تفاصيل الخبر

مفوضية اللاجئين تطرح أسئلة ملتبسة على النازحين تثير قلقهم ومخاوفهم... فيرجئون عودتهم!

04/01/2019
مفوضية اللاجئين تطرح أسئلة ملتبسة على النازحين  تثير قلقهم ومخاوفهم... فيرجئون عودتهم!

مفوضية اللاجئين تطرح أسئلة ملتبسة على النازحين تثير قلقهم ومخاوفهم... فيرجئون عودتهم!

 

كشفت مصادر رسمية لـ<الأفكار> أن <الاستقرار> الذي ساد العلاقة بين الدولة اللبنانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) تعرض لانتكاسة جديدة على أثر تجدد محاولات العاملين في المفوضية <ترهيب> النازحين السوريين الراغبين في العودة الى المناطق السورية الآمنة التي عادت إليها سلطة الدولة السورية، الأمر الذي يعاكس الموقف الرسمي اللبناني الداعي الى عودة آمنة وطوعية للنازحين السوريين الى بلادهم. وأشارت هذه المصادر الى انه في الوقت الذي تنظم فيه المديرية العامة للأمن العام عمليات عودة لمجموعات من النازحين تباعاً الى سوريا، فإن تصرفات بعض العاملين في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تؤدي الى عرقلة عمليات العودة، علماً ان الاحصاءات لدى المنظمات الدولية تشير الى ان ما نسبته 90 بالمئة من النازحين السوريين يريدون العودة الى بلادهم. وقد تجاوب الأمن العام مع هذه الرغبة وعمد منذ أشهر الى تنسيق عمليات العودة من خلال اعداد لوائح بأسماء الراغبين بالعودة وبلداتهم وقراهم ترفع الى المسؤولين الأمنيين السوريين الذين يجرون تدقيقاً أمنياً فيها ويعيدونها الى الأمن العام اللبناني مع موافقة على العودة. وفي هذا السياق تؤكد المصادر الرسمية ان حالات رفض أسماء أو شطب أخرى من الجانب السوري، هي <نادرة> ويرتبط بعضها بحالات أمنية أو بأوضاع قانونية يمكن تسويتها، وهو ما يعمل عليه الأمن العام راهناً خصوصاً في أوساط الشباب.

تجاوب سوري مع الأمن العام

ويتضح من خلال ما تم حتى الآن من عمليات عودة للنازحين، أن الشروط التي يجب توافرها، إضافة الى المسألة الأمنية، ضرورة تأمين أماكن إقامة هؤلاء العائدين في ما لو تبين أن منازلهم مدمرة أو بحاجة الى ترميم، فتتم استضافتهم في أماكن إيواء مؤقتة ريثما يتم إنجاز الترميم المطلوب للممتلكات. وتلعب روسيا دوراً مباشراً في توفير الأماكن الآمنة لهؤلاء العائدين إذا ما تبين ان الأماكن التي يقصدونها تقع في مناطق سبق لها أن شهدت قتالاً وفيها اجراءات أمنية خاصة لتوفير الحماية اللازمة للعائدين. وتقول مصادر معنية ان السلطات السورية تتجاوب مع مطالب الأمن العام اللبناني لجهة <ضمان> سلامة العائدين بحيث لم يتبلغ الجانب اللبناني أي حوادث تعرض لها العائدون، أو مضايقات استهدفتهم.

إلا ان الانتكاسة التي أصابت التعاون بين الجانب اللبناني والجانب الدولي أثرت سلباً على اندفاعة بعض الراغبين بالعودة ما جعلهم يرجئونها الى ظروف أفضل. ويقول مسؤول أمني رفيع لـ<الأفكار> ان مندوبين من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) يلجأون الى طرح أسئلة على النازحين توحي بأن المناطق التي ينوون العودة الطوعية إليها لا تزال غير آمنة، وان منازلهم وحقولهم قد تكون غير صالحة للسكن أو الزراعة، وانه سيتم استدعاؤهم الى الخدمة العسكرية في حال عودتهم. ويضيف المسؤول الأمني نفسه بأن مندوبي المفوضية يزرعون الخوف في نفوس النازحين السوريين لاسيما خلال تعبئة استثمارات تتضمن أسئلة تثير مخاوف النازحين، خصوصاً ان مندوبي المنظمة الدولية يبلغون النازحين أنهم إذا عادوا الى الداخل السوري، فإن المساعدات التي تعطى لهم في لبنان ستتوقف، وانهم يمكن أن يجدوا منازلهم مهدمة وعندذاك لا تتحمل المنظمة الدولية مسؤولية ايوائهم... والأدهى ــ يضيف المسؤول نفسه ــ ان ثمة شائعات تُروّج في داخل المخيمات التي تقيم فيها مجموعات النازحين عن <حملات اعتقال> تقوم بها السلطات السورية للعائدين من لبنان، الأمر الذي يخفف من اندفاعة النازحين الراغبين في العودة تصل الى حد الامتناع عن هذه العودة.

نماذج من الأسئلة الملتبسة!

وتشير المعلومات أيضاً الى ان مندوي المفوضية يفصلون النساء عن أزواجهن خلال ملء الاستمارات وطرح الأسئلة، الأمر الذي يزرع خوفاً في النفوس. وقد حصلت <الأفكار> على نماذج من الأسئلة التي تطرح على النازحين تدل على ان طريقة طرح السؤال تحمل في طياتها <تحذيرات مبطنة> تقلق النازحين، ومن هذه الأسئلة:

ــ هل أنتم واثقون إذا أردتم العودة الى بلدكم بأنكم ستكونون في أمان؟

ــ هل أنتم على ثقة بأن النظام لن يغدر بكم أو يلجأ الى سجنكم، وهل ان مناطق سكنكم أُخليت تماماً من تنظيم <داعش> وأصبحت آمنة للسكن لجهة الإعمار والانماء؟

ــ إذا عدتم، ماذا ستفعلون خصوصاً ان أراضيكم غير صالحة للزراعة ولا توجد حالياً فرص عمل في سوريا؟

ــ ما هي الأسباب التي تدفعكم الى العودة، ولماذا اتخذتم هذا القرار، وفي هذا الوقت تحديداً، ومن هم الأشخاص الذين ينوون العودة معكم، وما هي البلدة التي تريدون العودة إليها؟

ــ من ستتركون من أفراد عائلاتكم في لبنان ولماذا، أم انكم تريدون العودة من دون أفراد العائلة؟

ــ هل تعرف ان أرضك غير صالحة للزراعة وبيتك غير صالح للسكن وانه سيتم استدعاؤك للخدمة العسكرية؟

ــ هل انت واثق من استتباب الأمن في المكان الذي ستذهب إليه، وماذا إذا انتكس الوضع الأمني؟

ــ من أين حصلت بالمعلومات عن ان عودتك ستكون آمنة ومستقرة، وهل تواصلت مع أقارب لك في سوريا أو في خارجها، أو من وجهاء تعرفهم، أو عبر وسائل الإعلام؟

ــ هل أنت متأكد من صحة المعلومات التي حصلت عليها لاسيما لجهة الوضع الراهن حالياً في الأماكن التي تنوي الإقامة فيها؟

ــ هل ستتمكن من العودة الى المكان نفسه الذي كنت تعيش فيه عندما غادرت سوريا، ومن يضمن انك ستتمكن من العودة الى شقتك أو منزلك وهل أقاربك في سوريا ما زالوا أحياء؟

ــ كيف ستتمكن من الانفاق على نفسك وعلى عائلتك في سوريا، وهل أنت على ثقة بأن الخدمات الطبية متوافرة في المكان الذي تقصده، وهل المدارس مؤمنة لاستقبال أولادك؟

ــ هل تعلم ان المساعدات الدولية يمكن أن تتوقف عنك لدى عودتك الى سوريا، وهل لديك الوثائق الكافية التي سوف تمكنك من إعادة بدء حياتك من جديد، وهل لديك بالتالي وثائق شخصية تحدد مكان الولادة ووثائق الزواج والطلاق والوفاة وصكوك الملكية وشهاداتك العلمية...

ــ هل تأكدت من انك لم تفقد شيئاً من الوثائق الخاصة بك، وماذا فقدت من وثائق؟

ــ إذا لم تتمكن من البقاء في المنطقة التي ستعود إليها نتيجة للأوضاع السائدة، أليس من الأفضل لك أن تبقى في لبنان؟

ــ هل أنت راغب بالعودة طوعياً، أم ثمة من ضغط عليك للعودة؟

وترى مصادر رسمية لبنانية ان مثل هذه الأمثلة تزرع مخاوف في صفوف النازحين فيعدلون عن العودة الطوعية ويبقون في لبنان.. حتى إشعار آخر! وفي تقدير هذه المصادر ان هذه الأساليب التي تلجأ إليها مفوضية اللاجئين فعلت فعلها لدى بعض مجموعات النازحين الذين أحجموا أو ترددوا وطلبوا تأجيل عودتهم الى أوقات أخرى!