تفاصيل الخبر

مدير ومؤسس “Orchard House Preschool” في ”كيبيك“ عماد خليل: غـــــادرت لــبــــــنــان مــنــــــــذ 32 ســنــــــــــة وفـكـــــرت مــــــراراً ان اعــــــود ولـكـنـنــــــي لـــــم افـعـــــل...

31/05/2019
مدير ومؤسس “Orchard House Preschool” في ”كيبيك“ عماد خليل: غـــــادرت لــبــــــنــان مــنــــــــذ 32 ســنــــــــــة  وفـكـــــرت مــــــراراً ان اعــــــود ولـكـنـنــــــي لـــــم افـعـــــل...

مدير ومؤسس “Orchard House Preschool” في ”كيبيك“ عماد خليل: غـــــادرت لــبــــــنــان مــنــــــــذ 32 ســنــــــــــة وفـكـــــرت مــــــراراً ان اعــــــود ولـكـنـنــــــي لـــــم افـعـــــل...

 

بقلم وردية بطرس

عندما غادر عماد خليل لبنان منذ 32 عاماً الى كندا لم يكن يدرك انه سيبقى كل هذه السنوات، اذ كما العديد من اللبنانيين الذين هاجروا الى الخارج بسبب الحرب اللبنانية اعتقدوا انهم سيعودن الى الوطن، ولكن مرّت السنون حيث درسوا وعملوا واسسوا عائلاتهم هناك، مع العلم ان البعض منهم عاد الى الوطن ولكن قسماً كبيراً بقي في دول الاغتراب، وهناك استطاعوا ان يحققوا نجاحات في مختلف المجالات. والأستاذ عماد خليل وزوجته السيدة ياسمين غندور حققا نجاحاً بارزاً في مجال التعليم اذ اسسا معاً <Orchard House Preschool> وهي أول مؤسسة للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في <كيبيك> اذ انها مبتكرة على كل المستويات: التعليمية والبيئية والمعمارية.

عماد خليل والهجرة الى كندا!

<الأفكار> تفرد صفحاتها للبنانيين الذين حققوا نجاحات وانجازات في دول الاغتراب، اذ أجرت مقابلة مع الأستاذ عماد خليل للتحدث عن الهجرة الى كندا ورحلة النجاح في تلك البلاد. لقد حاز البكالوريوس في ادارة الأعمال الدولية من جامعة <كونكورديا>، وأيضاً ماجستير في ادارة الأعمال من جامعة <نورث وسترن> في شيكاغو- كلية كيلوغ للادارة، وماجستير في ادارة الأعمال من جامعة <يورك> - <كلية شوليش للأعمال>.

 ونسأله عن الهجرة الى كندا فيقول:

- أتصور ان جميعنا كلبنانيين لدينا القصة نفسها، لقد هاجرنا عندما كنا صغاراً وحاولنا ان نعود الى لبنان مرات عدة خلال السنوات الماضية. لقد غادرت لبنان للمرة الأولى في السبعينات اذ ذهبت الى باريس ثم عدت الى لبنان. وفي الثمانينات عندما اندلعت الحرب غادرت لبنان ايضاً، وفي العام 1985 عدت الى لبنان اذ اردت ان اكمل دراستي. وعندما اتيت الى بيروت نلت شهادة البكالوريا والتحقت بالجامعة اللبنانية الأميركية التي كانت تُعرف آنذاك بـ<BUC>.

وأضاف:

- وفي العام 1987 هاجرت الى كندا انا وأخي، اذ لم يغادر والداي بيروت ولكنهما كانا يزوران كندا بين الوقت والآخر، وعندما وصلت الى <مونتريال> في العام 1987 التحقت بجامعة <كونكورديا> وبعدها بدأت العمل. والعديد من اصدقائي الذين كانوا يتابعون دراستهم الجامعية في تلك الفترة عادوا الى لبنان واسسوا عائلات، ولكنني لم افعل ذلك مع العلم انه كان بامكاني القيام بذلك، اذ بعدما تخرجت من الجامعة اتيحت لي فرصة عمل جيدة في كندا فبقيت أكثر مما كنت اتصور...

ويتابع:

- وفي العام 1999 أُصيبت والدتي بسرطان الثدي لذا كنت أزور بيروت أكثر لأكون بجانبها، وانذاك تعرفت الى زوجتي ياسمين غندور وهي لبنانية ايضاً، اذ كانت قد عادت لتو من الخارج بعدما انهت دراستها الجامعية اذ ارادت ان تعود لتعمل في بلدها، وهكذا التقينا في لبنان ثم عدنا الى <مونتريال> وتزوجنا هناك.

انشاء <Orchard House Preschool>!

ــ وكيف بدأتم بإنشاء <Preschool> التي تُعتبر اليوم الأهم في كندا؟

- لقد أنشأنا المدرسة في العام 2003 وذلك بعد ولادة ابنتنا نور، اذ ان زوجتي ياسمين لديها مؤهلات عالية في التعليم وهي تتحضر الآن لنيل الدكتوراة من جامعة <كونكورديا>. وكنت افكر بالعمل في شركة كبيرة، ولكن كنا آنذاك قد أنشأنا المدرسة وعندها قررنا ان نوسّع المشروع، وتركت العمل وقررت ان اهتم بالمدارس بشكل كامل، وهكذا بدأنا نكبّر مدارسنا، اذ بدأنا بأول مدرسة صغيرة مع 85 تلميذاً، واليوم لدينا حوالى 3 مدارس وحوالى 400 عائلة، وهي تعتبر اهم واغلى <Preschool> (او مرحلة ما قبل المدرسة) في كندا، وهناك لائحة انتظار اذ تأتي الأمهات خلال فترة الحمل لتسجيل اولادهن في المدرسة بشكل مبكر لايجاد مكان لهم.

 

مباني المدرسة صديقة للبيئة!

 

ــ وبماذا تتميز هذه المدرسة؟

 - طبعاً غيرنا يملك <Pre Schools> في البلد، ولكن ما قمنا به اننا اهتممنا بالبيئة المحاطة بالأولاد كثيراً، إذ لدينا ثلاثة فروع والمباني فيها صديقة للبيئة، والآن سنفتح فرعاً رابعاً. هنا في كندا تُدار المدارس من قبل الدولة، اذ توّفر الدولة مكاناً للأولاد في دور الحضانة بكلفة مخفضة، اذ يدفع الأهل على التلميذ في اليوم الواحد 10 دولارات، ولكن هناك أهالي يحبون ان يتعلم اولادهم <اليوغا>، وان يتعلموا اللغات، وان يلعبوا في أماكن كبيرة. وهذا ما قمنا به اذ لاحظنا ذلك عندما ولدت ابنتنا نور منذ 15 سنة اذ لم يكن هناك <Petit jardin, Grand jardin> كما اعتدنا ان نراها في لبنان عندما كنا أطفالاً، ففي كندا يذهب الولد الى المدرسة بعمر الخامسة، وقبل هذه المرحلة يذهب الطفل الى دور الحضانة ولكنه لا يتعلم كما

عندنا في لبنان، وبالتالي اعتمدنا هذا المفهوم، وانتقلنا الى المرحلة الثانية وقد لاقى ذلك اقبالاً جيداً.

ويتابع:

- على سبيل المثال يدفع الأهل 20 دولاراً في اليوم الواحد على ابنهم الذي يرسلونه الى مدرسة حكومية ويتضمن ذلك وجبة الطعام أيضاً. أما في مدارسنا فيكلف حوالى 120 دولاراً في اليوم، اي ان قسط التلميذ بالسنة يكلف 25 ألف دولار... لا شك ان هناك أهالي يرونه مبلغاً كبيراً، ولكن ثلاثة أرباع الأهالي الذي يرسلون اولادهم الى مدارسنا هم من نخبة المجتمع مثلاً 30 بالمئة من الأهالي هم أطباء ومهندسون، كما لدينا اولاد رياضيين مثلاً ابن كابتن فريق الهوكي في كندا، وابن كابتن فريق كرة القدم <مونتريال>، كما ان ابن رئيس وزراء كندا تعلم عندنا في السابق، وبالتالي هناك أشخاص يودون ان يتعلم اولادهم في هذا الجو، ولهذا حققنا هذا النجاح مع المدارس خصوصاً المدارس الخاصة اذ بنينا خلال السنوات تواصلاً مع المدارس الخاصة وأصبحنا مثل <Grand Jardin> وبالتالي يأتي الأولاد الينا ليتعلموا عندنا مرحلة ما قبل المدرسة من ثم يدخلون الى المدارس في مونتريال اذ هناك 4 و5 مدارس نتعاون معها.

ــ وهل يقصد <Orchard House Preschool> اولاد اللبنانيين او العرب؟

- هناك القليل من اللبنانيين يرسلون اولادهم الى مدارسنا، فغالبية التلاميذ هم كنديو الأصل، وأيضاً يقبل الأهالي الذين يقيمون في كندا لمدة سنة بدافع العمل وبالتالي لا يقدرون ان يدخلوا اولادهم الى النظام المدرسي الحكومي لأن مدة الاقامة قصيرة، واذكر ان احد السفراء سجل ابنه عندنا خلال توليه منصبه أيضاً، وبالتالي المدرسة ليست فقط للنخبة بل لهذه الحالات أيضاً.

وعن تعليم اللغة الصينية و<اليوغا> يشرح:

- كنا اول مدرسة تعلّم الأولاد اللغة الصينية وهم في الثالثة من عمرهم، وأول مدرسة تعلّم <اليوغا> للصغار، والأهل يحبون فكرة ان يتعلم اولادهم اللغات والقيام بأنشطة مثل <اليوغا> والباليه، اذ نأتي باختصاصيين محترفين مثلاً نأتي بمعلمة التيكواندو لتعلّم الأولاد، وقد أصبحت المدرسة للنخبة وهو اهم مكان للتعلم لأن زوجتي ياسمين كانت لسنوات مديرة اهم مدرسة في مونتريال، وبالتالي الخبرة التي اكتسبتها زوجتي خلال السنوات الماضية تؤهلها للقيام بهذا العمل، وأيضاً بالخبرة التي اكتسبتها بنفسي على مدى سنوات في مجال ادارة الأعمال استطعنا سوياً ان نحقق هذا النجاح على المستوى التعليمي والاداري.

ويتابع:

- صفوفنا لا تستقبل اكثر من 8 تلاميذ، ولدينا معلمة لكل ثلاثة تلاميذ، ولدينا ممرضة حاضرة كل الوقت للاهتمام بالأولاد. حجم مدارسنا صغير اذ تستوعب مئة تلميذ، اذ تعلمين عندما يكون الأولاد صغاراً لا تقدرين ان تضعي اكثر من مئة تلميذ في مبنى واحد لأنه لا يعودون يشعرون بأنه منزلهم، ونحن استطعنا ان ننجح لأننا بنينا <Orchard House> ولهذا أطلقنا عليها هذه التسمية لكي يكون البيت الثاني للتلاميذ. وكما تعلمين اليوم هناك أولاد لديهم صعوبات في النطق او الحركة او التوحد، ولهذا المعلمون والمعلمات الذين يعلّمون التلاميذ يتمتعون بخبرة واسعة للتعاطي مع هذه الحالات، وتتراوح اعمارهم بين 35 و40 سنة لكي يتعاملوا مع الأولاد بأفضل ما يكون. وفي مدارسنا لدينا مساحة لنأتي باختصاصيين مثلاً اذا كان الولد يعاني من مشكلة التأخر بالكلام فنأتي باختصاصي ليعمل معه في الصف في مدارسنا، وأيضاً الولد المصاب بالتوحد بكل انواعه نساعده ونأتي باختصاصي للتعامل معه، وبالتالي لدينا <Inclusive Environment> اي حتى الأولاد غير المصابين بالتوحد يعرفون كيف يتعاملون مع المتوحد.

 

اقسام المدرسة!

وبالسؤال عن تقسيم المدرسة يقول:

- لأن الطقس في مونتريال بارد تقريباً على مدار السنة قمنا بما يُعرف بـ<Indoor Sand & Water Room> لكي يقدر ان يلعب الأولاد بالماء والرمل داخل مبنى المدرسة، وكما ذكرت ان مباني المدارس الثلاث هي صديقة للبيئة. ونسـتـعـمـــــــل طريـقـــــــــــــــة <Geothermal Heating & Cooling> وذلك لتبريد الصفوف وتدفئتها بدون استعمال الطاقة من الدولة، كما يتم تدوير المياه والبلاستيك في المدرسة. وهناك امر آخر ألا وهو كما تعلمين ان الأولاد يمرضون خلال السنة الدراسية، وبدوري قمت منذ عشر سنوات بدراسة عما اذا كان هناك مجال لتقليل العدوى داخل المدارس، وأتينا بتقنية كانت تُستخدم في أوروبا الشمالية في المصانع لتخفيف التلوث لكي يتمكن الموظفون من العمل وسط التلوث واسمها <Displacement Vitalization> وكنا من اول المدارس التي تستخدم هذه التقنية، واليوم كل المدارس تستخدمها، وفي كاليفورنيا يتم استخدام هذه التقنية وذلك في كل المدراس الرسمية التي تُبنى اليوم لأنها تخفف العدوى بين التلاميذ بنسبة 70 بالمئة، وتعلمين بالنسبة للأهل أهم ما في الأمر الا يمرض اولادهم، لأنه عندما يمرض أولادهم سيلازمون المنزل وبالتالي لا يقدر الأهل ان يذهبوا الى العمل، وهذه مشكلة كبيرة لأنه في كندا يقوم الأهل بكل الأعمال داخل المنزل وخارجه وليس كما في لبنان حيث تتولى المربيات او عاملات المنازل الاهتمام بالمنزل والأولاد وما شابه. وبدورنا لا نسمح للولد ان يدخل الى المدرسة عندما يكون مصاباً بالكريب لئلا تنتقل العدوى الى بقية الأولاد، وبالتالي عندما يعرف الأهل بهذه التقنية يشعرون بالفرح لأن همهم الا يمرض اولادهم خلال السنة الدراسية لكي لا يغيبوا عن وظائفهم واعمالهم.

العودة الى الوطن!

ــ وهل راودتك فكرة العودة الى الوطن؟

- في الحقيقة لم افكر ان اكمل حياتي في كندا، اذ كنت انوي ان أدرس من ثم اعود الى لبنان ولكن الأوضاع دفعتني للبقاء، وخلال السنوات الذي نمضيها كمهاجرين يكون لدينا هاجس العودة الى الوطن، وكنت أسأل نفسي دائماً هل يا ترى الأفضل ان اعود لبلدي ام الأفضل ان ابقى هنا من أجل مستقبل اولادي؟ وبالتالي نفكر كثيراً ولكن في الوقت نفسه لدينا خيار العودة اذا اردنا ان نعود الى لبنان خصوصاً عندما نفكر لماذا علينا ان نبقى في كندا ونتعب كثيراً لدفع الضرائب ونتحمّل البرد القارس... اذاً نفكر دائماً هل القرار الذي اتخذناه كان صحيحاً وصائباً، والآن بهذا الوضع اعرف من أصدقائي الذين كان بامكانهم ان يغادروا لبنان وباستطاعتهم ان يسافروا الى اي بلد في العالم ولديهم منازل في لندن وباريس ولكنهم لم يتركوا، ولكن الآن هم أنفسهم يقولون لي: يا ليت هاجرنا الى الخارج.

ــ أمضيت 32 سنة في الغربة، فهل بعد هذه السنوات والنجاح الذي حققته تتمنى لو انك حققت النجاح في وطنك الأم؟ وهل كنت تتمنى لو انك عدت الى لبنان؟

- لا تعلمين كم مرة كنت قد قررت العودة الى لبنان، وفي كل مرة عدت الى لبنان تركت للمنطق ان يقرر ما اريده، ففي التسعينات اثناء مرحلة البناء والاعمار بعد انتهاء الحرب، كان اصدقائي الذين عادوا الى الوطن وينتجون جيداً يقولون لي: عد الى لبنان فهناك في كندا تجهد نفسك كثيراً! كما ان والداي كانا قد طلبا مني ان اعود. فكرنا جميعنا بالعودة ولكن لم نفعل. تعلمين منذ اسبوع كنت اتحدث مع السيدة لمياء شارلوبوا المقيمة في كندا منذ سنوات عديدة وهي انسانة متعلقة بلبنان عن العودة الى لبنان... وبالتالي هناك صراع دائم بداخلنا ونسأل انفسنا ما اذا علينا ان نعود الى الوطن.