اياد الزاهد .. هذا هو لقبه بين اصدقائه داخل وخارج الوسط الفني، نظرا لعدم اهتمامه بالنتائج وتركيزه على بذل المجهود .. لإيمانه بمنطق يقول: <على الانسان السعي وليس عليه ادراك النجاح> .. انه الفنان الأردني اياد نصار الذي فتح قلبه في حوار مع <الأفكار> حول بدايته الفنية ومشواره الصعب وآخر اخباره الدرامية.

سألناه أولاً:

 ــ يحرص الفنان دائماً على تذكر بداياتـــــه.. فكيف كانت بدايـــــة إيـــــــاد نصار؟

-  بدأت من الأردن وطني الذي أعيش فيه، لكن طموحي كان أكبر من أن أكون مجرد ممثل يقدم بعض الأعمال في بلد ليس فيه مكان للفن، لذلك ذهبت إلى سوريا وقدمت عدداً من الأعمال الفنية، منها ما كان على مستوى جيد حقق لي بعض الانتشار مثل مسلسل <الأمين والمأمون> و<الاجتياح>، ووسط هذا كله  كنت أتطلع دائماً الى القاهرة لعلمي بأن <النجومية> تخرج من مصر، ولهذا جئت إلى القاهرة وشاركت في بطولة مسلسل <صرخة أنثى> مع الفنانة داليا البحيري والذي أعتبره <نقلة نوعية> في مشواري الفني، ثم توالت الأحداث حتى أُسند لي دور البطولة في مسلسل <الجماعة> في شخصية حسن البنا.

ــ هل واجهت صعوبات في مشوارك الفني؟

-  بالطبع فقد عشت أياماً صعبة جداً، ووصل بي الحال إلى درجة أنني اضطررت معها لبيع منزلي وسيارتي وممتلكاتي من أجل الفن، وكنت وقتئذٍ مؤمناً أن الخير آتٍ، ولا أعلم من أين أتتني هذه الثقة، كما كنت أواجه تياراً جارفاً يتمثل في بعض الأشخاص الذين لا يشجعون حبي للفن.

ــ كيف تتذكر تلك الأيام؟

-  شعوري تجاه تلك الأيام يختلف من وقت لآخر، فأحياناً أتذكرها وأضحك وأحياناً أخرى أحزن، وفي بعض الأوقات لا أحب أن أتذكرها نظراً لكثرة الصعوبات التي واجهتني خلالها إلا أنني أنظر إلى الإمام دائماً وأتخطى الماضي بحلوه ومُرّه.

شخصية حسن البنا

ــ مسلسل <الجماعة> كان نقلة كبيرة في مشوارك الفني.. فهل انتابك شعور بالخوف قبل أن تقدم شخصية حسن البنا؟

- بالطبع كنت خائفاً كثيراً، وبطبيعتي أقلق دائماً في ما يتعلق بالأدوار التي أقدمها، وأوضح هنا أنني لم أكن أخشى شخصية حسن البنا كونه مؤسس جماعة الإخوان لكن خوفي كان فنياً وليس سياسياً.

ــ هل بالفعل يتم التحضير للجزء الثاني من مسلسل <الجماعة>؟

- علمت ذلك منذ فترة، لكنني لن أشارك في الجزء الثاني، وهذا أمر طبيعي لأن الجزء الثاني يرصد ما بعد وفاة حسن البنا مؤسس الجماعة.

ــ رغم نجاحاتك المتتالية خلال المواسم الماضية.. فإن غيابك عن الشاشة خلال رمضان العام الماضي كان محل تساؤل كثيرين.. ما سر هذا الغياب؟

- كانت لدي رغبة شديدة في أن أتوارى عن الدراما وعن الفن بشكل عام، لإعادة حساباتي الفنية والشخصية، كما أنني كنت أحتاج الى فترة راحة، وهذا ما فعلته.

ــ وماذا فعلت خلال هذه الإجازة الطويلة؟

- تزوجت وسافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية، وشاهدت تجارب فنية جديدة، وحصلت على <كورس> تمثيل.

 ــ كيف توفق بين عملك في مصر وأسرتك الموجودة في الأردن؟

- طوال الوقت أتنقل بين مصر والأردن، وهذا أمر بالطبع يؤرقني إلا أنني لا أستطيع البقاء في مصر بشكل مستمر أو الابتعاد عن الأردن بشكل مستمر، وأنا دائم الحرص على التوفيق بين عملي كفنان وحياتي الشخصية والأسرية التي هي أهم ما في العالم بالنسبة إليّ.

ــ البعض يرى أن حصول النجم على <كورس تمثيل> عيب في حقه الفني!

- هذا خطأ بالطبع، فالفنان إن لم يطلع على تجارب جديدة ويطور نفسه وموهبته فهو بالتأكيد سيكرر نفسه، ولا أحب الفنان الذي يتبع نمطاً أحادياً طوال الوقت.

ــ نجاحك في <الدراما التلفزيونية> لم يكن له مردود على السينما.. لهذا، هل يمكن القول إن <إياد نصار> غير محظوظ في السينما؟

- لا أنظر للأمر على هذا النحو، لأن الحظ أو عدمه شيء نسبي ويختلف من شخص لآخر، لكنني متفائل بإمكانية دخول السينما في الفترة المقبلة لأنني قدمت أعمالاً قيّمة في الموسم الماضي مثل دوري في مسلسل <حارة اليهود>، لذلك فمن الممكن أن أظهر في عمل سينمائي قريباً.

ــ هل يزعجك تصنيفك كنجم درامي لا سينمائي؟

- لا على العكس تماماً لأنني في الأساس فنان، ولا أهتم بالتصنيف كسينمائي أو درامي، فالدراما أصبحت مهمة مثلها مثل السينما، وبالنسبة لي المشاركة في عمل تلفزيوني جيد أفضل من فيلم سينما تافه.

ــ كيف ترى الأفلام الشعبية التي غزت السينما في السنوات الأخيرة؟

- لست ضد وجود هذه الأفلام وهي منتشرة في كل مكان في العالم، ولها جمهورها الذي أحترمه، لكنني ضد أن تكون هي وحدها الموجودة في السوق السينمائية، وعلى المستوى الشخصي لا أحب مشاهدة هذه الأفلام أو المشاركة فيها.

ــ حدثنا عن مسلسل <حارة اليهود> الذي قدمته في رمضان؟

- تدور احداث المسلسل ما بين ثورة 52 وحتى العدوان الثلاثي على مصر وتتناول أوضاع اليهود في مصر وقتذاك. وهي فترة مهمة في تاريخنا العربي.

ــ أخيراً.. ما السر وراء حصولك بين زملائك على لقب <زاهد الفن>؟

- لأنني لا أتعامل مع الفن على أنه مجرد مهنة، بل أعتبره حالة متكاملة وإن لم أشعر بتلك الحالة فلا أقدمها، لذلك من السهل أن أقرر اعتزال الفن إذا وجدت نفسي لا أقدم فيه جديداً، لذلك فقرار اعتزالي الفن ليس مستحيلاً بالنسبة لي، إنما من السهل أن أقدم على هذه الخطوة إذا توافرت أسبابها.