أكد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لرئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشيل" الذي هنأه على نجاح أعمال قمة مجموعة العشرين التي استضافتها بلاده، حرصه على تعزيز العلاقات بين السعودية والاتحاد الأوروبي لما فيه مصلحة المملكة ودول الاتحاد، منوهاً بالعلاقات بين المملكة ودول الاتحاد الأوروبي، مؤكداً الحرص على تعزيزها لما فيه مصلحة المملكة ودول الاتحاد والأمن والسلام العالمي.
كما أشار الملك سلمان إلى أن المملكة سباقة في أخذ المبادرات التي تهدف إلى محاربة الفكر المتطرف والإرهاب وتعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب، والحوار بين اتباع الأديان استشعاراً منها بمسؤوليتها تجاه العالم الإسلامي والمسلمين في العالم أجمع.
وكان الملك سلمان قد ترأس جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي عبر الاتصال المرئي، حيث جدد المجلس التأكيد على إدانة المملكة واستنكارها بشدة للاعتداءات الإرهابية الجبانة التي تقوم بها الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، ومنها استهداف خزان للوقود في محطة توزيع المنتجات البترولية شمال مدينة جدة، مؤكداً أن هذه الأعمال الإرهابية التخريبية، التي تُرتكب ضد المنشآت الحيوية، لا تستهدف المقدرات الوطنية للمملكة، وإنما عصب الاقتصاد العالمي وأمن إمداداته، مشدداً على أهمية التصدي لها والجهات التي تقف خلفها.
كما دعا المجلس وكالة الطاقة الذرية لمواصلة الكشف عن أنشطة إيران النووية غير السلمية، وتكثيف أعمال التفتيش داخلهـا للكشف عـن أي مواقـع من المحتمل أن تستخدمها للقيام بأنشطة نووية غـير معلن عنها، معبّراً عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الذي استهدف أحياءً سكنية في العاصمة الافغانية كابول، مجدداً التأكيد على وقوف المملكة إلى جانب أفغانستان في جهودها لمكافحة العنف والإرهاب والتطرف.
وكان الملك سلمان قدّر في مستهل الجلسة، لقادة دول مجموعة العشرين والمنظمات الدولية، مشاركتهم الفاعلة في أعمال القمة الافتراضية برئاسة السعودية، مؤكداً المكانة الإقليمية والدولية للمملكة، ودورها الرئيسي في المجموعة لتحقيق مزيد من التعاون العالمي، وإيجاد الحلول الجماعية لأكثر التحديات العالمية إلحاحاً في القرن الحادي والعشرين، مجدداً تقديره للشركاء في اللجنة الثلاثية (الترويكا) إيطاليا واليابان، على ما قدموا من مساعدة في تحقيق برنامج رئاسة المملكة 2020، وتمنياته لإيطاليا بالنجاح في الرئاسة العام القادم. ونوّه المجلس، بما اشتملت عليه كلمات خادم الحرمين الشريفين خلال أعمال القمة، وما حملته من رسائل إنسانية عميقة، ورؤى شاملة وحلول من أجل عالم ينعم بالصحة والرفاه، ومستقبل أفضل للجميع، وعبّر عن تقديره لما أكده ولي العهد الامير محمد بن سلمان، في البيان الختامي، من تكريس رئاسة السعودية، جهودها لبناء عالم أقوى وأكثر متانة واستدامة، متوازياً مع ما تشهده البلاد من تحول اقتصادي واجتماعي كبير، في ضوء "رؤية 2030"، وما تشكله المجموعة من رابط جوهري بين دولها، ودورها في التعامل مع القضايا الاقتصادية والمالية والاجتماعية والبيئية.
واستعرض المجلس، جملة من التقارير حول جائحة "كورونا"، وتطوراتها على النطاقين المحلي والدولي، وأحدث الإحصاءات والمؤشرات ذات الصلة بالفيروس في المملكة، وأعمال الفحوصات المخبرية والرصد والمتابعة الدائمة للمستجدات كافة، وما يقدم للحالات النشطة من رعاية صحية وعناية طبية شاملتين، والجهود المتخذة لتكون السعودية ضمن الدول الأولى التي ستحصل على اللقاح المضاد للفيروس بعد التأكد من فاعليته ومأمونيته، في ضوء التقدم العالمي في تطوير اللقاحات.
وأشار المجلس إلى ما توليه السعودية من الحرص على توسيع آفاق التعاون الثنائي مع جمهورية العراق وتعزيزه بما يخدم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات، منوهاً بتشغيل منفذ جديدة عرعر الحدودي الذي تم الاتفاق على افتتاحه وفقاً لنتائج أعمال مجلس التنسيق المشترك في دورته الرابعة، التي اعتمدها الامير محمد ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وأكد دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة لوقف المأساة في سوريا، ومساعدة شعبها الشقيق على تحقيق آماله وطموحاته وتطلعاته المشروعة، وأهمية محاربة جميع التنظيمات الإرهابية بأشكالها كافة، مرحباً باستئناف أعمال اللجنة الدستورية للمضي قدماً إلى حل سياسي ينهي المعاناة، ويضمن العودة الآمنة الطوعية الكريمة للاجئين وفقاً للمعايير الدولية.