تفاصيل الخبر

مديرة مؤسسة ”كوكيكيان“ سهيلة حايك: هدفنا إلى تعزيز اللغة العربية لديهم، تمكين الشباب اللبنانيين الارمن وانخراطهم في المجتمع!

03/01/2020
مديرة مؤسسة ”كوكيكيان“ سهيلة حايك: هدفنا إلى تعزيز اللغة العربية لديهم، تمكين الشباب اللبنانيين الارمن وانخراطهم في المجتمع!

مديرة مؤسسة ”كوكيكيان“ سهيلة حايك: هدفنا إلى تعزيز اللغة العربية لديهم، تمكين الشباب اللبنانيين الارمن وانخراطهم في المجتمع!

 

بقلم عبير انطون

نظّمت <مؤسسة كوكيكيان> للسنة الثامنة على التوالي احتفال توزيع جوائز مسابقة <البيان> على تلاميذ الثانويات اللبنانية ــ الأرمنية المتفوّقين في اللغة العربية، وكانت في المناسبة كلمات دَعَت الأهل إلى تحفيز أولادهم على التكلم بالعربية، مؤكّدةً أن <زمن العربية المكسّرة قد ولّى> في المجتمع اللبناني ــ الأرمني.

تنظيم الجائزة كما الاهداف المرجوة منها تعتبر بحق مبادرة لافتة، ففي حين <يتفلّت> الكثيرون من الطلاب اللبنانيين ذوي الجذور اللبنانية من اواصر لغتهم الأم، ويجاهدون في ايجاد الف سبب للابتعاد عنها وعن <صعوباتها>، تسعى مدارس ومؤسسات لبنانية ــ أرمنية الى التحفيز عليها واتقانها وتوزيع الجوائز على تلامذة الصفوف الثانوية في المدارس اللبنانية ــ الأرمنية للمتفوّقين في اللغة العربية، كما جرى للعام الدراسي 2018 ــ 2019 حيث حصل كل تلميذ من المتفوقين على درع تكريمية.

 فما هي هذه الجائزة وما اسباب تنظيم <مؤسسة كوكيكيان> لها؟ وماذا عن هذه المؤسسة التي تضع في صلب أهدافها تنمية قدرات الشباب اللبنانيين الأرمن وجعلهم <عناصر كفؤة، مميزة، مسؤولة وناجحة، وسط رؤية الوصول بهؤلاء الشباب لمراكز ومستويات راقية في القطاعين الخاص والعام>؟

مع مديرة <مؤسسة كوكيكيان> سهيلة حايك التي ترفع شعار <تمكين الشباب، تمكين العالم> (Empower the Youth, Empower The World!) كان لقاء <الافكار>، وقد حرصت المديرة قبل البدء بالاجابة عن اسئلتنا الى مبادرتنا بالشكر على الاهتمام بمسابقة <البيان> العربية، لانها وبحسب ما تؤكد لنا <مهتمة بالعثور على شركاء متشابهين في التفكير يحملون اهتماما بالاستثمار في الأفكار والمنهجية لتحسين تعليم اللغة العربية، وهو أمر لا يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، نظرًا للعديد من العوامل المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي وصناعة الترفيه، فضلا عن تأخر المؤلفين العرب في إنتاج مواد أكثر أهمية وإثارة للتفكير والتعبير بهذه اللغة، آملة ان نواصل سعينا لتشجيع التميز في اللغة العربية وربما من خلال لقاءات ومقالات كمثل هذا اللقاء مع مجلة <الأفكار> نجد أفرادا أو جماعات نتشارك معها طريقة التفكير والاهتمام عينها>.

 وبداية، سألنا حايك:

 ــ كيف انطلقت فكرة مسابقة <البيان> وما الهدف من خلالها؟

- انطلقت فكرة مسابقة <البيان> من اصرارنا في مؤسسة <كوكيكيان> على اتقان اللغة العربية عند اللبنانيين الارمن، وذلك لاسباب عدة أولها انه، وبعد اكثر من مئة عام في لبنان او نحو اربعة أجيال فيه، من غير المقبول ان يكون هناك لبناني من أصول ارمنية لا يمارس قراءة او كتابة او الحديث باللغة العربية بالطريقة الصحيحة.

 ثانيا ان اتقان اللغة يترافق مع معرفة الحقوق والواجبات من قبل المواطن وهذه مسؤولية وواجب علينا كلنا في هذا الوطن. وحاليا، نرى جميعنا كيف ان عدم ممارسة دورنا كمواطنين فعّالين أدى الى ان لا يمارس المسؤولون في الدولة وظائفهم بالطريقة السليمة، ما أدى مع الأسف الى مشاكل كبيرة في بلدنا. والسبب الثالث، هو أن اللغة هي وسيلة التواصل بين الناس وان عدم معرفتها بالشكل الصحيح يؤدي الى تهميش لبعض الناس والمجتمعات، في حين ان لبنان قوي في تعدديته وفي

المشاركة والتواصل بين الناس من الطوائف المتنوعة، لذلك فإن اتقان اللغة مهم جدا، ومن نواح عدة.

ــ وهل يتنامى اهتمام المدارس والطلاب الارمن باللغة العربية، وكيف تلمسون تجاوبهم معها خاصة وانها لغة صعبة؟

- تحاول المدارس الأرمنية تحسين مستوى اتقان اللغة العربية من سنة الى أخرى اذ نعرف جميعا ان اللغة العربية هي لغة صعبة الا ان الارمن كمثل جميع المواطنين الذين ولدوا في هذا البلد عليهم واجب تعلمها واتقانها.

 ــ وهل تساعدون كمؤسسة في برامج تقوية اللغة العربية للطلاب او الاشخاص الراغبين بذلك؟

- كمؤسسة فان دورنا وهدفنا هو تمكين الشباب، ومن المؤكد باننا ننظم صفوفا لتقوية اللغة لكل من يتوجه الى المؤسسة.

 ــ في مقابل الطلاب اللبنانيين ــ الارمن الذين يتعلمون اللغة العربية هل من طلاب لبنانيين يطلبون تعلم اللغة الارمنية؟

- تحتضن المدارس الأرمنية تلامذة من مختلف المناطق التي تتواجد فيها هذه المدارس وذلك بسبب قوة التعليم فيها، وبسبب قرب هذه المدارس من بيوتهم، وهم يتعلمون اللغة الارمنية كما جميع التلامذة في هذه المدارس بغض النظر عن طوائفهم.

ــ لديكم في المؤسسة برامج مختلفة تساعدون فيها الطلاب للتحضير لدخول المؤسسات الامنية والديبلوماسية وغيرها. ما الذي تساعد به هذه البرامج تحديدا؟

- كما سبق وذكرت فإن هدف المؤسسة هو تمكين الشباب، وان جزءا أساسيا مما يحتاجه هؤلاء الشباب له علاقة بمجال العمل، كذلك فإنه يدخل في صلب اهتماماتهم ان يعملوا أيضا في اطار بعيد عن كسب المال فقط، أي في أطر تمنحهم الاحساس بالمشاركة بأمر يلقى عندهم معنى معينا على سبيل المثال المشاركة في مجالات عديدة بينها مجال البيئة مثلا.

وتضيف حايك:

- ومن ناحية البلد ككل، لاحظنا بأن القطاع العام بحاجة الى دم جديد من المتعلمين والاختصاصيين فبدأنا بدورات تدريبية تحضيرا للشباب الذي يتجهون الى العمل في القطاعات هذه حتى يستطيعوا أن ينجحوا في مباريات مجلس الخدمة المدنية.

 ــ وهل بين الطلاب الارمن من تخصص جامعيا في اللغة العربية وآدابها؟

- هناك الكثيرون في المجتمع الارمني، الذين ليسوا اختصاصيين فقط باللغة العربية وآدابها، الا انهم ايضا أساتذة جامعات، وأذكر لكم في هذا المجال على سبيل المثال لا الحصر البروفيسور سلمانيان مثلا.

منح للدعم..

 ــ تقدم مؤسستكم منحة <جان كوكيكيان>. لنعد قليلا الى تاريخ نشأة المؤسسة واهدافها، ومن يمكنه ان يستفيد من هذه المنحة.

- <مؤسسة كوكيكيان> غير سياسية وغير هادفة للربح ومؤيدة للأعمال الخيرية، أسسها ميشيل ج. كوكيكيان، وهو متمول لبناني أرمني ناجح، وابن السفير الراحل جان كوكيكيان، وهي تعمل منذ تأسيسها في العام 2008 على تعزيز تمكين الشباب من خلال برامج مختلفة، كما انها تشجع التعليم العالي، والاستعداد بين الشباب، وإعدادهم لأسواق العمل الحالية والمستقبلية، وكذلك رعاية البيئة كوسيلة لضمان مستقبل قابل للحياة لهم.

وتضيف حايك في ما يتعلق بالمنح:

- نحن لما بدأنا في العام 2008، وكوننا أتينا من البيئة الأرمنية لمسنا ان لدى لشباب واهاليهم حاجة للمنح الجامعية، حينها بدأنا ببرنامج منح جان كوكيكيان للشباب الذين كانوا يبغون العمل في القطاع العام، ومنذ العام 2009 حتى العام 2014 قدمنا 23 منحة جامعية كاملة مغطاة في أهم الجامعات في لبنان من الجامعة الأميركية في بيروت الى جامعة <هايكازيان> وجامعة القديس يوسف والجامعــــــــــــــــــة اللبنانية الاميركية وجامعة البلمند وجامعة سيدة اللويزة.

 ــ وماذا عن برامج المؤسسة المختلفة وقرأنا انها الى التربية، تشمل ايضا الفن والبيئة واعادة تدوير النفايات...

 ــ بما أن هدفنا كان ولا يزال تمكين الشباب، وجدنا انه من الضروري مساعدة التلامذة في الحصول على منح في مجالات معينة والدراسة في الجامعات، وقمنا من ناحية أخرى بدورات تدريبية في مجالات كثيرة منها على سبيل المثال ادارة الوقت، الريادة، التفاوض، حل النزاعات، حل الصراعات، وغيرها الكثير... وفي التدريب على ادارة المشروع، وحتى يكون التطبيق ميدانيا، طلبنا من المشاركين معنا ان يكتبوا ويديروا مشروع تدوير النفايات Ready ,set,recycle في برج حمود. من خلال ذلك، ومن تشرين الاول في العام 2013 حتى شهر ايلول من العام 2014 قام تلامذتنا بدورات تدريبية للكبار في المؤسسات الخيرية وللصغار في المدارس في منطقة برج حمود. وفي فترة عام واحد، جمعوا حوالى ثلاثة أطنان من الكرتون والورق، فضلا عن مئة كيلو من البلاستيك وعلب المشروبات الغازية. وفي شهر حزيران من العام 2014 تقدمنا بدعوات الى الفنانين والرسامين والنحاتين حتى يبتكروا ويبدعوا من خلال هذه المواد المعاد تدويرها.

وتضيف سهيلة:

- طوال السنوات التي كانوا فيها معنا، قدم كل من تلامذتنا عشر ساعات في الأسبوع من العمل التطوعي في المجتمع أكان ذلك في البلديات او الوزارات. كذلك، فإن فكرة المنح الجامعية للتعليم الخاص انبثقت من حاجة المجتمع الأرمني الى اختصاصيين في علاج النطق مثلا او في اختصاصات أخرى كانت الحاجة كبيرة لها أيضا في المدارس الأرمنية فقدمنا المنح، وبالمقابل بعد التخرج كان كل خريج يقدم عشر ساعات علاج مجاني لمدة اربع سنوات.

 ــ أخيرا وبمناسبة عيد ميلاد الارمن المجيد في السادس من كانون الثاني، كيف تحيون المناسبة عبر مؤسستكم وهل من تقاليد ارمنية او اطعمة خاصة بالمناسبة؟

- تحتفل <مؤسسة كوكيكيان> مع الخريجين من منح جان كوكيكيان وخريجي الدورات التدريبية فضلا عن الموظفين في المؤسسة الا انه كوننا مؤسسة لبنانية فلا تقاليد ارمنية معينة في احتفالاتنا، مع املنا بان تعود الاعياد بالخير على الجميع.

نفتخر بلغتين..

 

الى مديرة المؤسسة، تؤكد سينتيا نجار، وهي من التلاميذ الحائزين منحة جان كوكيكيان، على أهمية <دعم وتشجيع اندماج المجتمع اللبناني ــ الأرمني بالمجتمع اللبناني ككلّ> وشدّدت على اهمية اللغة العربية قائلة: <كل الشعوب تفتخر بلغتها الأم أما نحن فمحظوظون لأن لدينا اثنتين>.

اما المنسق الرياضي في جامعة <هايكازيان> ومدرّب فريق <هومنتمن> في كرة السلة للإناث سيفاك كتنجيان والذي حل كضيف شرف في احتفال توزيع جوائز <البيان> فقد أكد بدوره على أهمية اللغة العربية والدور الأساسيّ للأهل في تحفيز أولادهم على التكلم بالعربية، مضيفا: <لا بدّ من تبديد الأفكار المسبقة الموجودة لدى فئة ضئيلة من الاخوة في الوطن بهذا الشأن، فزمن العربية المكسّرة لدى اللبنانيين الأرمن قد ولّى>، ودعا الشباب إلى <ألاّ يخافوا من الفشل والا يتهربوا من المسؤوليات الصعبة لأن هذا الفشل قد يكون بداية النجاح>.