تفاصيل الخبر

مـخـاطــــــر استـخـــــدام الـمـخـــــدرات تـطــــــال سـلامـــــة الـمـتـعـاطــــــي جـسـديــــــاً وعـقـلـيـــــاً!

16/12/2016
مـخـاطــــــر استـخـــــدام الـمـخـــــدرات تـطــــــال  سـلامـــــة الـمـتـعـاطــــــي جـسـديــــــاً وعـقـلـيـــــاً!

مـخـاطــــــر استـخـــــدام الـمـخـــــدرات تـطــــــال سـلامـــــة الـمـتـعـاطــــــي جـسـديــــــاً وعـقـلـيـــــاً!

 

بقلم وردية بطرس

ايلي-الاع--------1----رج-ويسرا-في-المؤتمر-الاقليمي-لمخاطر-استخدام-المخدرا

أضرار المخدرات كثيرة ومتعددة، ومن الثابت علمياً ان تعاطي المخدرات يضر بسلامة المتعاطي جسدياً وعقلياً، فالشخص المتعاطي للمخدرات يكون عبئاً وخطراً على نفسه وعلى أسرته إذ أن هناك أضراراً جسدية ونفسية ناتجة عن تعاطي المخدرات، وتتمثل الأضرار الجسدية بفقدان الشهية للطعام مما يؤدي الى النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار الوجه واسوداده لدى المتعاطي، كما تظهر العوارض بقلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي الى دوار وصداع مزمن مصحوباً باحمرار في العينين، كذلك يحدث اختلال في التوازن والتأزر العصبي في الأذنين، كما يحدث أثناء تعاطي المخدرات تهيج موضعي للأغشية المخاطية والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكون مواد كربونية وترسبها بالشعب الهوائية حيث ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة قد تصل الى الاصابة بالتدرن الرئوي، ومن جهة أخرى يحدث اضطراب في الجهاز الهضمي والذي ينتج عن سوء الهضم وكثرة الغازات والشعور بالانتفاخ والامتلاء والتخمة والتي عادة تنتهي الى حالات الاسهال أو الامساك، كذلك يتسبب تعاطي المخدرات بالتهاب المعدة المزمن حيث تعجز المعدة عن القيام بوظيفتها وهضم الطعام إضافة الى التهاب غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في هضم الطعام وتزويد الجسم بهرمون <الأنسولين> والذي يقوم بتنظيم مستوى السكر في الدم، ويؤدي التعاطي الى اتلاف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر (الأفيون مثلاً) خلايا الكبد ويحدث بها تليفاً وزيادة في نسبة السكر، مما يسبب التهاباً وتضخماً في الكبد فيتوقف عن عمله بسبب السموم التي يعجز الكبد عن تخليص الجسم منها.

كذلك يحدث التهاب في الدماغ وتتحطم وتتآكل ملايين الخلايا العصبية التي تكون الدماغ مما يؤدي الى فقدان الذاكرة والهلاوس السمعية والبصرية والفكرية، فضلاً عن حدوث اضطرابات في القلب، ومرض القلب والذبحة الصدرية، وارتفاع في ضغط الدم، وانفجار الشرايين، وفقر الدم الشديد، وتكسر كرات الدم الحمراء، وقلة التغذية، وتسمم نخاع العظام الذي يضع كرات الدم الحمراء.

ويؤثر التعاطي على النشاط الجنسي حيث تقلل المخدرات من القدرة الجنسية وتنقص من افرازات الغدد الجنسية مما يتسبب باليرقان وسيلان الدم وارتفاع الضغط الدموي في الشريان الكبدي، والاصابة بنوبات صرعية بسبب الاستبعاد للعقار وذلك بعد ثمانية أيام من الاستبعاد، ناهيك عن العيوب الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة إذ تعاني المدمنات الحوامل من مشاكل صحية  مثل فقر الدم ومرض القلب والسكري والتهاب الرئتين والكبد والاجهاض، ووضع مقلوب للجنين الذي يولد ناقص النمو هذا اذا لم يمت في رحم الأم، وبالتالي تعد المخدرات السبب الرئيسي في الاصابة بأشد الأمراض خطورة مثل السرطان، كما ان تعاطي جرعة زائدة ومفرطة من المخدرات قد يكون في حد ذاته (انتحاراً).

 

الادمان وجملة من الأمراض

اذاً يسبب تعاطي المخدرات الاصابة بأمراض متعددة منها الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والعضوية والميكروبية، ويكفي ان الأمراض التي تنشأ عن التعاطي يشترك في علاجها معظم التخصصات الطبية، فالعلاج من الادمان يستلزم وجود كفاءات متخصصة في مجالات العلاج النفسي والأمراض العصبية والعقلية، كما تستدعي حالة المدمن تدخل تخصصات طبية أخرى مثل الباطنية وأمراض الكبد والأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الصدر والقلب والشرايين، وقد يمثل الادمان مشكلة أمام الجراحين وأطباء التخدير وأطباء أمراض النساء والتوليد والأطفال. ولا يقتصر خطر المخدرات على الأمراض التي تسببها فحسب إذ أن هناك مشاكل أخرى تتمثل في انحدار المستوى التربوي والتعليمي والأخلاقي، إضافة الى مشاكل منها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

ويترتب على ادمان المخدرات اصابة المدمن بأمراض عدة منها:

اولاً: الأمراض العصبية والعقلية والنفسية حيث دلت الدراسات التي أجريت في مجال أثر المخدرات في الدماغ على ان المخدر يغير طبيعة الشحنات الكهربائية وافراز المواد الكيميائية الطبيعية للدماغ كما يؤثر في افرازات هرمونات الغدة النخامية فيترتب على ذلك حدوث اضطرابات حسية وسلوكية وعقلية ونفسية.

ثانياً: الأمراض العضوية والميكروبية اذ قد يؤدي ادمان المخدرات الى الاصابة بأمراض عضوية مثل أمراض القلب والشرايين والكبد وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض التناسلية والعجز الجنسي، ويُصاب المدمن بالمرض العضوي بسبب المخدر ذاته وهو التأثير المباشر للمخدر، ومن أخطر عواقبه هبوط التنفس وتوقفه في حالة ادمان الهيروين او المورفين، وتليف الكبد بسبب الخمور والتشنجات على أثر تعاطي الكوكايين والعقاقير المنشطة الأخرى.

وتتكبد الدول التي ينتشر فيها الادمان وتجارة المخدرات خسائر فادحة لها أبلغ الأثر في المسار الاقتصادي لهذه الدول إذ يؤدي انتشار ادمان المخدرات الى كثرة انفاق الأموال من أجل مكافحة المخدرات وتهريبها وتعاطيها ومكافحة المخالفين وتنفيذ العقوبات وعلاج المدمن.

كما ينجم عن الادمان تزايد في نسبة العاطلين عن العمل والانتاج اما بسبب أمراض الادمان والمضاعفات الناجمة عنه، واما بسبب اهمال المدمن لعمله إذ قد يترك العمل لساعات طويلة لتعاطي المخدر او للبحث عنه.

وهناك خسارة مادية بسبب انفاق الأموال الطائلة من أجل الرعاية الصحية والاجتماعية للمدمن وبناء المصحات والمستشفيات التي تعالج الادمان بالاضافة الى تكاليف العلاج.

وتمثل الأموال التي تنفق من أجل مكافحة مرض <الايدز> الذي قد ينجم عن الادمان خسارة اقتصادية كبيرة. ولقد قدرت منظمة الصحة العالمية في منتصف الثمانينات ان حوالى عشرة ملايين فرد في العالم يحملون فيروس <الايدز>، واذا كانت الأموال التي تنفقها الدول في مجال الخدمات والانتاج والتنمية تعود بالنفع عليها، فان الأموال التي تنفق في مجال تجارة المخدرات وتعاطيها تعتبر أموالاً ضائعة لا تعود بالنفع على الفرد والمجتمع بل يعد انفاقها مزيداً من الخسارات والتدهور والانهيار الاقتصادي.

 

<مينارة> ومؤتمر بيروت الثالث

 

تحت شعار <تخفيض المخاطر لتأمين الحقوق> عقدت شبكة الشرق الاوسط وشمال افريقيا للحد من مخاطر استخدام المخدرات (مينارة) مؤتمرها الاقليمي الثالث في بيروت.

وتهدف <مينارة> من خلال مؤتمرها  الثالث الى الحث على اعتماد استراتيجيات للحد من مخاطر استخدام المخدرات في المنطقة، والتأكيد على حقوق الفئات المعنية المباشرة وذلك لانهاء <الايدز>. وتسعى <مينارة> من خلال هذا المؤتمر الى خلق منبر للمهنيين والناشطين والباحثين في المنطقة من أجل تبادل الخبرات واحداث التطورات في مجال الحد من مخاطر استخدام المخدرات.

وشمل برنامج المؤتمر محاضرات فضلاً عن مساحات للحوار، بالاضافة لعروض الملصقات. وشارك في المؤتمر العديد من الجمعيات والمنظمات والشبكات والمجموعات والأفراد، بالاضافة الى هيئات الأمم المتحدة الاقليمية والجهات الرسمية.

ويهدف المؤتمر الى المناصرة من أجل اعتماد استراتيجيات الحد من مخاطر استخدام المخدرات في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ودعم الشراكة بين منظمات المجتمع المحلي ومختلف الجهات العاملة في الميدان وذلك من خلال: تداول المعلومات وتبادل الخبرات والبحوث بين الخبراء، المجتمع المحلي، المنظمات الرسمية والمعنيين المباشرين الممثلين عن المنطقة، اطلاع الحضور على آخر المعلومات حول برامج الحد من مخاطر استخدام المخدرات، المناصرة من أجل الحصول على التزام سياسي أقوى من مختلف الجهات المعنية والممولين في المنطقة، التشجيع على توثيق الخبرات الناجحة في الحد من مخاطر استخدام المخدرات لاستخدامها على نطاق أوسع في المناصرة، تعزيز أنشطة شبكة <مينارة> وتفعيلها وتطويرها.

وكانت قد انطلقت أعمال المؤتمر الثالث للحد من مخاطر استخدام المخدرات بحضور سفيرة برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بـ<الايدز> الممثلة المصرية يسرا، والمديرة الاقليمية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بـ<الايدز> الدكتورة يمينة شقار، والممثلة الاقليمية لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي جمانة هرمز، وممثلين عن منظمة الصحة العالمية، وعن دائرة المبادرات الدولية في المنظمة الدولية لقانون التنمية <دايفد بارتسون> وممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد فؤاد الخوري، وممثل مدير عام الأمن العام العقيد ايلي ديك، ونقيبة الممرضات والممرضين في لبنان الدكتورة نهاد ضومط، بالاضافة الى ممثلين عن برامج الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني.

 

الأعرج ومخاطر المخدرات

 

فماذا يقول المدير التنفيذي لشبكة <مينارة> السيد ايلي الاعرج عن المخاطر؟

بداية يقول:

- ان <تخفيض المخاطر لتأمين الحقوق> هو شعار المؤتمر لهذا العام انطلاقاً من فكرة انه لم يعد مسموحاً بعد اليوم ان يُعامل مستخدمو المخدرات على أنهم مرتكبو جرائم، فالقوانين في دول المنطقة باتت تعترف بأن مستخدم المخدرات هو مريض وليس مجرماً. وان أهمية المساهمة في اعتماد سياسات الحد من مخاطر استخدام المخدرات تكمن في التوفير على الاقتصاد العام، كذلك فإن لمستخدمي المخدرات الحق بالوصول الى الخدمات الصحية، والقانون يسمح لهم بذلك.

من جهتها عبّرت سفيرة برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بـ<الايدز> لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا الفنانة يسرا عن سعادتها لحضور المؤتمر والمشاركة فيه كسفيرة للنوايا الحسنة وقالت:

- ان تضافر الجهود والشراكة بين كل القطاعات والجهات أمر واجب في مكافحة <الايدز>، وان شعار المؤتمر جذبني لأن الوضع في المنطقة يتفاقم لناحية تزايد الاصابات والوفيات كل سنة رغم الجهود المبذولة.

وتابعت يسرا تقول:

- أوجه رسالة الى الاعلام وأقول للاعلاميين في لبنان والعالم العربي ان لهم دوراً حيوياً في ايصال الرسالة الصحيحة بكافة الوسائل، كما واننا بحاجة لمجتمع يشمل الكل ويقدم خدمات ويوفر الحماية للجميع دون تمييز، كما أوجه رسالة الى الحكومات والمانحين والقطاع الخاص مفادها ان المجتمع المدني شريك أساسي في التنمية ومكافحة <الايدز> ولهذا يجب توفير الدعم له .

وبالنسبة للمديرة الاقليمية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بـ<الايدز> الدكتورة يمينة شقار، فإنها تعتبر ان فيروس نقص المناعة البشري في المنطقة أصاب بشكل كبير الفئات السكانية الرئيسية وخصوصاً الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات بالحقن، وقالت: اذا أردنا القضاء على فيروس نقص المناعة في المنطقة فعلينا انهاؤه اولاً بين الفئات السكانية الرئيسية، إذ إن نسبة انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي <ج> هي أعلى من نسبة فيروس نقص المناعة البشري في معظم أرجاء المنطقة، وبالتالي من الضروري اعطاء الأولوية في أعمالنا لصحة وحقوق الفئات السكانية الرئيسية. وان الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات يواجهون مشكلة صحية عامة، وهؤلاء يستحقون حلولاً صحية شاملة.