تفاصيل الخبر

مهرجـــــان القاهــــــرة السينمائـــــــي أثــــبت أن الفـــــن عيــــن الحيـــــــاة

12/12/2014
مهرجـــــان القاهــــــرة السينمائـــــــي أثــــبت أن الفـــــن عيــــن الحيـــــــاة

مهرجـــــان القاهــــــرة السينمائـــــــي أثــــبت أن الفـــــن عيــــن الحيـــــــاة

2 اسمها الحقيقي<بولا محمد لطفي شفيق>، ولدت في حي عابدين العام 1937 وحازت دبلوم المدرسة الألمانية. اكتشفها المخرج رمسيس نجيب وأطلق عليها اسم نادية لطفي اقتباساً من رواية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس<لا أنام>. قدمت للسينما حوالى خمسين فيلماً أشهرها <الناصر صلاح الدين> و<بين القصرين> و<على ورق سوليفان> و<للرجال فقط> و<مذكرات تلميذة> و<الاخوة الأعداء> و<الخطايا> و<أبي فوق الشجرة> والفيلمان الأخيران كانا أمام العندليب الراحل عبد الحليم حافظ، كما قدمت مسلسلاً واحداً هو <ناس ولاد ناس> وقامت ببطولة مسرحية واحدة هي <بمبة كشر>.

 تزوجت ثلاث مرات وكان زواجها الأول من ابن الجيران الضابط البحري عادل البشاري وهي في العشرين من عمرها وأنجبت منه ولدها الوحيد أحمد الذي يعمل في مجال البنوك ثم تزوجت إبراهيم صادق وكان آخر أزواجها محمد صبري.

وكانت عيناها كافيتين هذا العام للتكفل بالدعاية لأهم مهرجان سينمائي في مصر حيث كانت النجمة القديرة نادية لطفي حاضرة على كل مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي كرّمها أيضاً في افتتاحه، بتاريخها وبالمخزون العظيم الذي صنعته في أذهان الناس عنها وعن أفلامها..

وعن التكريم والكثير من الذكريات تحدثت معنا..

ــ كيف تلقيتِ تكريم مهرجان القاهرة السينمائي لكِ؟

- تكريمي في المهرجان له أثر كبير في خاطري، وقيمة غالية جداً أفخر بها ما حييت، ولكنني فخورة أكثر بعودة فاعليات المهرجان هذا العام، بعد توقفه الدورة الماضية، وأعتبر نفسي أمثل الوجه المصري للمرأة.

ــ هل تابعتِ فاعليات هذا العام؟

- نعم، وأرى ان المهرجان يُمثل الوجهة الحضارية والثقافية والدبلوماسية الشعبية عالمياً، وليس محلياً فقط، وله قيمة كبيرة دولياً، ويجب الوقوف بجواره قدر المستطاع، خصوصاً أن القائمين عليه بذلوا كل جهودهم لتعويض الدورتين التي توقف فيهما، بداية من الناقد الفني سمير فريد واللجنة الفنية، وحتى أصغر عامل.

ــ وما رأيك في تصدر عينيك لكل مطبوعات المهرجان؟

- الصورة تحمل فلسفة معينة، وترمز العينان إلى أن السينما هي عين المجتمع وعين الحقيقة وعين الحياة، والمهرجان يعني أن الفن عين الحياة.

ــ كيف تمارسين حياتك اليومية؟

- أمارس حياتي كما أريد، وكما ينبغي، أخرج وألتقي الناس، لأن الهروب من المرض والشيخوخة يضعف الإنسان، وأعترف أنني الآن لست أنا في الشكل والصورة التي اعتاد الجمهور رؤيتها، لكن تقدم العمر أضاف لي خبرات وتجارب كثيرة، منها عمق التعامل، والحكمة، والرؤية المستقبلية. فأنا الآن امرأة جميلة الفكر، أمتلك حرية الروح، والإرادة، والاختيار، والقبول والرفض، وسأظل أحب جمهوري للأبد كما يحبني.

ــ كنتِ تشكين من آلام في العمود الفقري، فكيف حالك الآن؟

- تماثلت للشفاء، وكلي ثقة في قدرة الأطباء في مصر، وقد ساعدني على الشفاء وقوف كل الزملاء نفسياً معي. كان الكل يسأل عني يومياً من خلال اتصالاتهم وزياراتهم، وكنت أتلقى باقات ورد كل يوم، ولم أتخيل أن يكون لي كل هذا الرصيد من الحب.. بصراحة، كنت أبكي وأنا ألمس حب زملائي واهتمامهم بي.

ــ ما حقيقة ما يتردد عن استعدادك للعودة الى التمثيل؟

- انه خبر غير صحيح، فأنا اعتزلت الفن وابتعدت عنه منذ أكثر من 15 عاماً، ولم يفرض عليّ أحد ذلك وإنما بإرادتي ودون أن أخطط لابتعادي. ولكن ظروف الفن والمعروض على الساحة لا يناسبني، حيث ظللت أرفض العروض حتى وصل الابتعاد 15 عاماً.. الفنان بنفسه هو الذي يراقب نفسه والجمهور لا يقبل إلا الجيد.. والفنان حريص على تاريخه وأنا ابتعدت حتى لا أندم طوال عمري، وحتى لا أهين نفسي وتاريخي.

ــ ولا تظهرين كذلك في التلفزيون..؟

- عرضوا عليّ كثيراً الظهور والحوار في <mbc> و<روتانا> و<ART> ورفضت لأنني لم أنفعل بالعرض، وأنا تعودت ألا أقدم على عمل إلا وأنا مؤمنة جداً به، فلا تهمني الفلوس بقدر ما يهمني اقتناعي بماذا أقدم ولا أتخذ أبداً خطوة أندم عليها.

ــ كل ذلك رغم ما يتعرض له الفنانون الكبار من تعثرات مادية بعد الاعتزال؟

- لم تتأثر حياتي ببعدي عن الفن، ولم أكن في حاجة لأحد لأن لديّ ميراثاً من عائلتي يجعلني أعيش مستورة ولا أحتاج شيئاً من أحد، ويكفي أنني سعيدة بمشواري كله وغير نادمة على شيء.

ــ ولكن ألم تترددي في قراراتك المتكررة برفض الأعمال؟

- السينما بالنسبة لي هواية، ولو فقدت المزاج فيها لن أقوم بها، لأنني لا أقبل على فعل شيء إلا بانتقاء ومزاج ومتعة، والهواية أعطتني موهبة الحرفية وصقلتها. وكما أن علاقتي بالسينما هواية، كذلك علاقتي بالأصدقاء أيضاً هواية أحبها، وأسير في الحياة بمبدأ<لست أشكو. ففي الشكوى انحناء.. وأنا نبض عروقي كبرياء>، وهذا شطر بيت من قصيدة بعنوان <لست أشكو> كتبها صديقي الشاعر الكبير الراحل كامل الشناوي الذي ملأ الدنيا بهجة وحباً وخفة ظل.

ــ هل عشتِ مع الفنانين مخاوفهم حول مستقبل الفن وقت استيلاء الإخوان على الحكم في مصر؟

- كنت أرى أن خوفهم يومئذٍ غير مفهوم ولا مبرر، فهناك الرأي والرأي الآخر، ولا بد من مناقشة الأمر. ولكن ما كان الفنانون يفعلونه وقتذاك هو توجيه الآخر حتى لو الموضوع <مش في دماغه>، فلماذا تزرعون داخله هذه الفكرة؟ ثم لماذا الخوف إذا كنت مشككاً في إبداعي؟ إنما الفنان لا بد أن يكون واثقاً من نفسه ويدافع عنها.

ــ مع مَن مِن نجوم جيلك تتواصلين اليوم؟

- رغم أن ظروفي الصحية ليست على ما يرام، فإنني أتواصل مع الفنانة الكبيرة شادية، حيث أطمئن عليها من وقت لآخر، وعلاقاتي مع الفنانين ممتدة ومتواصلة خاصة النجوم نجلاء فتحي وميرفت أمين وعايدة كامل وأنوشكا وغيرهم، وحزنت لرحيل اثنين من أصدقائي وهما الفنان يوسف داود والكاتب أنور عبد الملك الذي كان من أعز أصدقائي وكنا دائماً على اتصال وبسبب ظروفي الصحية لم أستطع أداء واجب العزاء.

ــ كيف شعرتِ حيال وفاة الفنانة مريم فخر الدين؟

- شعرت أنني فقدت الإنسانة وصديقة العمر بوفاة مريم. فرغم أنها كانت من أصول غير مصرية إلا انها كانت عاشقة للتراب المصري ومثقفة وتجيد الحديث باللغات المختلفة. فالراحلة كانت صديقتي وكنا نتحدث كثيراً ونطمئن بعضنا على بعض بين الحين والآخر، وكانت بيننا مُناقشات كثيرة حينما تكون هُناك أعمال فنية جديدة.

ــ هل ضايقك ما تردد قبل افتتاح المهرجان عن إهداء دورته لمريم فخر الدين بدلاً عنك؟

- لم تكن الجائزة مُحددة من الأساس، ولكن كان لدي علم بالتكريم وبأن صورتي على <أفيش> الدورة الحالية من المهرجان، ولكن حتى لو كانت إدارة مهرجان القاهرة قد سحبت التكريم والجائزة مني وحولتها للفنانة الراحلة مريم فخر الدين، فلن أحزن ولكنني سأكون سعيدة للغاية، فهذا أقل ما يُمكن أن أُقدمه لزميلة وصديقة عزيزة رحلت عنا.

ــ بحكم اهتمامك بصورة المرأة في أفلام السينما التي قدمتها، كيف تقيمين دور المرأة المصرية في هذا التوقيت؟

- المرأة المصرية لها تأثير ودور بارز في المجتمع المصري منذ القدم، والمرأة إذا لم تأخذ حقها هي المسؤولة، ولا يوجد شيء اسمه المجتمع يرفض وجود المرأة في القمة. وأقول لكل امرأة تشعر بالإحباط، ولم تستطع أخذ حقها، أعيدي حساباتك مرة أخرى ولا تتهاوني في حقك ولا تقصري فيه، وانظري إلى القمم: سهير القلماوي، وأمينة رزق، وروز اليوسف، وغيرهن، فهن أخذن حقهن بأعمالهن في المجتمع.

ــ وكيف ترين التغيرات التي طرأت على السينما خلال السنوات السابقة؟

33

- لا شيء يبقى على حاله وهذه حكمة الزمن، فالفن اختلف عن الماضي، وليس هو فقط، بل كذلك الحالة السياسية والاجتماعية والتاريخية والسلوك الاجتماعي، اليوم أصبح المناخ مختلفاً عما كنا عليه منذ 20 عاماً، أو أيام الحروب وكل شيء يتأثر في المجتمع، والفرد أيضاً يتأثر في سلوكه وتطلعاته للمستقبل، وكذلك السينما تأثرت. فالفن هو العين التي تنقل ما يحدث، ومن المؤكد أن استقرار الوضع السياسي المصري سيلقي بظله على أحوال السينما، خصوصاً بعد أن بدأت روح الاستقرار تعم في أرجاء الوطن، وشعور المواطن بالأمان، لأن السينما مهمة للمجتمع، لكونها تمثل روح الرفاهية والحياة لدى قطاع كبير من الناس. وطالما حال البلد اعتدل، فحال السينما سيتصلح، والحركة الفنية ستعود للازدهار، وأهم شيء في هذه المرحلة أن نتضامن مع بعض ونصبح يداً واحدة.

 

ــ ما حقيقة نيتك كتابة قصة حياة الفنانة القديرة أمينة رزق؟

- فكرت بالفعل في سرد قصتها بترتيب زمني منذ مولدها عام 1910 وحتى رحيلها في آب (أغسطس) 2003، بحيث أسرد واقع المجتمع المصري وتاريخه السياسي والاجتماعي والأدبي والفني من خلال هذه الفترة، فالراحلة أمينة رزق أجادت جميع الأدوار التي قدمتها، وتعتبر من أهم الفنانات اللاتي قدمن فناً راقياً ومحترماً في السينما المصرية.

ــ أي من أعمالك تتابعينه حين عرضه اليوم؟

- أحب كل أعمالي، لذلك قمت ببطولتها، لكن أميل أكثر للذي يحبه الجمهور، وبالطبع لست ناقدة فنية لتقييم ذاتي، ولم أنزل الى الشارع لإجراء استطلاع رأي حول حب الجمهور لأعمالي، لأن الاتفاق العام من قبل الجمهور لا يحتاج لاستطلاع رأي، ورد الفعل يأتيني عبر الكلمة التي تصلني سواء من وسائل الإعلام، أو الأصدقاء، أو المعارف والأقارب.