تفاصيل الخبر

مهمة ”شانون“ في بيروت ”استطلاعية“ ولا مبادرات: إبراز الاهتمام الأميركي ”السياسي“ بلبنان الى جانب العسكري!    

09/09/2016
مهمة ”شانون“ في بيروت ”استطلاعية“ ولا مبادرات:  إبراز الاهتمام الأميركي ”السياسي“ بلبنان الى جانب العسكري!      

مهمة ”شانون“ في بيروت ”استطلاعية“ ولا مبادرات: إبراز الاهتمام الأميركي ”السياسي“ بلبنان الى جانب العسكري!    

[hk-ri,[d-,-ahk,k------1لم تظهّر طبيعة اللقاءات التي عقدها وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية <توماس شانون> في بيروت الأسبوع الماضي، إشارات أميركية جديدة في اتجاه الازمة اللبنانية المتعددة الوجوه، وأبرزها أزمة الشغور الرئاسي، فلا جدول مواعيد المسؤول الأميركي أوحى بـ<مهمة> ما أتى من أجلها الى بيروت، ولا المعلومات التي تسرّبت عن حواراته مع المسؤولين اللبنانيين دلت على أن الادارة الأميركية لديها ما تقوله راهناً باستثناء تكرار ما هو متعارف عليه من مواقف سبق للسفيرة الأميركية الجديدة <اليزابيت ريتشارد> أن أبلغته الى المسؤولين والسياسيين في لقاءاتها التقليدية بُعيد بدء مهمتها في العاصمة اللبنانية.

فلماذا أتى <شانون> إذاً الى بيروت؟

تقول مصادر مطلعة لـ<الأفكار> إن الطابع الأبرز لزيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للعاصمة اللبنانية عنوانه <التعارف> و<التواصل> مع المسؤولين اللبنانيين لمناسبة تسلمه ملف لبنان في الخارجية الاميركية من ضمن الملفات التي سيتولى متابعتها بعد توليه منصبه الجديد في الخارجية الاميركية، بدليل أن اللقاءات التي عقدها اقتصرت على الرسميين، فيما ناب رئيس الحكومة مستشاره للشؤون الاقتصادية شادي كرم كي يستقبل <شانون> لوجوده في إجازة عائلية خارج لبنان. من هنا اندرجت أسئلة <شانون> في إطار <الاستطلاع> وتكرار الثوابت الأميركية تجاه لبنان لاسيما دعم استقلاله وسيادته، والدعوة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية <لأن عامل الوقت ليس لمصلحة لبنان>، وتسليح الجيش ودعم الأجهزة الأمنية التي تتولى مكافحة الإرهاب. كما كانت الشؤون المالية والتعاون مع حاكمية مصرف لبنان في تطبيق العقوبات الأميركية من أبرز المواضيع التي أثارها <شانون> مع حاكم المصرف المركزي الدكتور رياض سلامة ولم تحمل هي الأخرى جديداً باستثناء إعادة تأكيد ما سبق أن تبلغه لبنان في هذا الموضوع.

 

<اهتمام سياسي> الى جانب العسكري

 

وتضيف المصادر أن الزيارة <الاستطلاعية> أتت بعدما بلغ مسامع الإدارة الأميركية أن ثمة من يسأل في لبنان عن سبب اختصار زيارات المسؤولين الأميركيين على المسؤولين العسكريين وقادة الجيوش الأميركية وتغييب الطابع <السياسي والديبلوماسي> عن الزيارات الأميركية، فكان أن أضيف اسم لبنان على لائحة جولة <شانون> في عدد من الدول العربية لإعادة الطابع السياسي الى العلاقات اللبنانية - الاميركية، وإسقاط <الحصرية العسكرية> في هذه العلاقات، من دون أن يعني ذلك <تراجع> الاهتمام الأميركي بالشق العسكري من العلاقات مع لبنان بدليل ان <شانون> زار قائد الجيش العماد جان قهوجي وأعاد التأكيد بأن بلاده لن تترك الجيش اللبناني وستواصل توفير الدعم اللوجستي وتزويده بالعتاد التي يحتاجها سواء دفع ثمنها أو أدخلت ضمن إطار المساعدات الأميركية للدول الصديقة للمساهمة في تثبيت الاستقرار فيها. ويقول مطلعون على لقاءات <شانون> مع الرسميين بأنه كرر مراراً <اهتمام> بلاده بالحياة السياسية اللبنانية التي كانت تستظل الديموقراطية، لكن الاحداث اللبنانية وحروب الجوار نقلت الأولوية في الاهتمام من بلد الى آخر تبعاً للتطورات، لكنه وعد في المقابل بأن يعود <الاهتمام الأميركي> بالشأن السياسي اللبناني على ما كان عليه سابقاً من دون أن يدخل في التفاصيل.

وإذا كان اهتمام <شانون> بلبنان قد أظهره من خلال سلسلة مواقف <مطمئنة> ردّدها أمام مستقبليه، فإن الأطراف اللبنانيين الذين التقاهم <سكنهم> هاجس مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ومدى الخوف من تبديل في السياسة الأميركية تجاه لبنان في السياسة وغيرها. وبدا أن <شانون> لمس قوة هذا الهاجس لدى المسؤولين الذين التقاهم، فبادر الى التأكيد - وفقاً للمصادر  نفسها - بأن هوية الرئيس الأميركي الجديد لن تؤثر على السياسة الأميركية تجاه لبنان على المدى القصير، لاسيما وأن الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض استمعوا <بإصغاء> الى تقييم مستشاريهم في الشؤون اللبنانية، لكنهم تصرفوا كما كانت تقضي السياسة الأميركية العامة المرسومة سلفاً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر ببلد لم يعد مساحة ترف سياسي كاملة ولا ساحة اختبار لأن المقومات التي كان يتمتع بها تلاشت بنسبة كبيرة. أكثر من ذلك، قال <شانون> - وفق المصادر نفسها - ان خيارات بلاده بالنسبة الى لبنان <لن تتغير> طالما انها تنطلق من أهمية المحافظة على المصالح والعلاقات وتعزيزها، وان مصلحة اللبنانيين - وفق <شانون> - أن يتفهموا السياسة الأميركية الخارجية ويتصرفون على هذا الأساس. كذلك لن تتغير الخيارات الأميركية بالنسبة الى الجيش والقوى الأمنية الأخرى لاسيما وأن واشنطن تعتبر أن الجيش قام بواجبه كاملاً في محاربة <داعش>، وهو يتمتع بقدرات عالية تجعل الإدارة الأميركية <راضية> عن التعاون مع <الشريك العظيم> العماد جان قهوجي قائد الجيش. وانطلاقاً من هذا التقييم فإن <شانون> طمأن المسؤولين اللبنانيين الى استمرار دعم الجيش بالسلاح الأميركي المناسب لمهماته القتالية في مواجهة الارهاب، وأن لا خوف بالتالي على هذا السلاح <لأن الجيش اللبناني قادر على حماية أسلحته ومواقعه>.

حزب الله... إرهابي!

 

وما يسمعه اللبنانيون عادة عن الموقف الأميركي تجاه حزب الله، كرره <شانون> لاسيما توصيف <الحزب الارهابي> الذي سوف تستمر الإدارة الأميركية في فرض العقوبات عليه، وهي ستشدد خصوصاً في الشق المالي، علماً أن هذه العقوبات - كما قال <شانون> - لا تستهدف الشعب اللبناني أو المؤسسات المصرفية اللبنانية، بل ما يتصل منها بحزب الله فقط. ولم يظهر <شانون> خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين ما إذا كانت الإدارة الأميركية تملك تصوراً لمسألة النازحين السوريين أو أنها سوف تدعم الطروحات اللبنانية في المؤتمر الذي سيعقد في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لكنه ألمح الى أن بلاده <المتأثرة والمعجبة بإنسانية الشعب اللبناني وطريقة تعامله مع النازحين السوريين>، لا تهدف الى خلق لجوءٍ للسوريين على المدى الطويل، <لأنه من الأفضل اتباع نهج ديبلوماسي وسياسي يهدف الى إعادتهم الى بلدهم>.

وجرّ الحديث عن النازحين وتأثيرهم على الوضع الاقتصادي اللبناني، المسؤول الأميركي الى طرح أسئلة كثيرة حول كيفية مساعدة لبنان اقتصادياً معترفاً بـ<خطورة> تدهور الاقتصاد اللبناني بسبب كثافة اللجوء السوري والمقاطعة الخليجية للبنان وانخفاض أسعار النفط الذي أدى الى تراجع عائدات اللبنانيين في الخليج وشركاتهم.

يذكر أن <شانون> اطلع خلال وجوده في لبنان على المراحل التي قطعتها عملية بناء مقر جديد للسفارة الأميركية في عوكر وفق المواصفات الأميركية، داعياً الى الإسراع في إنجاز المقر بعد توفير كل الاعتمادات المالية المرصودة لهذه الغاية.