تفاصيل الخبر

محطات مضحكة

10/10/2014
محطات مضحكة

محطات مضحكة

بقلم صبحي ياغي

ــ أنا والأبراج

كلما ألمح ليلى عبد اللطيف او ميشال حايك، او غيرهما من المتنبئين يطلقون تنبؤاتهم الخنفشارية، اضحك في سري، وأتذكر رواية أسردها دوماً من باب المزاح والتهكم على تنبؤات الابراج، وهي انه في رأس السنة عام 2011، مررت كعادتي على مكتبة <الجيفينور> في بيروت في كليمنصو لشراء الصحف والمجلات التي اعتدت قراءتها مع فنجان قهوة في صالون<فندق روتانا> الملاصق للمكتبة، قبل الذهاب الى اجتماع التحرير في مجلة <الافكار>. ومن باب الفضول، تصفحت بشكل سريع تنبؤات كتاب ابراج، وقرأت توقعات لـ<برج الثور> الذي هو برجي، ووجدت فيه ان عام 2012 سيكون عامك ايها الثور، عام النجاحات على الصعيد المالي وستقلب التراب بيدك ليصبح ذهباً وسيصبح وضعك المالي ممتازاً و... حتى <كبرت الخسة برأسي>، وتوجهت الى الفندق، وبدل طلب فنجان قهوة، طلبت (غداء ملوكياً ما بيفهم) على اساس ان وضعي المالي سيتغير<ومش فارقة معي>.. فإذا بسنة 2012 كانت اسوأ سنة على الصعيد المالي بالنسبة لي، كانت سنة المدفوعات والمصاريف وتراكم الديون ... حتى انني تركت بعض وسائل الاعلام التي كنت اعمل فيها في ذلك العام..

لذا قررت منذ ذلك اليوم ان أكتفي بفنجان قهوة وعلى الله الاتكال..

2 ــ النساء ... والسمك

اعتدت في الماضي، ومن باب المزاح أيضاً، ان اصف كل سيدة او فتاة <جميلة الجسد>، بشكل خاص بـ<السمكة> اي ان جسمها كجسم السمكة، وذات يوم كنت مع زوجتي وابني نبيل وابنتي زويا في <بودابست> عاصمة هنغاريا، نقضي أياماً من الصيف في ضيافة شقيقي الدكتور رضا المتزوج من طبيبة هنغارية، والمقيم هناك مع عائلته منذ زمن، ولاحظت فعلاً جمال النساء الهنغاريات، وأجسادهن الجميلة، فكنت كلما لفتني جمال احداهن اقول هامساً لمن حولي: شو<هالسمكة> او شو هـ<السمكات>؟؟... وبينما كنا عائدين من احدى المناطق الهنغارية، مررنا على <سوبر ماركت> نبتاع بعض الحاجيات، واذا بابني (نبيل) يركض نحوي وكان ابن (السبع سنوات )، وأنا في آخر <السوبر ماركت> قائلاً لي: <ماما بتقلك تعا بسرعة شوف شو هالسمكات الحلوين، ففهمت ان هناك رفاً من النساء الجميلات!!>.... ولم اكذب خبراً، وأسرع <محسوبكم> مثل البرق لرؤية هذه<السمكات>، ولأمتع نظري بهن، وأنا ادعو لـ<زوجتي الطيبة> بطول العمر لاهتمامها بي، ولما تبذله من تضحية من أجل رفاهيتي... ولما وصلت الى حيث كانت زوجتي، رأيتها مع شقيقي تشير ضاحكة الى <اكواريوم> مليء فعلاً بالسمك الحقيقي الملون.. وعندئذ أدركت انني <أكلت الضرب!!>....

3 ــ فقراء كما انتم !!

خلال زيارتنا لجمهورية الصين التي استمرت 10 ايام خلال شهر ايلول (سبتمبر) من العام الماضي، للمشاركة في دورة الاحزاب العربية والاعلام، شهدنا هناك استقبالات رائعة ومميزة وكانت فعلاً استقبالات ملوكية، من حيث الاقامة في فنادق خمس نجوم مخصصة لكبار الوفود الزائرة، وفتح صالونات الشرف في المطارات الصينية خلال تنقلاتنا بين المدن في الصين، وكان كبار المسؤولين في دائرة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي وبكل تواضع يحملون لنا احياناً حقائبنا ويتولون عملية ختم الجوازات في المطارات.. بعد انتهاء المؤتمر، عدنا الى لبنان لتكون محطتنا الأولى في (مطار دبي)، ومعي الصديق نديم علاء الدين (عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني)، وهناك افتقدنا لكل مظاهر الرفاهية والتكريم والاستقبال التي عشنا نعيمها في الصين، لقد عدنا مجرد مسافرين عاديين.. العرق يتصبب من وجوهنا حاملين حقائبنا الشخصية في مطار دبي، ونحن نلهث من التعب والركض من بوابة الى بوابة... مشلوحين في غرفة التدخين في المطار الى جانب اشخاص من مختلف الجنسيات (من جماعة التدخين) واذا بالصديق نديم علاء الدين يبدأ بالغناء ويردد مقطعاً من أغنية الفنان مارسيل خليفة: <عودوا أنّى كنتم غرباء كما انتم فقراء كما انتم...>.