تفاصيل الخبر

محمد الحوت أقوى من أسنانهم!

21/12/2018
محمد الحوت أقوى من أسنانهم!

محمد الحوت أقوى من أسنانهم!

 

بقلم وليد عوض

سمعة لبنان تعتصم بشركاته ومؤسساته المنتجة أكثر مما تعتصم بأنشطة الدولة. ومن هذه الشركات شركة طيران الشرق الأوسط التي أنشأها في أواخر الأربعينات الرئيس صائب سلام والشيخ نجيب علم الدين انطلاقاً من مكتب في شارع المعرض. وعندما استقل الشيخ نجيب علم الدين بإدارة الشركة وتصريف شؤونها نقل صيتها الى المحيط العالمي، وحملت على جناحها أرزة لبنان، فكانت سفيرة السفراء!

ومع كل هذا المجد الذي حققه للشركة الشيخ نجيب علم الدين برزت في إدارته أسماء مثل سليم علي سلام، وأسعد نصر، ووفيق العجوز، ومحمد زين. وكان الاعتبار العائلي والانساني متفوقاً على الشهرة العالمية. فقد اعتلت صحة زوجته السيدة ايدا علم الدين، واستلزم علاجها في مستشفيات لندن، فكان الشيخ نجيب في البداية يوفق بين عمله وبين السفر الى لندن لتفقد زوجته، ثم اكتشف ان العلاج سيطول، وان الأخلاق الانسانية والعائلية تقتضي أن يكون ملازماً للمستشفى اللندني ساعة بعد ساعة، فلم يملك بحكم ضميره المهني إلا أن يقدم استقالته من الشركة، ويوكل القيادة الى أسعد نصر صاحب المعادلات الاليكترونية ومنها <تغريدة أسعد> التي أدخلت العمل الاليكتروني بصورة كاملة الى عمل الشركة.

وبعد أسعد نصر آلت ادارة الشركة الى سليم علي سلام وخالد سلام واعتمد الاثنان على مساعدة الدولة في تصريف الشؤون ذات المستوى العالمي في الشركة، الى أن حدث التطور الكبير فامتلك مصرف لبنان 99 بالمئة من أسهم الشركة، ووقع اختيار حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة على أحد كبار موظفي المصرف المركزي محمد الحوت لتسلم رئاسة الشركة. ولأن كل شيء في لبنان يخضع لتدخل الحزبيات والقوى السياسية، فقد عانى محمد الحوت الكثير من المتاعب حتى انه كاد يتعرض لمحاولة اغتيال. وبصبر وشجاعة وطول أناة وقوة احتمال استطاع محمد الحوت أن ينقل الشركة من خسائر تفوق المئة مليون دولار في السنة، الى أرباح تتجاوز الثمانين مليون دولار سنوياً، وأن يكون محمد الحوت الثالث في بيروت بعد محمد الحوت الذي حمل اسمه أحد شوارع رأس النبع، ومحمد الحوت الذي يحمل اسمه أيضاً شارع في زقاق البلاط.

ولم تنته الرحلة. فبعد أن كانت شرايين الشركة تستمد دمها من تأجير خمس طائرات لشركات روسية، توصلت مع الوقت الى استرداد الايجار واتخذت العدة لضم خمس طائرات اضافية الى أسطول الشركة. وفي الأسبوع الماضي قام محمد الحوت بتوقيع اتفاق مع رئيس مجلس ادارة <رولز رويس> بدعم من الرئيس الحريري وحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة رئيس المصرف الذي يملك 99 بالمئة من أسهم الشركة، وأصبح لشركة <ميدل ايست> نقلة نوعية جديدة ترضي المعجبين بالشأو الذي بلغته الشركة، ولكن لا ترضي وزير محاربة الفساد نقولا تويني، وأعلن انه سيلجأ الى القضاء ليتولى اصدار الحكم في الموضوع، وبذلك تصبح شركة طيران الشرق الأوسط لأول مرة أمام القضاء. وفي الكواليس ان وزير الخارجية جبران باسيل لم يكن بعيداً عن الرفض الذي يمارسه نقولا تويني..

والمفارقة في الموضوع كله ان نائب رئيس الشركة هو ميشال تويني شقيق الوزير، أي ان الأخ يقيم الدعوى على أخيه. ومن ذلك كله نكتشف ملامح تخريب في الموضوع، وحالة ايقاع بين الرئيس الحريري ضامن التوقيع، والرئيس ميشال عون حامي الوزير تويني، وقد يكون بعيداً عن هذا المسرح!

ونعود هنا الى القول المأثور للرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو: <ليس هناك من هو أكبر من لبنان>!