظيم <داعش> لم يعلن عن هيكلية رسمية محددة مركزياً او على مستوى كل اماراته نظراً للأسلوب السري الذي يعتمده من جهة وعمره الفتي من جهة ثانية، غير ان الاجهزة الامنية اللبنانية وخصوصاً الامن العام نجحت من خلال رصد قضية العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى المجموعات الارهابية المسلحة في جرود القلمون في اعداد تصور شبه متكامل حول كيفية عمل <داعش> في منطقتي القلمون وجرود عرسال وصولا الى بعض المناطق اللبنانية.

تتوزع مناطق سيطرة <داعش> في جرود عرسال الى الداخل السوري وتحديدا معابر الشيخ علي والجراجير باتجاه فليطا التي احكم حزب الله سيطرته عليها مؤخراً منذ فترة ومرطبيا والزمراني على حدود الجراجير قارة ووادي ميرا بين قارة والبريج في الداخل السوري. ويسيطر <داعش> على جزء من جرود عرسال يمتد من سرج العجرم امتداداً نحو الشمال الشرقي الى قرنة شعبة القاضي على الحدود اللبنانية السورية وتلة البعكور في جرود رأس بعلبك مروراً بمراح المخيريمة في رأس بعلبك وصولاً الى قلعة معالف وحورتا على حدود جرود رأس بعلبك والقاع. وتُعتبر خربة الدمينة في رأس بعلبك وخربة بعيون في اعالي وادي بعيون في رأس جرود القاع خط التماس بين <داعش> وحزب الله، ومن تلك النقاط انطلق الهجوم في الاسبوع الفائت، حيث تصل حدود سيطرة التنظيم على جبلة حسيا على الحدود مع جرود البريج والرحيبة شمال قارة في الجرد السوري.

 

ما هو عدد عناصر <داعش> في الجرود؟

وتمتد حدود خطوط التماس بين <داعش> والجيش اللبناني من أعالي حاجز الحصن عند أطراف بلدة عرسال مروراً بمنطقة وادي حميد بعد حاجز الجيش مباشرة وقرون المصيدة في عرسال المواجهة لحاجز المصيدة غرباً وصولاً الى تلة البعكور في جرد رأس بعلبك فخربة الدمينة في جرود القاع. ويُقدر العدد الحالي لعناصر <داعش> في الجرود بحوالى 800 مقاتل بينهم 160 مقاتلاً يُعرفون بـ<الانغماسيينو >40 مستعدون للانتحار عبر احزمة ناسفة دفاعاً عن امرائهم و400 على اهبّة الاستعداد للانتقال من منطقة الى اخرى للزود عن <اخوانهم>.

 

<داعش>.. الى بحر الشمال در

بموجب التعليمات التي يصدرها امير <داعش> ابو بكر البغدادي، فان التنظيم يحاول بشكل دائم ايجاد بيئة حاضنة في اوساط أهل السنة في لبنان عن طريق ابراز مظلوميتهم واللعب على الغرائز العصبية المذهبية مثل ان حزب الله يحاول كسر ارادتهم سواء في صيدا او طرابلس او عرسال. ويراهن التنظيم على ان نجاحه في اقامة امارة القلمون من شأنه فتح الباب للتمدّد لبنانياً من عرسال ثم رأس بعلبك والقاع والهرمل وعكار وصولاً الى طرابلس، وذلك من اجل بلوغ عتبة البحر الأبيض المتوسط وايجاد منفذ بحري استراتيجي للتنظيم يمكن ان يصله بالعالم الخارجي بعيداً عن الصحراء التي اصبحت تحاصره من الجهات كافة.

البقّار.. ضربة موجعة لـ<داعش> في الشمال

 

وللاجهزة الامنية اللبنانية دورها الرئيسي في مكافحة الارهاب ومنع تسلله الى داخل لبنان، ففي غضون ساعات قليلة على فتح <داعش> معركة الجرود للتمدد باتجاه عمق الاراضي اللبنانية، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من تحقيق انجاز امني نوعي في اطار رصدها وملاحقتها للخلايا الارهابية حيث وضعت يدها على كامل عناصر الخلية المتورطة في تفجيرَي برج البراجنة وفي تفجير جبل محسن الذي كان من المفترض ان يحصل بالتزامن، وذلك بعد نجاحها في توقيف المخطط والمدبر المدعو بلال البقار بعد فترة من التعقب انتهت بوقوعه في قبضة القوة الضاربة في المعلومات.

ويُعتبر البقار (28 عاماً) احد ابرز المنتمين الى <داعش> والمتعاملين معه في لبنان، ومن شأن المعلومات والاعترافات التي سيدلي بها ان تكشف اللثام عن كثير من المتورطين بأعمال ارهابية، خصوصاً انه كان على تماس مباشر مع قياديين في <داعش> كانوا كلفوه بعد زيارته مدينة الرقة السورية مؤخراً بسلسلة عمليات ارهابية منها تفجيرات البرج وغيرها، كما طُلب منه ان يكون صلة الوصل بين التنظيم وبين الانتحاريين وان يقوم باستقبالهم وتسليمهم الاحزمة الناسفة وتسهيل انتقالاتهم وايصالهم الى الاماكن المستهدفة، فضلاً عن تجنيد عدد من الشبان لتشكيل خلية مدرسة-قتال-لداعش-في-الجرودمتكاملة. وقد عمل البقار على تجنيد عدد من الشبان منهم العنصران في قوى الأمن الداخلي عمر ك. وشوقي س. والشابان احمد م والانتحاري إبراهيم ج. جميعهم اصبحوا موقوفين لدى المعلومات.

كما قام البقار بتهريب كميات كبيرة من المتفجرات بواسطة المدعو صطام الشتيوي داخل <فان> كان ينتقل من عرسال الى احد المستودعات في القبة الذي ضبطته القوة الضاربة في شعبة المعلومات وصادرت منه 180 كيلوغراماً من المتفجرات واربعة احزمة ناسفة مجهزة للتفجير اضافة الى 150 كيلوغراماً من الكرات الحديدية التي تُستخدم بتصنيع الأحزمة والعبوات الناسفة. وتضيف الاعترافات ان البقار هو من خطط لتفجيرات برج البراجنة وجبل محسن بأمر مباشر من أبو الوليد السوري احد مسؤولي <داعش> في الرقة، وأنه طلب من أحمد م. تسليم الأحزمة الناسفة الى الانتحاريين الثلاثة الذين غادر منهم اثنان الى بيروت في سيارة احد العناصر الامنية المتعاملين معه، وهما سوريان احدهما عماد المستت وهو طبيب اسنان والآخر يُدعى وليد وهو حائز على ماجستير في العلوم الاقتصادية، فيما وقع الانتحاري الثالث وهو ابراهيم ج. في قبضة شعبة المعلومات الأمر الذي أنقذ جبل محسن يومئذٍ من تفجيرين مماثلين.

 

بين الاسير وفضل شاكر

 

وتؤكد المعلومات ان البقار كان حصل على مبلغ 15 مليون ليرة لبنانية من اجل تأمين عدد من الشبان لتأمين الحماية للشيخ احمد الاسير الموقوف لدى جهاز الامن العام اثناء وجوده في منزل احد المشايخ المعروفين. كما ظهر البقار عدة مرات في شريط <فيديو> الى جانب الاسير وفضل شاكر ابان احداث صيدا وكان يردد ان طرابلس لن تتخلى عن الاسير، وهو الذي كان استضاف الاسير في منطقة القبة عدة مرات وكان يحرض الشباب على الالتحاق بالمجموعات المسلحة.

كيف تم توقيف البقار؟

يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت داهمت القوة الضاربة في شعبة المعلومات امين مستودع المتفجرات في القبة أحمد م. واوقفته في مكان عمله في احد مطاعم منطقة الضم والفرز في طرابلس. كان البقار يومئذٍ يقف الى جانبه، لكنه تنبّه في اللحظات الاخيرة لتحركات، فاستطاع ان يفر الى المستودع لعلّه يتمكن من نقل كمية من المتفجرات او رفع الاحزمة الناسفة الأربعة من مكانها الا انه فوجئ بوصول القوة الضاربة، فغادر الى بلدة مرياطة في قضاء زغرتا ليعود ليلاً الى الميناء للاختباء لدى بعض معارفه الذين طلب منهم مساعدته على تبديل ملامحه، لكنه لم يلقَ يد المساعدة فقرر العودة الى القبة ومنها الى المنكوبين.

وتشير المعلومات الى ان البقار كان يتنقل خلال الفترة الماضية بين المنكوبين والقبة والميناء وانه نجح مؤخراً في الحصول على مبلغ من المال مكنه من استئجار شقة في مشروع صبح عند نقطة أبي سمراء، وقد حاول اكثر من مرة السفر عبر المراكب غير الشرعية كما فعل شقيقه حمزة المتورط معه في تصنيع المتفجرات لكنه فشل في ذلك. وقبل نحو عشرة ايام وردت معلومات الى الشعبة تتعلق بشخص مشتبه فيه يتردد على شقة في مشروع صبح عند نقطة أبي سمراء، فتمت مراقبة المشروع الذي يضم ستة أبنية وتمّ تحديد المبنى حيث عملت عناصر الفرع الفني على رصد كل الاتصالات في المنطقة وتمكنت من تحديد رقمه.

وبعد ظهر السبت الفائت حضر عدد كبير من عناصر القوة الضاربة وانقسموا الى مجموعات منها عملت على تطويق المبنى، واخرى نفذت سلسلة دوريات في محيطه، بينما كان الفرع الفني يرصد اتصالاته، وقبل مداهمة المبنى تمكنت وحدة الرصد الفني من تحديد مكانه في سيارة من نوع <نيسان> بالقرب من مدرسة البيان الاسلامية التي تبعد نحو 300 متر عن مشروع صبح، فقامت احدى المجموعات بمحاصرته وتوقيفه ونقله مباشرة الى مديرية قوى الأمن الداخلي في بيروت.

تأسيس تنظيم <داعش>

يرجع تاريخ تأسيس تنظيم <داعش> إلى قائد تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي حيث أسس ما سُمي يومئذٍ بــ<جماعة التوحيد والجهاد> لمواجهة القوات الاميركية التي احتلت العراق عام 2003. ومع تعاقب الاحداث في العراق وسوريا استطاع التنظيم تطوير نفسه في مختلف المراحل حيث تمكن من خلال احتلاله مساحات في كل من البلدين أن يكون قاعدة استراتيجية ارهابية في المنطقة حتى بات سبباً رئيساً لتعزيز <الإسلاموفوبيا> جراء بنيته الايديولوجية واساليبه الارهابية. وبعد مقتل الزرقاوي على يد القوات الاميركية، خلفه الرجل الثاني ابو عمر البغدادي وحارب الفصائل العراقية السنية التي لم توالِ تنظيمه الجديد <داعش> بعد توجيهه لها دعوة لمبايعة الكيان الجديد. ولاحقاً حل ابو بكر البغدادي مكان ابو عمر البغدادي عقب اعلان الولايات المتحدة، مقتل الأخير في عملية عسكرية لقواتها عام 2010.

ومع تحوّل القضية السورية إلى حرب مستعرة انشق ابو محمد الجولاني السوري الجنسية واحد كبار مساعدي البغدادي عن <داعش> في العراق مع مجموعة من السوريين الآخرين واسس <جبهة النصرة> داخل الأراضي السورية لتنخرط في العمليات المسلحة مع الفصائل الأخرى ضد قوات النظام. وضمن نقاط التحول التي ساهمت في تعزيز قوة <داعش> في المنطقة هو فرار نحو 1000 سجين من سجن ابو غريب الشهير في العراق بعد عملية انتحارية في تموز/ يوليو 2013 حيث كان من ضمن الفارين اشخاص اصبحوا قادة لـ<داعش> فيما بعد بالإضافة الى موالين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

البقار 

كيف يجند <داعش> عناصره؟

منذ فترة وجيزة كشف منشق عن <داعش> عن الطريقة التي يتم فيها تجنيد العناصر الجدد للانضمام للمقاتلين وخصوصاً من الأجانب الغربيين وروى ان المراحل الاولية للتجنيد تتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر والدردشة عبر نظام غوغل حيث يتم استقبال العديد من الرسائل عبر صندوق الرسائل الخاصة او القيام بإرسال هذه الرسائل إلى اشخاص يظهر ميلهم للمشاركة بـالجهاد في سوريا. واشار إلى ان الغربيين يعاملون معاملة خاصة، ففي احدى المراسلات طلب شاب بريطاني من <مانشستر> بسؤال امير المنشق اذا كان ينبغي عليه القدوم الى سوريا او القتال في بلده، ليرد عليه الأمير: اذا لم يكتب لك الله الشهادة في سوريا فيمكنك شن الحرب في بلدك...

طبيبة وجهاد النكاح

من بين مجموعة من النساء اللواتي ذهبن الى سوريا والعراق بهدف ممارسة جهاد النكاح، رصدت منذ فترة وجيزة صحف اجنبية وعربية قصة طبيبة ماليزية تدعى شمس غادرت بلادها متوجهة إلى سوريا بهدف القتال والنكاح بصفوف تنظيم <داعش>، واوضحت ان الطبيبة ذات الـ 26 عاماً دائماً ما تجري تحديثات في حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي تقص من خلالها حكايات زواجها من مسلحي <داعش> والوقت الذي قضته معهم في مدينة الرقة السورية ومما قالته: <تزوجت من مقاتل مغربي الاصل يدعى ابو البراء لم التقِِ به من قبل وكنا نستخدم قاموساً للتفاهم فيما بيننا لعدم معرفة كل منا بلغة الآخر>. واشارت الى انها تنشر رسائل تحث فيها الفتيات على الانضمام للتنظيم، وأنها سافرت الى سوريا فيما كانت تحمل مشاعر متضاربة بين الاثارة في الانضمام للقتال والحزن على ترك عائلتها في <ماليزيا>، وان الهدف الأول لسفرها هو تطبيب جرحى الجهاديين باعتبارها طبيبة.

اضافت: لقد طلبني أبو البراء للزواج منذ ان راني للمرة الاولى وقد واجهت مشكلة الحصول على موافقة والدي قبل الزواج حسب المبادئ التي تطبقها جماعة <داعش> في سوريا والعراق. لكن احدى صديقات الطبيبة نشرت عبر صفحتها الخاصة على مواقع التواصل ان صديقتها الطبيبة مكثت في سوريا سنة ونصف السنة تزوجت خلالها خمسة مقاتلين، اثنان منهم قتلوا والثالث أُجبر على تطليقها بعدما رآها احد امراء التنظيم في الرقة وطلب منه ان يطلّقها بعدما دفع له مهراً باهظاً، وان الطبيبة لم تبدِ بدورها اي اعتراض رغم انها كانت حاملاً في شهرها الاول، ولتعود الطبيبة بعد فترة الى بلدها برفقة ابنها فقط.