تفاصيل الخبر

مخيـــــم عيــن الحلــــوة أرض جـهـــــاد أم بـــــؤرة إرهـــــاب؟!

22/04/2016
مخيـــــم عيــن الحلــــوة  أرض جـهـــــاد أم بـــــؤرة إرهـــــاب؟!

مخيـــــم عيــن الحلــــوة أرض جـهـــــاد أم بـــــؤرة إرهـــــاب؟!

 

بقلم علي الحسيني

الجيش-اللبناني-عند-باب-المخيم

داخل مخيم عين الحلوة في صيدا، تُصبح حياة الانسان أقل قيمة لدى فئة قليلة من السكان خبرت الموت والاضطهاد عن قرب بعدما اخرجتها يد الحقد والقتل الاسرائيلية من ديارها. وفي مخيم عين الحلوة يتحول الموت الى أمر شبه عادي يحصل بشكل يومي وفي وضح النهار على مرأى ومسمع من الناس، فتُدرج كل هذه الارتكابات في كتاب تحت عنوان واحد <التصفيات الجسدية>.

ازدياد معدل الاغتيالات في عين الحلوة

لا يكاد يمر يوم الا ويُسمع فيه عن عملية اغتيال داخل مخيم عين الحلوة، وقد ازدادت عمليات الاغتيال وارتفعت بشكل ملحوظ حتى اصبح البعض يظن ان القتل في عين الحلوة تحول الى عادة يومية او انه بات تقليداً او عُرفاً، وكان آخر تلك العمليات اغتيال امين سر حركة <فتح> في مخيم المية ومية العميد فتحي زيدان الشهير باسم <الزورو> بتفجير عبوة ناسفة زُرعت في سيارته عند <مستديرة الأميركان> على مقربة من مدخل مخيم عين الحلوة، وهي العملية التي طرحت جملة تساؤلات حول توقيتها والرسالة التي اراد منفذوها توجيهها سواء الى القوى داخل المخيم او خارجه، خصوصاً ان معظم قيادات المخيم اجمعت على ان أمن المخيم هو المستهدف بالدرجة الاولى، وان هناك من يريد اشعاله خدمة لمصالح خارجية لا تخدم سوى العدو الاسرائيلي، وذلك على أيدي اعوانه سواء كانوا من اهل المخيم او من خارجه.

 

الشيخ-جمال-حمد<فتح> هي المستهدفة؟

 

هي ليست المرة الاولى التي تُستهدف فيها حركة <فتح> في عين الحلوة، اذ سبقت هذه المحاولة محاولات اخرى كان آخرها اغتيال العقيد طلال الأردني قائد احدى الوحدات في حركة <فتح> والمحسوب على <اللينو> الذي كان هو ايضاً قد تعرض لمحاولة اغتيال على أيدي مجموعات اسلامية وصفها يومئذٍ بالمتطرفة، والاردني كان تعرض منذ سنة ونصف السنة لمحاولة اغتيال من خلال تفجير عبوة ناسفة في المكان نفسه الذي اغتيل فيه بالقرب من مستشفى <النداء الانساني> في الشارع الفوقاني من مخيم عين الحلوة. ومن هنا يمكن القول ان الخروقات الأمنية داخل مخيم عين الحلوة وفي محيطه تفاقمت بحيث باتت عمليات الاغتيال وزرع العبوات ونصب الكمائن لمسؤولين حزبيين، السمة الأبرز للوضع الحالي في المخيم، والذي سبق ان شهد ايضا ثلاث عمليات اغتيال ضد عناصر من حزب الله، اثنتان حصلتا منذ أشهر قليلة بينهما اغتيال شاب فلسطيني الجنسية يُدعى خالد مصطفى ينتمي الى <سرايا المقاومة> التابعة للحزب، وأخيرها لا آخرها منذ فترة قريبة حيث تم اغتيال العنصر الثالث في حزب الله مروان عيسى، الأمر الذي اعتبرته جهات امنية انه يندرج ضمن خطة تهدف الى تطهير المخيم من خلال تصفية كل من يستعدي الحركات الاسلامية فيه، وعلى رأسهم عناصر تابعة للحزب تسكن ضمن مخيم عين الحلوة او جهات اخرى تعاون الحزب على تنفيذ مخططه.

حالة توتر مستمرة والجيش مستعد لأسوأ الاحتمالات

رغم مضي اسبوعين تقريبا على اغتيال زيدان، فإن المخيم ما زال يشهد حالة توتر كبيرة ومعارك مستمرة بين حركة <فتح> من جهة ومجموعات اسلامية من جهة اخرى، من بينها حركة <أنصار الله> المتهمة بعملية الاغتيال وبأنها على تنسيق دائم مع حزب الله رغم التباين الواضح الحاصل بينهما منذ فترة تزيد عن عامين، وتتزايد حالة التوتر هذه داخل المخيم وسط معلومات تفيد عن نية للجيش اللبناني بالدخول الى حي الطوارئ وايضاً الى منطقة التعمير في عين الحلوة، خصوصا وانه كان قد انتشر عند تخوم هاتين المنطقتين تحسباً لأي ظرف طارئ قد ينجم عن الاستنفار المسلح الذي تنفذه الجماعات الاسلامية، ومن بينها ايضاً <جند الشام>. وفي هذا المجال عُلم من مصدر فلسطيني في المخيم ان قيادة الجيش أبلغت الفصائل الفلسطينية انه إن لم تكن القوة الأمنية التابعة لها قادرة على ضبط الاوضاع الأمنية في المناطق التي يُعتقد بوجود جماعات اسلامية متطرّفة فيها، فلتترك الجيش يتولى هذه المهمة.

 

أبو عرب: جهات تحاول ضرب امن المخيم

اللواء-المقدح 

قائد <الأمن الوطني الفلسطيني> في لبنان اللواء صبحي ابو عرب يؤكد من جهته أنه طالما حركة <فتح> موجودة وبقوة داخل هذا المخيم فلن يستطعوا النيل منه ولا من أهله وخسئ الخاسئون، فللباطل جولة ولكن للحق الف جولة. ويجزم بأن هناك جهات تحاول العبث بأمن المخيمات وضرب الأمن والاستقرار داخلها، خصوصاً في منطقة الجنوب وتحديدا في مخيم عين الحلوة، وهؤلاء برأيه يريدون احداث فتنة وشرخ بين الفلسطينيين في لبنان وضرب حق اللاجئين وضرب حق العودة والمستحقات الفلسطينية، بالاضافة الى نيتهم تهجير شعبنا واهلنا الى الشتات وفق مخطط واضح كما حصل في نهر البارد وكما حصل في مخيم اليرموك في سوريا.

وحول التحقيقات في عملية الاغتيال والاجراءات التي يُمكن ان تُتخذ لتعزيز امن المخيمات، شدّد أبو عرب على اننا كحركة <فتح> وجميع الفصائل الفلسطينية داخل المخيم، أكان من الفصائل او القوى الاسلامية او التحالف او <أنصار الله>، هناك اجتماعات في ما بيننا ضمن اللجنة الأمنية العليا المُشكّلة بهدف حماية امن المخيم وتامين الاستقرار في المخيمات الفلسطينية كافة. كما ستكون هناك اجراءات اخرى وسيتم تفعيل عمل القوى الأمنية المشتركة بشكل كبير وستأخذ دورها كما يجب على كامل المستويات لتأمين الأمن وتحقيق الاستقرار داخل كل المخيمات، كاشفاً عن ان التحقيقات مستمرة وتحتاج الى وقت لأنه عمل إجرامي كبير، وقد شكّلنا لجنة داخل حركة <فتح> لاجراء تحقيق خاص ، بالإضافة الى لجنة امنية من القوة المشتركة للتحقيق أيضاً، كما أن القوى الأمنية اللبنانية تحقق في الموضوع لأنه يقع ضمن نطاقها، ونتمنى ان نتمكن من الكشف عن المجرم الحقيقي في اقرب وقت ممكن.

 

<أنصار الله> تنفي

بعد مرور اقل من أربع وعشرين ساعة على عملية اغتيال فتحي زيدان، نفت حركة <أنصار الله> مسؤوليتها عن العملية حيث توجهت الى ابناء المخيم ببيان جاء فيه: <يا ابناء شعبنا الفلسطيني الصابر، لقد تمادت في الايام الماضية الابواق الماجورة في توزيع الاتهامات بشأن عملية اغتيال الشهيد القائد فتحي زيدان حتى طالت هذه الافتراءات حركة <أنصار الله> وشخص امينها العام الحاج جمال سليمان واخوانه المجاهدين الذين يعرف العدو والصديق تاريخهم المشرف في مقارعة العدو الصهيوني. ويهمنا ان نؤكد ان مصلحة شعبنا تقتضي توحيد الصفوف والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يثير الفتن والنعرات بين صفوفنا، والابواق العميلة والمدسوسة التي توزع شرورها وسمومها هنا وهناك لا تخدم الا العدو الصهيوني، والجميع يعرف ان علاقة <أنصار الله> مع جميع الاطراف الفلسطينية هي في افضل الاحوال، خاصة مع الاخوة في حركة <فتح> حيث نعتبر ان حركة-انصار-اللههذه الحركة هي صمّام أمان لشعبنا، والعلاقة التي تربطنا هي علاقة المصير الواحد، والمصلحة العليا هي مصلحة شعبنا>.

وتابعت حركة <أنصار الله>: <نقول لمن يصطاد بالماء العكر ان الشهيد القائد فتحي زيدان هو جزء لا يتجزأ من حركتنا، وقد كان في طليعة العاملين معنا لمصلحة مخيم المية ومية، وهو من ابرز القياديين المخلصين لشعبهم وقضيتهم، ونحن نعتبره أحد اركان العمل الجهادي ضد اليهود .. لذا نؤكد للجميع بأن الفتنة لن تمر،ّ وان الابواق المأجورة والعميلة لا تريد الا شق الصف الفلسطيني .. لهذا نطلب من جميع الحريصين توخي الدقة في نقل المعلومات وعدم الزج بحركة <أنصار الله> في اتون المشاكل الجانبية بل علينا ان نسلط الضوء على من هو المستفيد من ارتكاب الجرائم وتنفيذ المخططات الارهابية باجندات خارجية ليس لشعبنا مصلحة فيها .. واننا في حركة <أنصار الله> نؤكد لاخوتنا في حركة <فتح> ولاهل الشهيد واخوانه اننا منكم ولكم وسنعمل جاهدين على كشف الحقائق .. والله ولي الصابرين، والرحمة للشهيد القائد، والخزي والعار لابواق الخيانة، والله اكبر والعزة لله>.

 

المقدح: لن نقف مكتوفي الايدي

انتشار عناصر الجيش اللبناني مع بعض القوى الامنية على ابواب مخيم عين الحلوة لهو خير دليل على الحالة الامنية الصعبة التي يعيشها هذا المخيم خلال الفترة الحالية. حواجز الجيش تؤدي مهامها على أكمل وجه، رغم زحمة السير الخانقة والتفتيش الدقيق يترك ارتياحاً وسط الاهالي الى جانب القوى الأمنية الفلسطينية بدورها في تعزيز الأمن عبر التنسيق المتكامل مع الجيش. ووسط الغليان النسبي داخل مخيم عين الحلوة انتشرت خلال اليومين المنصرمين شائعات عن محاولات اغتيال مجموعة من القادة، بينهم قائد <القوة الأمنية المشتركة الفلسطينية> في لبنان اللواء منير المقدح، وهو الأمر الذي زاد من توتير الاجواء. وفي هذا السياق يصف المقدح في حديث لـ<الافكار> الوضع داخل عين الحلوة بأنه بات أفضل بكثير من السابق، خصوصاً بعد انتشار <القوة الأمنية الفلسطينية> وتعزيز نقاطها داخله، ويؤكد ان الشائعات التي تخرج من هنا وهناك هدفها اشعال المخيم وتصويره تحت مجهر المجتمع الدولي على انه بؤرة تحمي الارهاب وتوفر له ملاذاً آمناً، علماً ان ما يحدث بين الحين والآخر لا يتعدى الإشكالات الفردية، لكن هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الأيدي وننتظر وصول الفتنة.

وقال المقدح: ان التحقيق في حادثة اغتيال زيدان مستمر والاجراءات الأولية اتُخذت، واليوم أصبح الموضوع لدى الجيش والقضاء واي شخص يرد اسمه سيُسلم للدولة والقوى الأمنية. ورداً على سؤال بشأن الفلتان الأمني في حي الطوارئ وعن مدى صحة الوصف بتطبيق احكام القصاص في هذا الحي على يد متشددين اسلاميين أجاب: حتى الآن هناك قوى اسلامية موجودة وهي ما زالت تحافظ على المنطقة، وعندما نشعر ان الأمر أصبح خارج نطاق السيطرة سنعلن ذلك، ولكن حتى الآن القوى الاسلامية تتحمل مسؤولياتها ولها حاجز على مدخل المخيم.

اللواء-ابو-عربهل كشفت الكاميرات المرتكبين؟

وبالركون الى معلومات كشفت عنها مصادر أمنية لبنانية تبين ان اللجنة تعهدت بالتعامل والتعاون الايجابي مع مخابرات الجيش، والعمل للحصول على اشرطة كاميرات لم تكن قد فُككت بعد من مكان عملية اغتيال زيدان في المخيم قبل ارتكاب الجريمة، وتؤكد المصادر ان الايام القليلة المقبلة سوف تكشف الكثير من المعلومات حول الجهة التي نفذت العملية او التي خططت لها بالاضافة الى عمليات اغتيال كانت قد حصلت في السابق من دون ان تصل الى خواتيمها المرجوة. ولا تستبعد المصادر ان يكون للموساد الاسرائيلي الدور الابرز في هذه العمليات من خلال اذرع له في الداخل، لكن هذا الاعتقاد او التحليل لا يدفع الجهات المعنية لاتخاذ قرار متسرع للقضاء على هذه الجهات لان التكلفة قد تكون غالية ومرتفعة جدا سيدفعها اهل المخيم، خصوصا وان المرتكبين لا بد وانهم حصّنوا انفسهم جيداً استعداداً للمرحلة التي سيتم فيها الكشف عنهم.

 

<حماس>: التطرف هو نتيجة الحرمان والفقر

من جهته رأى ممثل حركة <حماس> في لبنان علي بركة ان هذه العملية هدفها واضح وهو ضرب السلم الاهلي في صيدا ومخيماتها وادخال المخيمات الفلسطينية في دوامة من الفلتان الأمني، لكن بوعي الفصائل الفلسطينية الوطنية في المخيمات لن تستطيع هذه الجهات التي تريد توتير امن المخيمات من تحقيق اهدافها بإحداث فلتان امني او فتنة فلسطينية فلسطينية او فلسطينية - لبنانية، معتبراً ان جميع الفصائل الفلسطينية تشكّل يداً واحدة في مواجهة الايادي العبثية او الجهات التي تريد ضرب الامن والاستقرار في لبنان وفي المخيمات الفلسطينية.

وحول الاجراءات لتعزيز وتمتين الامن داخل المخيمات شدد بركة على ان الفصائل الفلسطينية شكّلت قوة امنية مشتركة ولجاناً أمنية تسهر على امن المخيمات بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الامنية اللبنانية، وأكد أن هناك تواصلاً وتنسيقاً وتعاوناً بين الجانبين الفلسطيني واللبناني، ولكن هذا وحده لا يكفي، فنحن بحاجة الى تفعيل دور القوى الامنية المشتركة وتعزيز التعاون اللبناني - الفلسطيني لمنع استهداف المخيمات او امن لبنان انطلاقاً من المخيمات، لأننا نخشى ان تكون هناك مخططات لضرب المخيمات بجوارها اللبناني وضرب المخيمات داخليا في محاولة لاحداث فتنة في هذا البلد العزيز، وفي سياق مشروع كبير لتهجير الفلسطينيين من المخيمات الفلسطينية كما هو حاصل في سوريا في سياق ضرب قضية اللاجئين وتصفية حق العودة.

وناشد بركة الحكومة اللبنانية بأن يكون هناك تعاون مركزي اعلى بين الجانب اللبناني والجانب الفلسطيني على كافة المستويات من اجل قطع الطريق على أي مشروع يريد إحداث فتنة في المخيمات وفي لبنان، والجانب اللبناني معني بالحفاظ على امن المخيمات لان امن المخيمات من امن لبنان ، كما ناشدها  المقاربة الملف الفلسطيني في لبنان من مختلف جوانبه السياسية والامنية والاجتماعية والقانونية، والا يتم التركيز على الجانب الامني فقط لأن التطرف هو نتيجة الحرمان والفقر، والمخيمات تعيش حالة فقر شديد نتيجة تقليص المساعدات الممنوحة من قبل <الأونروا>.

 

تعاطف مع الثورة السورية والدفع بالتقسيط

العميد-فتحي-زيدان

لا تنفي الاحزاب والفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة وجود تعاطف شعبي واسع مع الثوار في سوريا، ولا ينفي الاهالي ايضا دعم العديد من ابنائهم لهذه الثورة سواء ماديا بما تيسر او من خلال مشاركتهم في الحرب وذلك في اكثر من مكان مثل دمشق والقلمون، وما يؤكد دعمهم وقولهم هذا سقوط العديد من الشبان في عين الحلوة في المعارك السورية، منهم من تمكن ذووهم من استعادة جثثهم ومنهم من تم دفنهم في الداخل السوري بعد تعذر سحب جثثهم الى داخل المخيم، خصوصاً بعد الرقابة الصارمة التي فرضها حزب الله في البقاع الشمالي وعلى الحدود اللبنانية السورية، إضافة الى حركة التعقب التي تفرضها مخابرات الجيش للاسماء التي تخرج من المخيم للقتال في سوريا، علما ان من يقوم بمساعدة هؤلاء الشبان للتوجه الى سوريا هم بغالبيتهم من ابناء البقاع بحيث كانوا يوصلونهم الى قرية معربون المتاخمة للحدود السورية والقريبة من جرود بريتال او الى جرود بلدة الطفيل، وهنا تؤكد مصادر خاصة ان تكلفة نقل العنصر الى تلك الجهة تبلغ ما يقارب الالف او الالفي دولار، واحياناً تتم عملية الدفع بالتقسيط عن طريق اهالي العناصر.

 

الاهالي يسألون: لماذا نحن؟

 

يُعتبر مخيم عين الحلوة أهم المخيمات في لبنان وأكبرها من ناحية عدد السكان حيث يعيش فيه حسب احصاءات <منظمة الاونروا> حوالى 50000 نسمه في حين ترى تقديرات أخرى ان تعداد سكان مخيم عين الحلوة يبلغ حوالى سبعين ألف نسمة او ما يزيد، وهو أكبر المخيمات من ناحية المساحة والحجم والاكتظاظ البنياني، وأهمها لأنه يعبّر عن التوجه السياسي العام للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وفيه أطياف سياسية مختلفة ومتناقضة في اكثر الأحيان، وغالباً ما تتحول هذه الاختلافات او التناقضات الفكرية والعقائدية الى معارك مسلحة على الارض يسقط فيها قتلى وجرحى لكن سرعان ما تعود الأمور الى مجرياتها الطبيعية بين الاخوة.

وما زالت الفصائل المسلحة داخل مخيم عين الحلوة محافظة على سلاحها الكامل، وهي تعتبر العمل الجهادي ضد اسرائيل عملاً مقدساً وتوليه اهمية كبرى. ومع كل ما يثار حول مخيم عين الحلوة تبقى للاهالي اسئلة مشروعة تتعلق بنظرة العالم كله الى هذه البقعة: لماذا يكتسب هذا المخيم كل هذه الاهمية؟ ولماذا يُنظر الينا من منظار واحد وزاوية ضيقة؟ هل هي سياسة مقصودة؟ لماذا يتم التركيز على المخيم من الزاوية الأمنية في حين تُهمل عن قصد او غير قصد الجوانب الاخرى؟ وهل ما يحدث في مخيم عين الحلوة عناصر-من-جند-الشامسبب لأمور أخرى، ام هي نتائج لما يعانيه هذه المخيم اصلاً من ظروف لا تحتاج الى تحليل او تقرير؟

 

<جند الشام>.. من هنا البداية والنهاية

تؤكد المعلومات الواردة من داخل مخيم عين الحلوة ان مجموعات اسلامية مسلحة داخل المخيم باتت تضم في صفوفها عشرات السوريين المعارضين، وعلى رأسها تنظيم <جند الشام> المتهم الاول بعمليات الاغتيال والذي يقوم بإرسال عناصر فلسطينية لدعم المسلحين السوريين في الزبداني ودمشق والقلمون مقابل مده بالسلاح والمال، ولذلك فإن ما يحصل اليوم في المخيم خطير جدا وينذر بمرحلة سوداء مقبلة عليه من معارك لن تتوقف قبل السيطرة على احياء الطوارئ وطيطبا والبركسات ورأس الاحمر والشارع الفوقاني، وقد ينعكس هذا الامر على أهالي المخيم من نزوح وتعطيل مصالح وتدمير منازل وربما تهجير ابدي على غرار ما سبق ان قام به تنظيم <فتح الاسلام> الذي كان يتزعمه شاكر العبسي في مخيم نهر البارد. ومن هنا يرفض المسؤول عن <جند الشام> هيثم الشعبي الادلاء باي تصريح يُحيل القادم اليه الى الرجل الاهم بنظره وبنظر اتباعه اي الشيخ جمال حمد الذي يبدأ حديثه حول نيته افهام الغرب أن  الاسلام هو دين رحمة وتسامح. ويشير حمد الى انه لم يرَ البحر منذ ما يزيد عن سبعة عشر عاماً كونه مطلوب للاجهزة الامنية، الا ان الدفاع عن الاسلام هو واجب شرعي على كل مسلم، ولذلك يطلقون علينا صفة الارهاب لأننا نرهب اعداء الله طبقا للآية الكريمة التي تقول <واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم> وفي نظر هذا الغرب فان كل من يحارب اسرائيل هو مجرم وارهابي، ولذلك علينا نصرة المسلمين المستضعفين في كل اصقاع الارض وحيث تدعو الحاجة. واليوم نجد ان تهمة الاسلاميين جاهزة في كل دقيقة، ولذلك لم يعد السكوت يجوز عن كل هذه الاتهامات، فكيف لمسلم ان يغتال مسلماً آخر لمجرد اختلاف الراي بينهما، واؤكد ان جميع هذه الاتهامات باطلة ومردودة على الذين يُطلقونها سواء هذا الفصيل الاسلامي او ذاك.