تفاصيل الخبر

مقدمة البرامج والممثلة ميا سعيد:كم من”سارة“ في بيوتنا...وتعلمت الكثير من هذه الشخصية!

17/01/2020
مقدمة البرامج والممثلة ميا سعيد:كم من”سارة“ في بيوتنا...وتعلمت الكثير من هذه الشخصية!

مقدمة البرامج والممثلة ميا سعيد:كم من”سارة“ في بيوتنا...وتعلمت الكثير من هذه الشخصية!

بقلم عبير انطون

هي على الشاشة <ميا> القريبة من القلب، الجميلة الخلق والخلق، وصاحبة الصوت المميز التي معها <بتحلى الحياة> كما اسم آخر البرامج التي تشارك في تقديمها. مسيرتها التي بدأتها في العام 2008 أخذت بها الى عالم التمثيل الذي أضحى مختلفا بعد أن ذاقت طعما آخر للنجاح امام الجمهور اللبناني والعربي في <عروس بيروت> من خلال شخصية <سارة> صديقة <ثريا> (كارمن بصيبص) والتي تشاطرها حب الحياة والموسيقى. الظروف والاحوال تقلبت بـ<سارة> وانفعالاتها وسلوكياتها وجعلتها تطل على المشاهد بشكل مختلف، اكّدت معه انها ممثلة بدرجة ممتازة، وإن لم تدخل معهد التمثيل، كما وأثبتت ان اجتهادها وسط كوكبة من الاسماء اللامعة في المهنة بينهم تقلا شمعون، فادي ابراهيم، ظافر العابدين، كارمن بصيبص، محمد الاحمد وطبعا ضحى الدبس، حماتها في المسلسل، أثمر تميزا كبيرا.

فما الذي ستحمله شخصية <سارة> بعد في الجزء الثاني من <عروس بيروت> الذي يستأنف تصويره قريبا في تركيا؟ ما الذي تعلمته من الشخصية التي لعبتها؟ كيف ستتصرف كامرأة معنفة، وهل يمكن لها في الواقع ان تضحي بحبها اذا ما ارتبطت بشخص كمثل <آدم> زوجها في المسلسل وتتركه؟ ماذا عن الفيلم السينمائي الذي تشارك به؟ وماذا قالت عن الثورة والشباب؟

مع ميا كان لقاء <الأفكار> وسألناها بداية:

ــ لقد فاجأتنا بدور <سارة>، لا نقول ذلك عن حلقات البداية حيث الشخصية قريبة من طبعك، وانما مع تقدم الحلقات وخاصة بعد زواجك من <آدم> وأسلوب الاداء المختلف الذي تطلبه. هل كانت صعبة عليك هذه <النقلة>؟

- حتى انا نفسي تفاجأت، فالأدوار الصغيرة التي شاركت بها قبلا تشبه شخصية <سارة> في بدايات المسلسل حيث هي فتاة فرحة عفوية محبة للحياة ومقبلة عليها. وفي لقائي الأول مع المخرج قال لي: لا اريد سوى ان أرى <ميا> في <سارة>، لا تمثلي بل كوني على طبيعتك تماما، من هنا كان تجسيد ذلك سهلا. الا انه عندما بدأت اغوص في الشخصية واعيش التقلبات التي عرفتها والظروف الصعبة التي تمر بها قلقت فعلا، وكنت مع اصحابي اقول لهم: هذه ليست انا ولا اعرف إن كنت سأنجح بادائها لانني ما مررت بظروف شخصية مماثلة في حياتي، ولا أقحمت نفسي ابدا في مسائل شائكة مشابهة. كان علي أن أتحدى نفسي، منطلقة من شخصية <سارة> ومواصفاتها وحياتها وظروفها وطريقة تفكيرها وليس من شخصية <ميا>. وقد تعجبت كم من <سارة> في بيوتنا، بمعنى انهن يواجهن طبع الحماة الصعب او الزوج الغامض وانني عرفت ذلك من خلال ردود الفعل والتواصل معي، فكانت هذه تخبرني بقصتها مع حماتها واهل زوجها وتلك تدعوني للانفصال عن <آدم> وتنصحني بعدم العودة اليه انطلاقا من تجربتها الشخصية ومعاناتها من الوضع نفسه.

وتضيف ميا:

- أتعبتني <سارة> لكنها أعطتني الكثير في الوقت عينه، فعلى الصعيد الشخصي استفدت منها الكثير، وتعلمت منها أن أقول كلمتي مهما كلّفني الأمر.

أما على الصعيد المهني، فأنا مدركة تماما انه لو توقف دور <سارة> على صداقتها لـ<ثريا> مع ما جسدته هذه الصداقة من علاقة حلوة لقيت صدى طيبا، ما كانت لتترك أثرا لدى المشاهد. وجع <سارة> وظروفها وصولا الى المعاملة التي تلقاها والتعنيف الذي تتعرض له، هي التي اضاءت على ادائي للشخصية وأوصلتني تمثيليا الى هذا المكان الجميل.

ــ لقد تخصصت في العلوم السياسية. ما الذي نحا بك صوب التمثيل والتقديم من قبله؟

- درست العلوم السياسية بهدف تقديم برنامج سياسي، أو لاكون مذيعة اخبار، اذ لطالما تطلعت مذ بدأت التفكير بمهنة المستقبل الى أن اكون مذيعة او مقدمة برامج في التلفزيون. لقد شكل لي الاعلام حلما وشغفا، وعلاقتي بالتقديم كانت وثيقة جدا، لدرجة أنني، وبعد أن شاركت بأدوار مختلفة في أكثر من مسلسل استمررت لفترة بعدها لا أوافق على ادوار جديدة خاصة وان النص لم يكن يشدني، وكنت اقول في نفسي ان تقديم البرامج هو ملعبي وفيه أرتاح، وتحديدا لانني عملت في شاشات معروفة من الـ<ام تي في> الى الـ<ال بي سي آي>... وحتى لما كلموني عن <عروس بيروت> ترددت بداية خاصة لارتباطي مع الـ<ال بي سي آي>.

وتضيف ميا:

- بشأن <عروس بيرت> تواصلوا معي وارادوني ان اكون حاضرة في فترة وجيزة، اذ كانت الامور متعلقة بتفاصيل معينة منها لعب كارمن بصيبص للدور، ولما سارت الامور على هذا النحو رأوا فيّ <سارة> صديقة <ثريا>.

ــ هل كنتما على معرفة مسبقة، كارمن وانت؟

- على الاطلاق، لكن بعد ان رسا الدور علينا كصديقتين في المسلسل اتصلت بي كارمن تسألني عن امكان ان نلتقي ونتمرن على دورينا. ومنذ اللقاء الاول سرت الكيمياء بيننا، وهي شخص طبيعي وعفوي جدا.

ــ تجسدان نوعا استثنائيا من الصداقة في المسلسل، فالخلاف الكبير بين زوجيكما ــ الشقيقين (فارس وآدم) ــ لم يهدم العلاقة بينكما. هل تؤمنين بالصداقة التي لا تتعكّر أبدا؟

- في الواقع بلى، أثّر عليها نوعا ما في المسلسل، وهذا من واقع الحياة. جميعا لما نحبّ <نبيع الدنيا ومَن فيها> كما وقد ننسى اعز الناس على قلبنا... تعكر صفو العلاقة قليلا بين <ثريا> و<سارة> لكن بالنهاية الخلاف بين زوجيهما لم يفرقهما ولو انه أثّر، ولأنها صداقة حقيقية عادت وتغلبت.

ــ هل انت نادمة على عدم خوضك في السياسة وبرامجها، في حين انها تعرف عزها اليوم في لبنان من خلال مقدميها ومقدماتها، وقد باتوا نجوم الساحة؟

- أعرف ان الامر سيبدو كالـ<كليشيه> لكن صدقا كلمة نجومية لا تعني لي الكثير. لا اعمل حتى يطلق علي اي لقب انما لاستمتع بما أقوم به بحب واندفاع. واليوم، في وضعنا الحالي لا احب لا السياسة ولا السياسيين. كنت اتمنى ان اكون في بلد لا احمل فيه سوى هم القيام بعملي على افضل وجه، ان يشتغل كل منا في مجاله حتى يبدع، فالسياسي في السياسة والممثل في مهنته وكذلك العامل والنجار والطبيب والمهندس، من دون ان يحمل هم الاساسيات وابسط الحقوق.

ــ  واذا طرح عليك برنامج سياسي هل تقدمين عليه؟

ابدا. <خلص نفرت>. أنا بعيدة عما يمت للسياسة بصلة وقد درستها لتشكل لي ثقافة عامة وتكون جسرا لي الى عالم التلفزيون.

 

 <فكفكة>..

ــ بالعودة الى <عروس يبروت> ستكونين امرأة معنفة في الجزء الثاني من المسلسل. لو فرضا تزوجت من شخص كـ<آدم> مثلا، تحبينه جدا الا انه <كتلة عقد> (ويمكن تفهمها لما مر به)، هل تستمرين معه على الرغم من كل شيء؟

- في المسلسل، أدركت <سارة> منذ بداية علاقتها بـ<آدم> أنه كتلة من العقد وتزوجته وراهنت على مساعدته للخروج منها. لكن أنا كـ<ميا> إن تعرفت بأحدهم وكان <كتلة عقد>، لا اتزوجه، ولا اتركه، انما اسير معه محاولة فكفكتها ان كان بالامكان ذلك، ومن بعدها اتخذ القرار بالاستمرار معه من عدمه، اي بعد محاولة المعالجة، حتى أكون على يقين بأنني اتوجه الى مكان صحي لي، مكان جيد، اذ أنني ممَن يحببن جدا تكوين عائلة لانها تعني لي الكثير، وأرغب في ان اكون زوجة واما تربي اولادها بطريقة سليمة، كما انا تربيت، وانا أدرك ان هذا الجو مع والد كمثل <آدم> وحماة كمثل <أميرة> لن يكون صحيا للاولاد... وحتى لو كنت مغرمة به، اضحي بهذا الحب لأجل الاولاد لان الجو لا يناسبهم ابدا... أعتقد أنني منذ البداية لا ادخل هذه <الدخلة>. اعالج قبل الزواج والا فأعرض عنه، لانه لا يمكنني ان اقبل باي تعنيف جسدي ولا لفظي حتى.

ــ ماذا عن دورك في الفيلم السينمائي <يوم ايه يوم لأ>؟

- الفيلم كوميدي مهضوم، من بطولة زياد برجي، هشام حداد، باميلا الكك، مع باقة من الممثلين المحبوبين. هشام رشحني للدور بعد مشاهدته لي في اولى حلقات <عروس بيروت>، فهو احب <سارة> لان علاقتي بـ<ثريا> في المسلسل تشبه قليلا علاقتي بأختي في الفيلم، باميلا الكك. العب شخصية <يارا> المأخوذة الى أبعد الحدود بشخصية هشام، والمتأثرة به جدا حتى توافقه في كل ما يقول ويعمل وتسير وراءه <على العمياني>.

ــ متى سيعرض الفيلم؟

- كان من المفترض ان يعرض بالتزامن مع عيد الميلاد المجيد لكن الظروف للأسف حالت دون ذلك. الناس تفكر اليوم بلقمة عيشها، ولست ادري بالتحديد متى سيكون العرض لكنني اعتقده قريبا.

ــ هل عندك امل بالشباب والثورة...؟

- أصر على أن يبقى الامل موجودا الا انني حزينة فعلا على الوضع الذي وصلنا اليه. وبعيدا عن ان الوم هذا او اصفق لذاك، جل ما نريده هو ان نعيش، وان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب. المفروض ان نقول دائما <ايه في امل> وأن نتطلع للغد. لدينا طاقات شابة في لبنان وخارجه وهي قادرة على جعل لبنان بأفضل حال.

ــ <سارة> في <عروس بيروت> تحب الموسيقى وتدرّسها. ماذا عنك؟

- احبها جدا واخي موسيقي يعزف على مختلف الآلات... لقد نشأت في هذا الجو، وبيتنا مليء بالالات الموسيقية وقد علمني العزف على العود، كما انني اغني في سهراتنا العائلية الخاصة وكلما اجتمعنا تكون الموسيقى بيننا، كما احب الطرب واستمع اليه.

 

 كارمن تستحق..

ــ بدأت التقديم في العام 2008 من خلال برنامج <ذا مانجر> هل انت <غود ماناجر> مديرة جيدة لنفسك، هل تخططين وترسمين اهدافك، ام تتركين للقدر والحظ ان يخط مسيرتك؟

- من المفروض ان تكون الخطوات مدروسة وان يكون الى جانبنا اشخاص مختصون. اليوم، بعد <عروس بيروت>، ولان المسلسل انتشر في العالم العربي، بات لازما ان يكون الى جانبي من يتولى ذلك ليس فقط للأمور المادية، انما ليساعد في اختيار الأنسب مما يضيف الى مسيرتي ويقنع الجمهور بما اؤديه.

ــ قبل <عروس بيروت> هو غير ما بعده بالنسبة لـ<ميا> او تبعا للظروف من مختلف نواحيها؟

- لن أقبل بأي دور... وهنا لا اتحدث عن مساحته او عدد مشاهده انما لا بدّ ان تكون له بصمة خاصة فيعلّم لدى الجمهور ويحمل معنى او قيمة خاصة، او حتى لا بدّ ان يعني لي شخصيا... يجب ان يرضيني في جانب او في آخر.

ــ دخلت التلفزيون والسينما. ماذا عن المسرح؟

- اتمنى العمل في المسرح، وسبق ان جربته في بداياتي بأدوار صغيرة. احب هذا التواصل المباشر مع الجمهور وهذه الرهبة قبل الصعود الى الخشبة... لكن اين المسرح اليوم؟ <البلد كلو مسرحية>.

ــ من هي نجمة التمثيل التي تحرصين على متابعة أعمالها؟

- كارمن بصيبص واتمنى ان تصبح نجمة عربية لانها تستحق فطاقاتها كبيرة وهي طبيعية وعفوية وقريبة من القلب. وطبعا تقلا شمعون، فالاتراك يسألوننا عنها ويقولون بانهم يستمتعون بمشاهدتها. تشرفت انني وقفت امامها... لقد جعلت تقلا الكثيرين يكرهون <الست ليلى> ما يدل على نجاحها الأكيد.

ــ نستعير عنوان البرنامج الذي تشاركين في تقديمه <بتحلى الحياة>. متى <بتحلى الحياة> عندك؟ اين ومع من؟

- حاليا، مع اهلي.

ــ وستبقى مع الاهل حتى في الـ2020؟ الن تحلو مع شخص مميز لك؟

- حتى الآن مع اهلي، خاصة وانني اسافر جدا واستمتع مع أولاد اخوتي بكل لحظة حتى انني اعتذر عن تلبية اي دعوة حتى استفــــــــــــــــيد من وقتي معهم... وقريبا جدا نسافر الى تركيا وتدور عجلة التصوير لندخل في جلد الشخصيات من جديد.