تفاصيل الخبر

مخرجة فيلم ”شرعوا الحشيشة“ رندلى قديح: الحشيشة منتشرة في لبنان اليوم وطلابنا عرضة لها... ولرسالة الفيلم الدور الأول!

18/04/2019
مخرجة فيلم ”شرعوا الحشيشة“ رندلى قديح: الحشيشة منتشرة في لبنان اليوم وطلابنا عرضة لها... ولرسالة الفيلم الدور الأول!

مخرجة فيلم ”شرعوا الحشيشة“ رندلى قديح: الحشيشة منتشرة في لبنان اليوم وطلابنا عرضة لها... ولرسالة الفيلم الدور الأول!

 

بقلم عبير انطون

يعرض في الصالات اللبنانية حاليا فيلم <شرعوا الحشيشة> وهو باكورة شركة <وايز بروداكشن> لصاحبها مجد جعجع من كتابة داليا الحداد واخراج رندلى قديح وبطولة كوكبة من الاسماء المعروفة بينهم طوني عيسى وريتا حرب وفادي إندراوس وختام اللحام، إضافة إلى الممثلين عدنان ديراني وأغوب دي جرجيان وغدي بشارة وجويل الفرن. الفيلم اثار <النقزة> بدءاً من عنوانه المباشر، الى معالجته لقصة خمسة شبان يسلكون درب الممنوعات، وصولا الى القاء الضوء على سلوك بعض العناصر الامنية الفاسدة المتواطئة مع تجار المخدرات وفي السجون... فهل جاء الطرح على قدر التوقعات؟ ما المميز في الفيلم؟ من انتقد ولماذا؟ الى اي اعمار يتوجه، وهل ابطاله مع تشريع الحشيشة ام ضدها؟

مع مخرجة الفيلم رندلى قديح كان حوار <الافكار> مع دخول في التفاصيل والكواليس وسألناها عن ردود الفعل اولا:

- ردود الفعل حلوة، المشاهدون يضحكون ويصلهم ما هو هادف في الوقت عينه. بالأمس كنا نعرض في زحلة (ستار غيت) فأقاموا لنا تكريما وزفة.

هل لأنهم معنيون في البقاع اكثر من اي منطقة اخرى في لبنان؟ نسأل قديح، فتجيب مبتسمة:

- ربما كان للامر رمزية خاصة عندهم.

وتكمل قائلة:

 - منذ قررنا الخروج بفيلم الى الضوء وفي اجتماعاتنا انا كمخرجة مع المنتج والكاتبة، اخترنا ان يكون موضوعنا مباشرا، وتشريع الحشيشة مطروح في لبنان اليوم. قلنا: لماذا لا نتناوله من خلال فيلم اجتماعي انتقادي كوميدي وتوعوي يحمل رسالة؟ هذه تحديدا كانت اساسية لانجازه. اتفقنا على الا ندفن رأسنا في الرمل وأن نسمي الامور باسمائها بعيدا عن الرمادية فنكون <يا ابيض يا اسود> في هذا الموضوع.

وأضافت:

- طرح الفيلم اكثر من اشكالية بدءا من عنوانه <شرعوا الحشيشة>، وهي تقرأ بفتح الراء اي شرّعوها فيما اراد البعض قراءتها بـ<شرّعوا الحشيشة> بصيغة الأمر وكأنه مطلب يتم التوجه به، وهذا اللبس <تسويقي> بالدرجة الاولى، وهو يجذب الجمهور لموضوع مهم نطرحه للبحث في فيلمنا.

 وتضيف قديح:

- اخترت ملصق الفيلم (الأفيش) كوميديا، لتوجيه المشاهد من خلال حركة الممثلين فيه الى ما ينتظرهم من أحداث طريفة، حتى نوصل بالضحكة وليس بالدراما ما نرمي اليه في موضوع هو غاية في الحساسية وليس مادة للتندر والقاء النكات. ومن خلال حكاية خمسة شبان مختلفي الاديان والمناطق تجمعهم الصداقة اذ منهم المسيحي ومنهم الارمني ومنهم البعلبكي، اختارت داليا الحداد الكاتبة ان تشبه حالهم بحالة الكثيرين من الشبان والصبايا في مجتمعنا اليوم حيث يعيشون احلاماً تتطلب المال لتحقيقها. في الفيلم نتعرف الى <عماد> الذي يريد أن يؤمن حياة كريمة لوالدته، <جورج> الذي يريد أن يتزوج من حبيبته دون أن يسمع جارته وهي تطالبه بأجرة الغرفة، <هاغوب> الذي ضاقت به زوجته بسبب وضعه، <علي> الذي عليه أن يعيل أمّه وأشقاءه بعد وفاة والده، و<سامر> الذي يطمح لأن يكون فناناً دون أن يمر في غرف المنتجين المظلمة. تضيق السبل بجميعهم فيلجأون الى السرقة ويكون عقابهم السجن، مع انطلاقة الفيلم. ولما يسجنوا يتعرفون على اشخاص اختبروا دهاليز المخدرات فيدخلون عالمها ويلجأون اليها كمصدر رزق معتمدين في الامر على العلاقات التي نسجوها في السجن.

لكن هل ستدوم عليهم <نعمة> الدرب التي سلكوها، وهل سيفلتون من العقاب؟ نهاية الفيلم كفيلة بإبراز نهاية السلوك الخاطئ، تقول رندلى، وفيه أيضا لم نغيّب الاولاد ايضا، فما يجري في المدارس اليوم بات مكشوفا اذ يتعرض العديد من الطلاب

الى هذه الامور السيئة، وقد أظهرنا لهم كيف يمكن ان تنتهي الأمور بمن يسلك الطريق الوعرة، وكيف يعرض نفسه للأسى وللأذى له ولمن يحبهم.

 

مفاجآت....!

ما بين كوميديا الموقف والاحداث وعقاب النهاية تدور الأحداث، تلعب اللهجات أيضا دورها في انتزاع البسمة، وكذلك الامر من خلال اللعب على الكلام فضلا عن ان لكل شخصية محطة كلام ترددها ويلتقطها المشاهد. للفيلم <ستايله> الخاص تقول رندلى، ومن دون اعتماد الجدية الخالصة أوصلنا الرسالة باننا ضد تشريع الحشيشة لاستخدامها بالطريقة التي تمت في الفيلم.

 وحول الاعتراضات او الانتقادات التي وصلتها وفريق العمل من جمعيات ضد المخدرات او غيرها، تنفي قديح حصول اي منها. اما الانتقادات الصحافية، فلم يكن الكثير منها محقاً برأيها: صحافيون معدودون تناولوا الفيلم بشكل سلبي جدا وشملوه بكلّيته وصولا الى طلب رفعه من دور السينما، وهذا دليل على انهم ليسوا موضوعيين. فالانتقاد يجب ان يتم على جانب معين، في الموضوع او التقنيات المستخدمة او التصوير او ادارة الممثلين او الاخراج او الاداء، لكن التعميم على الفيلم كله، فانني اعتقد بانه يخفي <غايات في نفس يعقوب> لن أدخل في مجالها...

ــ لكن ماذا عن انتقاد وجدته محقا؟

- ربما تسريع الاحداث في النهاية. كان الفيلم طويلا جدا وعدنا واختزلنا منه، ربما ترك ذلك أثرا ما..

اما عن الحبكة الركيكة بنظر البعض ولو ان الفكرة جميلة فلا تسلّم رندلى بها <لان الفيلم انطلاقا من حبكته مشغول بشكل جيد وكذلك الامر بالنسبة لعناصره الأخرى. لقد اعتمدت فيه الايقاع السريع والتقطيع بأسلوب لافت وجديد، كما اشتغلت على الصوت والموسيقى التصويرية التي الّفها سليم عساف والتي لعبت دورا مهما في الفيلم، وكذلك الامر بالنسبة للـ<جينيريك> والذي سجل بصوت الفنان طوني عيسى. لقد بذلت مجهودا لأبعاد اي ثانية من الملل عبر نمط مختلف على صعيد الصورة، فهي أقرب الى الأعمال الاجنبية>.

وتضيف رندلى:

 - البعض ايضا انتقد الاغاني، خاصة مع مشهد خروج الشباب من السجن بحيث يعتقدون انفسهم ابطالا، وهنا اقول: انه <ستايل> خاص، كالعديد من الافلام الأميركية المعروفة بهذا الاسلوب مثل <مان ان بلاك> <Men in Black> و<ناركوس> <Narcos>... قررنا ان ندخل بأسلوب جديد وألا تبقى مواضيعنا اللبنانية تدور عن الحرب وويلاتها ولا تكون الأفلام جميعها على وتيرة او نسق واحد...

 

لكل الاعمار...!

 

ونصل معها الى الرقابة في موضوع حساس كالحشيشة، ونسألها:

- هل تدخل الجهاز واين حذف؟

- لقد كان التعاون مع الامن العام سلسا جدا دون معوقات، تقول المخرجة، على الرغم من بعض <اللطشات> التي يتضمنها الفيلم. لم يتدخلوا الا في تفاصيل صغيرة جدا بدون اي مس بالجوهر او المَشاهد، لا بل على العكس شدوا على يدنا خاصة مع الرسالة التي ضمّناه اياها. شجعوه وصنفوه للجميع وليس لعمر محدد. ونشير هنا، الى ان الفيلم يتطرق أيضا الى واقع الفساد في السلك الأمني عن طريق العناصر وحتى بعض الضباط الذين يتواطؤون مع بعض المساجين داخل السجن أو مع بعض العصابات في الخارج لتسهيل عملهم غير القانوني مقابل رشوة ما أو تهديد. والدور الذي تلعبه <الضابط> ريتا حرب بالغ الدلالة، وكذلك الامر بالنسبة لدور طوني عيسى الذي يجسد شخصية احد الشبان الذين يسلكون الدرب الخاطئ لنتفاجأ بموقعه في النهاية!

 

<درون> في اللقلوق...!

 وعن اكثر المشاهد تفاعلا لدى المشاهدين مع رصد قديح لردود الفعل في الصالات المختلفة، فانها تحدد مشهد النهاية مع طوني عيسى، وكثيرون تفاعلوا أيضا مع المشهد الذي يصرخ فيه طوني وفادي اندراوس مع حصول <الـكلاش> بينهما. ومن المشاهد اللافتة ايضا حوار <هاغوب> الارمني مع زوجته وخروجه ليتكلم الى الكلب فيفضفض له، وهي من المشاهد العديدة التي اتت بنت لحظتها وتم ارتجالها في موقع التصوير، فضلا عن مشهد فادي (اندراوس) مع المنتج أيضا، والأمر كذلك بالنسبة للممثل عدنان ديراني الذي بحسب قديح قدم <كاراكتيرا> رائعا في تجربته السينمائية الأولى.

 المخاطرة مع شركة انتاج جديدة لم تكن صعبة لقديح. مجد جعجع المنتج، والذي مثّل معنا ايضا، قلبه قوي. قال لنا: <ابشروا ولنقم بفيلم يحكى عنه>. التجربة كانت حلوة وحضّرنا كعائلة، كأصدقاء وليس كأشخاص يتعاونون في عمل، وها نحن اليوم بصدد التحضير لفيلم جديد مع بعضنا هو ايضا من النوع الكوميدي الطريف الحبكة، قد يبصر النور في شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل وسيكون بين نجومه ايضا الممثل طوني عيسى ولا زلنا نعمل على التفاصيل والاسماء الاخرى.

ــ الكوميدي والطريف، انها الموضة في افلامنا اللبنانية اليوم، الجميع يعتمدها، لماذا؟

- لأنّ اللبناني بحاجة اليها. افلام المهرجانات تُشتغل بطريقة اخرى.

ــ لكن الا يمكن الجمع ما بين افلام المهرجانات والاقبال الشعبي، المعادلة التي نجحت فيها نادين لبكي مثلا؟

- بلى، لكن السيناريو احيانا يعيق ذلك. انا معكم ان الافلام الكوميدية قد لا تكون جميعها بالمستوى المطلوب لكن بينها ما يحفّز فعلا على المشاهدة. فيلم <خبصة> لشادي حنا مثلا، أُغرمت به.

ــ وماذا عن فيلم <لهون... وحبس> لهشام حداد المعروض في الصالات ايضا، هل احببته؟

- إنه اسلوب هشام تجيب رندلى وفكرته حلوة، ويحق للمشاهد ان يحب امورا وينتقد اخرى. المهم ان الانتاج السينمائي اللبناني جيد، وفي كل شهر يصدر فيلم تقريبا ويلاقي اقبالا، ونحن الى تقدم، وهذه السنة افضل بكثير من السنة الماضية، كما ان الجمهور اللبناني مطالَب بتشجيع سينما بلده، علما ان البعض لا يزال يعرض عنها الى افلام اجنبية قد لا تكون من جانبها على مستوى رفيع.

 وبعيدا عن المخاطرة مع شركة جديدة، تمثّلت اولى الصعوبات بحسب قديح بالطقس لهذا العام: <لقد صورنا الفيلم في 15 يوما في البقاع واهدن وزغرتا وبيروت وطرابلس، ومشهد المداهمة في النهاية كان اكثر ما تتطلب وقتا ودقة. كنا نصور في منطقة اللقلوق حيث البرد قارس واستخدمنا <الدرون> وكان الهواء قويا والتصوير صعبا>...

مع عرض الفيلم في الصالات تستعد قديح لمشروع جديد تكون من خلالة المخرجة اللبنانية الاولى لمسلسل سوري، هو ايضا من النوع الكوميدي تحت عنوان <صهر البيت> توقع عقده قريبا ليبدأ التصوير خلال شهر رمضان المبارك او ما بعده، من كتابة واخراج محمد سلامة، ومن بطولة صفاء سلطان وسحر فوزي، ويشارك فيه من لبنان الممثل اللبناني سلطان ديب. اما تصوير <الكليبات> لاغاني الفنانين والتي عرفت بها، فانها مؤجلة لضيق الوقت علما انها تتعاون في اكثر من عمل مع فنان لبناني يعيش ما بين فرنسا وافريقيا اسمه فادي بزي، وسوف تبث <الكليبات> على القنوات الفرنسية، فضلا عن مشاريع فنية اخرى لها ما بين لبنان واوروبا.

ختاما ليست قديح ضد تشريع الحشيشة في لبنان لأغراض محددة، شرط ان تكون ضمن اصول وضوابط محددة، لكن هل نثق بعدم خرقها؟ هنا السؤال الاكبر، تجيب رندلى <ما بعرف اذا بتزبط بلبنان> والموضوع دقيق جدا. هي تعود بالمال على الدولة لكن العبرة تبقى في ضبط الموضوع وقوننته وتطبيق القوانين بجدية.

رأيها في التشريع المضبوط يوافيها فيه الممثل طوني عيسى والممثل والمغني فادي اندراوس، هما ايضا لا يجدان ضيرا في ذلك... فعيسى مع قوننتها بتشريعات مدروسة، مؤكدا من جديد على أهمية العبرة والرسالة من الفيلم، وكذلك الأمر بالنسبة لاندراوس.