تفاصيل الخبر

مجزرة مدينة ”نيس“ اعتمدت الدهس بالشاحنة لا الرصاص والمتفجرات!  

22/07/2016
مجزرة مدينة ”نيس“ اعتمدت الدهس  بالشاحنة لا الرصاص والمتفجرات!   

مجزرة مدينة ”نيس“ اعتمدت الدهس بالشاحنة لا الرصاص والمتفجرات!  

hollande-2 أين العرب والمسلمون من العدوان الارهابي في مدينة <نيس> الفرنسية؟ لقد شاركوا مع هذه المدينة في السراء والضراء. عاشوا أجمل الأيام على شواطئها، وكان لهم ضحايا في حادث تفجير الشاحنة على يد فرنسي من أصل تونسي، ويدعى محمد سلمان الحويج بوهلال وله سجل اجرامي يخل بالقانون العام مثل السرقة والعنف.

وقد وقع الحادث عند شارع <برومينا دي انجلي> الواسع الشهرة في مدينة <نيس>، واستغل سائق الشاحنة <بوهلال> انشغال الناس بالألعاب النارية لمناسبة عيد <الباستيل> ليتولى الهجوم على الناس بالشاحنة. وذكرت جريدة <لو باريزيان> عن لسان المحققين ان سائق الشاحنة ينحدر من مدينة <مساكس> في محافظة سوسة شمالي تونس، وكان يقيم في مدينة <نيس> دون أن يزور بلدته التونسية على مدى أربع سنوات.

وقال قنصل تونس في <نيس> ان واحداً من الضحايا الخمسة والثمانين هو مواطن تونسي يدعى بلال البادي، وقد يكون هناك ضحايا توانسة آخرون، وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي مقطع <فيديو> لسيدة عربية يظهر من لهجتها انها خليجية، وكانت تصرخ في موقع حادث الدهس قائلة: <وين بنتي؟>، وكانت هذه السيدة المحجبة تسير وسط الجثث وهي شبه منهارة.

وقال سفير المملكة العربية السعودية لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري ان السفارة منذ اللحظة الأولى للحادث الرهيب الذي وقع في مدينة <نيس> الفرنسية قامت بتشكيل غرفة عمليات وسخّرت امكاناتها وكافة جهودها لمتابعة الحادث وتداعياته والتأكد من عدم وجود أي مواطن سعودي في موقع الحادث.

وفي مرصد المراقبين ان وزير الداخلية الفرنســـــــي <برنار كازنوف> الآن في وجه العاصفة الأمنية، وقد هاجمته زعيمة اليمين المتطرف <مارين لوبان> وطالبت باستقالته ناسبة إليه تهمة التقصير وسوء التقدير، فقد وقعت في عهده عدة جرائم ارهابية منها الهجوم على مبنى مجلة <شارل ايبدو> ومذبحة مسرح <الباتاكلان> ومقاهـــــــــــــي ومطاعم باريس ليل 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، وأخيراً لا آخراً ليل عيد 14 تموز (يوليو) عبر الشاحنة المبردة البيضاء اللون التي قدر وزنها بتسعة عشر طناً، وهي تدهس الأجساد في مشاهد مروعة.

 

أين أنت يا <هولاند>؟

وحين وقع الحادث الرهيب كان الرئيس <فرانسوا هولاند> موجوداً في مدينة <أفينيون> التاريخية لمشاهدة إحدى المسرحيات في الموسم المسرحي السنوي للمدينة الفرنسية المعروفة عالمياً بهذا النشاط. وقبل رفع ستار المسرحية تلقى الرئيس <هولاند> اتصالاً هاتفياً من وزير الداخلية <كازنوف> يعلمــــــــــــــــــه بحادث مدينة <نيس>، فما كان من الرئيس الفرنسي إلا أن غادر المسرح متوجهاً الى أقرب مطار ومنه باتجاه مطار باريس حيث كان رئيس الوزراء <مانويل فالس> ووزير الداخلية <كازنوف> قد توجها الى وزارة الداخلية لإدارة marine-le-penغرفة عمليات، وانضم إليهما الرئيس الفرنسي لتطويق تداعيات الحادث.

وفي الرابعة من فجر اليوم التالي توجه الرئيس <هولاند> الى مواطنيه ليقول لهم ان ارهاب الاسلاميين قد ضرب فرنسا مجدداً، وانه يتعين عليهم التضامن والصمود وعدم الاستسلام. وهي الرسالة نفسها التي توجه بها الى أهالي مدينة <نيس> التي زارها بصحبة رئيس الوزراء <مانويل فالس> بعد اجتماع مصغّر دعا إليه صباح الجمعة الماضي في قصر <الإليزيه>.

<هولاند> و3 تدابير

 

وقد أعلن <هولاند> في هذه المناسبة عن ثلاثة تدابير: الأول التراجع عن وقف العمل بحالة الطوارئ كما أذاع ليلة 14 تموز (يوليو) وذلك بدءاً من 26 الشهر الجاري، وتقديم مشروع قانون يوم الأربعاء أمس الأول الى البرلمان لمد العمل بحالة الطوارئ ثلاثة أشهر أخرى، وثاني التدابير التراجع عن خفض عديد العسكريين من 10 آلاف الى 7 آلاف، والابقاء على العديد الحالي الى أجل غير مسمى. أما التدبير الثالث فهو الاستعانة بالاحتياطيين من الجيش والدرك لمؤازرة القوى الأمنية على اختلافها في حراسة الأماكن الاستراتيجية والعامة وهي المرة الأولى التي يتم اللجوء بها الى تدبير من هذا النوع.

تعازي الملك سلمان

وهوية صاحب الشاحنة!

nice-3

وقد تبنت <داعش> تفجير مدينة <نيس> بعدما كان أسير الغموض، وكشفت التحقيقات الأمنية ان سائق الشاحنة يدعى محمد سلمان الحويج، وهو من أصل تونسي ورب عائلة مؤلفة من زوجة وثلاثة أطفال، وينتمي الى <جند الخلافة> أو انه ينفذ دعوة أبو محمد العدناني الذي أذاع في ربيع عام 2014 تسجيلاً صوتياً له يدعو فيه جماعته الى استخدام كل ما يقع تحت أيديهم بما فيها السيارات والشاحنات لقتل أعداء التنظيم والاسلام.

وقد لقيت مجزرة <نيس> شجباً من الحكام العرب والمسلمين وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي عبّر عن تعازيه ومؤاساته للرئيس <فرانسوا هولاند> إثر الاعتداء الارهابي، وأكد وقوف السعودية مع فرنسا في رفض الارهاب وأهمية الجهود الدولية لمواجهته والقضاء عليه. كما بعث ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كل على حدة ببرقية عزاء ومؤاساة الى الرئيس الفرنسي.

ولتطويق مضاعفات الحادث أصدر المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية برئاسة <كبيس> بياناً ندد فيه بالعملية الارهابية التي وصفها بالكريهة والبغيضة التي تضرب وطننا في العيد الوطني، أي يوم الحرية والاخاء والمساواة، كما أعرب بيان المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية عن تضامنه وتعاطفه مع سكان مدينة <نيس>، كما أصدر الدكتور دليل بوبكر الرئيس السابق للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية بياناً مشابهاً أعرب فيه عن <تأثره وذهوله الكبيرين إزاء ما حصل في <نيس>، وعن إدانته الشديدة لهذا الاعتداء <المجرم الهادف الى ايقاع أكبر عدد من الضحايا>.

ودعا بوبكر أيضاً الى وحدة جميع المواطنين أمام هذه الفاجعة التي تصيب الأسرة الوطنية.

وهناك الآن حالتان من الرعب: واحدة عند الفرنسيين الذين أيقنوا أنهم يعيشون داخل العاصفة الارهابية، وثانية عند أبناء الجالية العربية والاسلامية بسبب محاذير سياسة التطرف عند اليمين الفرنسي، ومن شأنها أن تبحث في وجود المسلمين في فرنسا... من الأساس!

nice-6nice-1