تفاصيل الخبر

ملكة السويد ”سيلفيا“ في زيارتها الاولى للبنان: أعتزّ بزيارة بلدكم... واللبنانيون مجلّون أينما حلّوا خاصة في السويد!

17/10/2019
ملكة السويد ”سيلفيا“ في زيارتها الاولى للبنان: أعتزّ بزيارة بلدكم... واللبنانيون مجلّون أينما حلّوا خاصة في السويد!

ملكة السويد ”سيلفيا“ في زيارتها الاولى للبنان: أعتزّ بزيارة بلدكم... واللبنانيون مجلّون أينما حلّوا خاصة في السويد!

 

بقلم عبير انطون

 

تواجه مجتمعاتنا اليوم غربية او عربية الكثير من التحديات وان اختلفت في بعض انواعها وأشكالها وايضا في سبل التصدي لها، فتجعل الاجواء سلبية تؤثر على العائلات والشباب بشكل خاص. من هنا ضرورة التغيير الايجابي والانخراط فيه، وهذا ما يسلك سبلا عدة بينها العمل على تفادي الوقوع في السلوكيات الخطرة من التعصب والارهاب والقيادة الخطرة، الى العمل على الاستثمار في المهارات من خلال وضع السياسات وتنمية القدرات وحملات التوعية ونشر المعرفة. هذه جميعها تدخل في صلب أهداف منظّمة <مينتور العالمية>، التي ترئسها جلالة ملكة السويد <سيلفيا> والتي لاجلها كانت ضيفة لبنان المرحب بها، فكان لها بين ربوعه وشخصياته، محطات عدة واكثر من رسالة.

 فما هي مؤسسة <مينتور> التي تشكل جسر عبور بين زوايا العالم الاربع؟ ما نطاق عمل <مينتور العربية> التي تطفئ شمعتها العاشرة في بيروت؟ وما دور كل من مجموعة <ام بي سي الأمل> وشركة <زين> للاتصالات بها؟ واي تأثير لانضمام الفنانين اليها كمثل <أبو> صاحب اغنية <3 دقات>؟

حلـت الملكة السويدية على لبنان في الرابع عشر من الجاري في زيارة هي الاولى لها منذ توليها العرش في العام 1976وتستمر لاربعة ايام. بالبنطال الاسود مع قميص ومن فوقه سترة بغاية الأناقة وتسريحة بسيطة، اطلت <سيلفيا> حاملة حقيبة يدها في حرم المطار حيث كان في استقبالها مدير المراسم في القصر الجمهوري الدكتور نبيل شديد. بابتسامة رقيقة، وصلت الى البلد الذي طلبت تمديد اقامتها فيه، والتي تزامنت وللأسف، مع اندلاع نيران هائلة في مختلف مناطقه. سعادة الملكة بوجودها في بلد الأرز كانت نقلتها الى محضّري زيارتها لما أعربت لهم بانها <متحمسة لزيارة لبنان البلد الجميل ومتشوقة لزيارة المعالم السياحية والأثرية فيه، وتذوق الأكل اللبناني ولقاء الشعب اللبناني، وهو من أكثر البلدان التي تشعر بالحماس لزيارتها>..

هذه الزيارة وجد فيها وزير السياحة افيديس كيدانيان حدثاً مهماً يمكن الافادة منه على غير صعيد قائلا: <هذا ما اعربتُ به لسعادة سفير السويد (يورغن ليندستروم) فشكرته، لأن زيارة الملكة تعبّر عن ثقة بالاستقرار الامني لبلدنا الذي يحكى عنه بالسيئ في الخارج، ووظيفتي كوزير للسياحة تحتّم علي التفتيش عن اي بقعة مضيئة لنعيد وضع بلدنا على قائمة السياحة. لهذه الزيارة اكثر من دلالة وأنا أشكر التمديد الذي تم حتى تتمكن الملكة من زيارة اكثر من مكان مميز ونستفيد من زيارتها لنسوّق لبنان بلدا آمنا ومميزا بوجود المميزين كجلالتها فيه>.

تعزيز الطاقات..

 في بيروت أطلقت الملكة <سيلفيا> بالشراكة مع <مينتور العربية> و<الجامعة الاميركية في بيروت> برعاية فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون <منصة إرشاد الشباب> التي تهدف الى خلق منصة للحوار للشباب لـ<التعبير عن آرائهم حول التحديات التي تواجههم واكتشاف القصص االناجحة والحلول الممكنة لتعزيز طاقاتهم>. وفي اللقاء الذي حضرته الملكة في حرم الجامعة العريقة، واعربت فيه <انه في لبنان والمنطقة العربية أكثر من 60 الف تلميذ شاركوا في برامجنا التعليمية مثل برنامج الارشاد، وانّه بفضل المساهمات الكريمة من الهيئات تمكنا من دعم برنامجين في شمال لبنان>، أشار رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري إلى أن لبنان يستضيف عدداً كبيراً من النازحين، وأن الجامعة الأميركية تلعب دوراً كبيراً في أحداث التغييرات من خلال طلابها الذين تجهزهم بكل ما قد يحتاجونه من علم وروح المبادرة والإطلاع على التكنولوجيا الجديدة، مضيفا أن <مينتور> تولي الأهمية الكبرى لدمج الشباب في المجتمع عبر منحهم الفرص، مشيراً إلى المبادرات الكثيرة والمساعدات التي تقدمها الجامعة الأميركية إلى طلابها.

أما في خلال استقبالها في القصر الجمهوري في بعبدا، فقد رحب الرئيس عون بجلالتها، منوّهاً بالدور الذي تقوم به منظمة <مينتور العالمية> وفرعها العربي الذي اعتمد بيروت مقراً له، وهو دور بالغ الاهمية لهذه المنظمة العالمية التي تعنى بالشباب، والتصدي للآفات الخطيرة التي تحيط بهم وفي مقدمها المخدرات، مشدداً على اصرار لبنان على مكافحة هذه الآفة من خلال الارشاد والعناية وايضاً وقف التجارة بها. واستعاد فخامته في اطار الاهتمام بالشباب والجيل الناشىء انه كان احد الاسباب الرئيسية لانشاء <اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار> التي اعترفت بها الامم المتحدة بشكل رسمي في ايلول الفائت شاكرا الملكة <سيلفيا> على وقوفها الى جانب لبنان في هذا المشروع.

 من جهتها، نقلت الملكة السويدية تحيات زوجها الملك للرئيس عون واللبنانيين عموما، معربة عن اعتزازها وسرورها لزيارة لبنان للمرة الاولى، مشددة على الدور الايجابي الذي تلعبه الجالية اللبنانية في السويد، مشيرة الى انه الدور نفسه الذي يقوم به اللبنانيون في البلاد التي تستضيفهم في اي مكان في العالم، وقد تسنى لها معاينة هذا الامر خلال جولاتها على دول العالم وخصوصا في البرازيل، كما واشادت جلالتها بالعمل الذي تقوم به منظمة <مينتور العربية>، معربة عن سرورها بوجودها في لبنان للقاء القيّمين على المنظمة بفرعها العربي وللاحتفال بالعيد العاشر لقيام هذا الفرع، كما ولفتت الملكة <سيلفيا> الى رغبتها في لقاء الاطفال ايضاً، والى انها تعنى بمنظمة اخرى تهتم بالاطفال وهي ناشطة في لبنان.

 وإذ لم تقتصر زيارتها على اطلاق <منصة الارشاد> ونشاطات لها مع وزارة التربية والتعليم العالي والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، فانه تم أيضا في اثناء اقامتها تقديم <جائزة مينتور العربية للمبادرين الشباب العرب> بدورتها الثانية والتي كانت اطلقت عام 2016 لتشجيع رواد من الشباب العرب حققوا انجازات استثنائية في مجالات العمل الاجتماعي او الانساني او التنموي ولتسليط الضوء على الاثر الايجابي لهم في المجتمع، كما ستكون لها زيارة لاحدى المدارس الرسمية اللبنانية.

غير مسبوق..!

 

زيارة ملكة السويد، كان وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان قد رأى فيها <دلالة مهمة، لاسيما وان لبنان يمر بفترة مالية اقتصادية دقيقة جدا وبالتالي فان انعكاسات هذه الزيارة الاجتماعية كبيرة علينا نحن الذين نعيش اليوم ازمة اجتماعية غير مسبوقة حيث مستوى الفقر في لبنان 30 بالمئة، والفقر المدقع 10 بالمئة، فضلا عن نحو مليوني شخص من النازحين السوريين والفلسطينيين... فخر للبنان أن تزوره ملكة السويد في هذا الظرف بالذات وهذا تأكيد على وجود لبنان على خارطة الشرق الاوسط كعلامة فارقة>..

ويؤكد قيومجيان من موقعه على ضرورة دعم الحكومات في جميع انحاء العالم لعمل المؤسسات الأهلية التي تسعى لتمكين الشباب وتعزيز قدراتهم لحمايتهم من السلوكيات الخطرة وتطوير مجتمعاتهم، مثمنا خطوات <مينتور> في العالم وفي لبنان...

فمتى نشأت هذه الجمعية وكيف تأسست في لبنان؟

المديرة التنفيذية لمؤسسة <مينتور العربية> ثريا اسماعيل توجز انطلاقتها العالمية ومن ثم اللبنانية بمحطات:

- تأسست <مينتور> عالميا برئاسة جلالة الملكة <سيلفيا> منذ العام 1994 وهي مؤسسة دولية غير ربحية مسجلة في سويسرا ومقرها العاصمة السويدية ستوكهولم. وتهدف <مينتور> الى تعزيز قدرات الشباب لاتخاذ قرارات سليمة والتمتع بحياة صحية وآمنة، وتمتد فروعها الى الولايات المتحدة الاميركية، المملكة المتحدة، لاتفيا، السويد، المانيا، ليتوانيا والدانمارك. اما <مينتور العربية>، فقد تأسست كفرع اقليمي في العام 2006 ومقرها بيروت، ويقودها مجلس أمناء يرأسه سمو الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود فضلا عن عدد من الشخصيات العربية المرموقة وعدد من الشباب والمتخصصين والعلماء في المجالات التي هي في نطاق عملها.

 اما عن تأسيسها في لبنان والانجازات فيه فتحيلنا اسماعيل الى كلمة سمو الشيخ تركي عن <مينتور العربية> حيث يذكر سموه ان <تأسيسها جاء في 12 يوليو 2006 اي في اليوم التالي للهجوم الاسرائيلي الفاشل على لبنان لكن ذلك لم يثن الاعضاء المؤسسين عن التوافد الى لبنان بل اصروا على قيام المؤسسة في لبنان.. لادراكهم ان هذه الروح المقدامة ذات العزيمة الوقادة يمكن ان تساهم في وضع حد لانتشار وباء الادمان على المخدرات..> واكد سمو الأمير <الايمان بالاستثمار بطاقات الشباب وتسليحهم واحاطتهم بالحب والاحترام مروراً بتعزيز مهاراتهم وتدريب الأهل وتثقيف الاقران وصولا الى تدريب صانعي القرار والعاملين في هذا المجال>.

وتضيف اسماعيل:

- صحيح ان التأسيس في لبنان جرى في العام 2006 الا اننا انطلقنا فعليا في العام 2008 وقد كانت السنتان الأولتان لوضع الدراسات والبرامج واستراتيجية التحرك. لقد وصلنا في لبنان الى الآلاف من الاطفال والتلاميذ والشباب، وقد كنا على تعاون وثيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ودرّبنا الكثيرين ليتولّوا المهمة بدورهم، فهدفنا كمؤسسة ان يقوم المجتمع المحلي بالعمل.

 

 قوة ــ الوقاية!

 

 وحول المحفّز الاول لـ<مينتور العربية> وعملها في لبنان تجيب اسماعيل: <الشباب هم من يدفعنا الى العمل لانهم جيل الغد وان لم نستثمر بهم بشكل جيد فاننا سنفقد فرصا في الاجتماع والاقتصاد والانماء قد توفرها عقولهم المبدعة ان احسن التعامل معها، وان جعلها تتفتح في أجواء سليمة يبدأ اساسا من <الوقاية>، وهو الـ<هاشتاغ> الذي اخترناه عنوانا لحملتنا # قوة ــ الوقاية! فالوقاية تبقى خيراً من العلاج لاحقا، وهنا تأكيد من جديد على ما كان سمو الأمير تركي قد أعرب عنه بأن <الاسلوب الوقائي اثبت جدارته فالكثيرون لا يدركون ان كل دولار ينفق على الوقاية المبكرة يعادل 18 دولارا تنفق على العلاج>.

تمول <مينتور العربية> نفسها بنفسها، تقول اسماعيل، من خلال المساهمة السنوية لمجلس الامناء فيها ومن يريد ان ينضم الى خدمة الأهداف المحددة من <مينتور> مرحب به، كما ان تنفيذ بعض البرامج يتحقق بالتعاون مع دول او منظمات وجمعيات عالمية تطرح من جانبها مشاريع محددة فتقدم <مينتور> مواردها من دون بدلات مالية واضعة نفسها في خدمة الاهداف التي حددتها، ويجري تقييم التعاون على اسس علمية واضحة.

لا استنسابية في اختيار المجالات التي تعمل عليها <مينتور العربية>، اذ تؤكد اسماعيل اعتماد المؤسسة استراتيجية تعمل وفقها وهي تمتد على ثلاث سنوات، يتم وضعها بحسب الدول المحتاجة، او من خلال الطلب الينا من قبل حكومات او مؤسسات دولية من دون تمييز ديني او عرقي او جنسي، او في القطاعين الرسمي او الخاص، بمعنى ان <خطة التحرك> تخضع للطلب والحاجة.

 

إعلام واتصالات!

 

الدور الاعلامي وانخراط المؤسسات الاعلامية ووسائلها كافة فضلا عن الشركات الكبرى في مسؤوليتها الاجتماعية كان عبّر عنه كل من الرئيس التنفيذي للعلاقات والاتصالات في شركة <زين الكويت> وليد الخشتي مؤكدا على <الشعور العميق لدى <زين> بالمسؤولية كي تلعب دورا في توجيه وإلهام شبابنا العربي نحو اتخاذ قرارات رشيدة لإبراز إمكاناتهم وقدراتهم>، كما عبر عنه المتحدث الرسمي لمجموعة <ام بي سي> مازن حايك الذي اكد على التعاون بين <مينتور العربية> و<ام بي سي الامل> من خلال جائزة الشباب للتنمية الاجتماعية ملقيا الضوء على العديد من البرامج التي تنتجها المجموعة ويدخل الحيّز المجتمعي في صلبها، فبرنامج < بروجكت راناوي> مثلا قصد مخيما للاجئـــــــــــــــــــــــين في لبنان ونفذ تصاميم لثياب لهم، وبرنامج <ذي فويس> في موسمه الخامس سيكون في حلقة خاصة منه مع بعض من حرموا حاسة السمع للمشاركة بحلقة موسيقية. برأيه لا بد الا وان يكون الاعلام ملتزما في منطقة عربية 60 بالمئة من شعبها هم ما دون الخامسة والعشرين، مضيفا: لما نجول في البلدان العربية بحثا عن مواهب لبرامجنا يكبر قلبنا بما نجده، فلنتفاءل بشباب العالم العربي ولا نبحث عن المستقبل في الماضي.

<أبو>: <بوب مارلي>.. وأم كلثوم!

 من أصدقاء <مينتور العربية> عدد كبير من الاسماء اللامعة كل في مجالها كالسيدة ماجدة الرومي وريكاردو كرم وزافين قيومجيان وليليان ناعسي وايميه صياح وميشال فاضل من لبنان فضلا عن الاعلامية منى ابو سليمان من السعودية ومدرب كرة القدم سامي الجابر، الممثلة هند صبري وظافر العابدين من تونس، والممثل السوري قيس الشيخ نجيب، الى الاعلامية الهام وجدي والممثلة نيللي كريم والمؤلف الموسيقي حسن الشافعي واحمد جمال من مصر وطبعا النجم <أبو> صاحب الاغنية المعروفة <3 دقات>.