تفاصيل الخبر

مـلـــف الـرئـــــــاســة..الـــعـتـب مـرفــــــوع والـزعــــــل مـمـنـــــوع والانـتـخـابــــــات عـلـــــى الله

05/02/2016
مـلـــف الـرئـــــــاســة..الـــعـتـب مـرفــــــوع والـزعــــــل  مـمـنـــــوع والانـتـخـابــــــات عـلـــــى الله

مـلـــف الـرئـــــــاســة..الـــعـتـب مـرفــــــوع والـزعــــــل مـمـنـــــوع والانـتـخـابــــــات عـلـــــى الله

بقلم علي الحسيني

الحكيم-والانفتاح-على-حزب-الله

تكتيكات سياسية ومواقف ارتجالية تصعيدية يتسلّح مُطلقوها خلف حلفاء وداعمين سياسيين لهم وزنهم وثقلهم في الشارعين المذهبي والطائفي، فيما الحال الوطني يراوح مكانه بين مُرشح موهوم بالوصول إلى الكُرسي خلال أيّام، وبين آخر يأخذ من لعبة حسابات الأرقام وتقطيع المربعات وسيلة للجلوس على الكرسي نفسه، مُتكلاً على حدس أو حسّ شخصي يمنحه راحة الإطمئنان بأنه المخوّل الوحيد أو ربما الأبرز، لملء الفراغ المناسب.

الرئاسة.. استحقاق اقليمي  ام محلي؟

كم من الوقت سيستمر السجال بين القوى السياسية الاساسية لمعرفة مصير المرشحين لرئاسة الجمهورية ضمن ما يُفترض أنه فريق واحد أي 8 آذار، وهما رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية؟ بالطبع هو سؤال من الصعب الإجابة عليه نظراً لارتباط هذا الاستحقاق بعوامل داخلية وعربية واقليمية ما زالت غامضة حتى الآن. ولكن من نافل القول ان الاتفاق بين عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد صوب الخلل او الاحباط الذي كان يشعر به المسيحيون منذ <اتفاق الطائف>، كما يمكن ان يُعيد تصويب البوصلة بشكل صحيح وصولا الى اعادة تطبيق <اتفاق الطائف>، بحذافيره لكن على اسس سليمة لا تخضع للتجاذبات السياسية ولا الى جموح طائفة او مذهب او حتى مؤسسات دستورية كمجلسي النواب والحكومة، في السيطرة على القرار الوطني إلا من خلال الإجماع السياسي كما درجت عليه الاعراف في لبنان.

في هذا المجال تشير مصادر سياسية معنية بشكل رئيسي بترشيح عون من معراب، ان معطيات جديدة ستتكشف خلال اسابيع قليلة من ضمنها موقف واضح لـحزب الله سيعزز ترشيح الرجل، لأنه وبحسب المصادر فإن الإسراع في اعلان موقف يمكن ان يؤدي الى مشاكل وتعقيدات، وهذا ما لا يريده الحزب، وهو يعمل على ضمان الاتفاق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعبره مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري لتبني ترشيح عون. ولكن في واقع الحال فإن الحزب متريث في الوقت الحالي الى حين ان تستوي <طبخة جنيف 3> او ما يمكن ان يُنتج عنها وذلك بطلب روسي- ايراني.

 

عون-ولعبة-السلم-والافعىبين الخطة أ والخطة (ب)

مصادر مقربة من فرنجية أكدت لـ<لأفكار> أنه يوم زار عون في مقر اقامته في الرابية وذلك عقب ترشيح الحريري له خرج من اللقاء متجهماً حيث كان الانزعاج بادياً عليه، وعند توجيه سؤال اليه من قبل احد الصحافيين في الخارج عن فحوى اللقاء، أجابه <شخص ما بينحكى معه>. ولكن في لحظة قراءة ما بين السطور السياسية للمرحلة الحالية، والزحم الذي يعج به الملف الرئاسي، يتبين ان فرنجية غير مكترث لكل التهويل السياسي الذي يُمارسه عون ضده، لكنه في الوقت عينه يذهب الى ترسيخ علاقته بشكل اكبر واوثق مع حليفه الاستراتيجي حزب الله وبشكل خاص مع شخص السيد حسن نصر الله.

وما هو واضح وبات مؤكداً ان فرنجية لن يسحب ترشيحه الرئاسي الا بطلب من صديقه وحليفه الرئيس السوري بشار الاسد وهذا ما لم يحصل حتى الساعة، بل العكس فان فرنجية ماض في ترشحه هذا وهو ما اكد عليه شخصياً بعد انتهاء جلسة الحوار الماضية، عندما قال أنه لم يتم البحث بالملف الرئاسي وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو من يدير طاولة الحوار ويقرر المواضيع التي سيتم التباحث بها، كما وشدد على أنه مستمر بترشحه <والكلام الذي نقوله نلتزم فيه، وهو نقطة قوة لنا والآخرون يعتبرون أنه نقطة ضعف>، وأعرب عن ترحيبه بعون اذا اراد أن يزوره في بنشعي، مضيفا: <عندما نكون موجودين عند عون كخطة (ب)، فهــــو عندنا خطة (أ)، واذا لا يريدنا كخطة (ب) فلا نريده كخطة (أ)>، وسأل: <كيف سينسحب مـــــــن لديــــه 70 صوتــــــــا لصالــــــــح مــــــــن لديــــــه 40 صوتـــــــاً؟>.

 

الاستحـقــاق فــي ثلاجــة النوايـــــــا

 

مع اقتراب الثامن من شباط/ فبراير موعد جلسة انتخاب رئيس، يغيب اي  مؤشر جدي سواء عند الفريق المؤيد لفرنجية او الفريق المؤيد لعون، بأن هذا التاريخ سيشهد نهاية الشغور الرئاسي، لكن الأسابيع او ربما الأشهر التي ستلي الثامن من شباط كفيلة بان تبرهن للبنانيين ما اذا كان الاستحقاق الرئاسي سيبقى في ثلاجة نوايا الافرقاء الابرز على الساحة ام ان عليهم التفتيش عن صيغة أخرى لملء الفراغ. وفي المقابل فإن العمل جارٍ للحصول على موافقة الأغلبية السنيّة في المجلس النيابي، واقناع الحريري بانتخاب عون لأن الاخير يعلم علم اليقين انه بدون توافق او اقله موافقة المكون السني لا يمكنه ان يحكم، ولأنه لا يرغب في مقاطعة اي فريق سياسي له وهو في سدة الرئاسة.

اما من جهة فرنجية فيبدو واضحا بأنه يعتمد على تأييد فريق 14 آذار له، اضافة الى المواقف المعلنة لكل من الرئيس بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وان عملية <البوانتاج> الحالية تعطيه الأصوات الكافية كي يصبح رئيسا للبلاد. وترى مصادر محسوبة على فرنجية ان حزب الله لا يمكن ان يقف حجر عثرة في وجهه اذا ما تيقن من ان حظوظه اكبر من حظوظ العماد عون، وان الكلام عن سلة متكاملة يصبح اقل إصراراً من جهة الحزب بحيث لا يعود التوافق عليها قبل الانتخابات شرطاً يمكن ان يوقف المسار الذي تسلكه هذه الانتخابات اليوم، والذي يَصبّ في مصلحة زعيم المردة. وترى المصادر ان هؤلاء بمقدورهم تأمين النصاب، ولكن العمل جار اليوم على اقناع عون بالانسحاب لمصلحة فرنجية تمهيداً لإجراء الانتخابات اما في الثامن من آذار / مارس المقبل او في الجلسة المقبلة التي يحددها الرئيس بري والتي فرنجية-من-الخطة-أ-الى-الخطة-بيمكن ان تكون في اواخر شباط / فبراير الجاري او الى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً.

ماذا عن الزعيم الاشتراكي؟

من المعروف ان النائب وليد جنبلاط كان السباق الى استقبال فرنجية في منزله عند منطقة كليمنصو، وذلك بعد عودة الاخير من باريس اثر لقائه الحريري، وهو يوحي اليوم بانه ذاهب الى انتخاب فرنجية لكن من دون ان يسحب ترشيح مرشحه النائب هنري حلو، ويُعتقد انه سيُعاود لعب دوره كبيضة قبان لكن في اتجاه معاكس أي ليس في رفض عون كما حدث قبلا فحسب بل بتوفير اصوات الفوز لفرنجية. وفي حديث له يستبعد جنبلاط امكانية حصول الانتخابات الرئاسية قريباً، كما لم يرَ أن خيار الذهاب الى مرشح وسطي ممكن على رغم تمسكه بمرشحه النائب هنري حلو. ويلفت الى ان نقطة اساسية لا تزال عالقة هي قانون الانتخاب لان الفريق السوري - الايراني لن يقبل بعدم امتلاكه الغالبية في مجلس النواب، وهو غير مستعجل لرهانه على تحسن في الظرف السياسي والعسكري. وحذر جنبلاط من انه كلما طال الانتظار زادت الخسارة، فاهتراء مؤسسات الدولة كلها وصولاً الى مؤسسة الجيش هائل، ولا أحد يرى الارقام المتصاعدة للدين العام.

 

شهيب : هذا هو موقف الاشتراكي

وزير الزراعة اكرم شهيب يؤكد خلال دردشة مع <الافكار> أن ترشيح كل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية أضعف منطق 8 و14 آذار، ولعل هذا يساعد على خلق مناخ جديد و<فكفكة> بعض العقد، رغم ان الظروف المحلية ليست ناضجة على رغم السعي الذي يحصل، ورغم أن الظروف الإقليمية ليست مهتمة بلبنان إضافة إلى البعد الدولي. ويقول: <أولويتنا في الأساس هنري حلو، وعندما ترشح النائب سليمان فرنجية كسر الجمود الرئاسي، وكمرشح مطروح من قبل 14 آذار مشينا به، وبعد لقاء معراب أيضاً اعتبرنا ان هذا الأمر يجب ان يؤخذ بالاعتبار، وبالتالي باتت الأمور تتطلب المناقشة والدرس، وعلى هذا الأساس جنبلاط-يستبعد-حصول-انتخاب-رئيسيؤخذ القرار>.

وأشار شهيب إلى أنه بعد الذي حصل، ظهر ان فرنجية ليس مرشح تسوية كما أن عون ليس مرشح تسوية، علماً ان الجميع بارك لقاء عون وجعجع خصوصاً أن الخلاف بين الرجلين كان له أثره السلبي على الجمهورية، لكن وعلى الرغم من الاتفاق بين الاثنين فهذا لا يعني أن الانتخابات الرئاسية ستتم، واعتبر أن الرئيس بري اكد منذ اليوم الأول ان ملف الرئاسة هو ملف وطني لبناني وليس ملفا مسيحيا فقط، مذكراً بأن <الرئيس بري ضمانة للبلد، وعلاقتنا به ثابتة اليوم وغدا وبعد غد، وعندما تكون الظروف جاهزة للحل، فلن يتردد الى الخروج بمبادرات حلول>.

وشدد على أن مرشح 8 آذار الأول هو العماد عون لأنه قدم لـحزب الله الكثير من ورقة التفاهم إلى العلاقة الثابتة بين التيار والحزب، لكنه أشار إلى أنه في حال تراجع العماد عون فإن فرنجية هو المرشح الثاني للحزب، وأكد أنه مع مرشح تسوية، والمعطيات السياسية تسبق أي جلسة انتخابية رئاسية.

وفي ما خص الموقف الذي تتخذه المملكة العربية السعودية من الاستحقاق الرئاسي ومن الترشيحين بالدرجة الاولى قال: <السعودية كلامها واضح أن ما يتفق عليه الأفرقاء في لبنان تباركه، وهي حريصة على الاستقرار في لبنان على كل المستويات، ولها أدوارها الإيجابية في لبنان>. وعن قانون الانتخاب أكد شهيب أن الحزب التقدمي الاشتراكي ما زال ملتزما بمشروع القانون الذي تم الاتفاق عليه مع <القوات اللبنانية> و«تيار المستقبل>، وختم: <المشكلة في الانتخابات البلدية ليست لدى حزب الله بل المشكلة تكمن في عدم انتظام عمل مجلس الوزراء، ولكن في كل الأحوال من الضروري إجراء الانتخابات البلدية>.

 

غابت الكتلة فحضر السيد

في وقت كان ينتظر فيه الجميع ان تعقد كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري في حارة حريك لتبيان خيط حزب الله الابيض من الاسود تبدأ على اساسه مرحلة جديدة وجدية من الحسم الرئاسي، غابت الكتلة عن لقائها الدوري لاسباب لم تظهر الى العلن إلا مع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله  والتي خصصها لاعلان موقف حزبه النهائي من ترشيح حليفيه عون <الحليف الاستراتيجي> وفرنجية <حبيبنا وحليفنا>. وقد وضع السيد نصر الله في خطابه قفازات دبلوماسية ناعمة لتوجيه رسائل قاسية نوعاً ما للحليف سليمان فرنجية، وأخرى غامضة للحليف العماد ميشال عون، وأنهى بموقف أشد التباسا تجاه قوى ١٤ آذار، وذلك عندما تخلى عن <السلة المتكاملة> التي تتضمن الى جانب الرئاسة قانون الانتخابات ورئاسة الحكومة. كل ذلك يعني أمراً واحداً هو ان حزب الله يمسك بأوراق القوة خاصته يستخدمها متى يشاء وفي توقيته الخاص، اما الباقون فـ«يصطفلوا>.

السيد وتأجيل المؤجل

الرئيس-بري-خزان-الاسرار

اطل السيد على اللبنانيين ليؤكد لهم المؤكد لناحية تمسكه بترشيحه الأخلاقي والسياسي لعون، مع ابداء عظيم تقديره للمرشح المنافس فرنجية، وبعد طول شرح واستفاضة في محاولة توضيح موقف الحزب المقاطع للانتخابات الرئاسية حتى اشعار أخلاقي آخر تضامنا مع عون. ولعل المفارقة في ان ما خلص اليه يمكن اختصاره بكلمتين تختزنان مسببات <الستاتيكو> الحاصل في ملف رئاسة الجمهورية: لا <عجلة>، كما عبّر في معرض دعوته القيمين على الاستحقاق إلى مزيد من التواصل ومزيد من النقاش ومزيد من عدم الاستعجال. ولم يخلو خطاب نصر الله في بداية حديثه عن الاستحقاق الرئاسي من هجوم لاذع على النائب وليد جنبلاط من دون أن يسميه، دعاه فيه إلى ان يعرف حجمه جيداً عندما يتكلم عن الجمهورية الإسلامية، وذلك ردا على تغريداته الأخيرة المتهكمة على ديموقراطية التعطيل والاقصاء الايرانية.

سعى نصر الله خلال توجيه خطابه الى جمهور 8 آذار والتيار الوطني الحر على وجه التحديد، الى ترميم ما امكن ترميمه من العلاقة بين الحلفاء بعد احتدام التوتر على جبهتهم الرئاسية، إذ أكد بقاء الحزب على ترشيحه العوني طالما بقي عون نفسه على سدة الترشيح، غير انه في الوقت عينه اكد عدم رغبته في الضغط على الحلفاء لدفعهم الى التصويت او الانسحاب لصالح <المرشح الطبيعي>، مبقيا بذلك الرئاسة معلقة على حبال النصاب المعطل والانتخاب المؤجل. وهنا يبرز الاهم في كلامه عندما اعلن استعداده للنزول إلى مجلس النواب وانتخاب عون إذا كان مضمونا انتخابه.. ومن دون سلة ولا تعديلات دستورية ولا مؤتمر تأسيسي.

 

بين حزب الله والقوات.. هل من جديد؟

 

في زمن الحوار في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري جرى نقاش عند باب البرلمان بين النائبين نواف الموسوي وانطوان زهرا قال فيه الاول للاخير: <نريدك ان تنضم الينا على طاولة الغداء>، وذلك بعد استراحة لفترة من الوقت قبل معاودة الحوار داخل المجلس النيابي، ومنذ ذلك الحين كانت تُمرر الرسائل بين الحين والآخر بين الطرفين، وكثيرا ما عبّر الدكتور جعجع في عدد من لقاءاته ان الحزب الاقرب الى القوات هو حزب الله، وايضا في احدى جلسات المجلس النيابي من شهر آذار من العام 2014، وفي اوج الاشتباك السياسي على قاعدة الإصطفاف العمودي السابق بين 8 و14 آذار، وفي مرحلة ما قبل الشغور الرئاسي بشهرين اعتلت النائب ستريدا جعجع المنبر تحت قبة البرلمان وأطلقت موقفاً قل ما اتخذته القوات، وكان في مضمونه يحمل تغيرا في الجوهر من الناحية الوجدانية، اذ خاطبت حزب الله قائلة: <سيأتي وقت نجلس فيه مع حزب الله على طاولة واحدة، بين الحزبين الكثير من نقاط التشابه، وهما يناضلان بجدية للوصول الى اهدافهما>.

 

.. وهل من لقاء قريب؟

 

في هذا السياق تؤكد اوساط سياسية مقربة من الطرفين انه وبعد ترشيح القوات لعون في معراب أعادت القوات فتح باب العلاقة مع حزب الله، وكان الحزب قد تبلغ بالخطوة التي تنوي معراب القيام بها، فرحب بتبني ترشيح حليفه الأول الى الرئاسة، ومن ايجابيات وثيقة معراب بحسب الحزب، انها لا تخرج عن سياق ورقة التفاهم بين الحزب والوطني الحر، الإضافة الى عدم ذكر القتال في سوريا بشكل واضح، واهمها الاعتراف بإسرائيل كعدو، وايضاً عدم التطرق الى سلاح الحزب بالشكل المباشر. وتتابع الأوساط: تبادر القوات الى التقارب مع الحزب لكن الاخير لا يريد ان يحرج حليفه عون بانفتاح كامل عليها، لكن ذلك لن يمنع حصول لقاء قريب بين الطرفين، وربما على مستوى النواب خصوصاً وان التواصل مفتوح بين النائب جورج عدوان والنائبين حسن فضل الله وعلي فياض، وان عقد لقاء قريب اصبح ممكناً جداً وقد يكون في مجلس النواب.

الرئيس بري والتحالف الرباعي

الكاتب-والمحلل-السياسي-الدكتور-سعود-المولى 

ينطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقاربته لملف الرئاسة والترشيحات من ان هناك تحالفاً سياسياً انتخابياً لن يتخطاه ويضمه الى الرئيس سعد الحريري وجنبلاط وفرنجية وذلك بمعزل عن حلفه الاستراتيجي مع حزب الله، وبالتالي فإن هذا التحالف يملك مجتمعاً حق <الفيتو> ضد انتخاب عون رئيساً، خصوصاً ان له حيثيته وحساباته التي لا يمكن إغفالها او تجاهلها.

وفي حال شكّل التحالف هذا عقدة لعون الذي سبق ان عانى من حلف رباعي آخر، يبرز هنا حزب الكتائب الذي يشكّل داعماً اساسياً لموقف بري، خصوصاً وان مواقف آل الجميل الاب والابن مشهود لها بتأييد فرنجية، خصوصاً في الفترة الاخيرة حيث كثرت اللقاءات العائلية والسياسية بينهم، من دون نسيان موقف بري الاساسي الذي يرفض اختزال الاقطاب الموارنة الاربعة بشخص عون رغم انه لم يسعَ مرة الى قطع شعرة معاوية معه.

 

المولى: الفراغ سيد الموقف

 

من جهته يعتبر الكاتب والباحث السياسي سعود المولى في حديث لـ<الأفكار> ان لا توافق اقليمياً يبعث على الاعتقاد بإنهاء حال الفراغ الرئاسي قريباً، وسيبقى التعطيل سيد الموقف حتى تتبلور الاوضاع في سوريا وحتى انتهاء الانتخابات النيابية في ايران. اما عن موقف حزب الله من الانتخابات الرئاسية، يشير المولى الى أن لا مصلحة للحزب حالياً في انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، فهو يفضل أن يبقى الوضع مستقراً نسبياً في لبنان، فاستقرار الوضع الحكومي واستمراره يشكّل غطاء سياسياً للحزب الذي تحول من حزب مقاوم الى فريق منخرط في الصراع الدائر في كل من سوريا والعراق واليمن، كما أن حليفه الايراني يرى في استقرار الوضع على الساحة اللبنانية ساحة رمزية للانفتاح يثبت فيها للغرب قدرته ونجاحه على الانفتاح.

وختم المولى: في ظل هذا التطاحن الاقليمي الدموي، وهذه اللعبة السياسية المحمومة التي تشهدها المنطقة، علينا أن ندرك بأننا في لبنان لسنا قوى فاعلة، فالقوى الفاعلة هي من تملك السلاح الذي تستعمله دون اي رادع اخلاقي او انساني، وهو ما نرفضه، ونؤكد بأن الحسم العسكري لن ينهي هذا الصراع المحموم، وأن التسويات الاقليمية لا بد لها في النهاية من ان تضع حدا لمأساوية هذا الصراع، ولتحصين لبنان في هذه المرحلة المعقدة علينا ان ندرك بأن الاجماع الوطني على مصلحته وامنه واستقراره هو الضمان الوحيد لتجاوز هذه المرحلة العصيبة بأقل خسائر ممكنة.

فرنجية يفجر قنبلة

 عابرة للنوايا

وفي وقت كان الجميع ينتظر فيه تهدئة ما على خط الرابية - معراب - بنشعي، اطل رئيس زعيم زغرتا سليمان فرنجية بكلام من وراء كواليس الصحافة ليفجر قنبلة من العيار الثقيل بوجه حليفي وثيقة اعلان النوايا القوات والتيار حيث أكد أن حزب القوات اللبنانية سبق أن أكد دعمه له في ترشحه لرئاسة الجمهورية مقابل مجموعة مطالب ابرزها الحصول على مقعد وزارة الداخلية، مشيراً إلى أن رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لن يستطيع الوصول الى كرسي الرئاسة من دون موافقة الرئيس سعد الحريري.

وأضاف أنه عندما كانت لجنتا المردة برئاسة الوزير يوسف سعادة والقوات برئاسة فادي كرم وطوني الشدياق تلتقيان دورياً منذ سنتين، حينذاك أبلغ جعجع هذه اللجان بأنه مستعد للسير به مرشحا لرئاسة الجمهورية ولكن مقابل مجموعة مطالب أبرزها: التعهد بعدم وصول شامل روكز الى قيادة الجيش، وأجاب فرنجية: <ما بدكن عون رئيس وما بدكن تعطوه قائد الجيش؟ لا هوي بيقبل ولا نحنا منمشي فيها>. وتابع: <كما طلبت الوزير-اكرم-شهيبالقوات المساعدة في فتح حوار جدي مع حزب الله، فأجاب فرنجية: أساعد ولكن هذا قرار الحزب>.

 

حذر قواتي - عوني

بعد كلام فرنجية جرت اتصالات بين مسؤولين قواتيين وآخرين من التيار الوطني الحر للوقوف عند ما طرحه فرنجية منعاً لأي تصدع بين الحليفين المستجدين سواء في السياسة او على الارض بين الجمهورين، وقد توصل الفريقان الى اقتناع بأن ما نشره الزعيم الزغرتاوي يندرج ضمن إطار محاولة ضرب العلاقة بينهما، خصوصاً من خلال مديحه للرئيس الحريري ومحاولته إدخال الشك الى العلاقة المستجدة خصوصاً لدى تطرقه الى موضوع <فيتو> القوات على توزير روكز.

 

القطة والفأر

يمكن تشبيه ما يجري اليوم على صعيد الترشيحات الرئاسية بلعبة السلّم والافعى حيث من عادة هذه اللعبة ان يسقط الرجل الى اسفل اللائحة قبيل وصوله الى النهاية بقفزة او اثنتين على ابعد تقدير، او بلعبة القطة والفأر حيث يظل الكباش دائراً بينهما حتى نهاية الحلقة ليعودا ويظهرا مجدداً وهما يتعانقان ويضحكان سوياً.