انطلقت في مجلس الشيوخ الأميركي يوم الثلاثاء الماضي، المحاكمة الثانية للرئيس الاميركي السابق "دونالد ترامب" بتهمة التحريض على التمرد في خطاب ناري لمؤيديه قبل اقتحامهم مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني (يناير) الماضي في موجة اضطرابات أسفرت عن مقتل 5 أشخاص.

 وقد أيد مجلس الشيوخ إجراء محاكمة كاملة له، بعدما أقر غالبية السيناتورات أن العملية تأتي بالتوافق مع الدستور. وصوت 56 مشرعاً في مجلس الشيوخ  لصالح الاعتراف بدستورية محاكمته مقابل معارضة 44 سيناتوراً آخرين.

وانضم 6 مشرعين جمهوريين إلى السيناتورات الديموقراطيين في تأييد الحجة بأن محاكمة "ترامب" إجراء مسموح به بموجب الدستور الأميركي رغم تركه منصب الرئيس.

وسبق ان صوت معظم اعضاء مجلس النواب يوم 13 كانون الثاني (يناير) الماضي لصالح إقرار التشريع الذي ينص على مساءلة "ترامب" وبالتالي أصبح "ترامب" أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه المساءلة مرتين.

 وفيما أكد نواب جمهوريون أن الديموقراطيين لا يمتلكون السلطة لإجراء محاكمة لـ"ترامب" بعدما ترك المنصب، حيث أن محاكمته تستلزم تأييد 67 من أصل السيناتورات الـ100.

وقد أكد رئيس فريق الادعاء أن محاكمة "ترامب" تهدف لحمايتنا من رؤساء يحاولون استبدال سلطة الشعب والسيادة بقانون الرعاع، مؤكداً أنه "إذا لم يكن اقتحام الكونغرس جريمة قابلة للمساءلة، فلا شيء عندها سيتطلب المساءلة، فيما طلب محامو "ترامب" من مجلس الشيوخ العدول فوراً عن محاكمة الرئيس السابق، معتبرين أنها انتهاك للدستور ومسرحية سياسية تشكل خطراً على الديموقراطية ، وحذّر محاميه "ديفيد شون" ، من أن محاكمته سوف تمزّق البلاد ، معتبراً أن المحاكمة سياسية وسوف تجعل الولايات المتحدة أكثر انقساماً وستضعف كثيراً مكانتنا عالمياً.

وفي هذا السياق قال الرئيس "جو بايدن" إنه لا يتابع جلسة المحاكمة، إنه يركز على العمل كرئيس خلال الأزمات الصحية والاقتصادية العالمية، وقال لشبكة  CNN : "كلا لا أتابع الجلسة.. لدي وظيفة، ووظيفتي هي الحفاظ على أرواح المواطنين، نحن فقدنا أكثر من 450.000 شخص وسنفقد الكثير إذا لم نتصرف بشكل حاسم وسريع.

وأضاف: الكثير من الناس يذهبون إلى الفراش وهم جائعون وتعاني الكثير من العائلات من انعدام الأمن الغذائي. وظيفتي أن أتابع أوضاع هؤلاء مشيراً إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ لديهم وظيفتهم وأنا متأكد من أنهم سيديرون أنفسهم بشكل جيد. وهذا كل ما سأقوله عن محاكمة العزل.