تفاصيل الخبر

مجـــزرة اسطنبــــول تحصــــد 39 شهيـــــداً منهـــم 16 عربيـــاً وبينهـــم 3 شهـــداء لبنانييــــن

05/01/2017
مجـــزرة اسطنبــــول تحصــــد 39 شهيـــــداً  منهـــم 16 عربيـــاً وبينهـــم 3 شهـــداء لبنانييــــن

مجـــزرة اسطنبــــول تحصــــد 39 شهيـــــداً منهـــم 16 عربيـــاً وبينهـــم 3 شهـــداء لبنانييــــن

haykal-msallem4 وعاد الارهاب الأعمى العابر للحدود وللعواصم العالمية ليضرب مجدداً في اسطنبول ويستهدف الملهى الليلي<رينا> عندما هاجمه مسلح تنكر بزي بابا نويل في الساعة الأولى من فجر يوم الأحد الماضي، خلال الاحتفالات بعيد رأس السنة، ما أدى إلى مصرع 39 شخصاً، بينهم 16 عربياً ومن ضمنهم 3 لبنانيين وإصابة 70 آخرين، حيث كان ما بين 700 و800 شخص يحتفلون بعيد رأس السنة، وألقى نحو خمسين شخصاً بأنفسهم في مياه <البوسفور> الشديدة البرودة هرباً من إطلاق النار، في وقت كشفت السلطات التركية أن منفذ الهجوم من <كتائب تركستان>، وهي مجموعة من دول آسيا الوسطى التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي، وقالت أنه ينتمي إلى تنظيم <داعش> الإرهابي، وقد انطلق من منطقة <زيتينبورنو>، في اسطنبول بسيارة تاكسي مباشرة إلى منطقة <أورتاكوي>، حيث هاجم الملهى الاستقبال الرسمي 1الليلي برشاش من نوع <كلاشينكوف>.

وأعلنت وزيرة العائلة التركية <فاطمة بتول سايان كايا> أن الاعتداء الدامي على الملهى الليلي في اسطنبول أسفر عن مقتل 16 عربياً هم 7 سعوديين، و3 أردنيين، و3 لبنانيين، وتونسيان، وكويتي. ومن بين الجرحى 9 سعوديين، و4 أردنيين. ولقيت عربية من أراضي الـ48 تحمل الجنسية <الإسرائيلية> حتفها.

الشهداء والجرحى اللبنانيون

واللبنانيون الشهداء هم ريتا الشامي، الياس ورديني وهيكل مسلم، اما الجرحى فهم فرنسوا الاسمر، نضال بشراوي، ميليس بارالاردو، ناصر بشارة وجهاد عبد الخالق، وقد نقل الجميع بمعية جثث الشهداء الى لبنان مساء الاثنين الماضي وبقيت الجريحة بشرى الدويهي إبنة النائب اسطفان الدويهي في مستشفى <اوكمايداني>، الياس ورديني 1وحالتها مستقرة على ان تعود قريباً.

وقد استنفرت السلطات اللبنانية وارسلت طائرة خاصة لجلب الضحايا والجرحى بمواكبة رئاسية وسافر على الفور وفد لبناني من ضمنه الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير الذي شكر السلطات التركية لتسهيلها الأمور اللوجستية والادارية كافة، وخص بالشكر مكتب القنصلية اللبنانية وعلى رأسها القنصل هاني شميطلي على سرعة التحرك والمتابعة.

وكان استقبال الشهداء والجرحى في مطار رفيق الحريري الدولي أشبه بالتظاهرة الوطنية الرسمية والشعبية بعدما فتح صالون الشرف للجميع وشارك رئيس الحكومة سعد الحريري في الاستقبال باسمه وباسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقال من هناك قبيل وصول الطائرة التي تقل جثامين الضحايا والجرحى: <نحن كدولة علينا مسؤولية أمام هؤلاء الناس. أنا لا أريد أن أتحدث لأن الكلام اليوم هو لأهالي الضحايا والجرحى. نحن سنقف معهم ونكون إلى جانبهم في كل الخطوات، ونتابع مع الحكومة التركية، في ما خص هذا المجرم، الذي ارتكب هذه الجريمة الإرهابية>، معتبراً أن <الإرهاب ليس له دين، وهو يستهدفنا جميعاً، يستهدف الأناس الطيبين الذين يحبون الحياة، الذين يريدون أن يعيشوا، لذلك سنحاربه بأقوى ما لدينا وهو وحدتنا الوطنية>، متمنياً على الجميع أن <يصلوا للضحايا، وأن نبقى صفاً واحداً>.

وأصدر الحريري مذكرة بإعلان الحداد العام على الضحايا بين الساعة 2 و3 من بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي مع تعديل البرامج الاعلامية، على ان يقف اللبنانيون 5 دقائق عند الساعة الثالثة.

 

ردود لبنانية شاجبة

نضال بشراوي للجريمة

وفي سياق ردود الفعل على الجريمة دان الرئيس عون الجريمة الإرهابية ،وقال في برقية تعزية وجهها الى الرئيس التركي <رجب طيب اردوغان> ان هذا الاعتداء المدان يؤكد أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الدول لمواجهة الاٍرهاب ومعالجة اسبابه>.

وعاد نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني جرحى الاعتداء الارهابي، وأكد أن <الدولة التركية قامت بالعمل الذي يجب ان تقوم به ونحن كنا حرصاء على نقل الضحايا والجرحى في أسرع وقت>، وقال: <على اللبنانيين أن يكونوا واعين لأن هذه الاحداث لا توفر بلداً ولا جغرافيا، ولا مشروع تحضير لعدم السفر الى بلاد معينة لأن هذه الاحداث تنتشر في كل الاماكن ويبقى على المواطن ان يتنبه>.

وأوضح وزير الاشغال العامة والنقل المحامي يوسف فنيانوس أن الشهداء الثلاثة الذين سقطوا في الهجوم في تركيا كأنهم سقطوا في كل بقعة من لبنان، مشيراً إلى أن لبنان اليوم في عزاء وطني وهذا الوقت ليس للكلام بالسياسة بل يجب التركيز على مواجهة الارهاب التكفيري.

وبدوره استنكر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال أرسلان، هذا الاعتداء واعتبره مخالفاً للأديان وينعكس على الدول المحيطة كافّة، وتقدم من أهل الضحايا الأبرار بالتعازي، وتمنى لجميع الجرحى الشفاء العاجل.

بشرىومن جهته تقدم النائب السابق إميل إميل لحود بالتعزية الشديدة الى ذوي الضحايا الذين سقطوا ورأى لحود، في بيانٍ له، أنّ أيّ كلام تعزية يبقى متواضعاً أمام هذه المأساة التي حصدت شباباً في مطلع العمر.

وفي هذا الإطار أيضاً وجّه عضو كتلة <المستقبل> النائب سمير الجسر التعزية لأهالي الضحايا الذين استشهدوا في الحادثة خصوصاً اللبنانيين، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى لأي دين أو دولة انتموا.

وأشار الجسر في تغريدات أخرى عبر حسابه على موقع <تويتر> إلى أنّ هناك حرباً واحدة في كل الاماكن، ومواجهتها لا تكون الا بإرادة جماعية صلبة وموحدة، تكون على حجم الكارثة التي نعيش فصولها تباعاً.

واعتبر وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون أن <هذه اللحظات التي نعيشها اليوم، صعبة جداً، وهي قضية شعب، فمن القسوة أن يعود الشباب والصبايا إلى وطنهم شهداء أو جرحى، معتبراً ان <حماية لبنان ومكافحة الإرهاب تحتاجان إلى تضامن وطني واتفاق سياسي>.

وأعلن وزير الإعلام ملحم الرياشي أنه <بصدد التحضير لقانون يتعلق بالأخلاقيات والآداب الإعلامية، كقانون الآداب الطبية، لأنه لا ينقصنا شيء من الحرية reinaوالموضوعية والاحتراف والتجانس مع الثقافة العامة، ولكن على الأكيد، نحن بحاجة إلى ضوابط أدبية وأخلاقية>.

وإذ أوضح أنه <لا يوجه أي تجريح بحق أحد، فهم يعملون (الاعلاميون) واجباتهم>، لفت إلى أنه <سيضع القانون، ليقر في مجلس النواب، ويصبح ساري المفعول كقانون ملزم> كاشفاً عن <حدوث بلبلة خلال تغطية الأخبار، مؤكداً <ليس هناك من مشهد معين استفزه، بل دخول بعض الإعلاميين إلى منازل أهالي الشهداء المفجوعين، ونقل ما يجري من دون استئذان، من بكاء وغيره، مما خرق الخصوصية البيتية والحميمية>، لافتاً إلى أن <البث المباشر ليس هو الضرر، بل نقل الأخبار والمعلومات المغلوطة، هي التي تضر الرأي العام>.

وفي سياق التعليق على الجريمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أوقفت قوى الأمن الداخلي رمزي القاضي الذي كتب على حسابه على <تويتر> أمس عبارات مسيئة لضحايا اعتداء اسطنبول، وتحقق معه لمعرفة حقيقة وخلفيات ما ورد على حسابه.

ومما كتبه القاضي يوم الاثنين الماضي : <روحة بلا رجعة ماتوا سكرانين مع عربدة إلى الجحيم، الله لا يردكم إلى جهنم وبئس المصير، ميتة السوء إلى جهنم وبئس المصير، ماتوا في خمارة بعد ممارسة العربدة والسكر الشديد...>.

اهالي الشهداءكما علق على تخصيص طائرة <للميدل إيست> لنقل الوفد الرسمي وأهالي الضحايا مجاناً، بالقول: <شو هالكرم من شركة النهب <ميدل إيست>، إضافة إلى هجومه بكلام نابٍ على وسائل إعلام ومغردين.

اما الشهداء فهم كما سبق وذكرنا ريتا الشامي ابنة بلدة جون الشوفية ولها من العمر 26 سنة، وقد قررت أن تذهب وأصدقائها إلى اسطنبول لتمضية عطلة رأس السنة بعدما سبق ان فقدت والدتها قبل أربعة أشهر وقالت لشقيقتها قبل أن تسافر في رحلتها الأخيرة: <ان شاء الله منتسلى.. وأكتر شيء ممكن يصير إنو موت بانفجار وإلحق أمي>.

وكذلك فالشاب الياس خليل ورديني (مواليد 1990) ابن الاشرفية قرّر أن يسهر ليلة رأس السنة مع خطيبته ميليسا بارالاردو وأصدقائهما في اسطنبول في نادي <رينا> الليلي، وقد أصيبت خطيبته وبعض أصدقائه بجروح ونجوا من الموت، وهو خريج المعهد العالمي للعلوم والرياضة في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدّة الأميركية ويمنح شهادات في التدريب الفيزيائي الشخصي واللياقة البدنية. وكان يعمل كمدرّب شخصي في أحد أكبر نوادي الرياضة واللياقة البدنية في لبنان، وكان مدرّباً على قيادة الدراجات الهوائية، كما انه عضو في مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية وناشط مع الحزب في الاشرفية. وقد نشر الياس صورة أخيرة على حسابه على <انستغرام> تجمعه مع ريتا الشامي في اسطنبول.

اما هيكل مسلم(36 عاماً) ابن بلدة البيرة الشوفية، فهو شاب رياضي عمل على تدريب فريقي <الحكمة> و<التضامن> لكرة السلة، وصاحب نادي (ATP) الرياضي في الكسليك. كما دخل القفص الذهبي في عام 2016 مع زوجته ميرا خوري والتي نشرت له صورة برفقة رجل كان يرتدي زي <بابا نويل> rita chamiفي الملهى الليلي، وعلّقت على حسابها الخاص عبر <انستغرام> بشكل ممازح <أبشع بابا نويل>.