تفاصيل الخبر

ملكة جمـال لبـنان فـاليـــري ابــو شقـــرا للشبــاب اللبنانــي: ابــدأوا بـانفسكـــم!

15/04/2016
ملكة جمـال لبـنان فـاليـــري ابــو شقـــرا  للشبــاب اللبنانــي: ابــدأوا بـانفسكـــم!

ملكة جمـال لبـنان فـاليـــري ابــو شقـــرا للشبــاب اللبنانــي: ابــدأوا بـانفسكـــم!

بقلم عبير انطون

DSC_9807

ألقاب جمالية عالمية فازت بها ملكة جمال لبنان للعام 2015 فاليري ابو شقرا. الصبية الراقية التي حلّت في المرتبة الرابعة في مسابقة جمال العالم، تريد ان تذهب الى ما بعد التاج الذي يستحوذ على الاهتمام الكبير في اسبوع الانتخاب وينساه الناس والاعلام بعد ذلك، لتقتصر اطلالة ملكة جمال لبنان على افتتاح من هنا ولقاء من هناك. بكل تأكيد، ليس المطلوب من الملكة اصلاح بلاد مهترئة، ولا تقويم حال <أصبحت من المحال>، الا ان بإمكانها ان تكون فاعلة اكثر في دعم وسند من توجوها باسم بلدهم..

 فاليري أبو شقرا، لا تريد ان <تمر مرور الكرام>، وفي جعبتها اكثر من مشروع، الا <ان البحر بين القول والفعل تعتريه امواج عاتية>.. فلا برنامج محدداً لملكة جمال لبنان من قبل اية جهة، ولا روزنامة مواعيد تواكب الايام التي يمكن فيها للجمال ان يتكلم ويؤثر، ولا دعم كافياً لها في المحافل الدولية بحيث يمكنها ان تعود بالمرتبة الاولى ربما، لو ان الاهتمام فعلي.. حتى <لازمة: بدّي ارفع اسم بلدي لبنان بالعالي> من قبل كل مشتركة في المسابقة، فإنها لا تعدو كونها <كلمات.... كلمات>.. فهل باتت مسابقة جمال لبنان سهرة <تجارية> فقط لاستعراض اسماء في لجنة <متفلسفة> في أغلب الاحيان، ام شريطاً اعلانياً للمجوهرات والسيارات ورذاذ الشعر؟ السؤال موجّه الى القيمين على المسابقة، وهو ايضاً واحد من مجموعة أسئلة وجهناها للملكة فاليري ابو شقرا التي أجابت عن اسئلتنا بذكاء يعد بالكثير مستقبلاً.. فماذا دار في لقاء <الافكار>؟

التقيناها متألقة بفستان انتقته من بوتيك <راسبري Raspberry> عند منطقة ساحل علما حيث تعيش فاليري، ودار حوارنا فسألناها اولاً:

 ــ تحلم الفتيات بتاج الجمال الا ان حمل اللقب دونه صعوبات ايضا، ما هي الصعوبات التي واجهتك؟

- الصعوبات ليست كثيرة، الا ان المسؤولية كبيرة. ليس سهلا حمل تاج ملكة جمال لبنان، وقد اضفت اليه اكثر من لقب جمالي عالمي. اللقب لا يضمن النجاح ولا الهدف الذي ترسمه ملكة الجمال لنفسها، خاصة ان كانت تنشد من خلاله مساعدة بيئتها ومجتمعها. انا فعلاً اريد المساعدة والمشاركة في أعمال خيرية، وأرى بأن مجتمعنا هو بأشدّ الحاجة اليها، فيصل اسمي الى الناس عبر هذه الاعمال وليس عبر الجمال ومقاييسه فقط.

ــ هذا الهدف بالمساعدة، كيف يتمّ تنفيذه على ارض الواقع: من قبل وزارة السياحة او <المؤسسة اللبنانية للارسال> او شركة <وي غروب> ام غيرها؟

- ما يجري فعلاً هو انني من يفكر بالمبادرات فأطرحها على شركة <وي غروب> التي تشكّل صلة الوصل ما بيني وبين الشركات والجمعيات و<المؤسسة اللبنانية للارسال> ووزارة السياحة. للصراحة كنت اعتقد ان هناك برنامجاً يُرسم خصيصاً لملكة الجمال التي تُنتخب فتكون أعمالها على اساسه على مدار العام، لكنني اكتشفت ان ما من تخطيط او اي برنامج.

ــ على أية جهة يقع اللوم في ذلك؟

- لن اعتب واتفهم اننا نمر بظروف صعبة في البلد، وقد تختلف الاولويات. لو كان الوضع افضل لتبدّلت الامور. شخصياً كنت اتمنى لو كنت فاعلة اكثر والا يقتصر الامر على دعوتي الى الافتتاحات والمعارض والنشاطات وغيرها بل ان يكون الدعم الرسمي أكبر.

ــ ما هي المشاريع التي طرحتها وعملت عليها؟

- انا متحمّسة لاكثر من فكرة قبل تتويجي ملكة جمال، ولما تشرفت باللقب عملت مع أكثر من جمعية اقدم لها الدعم والمساندة، فكان غداء جامع ومشترك لاكثر من 4 جمعيات بينها <قرى الاطفال> و<جمعية المقاصد> وغيرها للاطفال المحتاجين او اليتامى، كما تعاونت مع جمعية <كن هادي> لحوادث السير وجمعيات <ابسلون> و<اس ميد> وفي عيد الامهات طرحت فكرة رُوّج لها عبر الاعلام وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي قامت على إجراء اختبارات وفحوصات طبية للقلب والشرايين، فضلاً عن الحث على إجراء اللقاحات للاطفال، الا ان الحملة تزامنت مع اسبوع الاعياد مؤخراً، فقررنا تمديدها.

أحب التمثيل.. والإخراج!

ــ درست فنون التواصل، هل تفكرين في العمل من ضمن هذا المجال بعد انتهاء ولايتك الجمالية؟

- لقد درست فنون التواصل في الجامعة اللبنانية - الاميركية وحصلت على شهادتي منذ عام ونصف العام تقريباً. طبعا انوي العمل في مجال تخصصي وانا أحب عالم الاعلام والتلفزيون والسينما، وقد ادخل الجامعة لدراسة التمثيل او الإخراج لاحقاً.

ــ هل يمكن ان نراك في مسلسل او فيلم قريباً؟

- ربما وقد سبق لي ان قمت بتجارب تمثيلية بسيطة.

ــ مع اي ممثل لبناني ترين نفسك تشاركين التمثيل او البطولة؟

- كلهم جيدون. لن أحدّد اسماً، حتى ان لدينا مخرجين مبدعين أيضاً.

ــ انتن في العائلة اربع صبايا.. هل جميعكن جميلات؟

- نعم، نحن كذلك.. (تبتسم)، واختي الكبرى <ميليسا> تساعدني في تنظيم اعمالي واوقاتي، ولي اختان أصغر مني في السن.

ــ شاركت في اكثر من مباراة جمالية عالمية، هل بلدنا معروف في مختلف البلدان التي زرتها؟

- ليس معروفاً في جميعها. في البلدان الاوروبية القريبة يعرفون لبنان وجمال طقسه وطبيعته، الا ان البعض لم يكن على علم مثلاً بان للبنان ملكة جمال، واستغربوا جداً اننا نطل بـ<المايوه> في جزء من ليلة المسابقة، لكن السؤال الذي كان على شفة الجميع: <هل بلدكم آمن؟  هل هناك من تفجيرات؟>..

ــ هل من صداقات شبكتها مع ملكات البلدان الاخرى، ومن كن قريبات منك؟

- عرفت صداقات كثيرة، وقد دعوتهن الى زيارتي وانا في انتظارهن، وقد جمعتني علاقة طيبة مع ملكات جمال كل من نيوزيلندا وماسيدونيا ونيجيريا وجنوب افريقيا وماليزيا وغيرهن.

ــ اذا ما لبين الدعوة، اي مكان عزيز عليك شخصياً تدعينهن الى زيارته؟

- انا احب بيروت جداً.. وفي بلدنا اكثر من منطقة أفتخر ان ادعوهن اليها من جبيل الى صور وصيدا وشوارع طرابلس القديمة وفاريا وغيرها.. كل محافظاتنا تملك سحراً في مجال ما. لكنني اخترت بيروت، اولاً لانني ابنتها، فأنا من منطقة الصيفي، وأعرف بيروت بكل زواياها، ولا يفوتني اي تفصيل في شوارعها وازقتها ومطاعمها ومعالمها الاثرية، وكل ما فيها من معالم دينية من كنائس ومساجد متجاورة ترمز الى الوحدة بين مختلف اللبنانيين.

 

ضمن.. الحدود!

 

ــ تعترض بعض الجمعيات النسائية من حول العالم على مسابقة انتخاب ملكات الجمال، وحجتها في ذلك انها تساهم في جعل المرأة <سلعة> جمالية لا اكثر، ما هو رأيك في ذلك؟

- في رأيي أن الصبية نفسها أكانت ملكة جمال او غيرها، فإنها هي التي تضع حداً وترسم اطاراً لما تريد ان تكون عليه فتقبل ان تكون <سلعة> او ترفض الامر. لقد عملت في مجال الاعلانات حيث يتمّ اختيار الصبايا اكثر من الشباب كعامل جذب، ولطالما طُرح هذا السؤال. في رأيي أن رسالة الاعلان تصل من خلال الفتاة بشكل اكبر، لكن على هذه الفتاة ان تعرف تماماً كيف تستخدم شكلها من دون استغلاله ضمن حدود محافظة، وعندها ما من ضير في ما تقوم به.

ــ لو كان الانتخاب على طريقة تلفزيون الواقع كما جرى في اعوام سابقة، هل كنت اشتركت بالمسابقة ايضاً ام انك تفضلين سهرة الحفلة الواحدة؟

- لم يسبق ان طرحت على نفسي يوماً هذا السؤال.. لست ادري. تلفزيون الواقع تجربة صعبة علماً أنني خضتها في مسابقة ملكة جمال العالم وكان التحدي جميلاً لانك تُحاطين من قبل اشخاص من جنسيات وبلاد مختلفة جداً. في لبنان افضّل الا تكون حميمية الاشخاص معروضة على الشاشة، لذلك اميل بشكل اكبر الى انتخاب <السهرة الواحدة>.

ــ انطلاقاً من اشتراكك في مختلف المسابقات العالمية، هل لمست تحيّزاً او <وساطات> الامر الذي نسمع عنه دائماً في لبنان، خاصة وان اسمك كان قد ورد ضمن قائمة أفضل خمس مشتركات في مسابقة ملكة جمال العالم قبل المسابقة، بحيث حللت الأولى في تصويت الحكام، وقد أشار موقع < Global Beauties> أنك الأوفر حظاً للفوز باللقب؟

- لا استطيع ان أجزم، لكن ما يمكنني ملاحظته وحتى تأكيده انه أثناء تصوير الفتيات او اجراء اللقاءات والحوارات معهن، فإن ملكات الدول الكبرى يُطلبن اولاً. انا مثلاً لم أُدعَ مرة واحدة لاجراء مقابلة او لقاء، شأني شأن الملكات المنتخبات في البلاد الصغيرة او غير المعروفة. كنت اتصل باهلي واقول لهم: <ما حدا عم يطّلع فينا، لقد أتيت وسوف اعود من دون ان يسمع احد هنا بلبنان>.

 

<جوست.. كير>!

ــ ما هي العروض التي تلقيتها بعد انتخابك، وفي اية مجالات؟

- تلقيت عروضاً في مجالات مختلفة من تقديم وتمثيل الا انها جميعها بقيت في إطار الكلام حتى الآن.

DSC_9805ــ لكل ملكة جمال لبنانية انتُخبت سابقاً طابع خاص. شخصياً اي ملكة لفتتك اكثر من غيرها وما السبب؟

- لكل ملكة بصمة خاصة بها، الا انني اختار نادين نسيب نجيم لجمالها ولأنها استطاعت ان تثبت اسمها ونفسها كممثلة لها تقديرها.

ــ ما رأيك بمسابقات <ملك جمال الرجال>؟ هل تؤيدينها ام تفضلين للرجل ميادين أخرى مختلفة؟

- شخصياً لا أتابعها الا انني اسمع بها طبعاً. تنقسم الآراء حول هذه المسابقة تحديداً الا ان رأيي بها ليس متطرفاً، فأنا <لست معها ولا ضدها>، واذا كانت تفتح باباً لاي شاب يخوضها وهو مقتنع، فلم لا؟

ــ كملكة جمال لو كان لك طلب واحد تتوجهين به الى المسؤولين، ماذا يكون؟

- ان ينتخبوا لنا رئيس جمهورية، فهم ان لم يكونوا قادرين على انتخاب رئيس، فلن يستطيعوا أن يحققوا اي مطلب آخر.

ــ ولو طلبنا منك التوجه بكلمة الى الشباب اللبناني اليوم، ماذا تقولين له: <انتبه من ماذا؟ او انتبه على ماذا>؟

- اقول له: <بلّش بحالك>.. ابدأ من نفسك.. ولا تنتظر ما تقدّمه لك الدولة او الزعامات او غيرها.. نحن ممتازون في ابداء النصائح للغير من دون ان نطبقها على ذواتنا اولاً.واذا اردنا الاصلاح فإنه يبدأ منا.

ــ شخصياً، ما الذي بدأته <من نفسك>؟

- انا عصبية جداً وأحاول ان أخفّف من حدّة عصبيتي خاصة اذا كنت أمرّ في مرحلة ضغط في الوقت او العمل.. على صعيد آخر، بدأت من نفسي ومن عائلتي في <الجمعية> التي انوي تأسيسها. انتم تعرفون اننا في العائلة تعرضنا لضغط نفسي كبير مع مرورنا بأزمة صعبة للغاية. فقد تعرضت اختي لحادث سير مروع وكانت برفقة صديقتها ووالد الاخيرة. هما توفيا، ودخلت اختي في غيبوبة دامت ثلاثة أشهر استفاقت منها بوضع صحي سيئ، ما اضطرنا الى الانتظار لستة اشهر اخرى قبل ان يصبح بالإمكان نقلها الى مستشفى القرطباوي حيث استُكمل علاجها، وهي الآن على كرسي متحرّك. هذه الفاجعة اصابت عائلتنا في الصميم ولولا ايماننا الراسخ وقوة والدي التي نقلها الينا ما كنا استطعنا الاستمرار، وهذا لا يتحقق ربما في جميع العائلات المفجوعة فتفقد بوصلتها وتفكيرها السليم. من هنا كان تفكيرنا بتأسيس جمعية <جوست كير> التي سجلناها رسمياً ويرمز الاسم الاول منها الى اسم اختي <جوستين> فيما تعني الكلمة الثانية <الاهتمام>. فالاهتمام بعائلة المصاب مهم جدا حتى تبقى متماسكة وتفكّر بالاتجاه الصحيح، وذلك من حيث الدعم النفسي والمعنوي، وهذا يتطلب فريقا من الاختصاصيين. نحن في مرحلة التأسيس لهذه الجمعية من خلالي مع والدي فضلاً عن طبيب ومحامٍ ومدير مالي، وكلنا امل في ترجمة حلمنا الى حقيقة على ارض الواقع.