تفاصيل الخبر

مفاوضات ترسيم الحدود... تترنح والرهان على الوسيط الأميركي لإنقاذها!

18/11/2020
مفاوضات ترسيم الحدود... تترنح  والرهان على الوسيط الأميركي لإنقاذها!

مفاوضات ترسيم الحدود... تترنح والرهان على الوسيط الأميركي لإنقاذها!

[caption id="attachment_83088" align="alignleft" width="375"] المفاوضات غير المباشرة في مقر"اليونفيل" الناقورة برعاية الأمم المتحدة والوساطة الاميركية.[/caption]

 اذا لم يحصل اي تدخل اميركي فعال وجدي، فإن الجولة الخامسة من المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية قد تكون الاخيرة بحيث "ينفخت الدف ويتفرق العشاق"، علماً ان هذا الوصف لا ينطبق على المفاوضين اللبنانيين ولا على المفاوضين الاسرائيليين، وقد ظهر الخلاف بينهم في الجولة الرابعة من المفاوضات بوضوح من دون اي التباس، فهل يتدخل الوسيط الاميركي النزيه - كما وصف في بيان الاعلان عن المفاوضات قبل اسابيع - من اجل تقريب وجهات النظر على رغم معرفته بأن امكانية ذلك ليست ثابتة خصوصاً ان الفريق اللبناني واجه عملية "رفع السقف" من الفريق الاسرائيلي عبر التقدم بمطالب جديدة لا تستند الى اي امر قانوني وذلك رداً على العرض المتماسك الذي قدمه الجانب اللبناني متسلحاً بالخرائط والوثائق والقرائن القانونية والطبوغرافية والتاريخية والجغرافية. كذلك قدم الجانب اللبناني خرائط جديدة تصحح المسار السابق، وتثبت حقه بمساحة تبلغ 2290 كيلومتراً مربعاً جنوب الخط الذي تزعمه اسرائيل، وينطلق الخط المرسوم على الخريطة الجديدة من نقطة الحدود الدولية على اليابسة التي انطلقت منها نقطة الترسيم البرية في العام 1923 واودعت على اساسها الخريطة عصبة الامم، كما تم تثبيتها في اتفاق الهدنة بين لبنان واسرائيل في العام 1949.

وقالت المصادر المتابعة ان الجانب الاسرائيلي رد بخرائط جديدة تزعم الحق بمساحات كبيرة داخل المياه اللبنانية، وتقضم جزءاً من رقعات التنقيب عن الطاقة في المياه الاقتصادية التي تحمل الارقام 9و10و5. ما يعني ان مساحة القضم في البلوك رقم 5، تبلغ المساحة القصوى الى الغرب قبالة مدينة صور في جنوب لبنان في الجزء الغربي من الرقعة البحرية. واشارت المصادر الى ان "الجلسة اتسمت بالتشنج بالنظر الى ان الجانب اللبناني يستند الى قانون البحار، بينما لا يستند الجانب الاسرائيلي الى اي شيء قانوني". واضافت المصادر انه من الطبيعي ان يحصل شد حبال، فهو امر متوقع لكن الثابت ان الوفد اللبناني يتمتع بصلابة، ومتمسك بحقوقه بالكامل بموجب القانون الدولي".

وتروي المصادر المتابعة ان الخرائط القديمة التي قدمت في العام 2011 تثبت حق لبنان بمساحة تبلغ 860 كيلومتراً شمال الخط الذي طرحته اسرائيل وظهرت على اثره مبادرة الخبير "فريدريك هوف" بخط تسوية يمنح لبنان 58 في المئة من المساحة المتنازع عليها مقابل 42 في المئة لاسرائيل، لكن تبين ان الخريطة السابقة حددت على اساس نقطة حدودية دفعت اسرائيل بها الى العمق اللبناني 30 متراً وليس نقطة الحدود اللبنانية، فصحح لبنان تلك الخرائط وقدمها في الجلسة الثانية من المفاوضات.

هل يتدخل الوسيط الاميركي؟

[caption id="attachment_83089" align="alignleft" width="429"] خريطة مفصلة تبين البلوكات البحرية .[/caption]

والسؤال هل يكون الرهان على دور اميركي لابقاء المفاوضات حية في محله؟

 المصادر المتابعة تشير الى ان لا مصلحة للجانب الاسرائيلي بوقف المفاوضات لانه يريد ان يصل الى نتيجة مع الجانب اللبناني ليتمكن من استثمار حقوله النفطية والغازية وهذا امر غير مضمون اذا فشلت المفاوضات وعاد التوتر الى الحدود من جديد لاسيما وان شركات التنقيب التي اتفقت مع اسرائيل ما زالت تتريث في بدء العمل وتتمسك بضرورة تأمين الاستقرار في منطقة التنقيب وهذه مسألة قد لا تكون مضمونة. اضافة الى ذلك فإن اسرائيل بحاجة الى استخراج النفط والغاز من حقولها لانها مرتبطة بخط تسويقي يشمل دولاً عدة وانتاجها من النفط والغاز يجعلها قادرة على الوفاء بالتزاماتها. كذلك فإن الولايات المتحدة تريد النجاح لهذه المفاوضات لتحقيق انجاز على صعيد التوتر اللبناني - الاسرائيلي المستدام، خصوصاً ان واشنطن تأمل من ان يؤدي نجاح المفاوضات الى زوال الاسباب التي تدفع المقاومة الى توتير الاجواء جنوباً، لاسيما وان انهاء تصحيح نقاط "الخط الازرق" سيأتي مباشرة بعد التوصل الى اتفاق في الترسيم البحري، وهذا يعني ايضاً وقف الخلاف في الحدود البرية ما يكرس اكثر فاكثر الاستقرار على الجبهة الجنوبية، وهو امر يعود بالفائدة على الطرفين اللبناني والاسرائيلي.

وقد عكس الجانب الاسرائيلي الرغبة في التدخل الاميركي من خلال المطالبة بــ "تليين" الموقف اللبناني الذي لا يلتزم - كما تقول اسرائيل - بالحد الذي تريد هي ان يكون شرطاً للمفاوضات وان جاءت المطالب اللبنانية من ناحية تقنية ومهنية، مدعومة بأدلة وقرائن ومستندات تظهر ان الحق اللبناني اوسع مما جرى التداول فيه في الماضي.

ومما يرد من التعليقات والتصريحات الاسرائيلية، الهدف من العملية التفاوضية التي تريدها تل ابيب محصورة بمنطقة الــ 860 كيلومتراً مربعاً، هو الوصول الى تسوية تقسم هذه المنطقة حصراً بين الجانبين، مع حصر المفاوضات في النسبة التي توزع عليهما، اما الحق نفسه، فليس جزءاً من المفاوضات وفقاً للمفاوض الاسرائيلي، ونقل الاعلام العبري عن الوسيط الاميركي بعد انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات، انه رغم وجود خلافات كبيرة بين الجانبين، الا ان الادارة الاميركية تعتقد انه في غضون بعض جولات اخرى من المحادثات، سيكون من الممكن حل هذه الخلافات. من هنا فإن سقف التدخل الاميركي والنتيجة المأمولة منه، وكذلك اسلوب التدخل وحدته وإمكان تجاوب الجانب اللبناني معه، تبقى اسئلة من دون اجابات حاسمة، رغم امكان التقدير ان التدخل سيكون منحازاً للارادة والموقف الاسرائيليين، علماً بأن التقديرات العبرية ترى ان الضغط الاميركي على لبنان سيستغرق مدة زمنية طويلة، تستهلك بضع جولات تفاوضية ما يعني انها ستستهلك بدورها، وفقاً للتقديرات الاكثر ترجيحاً مدة بقاء الادارة الاميركية الحالية في البيت الابيض. خلاصة التوقعات الاسرائيلية ان المفاوضات ستشهد مراوحة، رغم استمرار الجولات التفاوضية مع صفر نتائج!.