تفاصيل الخبر

مجموعة السبع تختتم قمتها في فرنسا بالاتفاق على إصلاح منظمة التجارة العالمية

30/08/2019
مجموعة السبع تختتم قمتها في فرنسا  بالاتفاق على إصلاح منظمة التجارة العالمية

مجموعة السبع تختتم قمتها في فرنسا بالاتفاق على إصلاح منظمة التجارة العالمية

 

اختتمت قمة مجموعة السبع الكبار يوم الاثنين الماضي بعدما عقدت على مدار 3 أيام في منتجع بياريتز الفاخر في الجنوب الفرنسي، وهيمنت عليها المخاوف الغربية من انكماش الاقتصاد العالمي نتيجة الخلافات والحروب التجارية خصوصاً بين الولايات المتحدة والصين، الا ان الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> أبدى استعداده لحوار قال إن الصين ترغب به أيضاً.

وحزم قادة مجموعة السبع (فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، وكندا) حقائبهم وعادوا الى بلادهم بدون بيان ختامي رسمي مشترك مع وعد بالتلاقي مجدداً العام المقبل وفي الفترة الزمنية نفسها في الولايات المتحدة التي ستستضيف القمة الـ46.

وبرزت بين القادة تباينات في النظر الى القضايا المطروحة مثل المناخ والبيئة وتنظيم اللجوء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وحرب الولايات المتحدة التجارية مع الصين والموقف في هونغ كونغ والتصعيد في كشمير، بالإضافة إلى التوتر في مضيق هرمز وانسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران، ناهيك عن الخلاف الشديد حول مقترح الرئيس الفرنسي <إيمانويل ماكرون> بفرض ضرائب على شركات الاتصال الرقمية العملاقة، الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة جملة وتفصيلاً بالنظر إلى أن معظم تلك الشركات أميركية الجنسية.

من جانب آخر، ورغم تباكي الزعماء المشاركين في القمة على حرائق الأمازون باعتبارها <الرئة الخضراء> للبشرية، فإن التوصيات والتصريحات لم تتجاوز البلاغة اللفظية وكادت أن تقتصر على مناوشات عبر <تويتر> بين <ماكرون> والرئيس البرازيلي <جايير بولسونارو> الذي وصف قادة فرنسا بالعقلية الاستعمارية لولا ان تعهدت هذه الدول بتقديم مساعدات عاجلة لمكافحة الحرائق المروعة في غابات الأمازون في البرازيل بقيمة 20 مليون دولار.

وكان البند الأبرز على جدول أعمال القمة هو طرائق مواجهة منظمة <أوبك> وإطلاق ما سُمّي بـ <النظام الاقتصادي العالمي الجديد>، أي تقويض الشراكة مع اقتصادات العالم الأخرى والنامية خاصة، بدل تدشينها وتحصينها، ونجح  <ماكرون> في تضييق الهوة بين الرؤية الاوروبية وبين الرؤية الاميركية حول الكثير من البنود المطروحة بما في ذلك الملف النووي الايراني واقنعه بالتفاوض مع الايرانيين خاصة مع وصول وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى فرنسا والمشاركة في جزء من القمة ولقاء بعض قادتها لدرجة ان  <ترامب> لم يستبعد ان يلتقي الرئيس الايراني حسن روحاني قريباً، كما ان <ماكرون> أقنع <ترامب> بالتهدئة التجارية مع الصين، ولذلك اعرب الاخير عن اعتقاده بقرب التوصل قريباً لاتفاق مع الصين لوضع حد لحرب تجارية آثارها تصيب الاقتصاد العالمي. وفي موضع الخلاف بشأن الشركات الرقمية، قَبِل بتسوية عرضها عليه <ماكرون> تتراجع بموجبها فرنسا نصف خطوة لتتجنب نزاعات تجارية مع الولايات المتحدة، بينما في ملف

عودة روسيا إلى قمم الدول الصناعية الكبرى، قَبِل <ترامب> بوضع مقترحه باستعجال عودتها في الثلاجة بناء على إلحاح الأوروبيين، لا بل اشاد  <ترامب> بالمواقف الموحدة التي صدرت عن المجتمعين.

وكان الرئيس <ماكرون> قد أعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع  <ترامب> أن قمة مجموعة <السبع الكبار> اتفقت على إصلاح منظمة التجارة العالمية، وقال في ختام أعمال القمة، إن مجموعة السبع الكبار تريد إصلاح منظمة التجارة العالمية من أجل حماية الملكية الذهنية بشكل أكثر فاعلية، وحل الخلافات بمزيد من السرعة وقطع دابر الممارسات غير العادلة، معتبراً ان أيام السذاجة انتهت، لكن أيام محاولات حل المشكلة في الإطار الثنائي انتهت أيضاً، والعمل المشترك هو الطريق الجديد لتسوية الأمور.

من جانبه، أعرب <ترامب>، عن عدم رضاه عن المقترحات المتعلقة بإصلاح منظمة التجارة العالمية في وقت سبق للولايات المتحدة ان أكدت خلال القمة أنها ستدعو إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية حتى ان  <ترامب> هدّد بالخروج منها.

كما لفت <ترامب> إلى أنه قد يتم الإعلان عن خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط قبل الانتخابات الإسرائيلية، معرباً عن اعتقاده بأن إسرائيل ترغب في التوصل إلى اتفاق سلام، والفلسطينيون سيرغبون بالحصول على تمويل أميركي وإبرام صفقة، وفق تعبيره، وقال في مجال آخر إنه لم يرغب في لقاء الوزير ظريف على هامش القمة، لأن الوقت ما زال مبكراً على لقاء مماثل، مبدياً احترامه لحقيقة أن ظريف جاء إلى فرنسا، وقال إنه يريد رؤية إيران قوية ولا يسعى لتغيير النظام في طهران، معتبراً أن الطريقة التي يُجبر الإيرانيون على العيش بها غير مقبولة، واوضح ان من الواقعية أن يعتقد بأن لقاء يجمعه بنظيره الإيراني حسن روحاني قد ينعقد في الأسابيع المقبلة وقال: لدي مشاعر جيدة. ينبغي أن يكونوا طرفاً جيداً، إذا فهمتم ما أعنيه. لا يمكن أن يفعلوا ما كانوا يقولون إنهم سيفعلونه، لأنهم إذا فعلوا ذلك فسيقابلون بقوة عنيفة للغاية في حقيقة الأمر. لذلك أعتقد بأنهم سيكونون جيدين.