تفاصيل الخبر

ملكة الجمال السابقة رهف عبد الله بطلة "رصيف الغرباء": العمل ضخم، هذا ما أتعبني فيه، وأنتظر حكم الناس لأبني عليه!

16/12/2020
ملكة الجمال السابقة رهف عبد الله بطلة "رصيف الغرباء": العمل ضخم، هذا ما أتعبني فيه، وأنتظر حكم الناس لأبني عليه!

ملكة الجمال السابقة رهف عبد الله بطلة "رصيف الغرباء": العمل ضخم، هذا ما أتعبني فيه، وأنتظر حكم الناس لأبني عليه!

بقلم عبير انطون 

[caption id="attachment_83935" align="alignleft" width="500"] رهف ..في رصيف الغرباء.[/caption]

  لما انطلق الترويج لمسلسل "رصيف الغرباء" على شاشة الـ" بي سي آي"، أوحت لنا المشاهد المختارة بأن ما ستعرضه الشاشة سوف يحظى بالاعجاب بناءً على الاسماء التي وقّعت العمل من خلال كاتبه طوني شمعون ومنتجه ومخرجه ايلي معلوف، والأخير سبق ان نال أعلى نسبة متابعة لعمل درامي على شاشة محلية من خلال مسلسل "كل الحب كل الغرام"، حتى إن الترويج للعمل الحالي اعتمد على مشاهد من العمل الأخير السابق، وهذا ما وجد فيه البعض "ظلماً" للمسلسل الجديد وكوكبة نجومه والمشاركين فيه ابرزهم فادي ابراهيم، كارمن لبّس، عمّار شلق، حسين فنيش، علي منيمنة، إيلي شالوحي،وملكة جمال لبنان للعام 2010 رهف عبد الله في دور تعوّل عليه الكثير.

فما هو دور رهف، وأين تلتقي مع الشخصية التي جسدتها ؟ ما أكثر ما أتعبها من مشاهد، وبأية أمور حكت بمنتهى الصراحة في لقاء "الأفكار" معها ؟

في هذا الحوار مختلف التفاصيل انطلاقاً من السؤال :

- استبقتم "كورونا" وخبثها في تصوير "رصيف الغرباء"، هل انجزتم التصوير كاملاً؟

لقد بدأنا التصويرفي ربيع العام 2018 وهذا العمل الضخم ليس عادياً بمختلف تفاصيله، خاصة وان النص كبير، لا بل هو الأكبر في تاريخ الكاتب طوني شمعون. وعلى الرغم من الظروف الصعبة المختلفة استمررنا بالتصوير ولم يبق لنا سوى بعض المتفرقات، الا ان القسم الأكبر تمّ انجازه .

-اخبرينا عن الشخصية التي تتقمصينها وما الذي يميّزها؟

العب دور لارا وهي صبيّة طموحة حساسة متواضعة وذكية، وتشكل أمّها بالنسبة لها نقطة ضعفها ونقطة قوتها، وأمي في المسلسل هي النجمة كارمن لبس. تدرس "لارا" الهندسة الزراعية في أميركا وتعود الى بلدها لتشارك تجربتها مع ابناء بلدتها بهدف ان تعطي أرضها من خبرتها. هي من طبقة غنية، ما يسمح لها القيام بمشاريع في محيطها فتشغّل ناسها وتخلق فرص عمل للشباب وتضع يدها بيدهم ما يعكس حبّها للارض والناس واصرارها على تحقيق النجاح. الا ان لارا تتعرض لمواقف عديدة، ولا يمكنني الافصاح عن الكثير من التفاصيل سوى انه تربطها علاقة جيدة بأمها وهذه العلاقة تكون اساس التغيير في شخصيتها  خاصة وانها اكتسبت الكثير من صفاتها وطريقة تعاطيها مع الناس، هي بنت العائلة الأرستقراطية وسيدة المجتمع المعروفة جداً والتي تنشر الخير اينما حلّت.

 - جاءت الشخصية بوقتها كمهندسة زراعية تحب الأرض خاصة اليوم مع الدعوة الى الزراعة والانتاج المحلي ..

تماماً ، ولم نر أدواراً كثيرة تلعب فيها الشخصية دور المهندسة الزراعية .

-ومن ناحيتك ما علاقتك بالأرض، وهل سبق وزرعت مثلاً ؟

للصراحة، لم افكر بهذا الاختصاص ابداً، الا انني احب الارض والطبيعة جداً، وتجدينني في اوقات فراغي  بين أحضانها. فأنا لا أحبّذ الخروج الى اماكن مغلقة "بيضيق خلقي"، واحب جداً ان اكتشف اماكن طبيعية جديدة. بالنسبة للزراعة، أذكر ان بيتنا في الجبل كان محاطاً بحديقة كبيرة، وكنت أكثر ما أحبّه المشاركة في ري الارض بالمياه، واكثر من ذلك أيضاً قطف الثمار لما تنضج.

[caption id="attachment_83937" align="alignleft" width="167"] رهف ألعب دور مهندسة زراعية وأحب الأرض والطبيعة.[/caption]

 - ما كانت صعوبات الدور خاصة وانه يعود الى حقبات تاريخية سابقة؟

يعود بنا المسلسل الى حقبة زمنية تمتدّ من العام 1945 الى ستينات القرن الماضي، وقد شعرت أنني في أيد امينة مع المنتج والمخرج ايلي معلوف الذي عوّدنا على الأعمال المميزة، خاصة وان له خبرة مشهوداً لها في هذا النوع من الدراما. ويمكنني القول انني أيقنت معه بشكل اكبر معنى "ادارة الممثل" من خلال ادارته لي في مختلف المشاهد وخاصة الـ"ماسترسين"، وضرورة وجود الملاءمة ما بين رؤية المخرج للقصة والممثل الذي يجسّد الشخصية. فأسلوب العمل جعلني أستجمع افضل ما عندي لتكون النتيجة حلوة واتمنى ان تلقى اعجاب المتابعين . لقد احببت جداً لارا على الورق مذ قرأت النص وقبل ان ادخل في مختلف تفاصيل التصوير. هي مثالية واقول كمشاهدة لها،  ليتني انا هذه الشخصية واتمثل بها وبطريقة تفكيرها، وهذا ما ساهم ايضاً في تشجيعي على خوض التجربة .   

-أي مشهد كان الأصعب؟

المشاهد الأصعب هي الـ"صولو"، حيث تعبّرين وحدك من دون التفاعل مع ممثل آخر تستمدين إحساساً من عينيه او كلامه او حركاته او احساسه، ويكون التركيز كله من الداخل. في هذا الاطار يمكنني ان احكي عن مشاهد لها علاقة بالحزن، احادث فيها نفسي وسط وجعي وهنا الاداء والتعبير يجب ان يكونا على اعلى درجات الصدق والواقعية. لهو تحدّ كبير ان تكوني منفردة وتعطي!

- هل سبق وكان لك اي لقاء درامي سابق مع كارمن لبس، امك في المسلسل ؟

انها المرة الاولى، وشكّل العمل معها متعة. لا يمكنني ان اعبّر الى اي مدى اكتسبت منها ومن خبرتها. وهي انسانة قبل ان تكون ممثلة، باخلاقها وتعاطيها مع الآخرين. فقد ساندتني جداً ونصحتني، وهذه المساندة ذكّرتني بأول تجربة لي في "صمت الحب" مع عمار شلق. عدت وعشت الاحساس نفسه.

- في الترويج لـ"رصيف الغرباء" يعيدوننا الى مشاهد من "كل الحب كل الغرام" مع كارول الحاج. واليس في ذلك بعض الظلم  للمسلسل وابطاله ؟

لا ارى ذلك من هذه الوجهة.  فالتدقيق في الـ"برومو" يظهر ان العودة الى مسلسل "كل الحب كل الغرام" يظهر ان الهدف الرئيسي هو الاضاءة على ان هذا المسلسل، لما عرض، شكّل حالة درامية اذ بلغ اعلى ريتينغ (نسبة مشاهدة) في تاريخ الدراما في لبنان، لاجل ذلك استعانوا به لتذكير المشاهدين بأن المنتج والمخرج ايلي معلوف هو نفسه الذي استلم نص "رصيف الغرباء" وهو يعود اليكم بدراما جديدة، وكأنها استمرارية من حيث النجاح ومستوى الاعمال، علماً ان  كل عمل  درامي له جوه وميزاته وخصائصه ولا علاقة له بعمل آخر.

تعبت وتعلمت...

[caption id="attachment_83936" align="alignleft" width="375"] رهف تحتفل بالذكرى العاشرة لانتخابها ملكة جمال لبنان بمفاجأة من اختها في موقع التصوير.[/caption]

- هل تطلّب منك الدور تغييرات كبيرة من حيث الشكل والثياب خاصة وان الحقبة سالفة؟

  تأتي لارا في حقبة لم اكن ولدت فيها بعد، وهذا أمر أغناني على الصعيد الشخصي. لقد تحدّثت الى امي بشأن تلك الحقبة، واخبرتني الى اي مدى كانت حقبة ذهبية وازياؤها جميلة وكذلك ادبياتها وتقاليدها. عشنا كل تفاصيل الستينات، من الثياب الى مواقع التصوير وصولاً الى الاجتماعيات التي  كانت مختلفة، ودخلنا في كل هذه التفاصيل ما شكّل متعة بالنسبة لي، لأنها جذبتني جداً.

 - وهل احببت ازياء واكسسوارات ذلك الزمن؟

 جداً، وقد لاقت بي ازياء تلك الفترة ووفّقنا بعدة خيارات، وظهرت بـ "لوكات" وتسريحات شعرعديدة. لست على يقين ان كنت سأخوضها في تجربة اخرى لشدة ما اتعبتني. فقد شكلت علي عبئاً ثقيلاً لأن الاستعداد لها وتنفيذها يتطلّب وقتاً طويلاً، واحياناً لا تملكين هذا الوقت، كما انه قد يزعج الممثلين الذين ينتظرون. ربما اكون عملية اكثر في المرة المقبلة، واتمنى ان يبادل التعب برضى المشاهدين.

- نعيش اليوم في لبنان ظروفاً كالحة السواد على اكثر من صعيد، وهمّ الناس في مكان آخر. هل تخشين ان يظلم العمل، او على العكس تعتقدين أنه سيشكل فرصة للهروب الى حقبة سابقة كانت همومها اقل فيشكل متنفساً للجمهور؟

اتمنى ان يشكل متنفساً، خاصة وان الناس اليوم تمضي الاوقات في بيوتها اكثر من الايام السابقة. ربما هناك جيل معين لم يعد يشاهد التلفزيون، ومنجذب الى الـ"اونلاين" وسنكون موجودين هنا ايضاً من خلال  "آل بي سي اي ابليكايشن". لا اعتقد  بأن العمل سيظلم، بل على العكس، الناس سوف تحب الحبكة الحلوة لأنها غير مكرّرة، حتى ان قصة الحب ليست كقصص الحب التقليدية والتي ملها الجمهور.

 -انت من الجيل الجديد، هل يمكن ان يجذب حضورك على الشاشة التقليدية متابعة هذا الجيل من خلالها؟

لا اعتقد. لقد بتنا في عالم الديجيتال، ومن الأكيد ان التلفزيون الذين نعرفه يخسر مع الوقت ولربما نفتقده بعد عدد قليل من السنوات لصالح المنصات وغيرها. هذا أمر بات واقعاً، وقد فرضته علينا التكنولوجيا، وانا اشجع الناس عليه .

- اين انت من التقديم، وكانت لك جولات ناجحة فيه؟

لا يمكنني ان اضع جانباً شغف الاعلام الذي يتملّكني ولا وجودي في تقديم البرامج. وحتى قراري في خوض مجال التمثيل جاء تكملة للرؤية التي أراها انه من خلال التمثيل كما التقديم استطيع ان اغير في مجتمعي فأحمل رسائل حلوة من خلال شخصيات ادخل بها بيوت الناس، وتترك اثراً ايجابياً فيهم، والدراما يمكن ان تحقق ذلك لأنها تدخل الى البيوت. فاذا احبتني الناس وحصدت شعبية في هذا المكان يمكنني ان اوظف هذا التفاعل في برنامج اجتماعي، يطرح الثقافة على الجمهور بطريقة معينة، ويجعلني اساعد مجتمعي من خلاله، وانا احب جداً الشأن العام وأحب ان ابقى موجودة في هذا المجال.عندي فكرة لبرامج حضرتها وسوف يحين الحديث عنها في وقتها.

[caption id="attachment_83934" align="alignleft" width="333"] المخرج والمنتج ايلي معلوف.[/caption]

- اذا اردت ان توجزي لنا امرين تعلمتهما من خلال مشاركتك في "رصيف الغرباء" ما هما؟

تعلمت اولاً "ان الدراما عيون". وهي جملة المنتج والمخرج ايلي معلوف التي يردّدها وقد لمست ذلك، اذ  بمجرد ان تنظري الى عيني الممثل امامك يمدّك بالاحساس، وهذا اسمه السهل الممتنع، اي ان الاحساس  يأتي تلقائياً، والاهم ان تنقلي بين العينيين الإثنتين، وهذا ايضاً ما لفتتني اليه كارمن لبس.لا نركز على عين واحدة بل نروح من عين الى اخرى حتى يأتي الامر طبيعياً وصادقاً كما يحصل في الواقع. اما الأمر الثاني، فهو ان اكون عملية اكثر في عملي. في "رصيف الغرباء" نشدت الكمال، خاصة في الـ"لوكات" المختلفة وهذا ما يتطلب طاقة كبيرة في وقت يجب ان اكون مركزة فيه ايضاً على دوري وادائي. تعلمت ان اعتمد لوكين او 3 في المسلسل.

- وهل الأمر يعود لك ؟

 في "رصيف الغرباء" اخترت الثياب التي اريدها عبر الانترنت وتم تنفيذها، والأمر سيان بالنسبة الى الشعر، وجربنا أكثر من مظهر واعتمدنا اكثر من واحد .

- وماذا عن القدير فادي ابراهيم ، وهو كان بطل "كل الحب كل الغرام" بدوره الجميل أيضاً؟

 مشاهدي معه محدودة، كما انه مرح جداً ويضفي جواً لذيذاً من الفرح في موقع التصوير.  انه نجم رائع وقدير. اذكر انه في أحد المشاهد الذي يجتمع فيه أكثر من ممثل ويسوده جو الغضب، صرخ فادي بانفعال جعلني اقول جملتي بتلقائية وبالمستوى عينه، ما استرعى انتباه المخرج لطريقة ادائي وهنأني وشعرت حينها أنني استوحيته من اداء  فادي، واستمددت منه الغضب الذي اظهره بصوته وطريقة كلامه  فقلت جملتي على الموجة ذاتها.

- اي ممثلة ترين فيها رمزاً للزمن السينمائي الجميل ؟

فاتن حمامة، خاصة في روايات احسان عبد القدوس، وانا احبها جداً.

- نسألك ختاماً .هل صار الوقت للمشاركات العربية، والكثير من ملكات الجمال دخلنها خاصة من خلال شركة الصباح العريقة؟

اترك الحكم للناس، هم يقررون، وانا بانتظار حكمهم بعد "رصيف الغرباء". من جانبي، النية موجودة بخوض اعمال عربية، وإن نلت اعجابهم سأخطي الخطوة. محركي الأول والأخير يبقى تقبل الناس وتشجيعهم!