تفاصيل الخبر

محمد بن راشد آل مكتوم...صانع السعادة

18/02/2016
محمد بن راشد آل مكتوم...صانع السعادة

محمد بن راشد آل مكتوم...صانع السعادة

محمد-بن-راشد_0عام ١٩٩١ عندما كانت معظم شوارع دبي الخلفية غير مزفتة وكان الناتج المحلي للإمارة الخليجية لا يزيد عن ٥٠ مليار دولار، يومها سُئل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مقابلة مع صحيفة إنكليزية عن رؤيته لمستقبل دبي وهل ستكون مثل هونغ كونغ المدينة الصينية التي كانت تشع مالياً تحت الوصاية الإنكليزية أو سنغافورة الدولة ــ المدينة التي أصبحت نموذجاً إقتصادياً عالمياً؟ أجاب الشيخ محمد مستغرباً السؤال. <دبي ستكون دبي ولن تكون مثل أي مكان آخر>. إعتبر الصحافي الإنكليزي كلام الشيخ محمد ضرباً من ضروب جنون العظمة وعلق على كلام وزير الدفاع الإماراتي وقائد شرطة دبي يومها بشيء من السخرية قائلاً: هل يعني أن دبي ستكون ناجحة مثل هذه المدن ومن دون أن تقلدها؟ كان جواب الشيخ محمد قاطعاً قبل أن ينهي المقابلة: <دبي ستصبح علامة تجارية عالمية وستحاول الدول والمدن الأخرى تقليدها>. هذا الكلام منذ ربع قرن كان لا يمكن تصديقه، تماماً كما لا يمكن تصديق ما آلت إليه دبي اليوم. ومن الصعب حصر انجازات الشيخ محمد بتعداد نجاحات دبي التي تضج بها صحافة العالم كل يوم، مثل طيران الإمارات التي تمتلك أكثر من ٢٣٠ طائرة وتطير إلى أكثر من ١٠٠ وجهة في العالم، أو مطار دبي الذي استقبل ٧٨ مليون مسافر عام ٢٠١٥، وجزيرة النخلة التحفة الهندسية، وبرج العرب التحفة المعمارية، ومدن دبي الإقتصادية المختلفة التي ساهمت في وصول ناتج دبي إلى أكثر من ١٢٠ مليار دولار وبرج خليفة أعلى مبنى في العالم.

ولكن يمكن ذكر حادثتين تلخصان رؤية الشيخ محمد وتألق دبي. الأولى عام ١٩٩٠ عندما وصل في الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى دائرة الهجرة والجوازات وانتظر عدة ساعات ليكتشف أن معظم الموظفين الإماراتيين لا يأتون قبل الساعة التاسعة صباحاً. في اليوم التالي قام الشيخ محمد بتغيير شامل طال جميع الموظفين، من مدير الدائرة إلى موظف الشباك. الإجراء الثاني كان عام ٢٠٠١ عندما أمر بسجن رئيس دائرة الجمارك عبيد بن بوست بتهمة الفساد رغم أن بوست كان من أكثر المقربين إليه وأحد مراكز القوى في دبي. كانت عوامل نجاح دبي واضحة في ذهن الشيخ محمد منذ اليوم الأول: الإنتاجية وخدمة الناس ومحاربة الفساد.

منذ أيام أعلن الشيخ محمد بن راشد رؤيته الجديدة عبر حكومة ثلثها من النساء وثلثها من الشباب الأصغر من ٤٠ عاماً بينهم وزيرة للشباب في الثانية والعشرين من عمرها. ولكن وزارتين محددتين أستحدثهما حاكم دبي ورئيس الوزراء الإماراتي تلخصان فهم الشيخ محمد لدور الحكومات من الآن وصاعداً : وزارة السعادة ووزارة التسامح. من يعرف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وجديته يعرف تماماً أنه لم ينشئ هاتين الوزارتين للدعاية رغم أن العالم كله يتحدث عنهما... لن يمضي وقت طويل حتى تصبح وزارتي السعادة والتسامح الإماراتيتين نماذج لوزارات المستقبل.