تفاصيل الخبر

مدير معهد ”سرفانتس“ السيد ”خوان مانويل كسادو راموس“: لم يغلق المعهد أبوابه حتى أيام الحرب وهناك اقبال كبير على تعلم اللغة الاسبانية في لبنان!

30/11/2018
مدير معهد ”سرفانتس“ السيد ”خوان مانويل كسادو راموس“: لم يغلق المعهد أبوابه حتى أيام الحرب وهناك اقبال كبير على تعلم اللغة الاسبانية في لبنان!

مدير معهد ”سرفانتس“ السيد ”خوان مانويل كسادو راموس“: لم يغلق المعهد أبوابه حتى أيام الحرب وهناك اقبال كبير على تعلم اللغة الاسبانية في لبنان!

 

بقلم وردية بطرس

أفادت دراسة كان معهد <سرفانتس> الاسباني المتخصص في تعليم اللغة قد أعدّها بأن 21 مليون شخص يدرسون في معاهد مختلفة لتعلم اللغة الاسبانية في أنحاء العالم كافة، وأشارت الدراسة التي حملت عنوان <الاسبانية لغة حية> ان الاسبانية هي اللغة الرسمية لـ22 دولة في العالم، وهي ثاني لغة في ترتيب اللغات من حيث عدد السكان الذين يتحدثونها كلغة أم، وتُعتبر الاسبانية لغة حية عالمية حيث يقدّر عدد الناطقين بها بـ567 مليون متحدث، مما يجعلها اللغة الثانية عالمياً من حيث العدد الاجمالي للمتحدثين بها حسب ما صرّح به معهد <سرفانتس> الاسباني سنة 2016، كما تُعتبر اللغة الاسبانية واحدة من اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة، وهي لغة رسمية في الاتحاد الأوروبي وفي العديد من المنظمات الدولية الأخرى، وتحتل اللغة الاسبانية المرتبة الثالثة من حيث الاستعمال في عالم الشبكة العنكبوتية.

ويُطلق اسم الكاتب الاسباني الشهير <سرفانتس> على المعهد الاسباني في مقره في بيروت والذي له أيضاً فرع في الكسليك وطرابلس، وان معهد <سرفانتس> ومنذ تأسيسه في لبنان في العام 1995 لغاية اليوم يشهد اقبالاً من قبل اللبنانيين من مختلف الاعمار والفئات لتعلم اللغة الاسبانية التي باتت منتشرة كثيراً في دول العالم، ولا يغيب عن البال الترابط القوي بين اللبنانيين والمغتربين في دول أميركا اللاتينية الذي يتعزز أكثر فأكثر من خلال اكتساب اللغة الاسبانية والمشاركة في النشاطات الثقافية والأدبية والفنية. كما ينظم المعهد نشاطات ثقافية وأدبية وفنية على مدار السنة والتي تستقطب اللبنانيين من مختلف الأعمار والمناطق.

<الأفكار> زارت معهد <سرفانتس> في بيروت وكان لها حديث مع مدير المعهد السيد <خوان مانويل كسادو راموس> لنتحدث عن أهمية تأسيس المعهد في لبنان، وأيضاً تحدثنا مع المسؤول عن صفوف اللغة الاسبانية الدكتور <انطونيو خورادو اسيتونو>، وأيضاً مع المسؤول عن النشاطات الثقافية والفنية السيد <خيسوس كلافيرو رودريغيز>، ومع المسؤولة عن مكتبة <فرناندو ديل باسو> السيدة <دنيزا فلورينا فلوريا>.

 

مدير المعهد <خوان مانويل كسادو راموس>

وتأسيس المعهد في لبنان!

 وكانت فرصة جيدة ان نتحدث مع مدير معهد <سرفانتس> السيد <خوان مانويل كسادو راموس> الذي تولى بنفسه تأسيس المعهد في العام 1995 واليوم يتولى ادارة المعهد للمرة الثانية، ونسأله عن أهمية تأسيس معهد <سرفانتس> في لبنان وعن اهدافه فيقول:

-  لقد أسّست المعهد ما بين عامي 1994 و1995، وانني محظوظ كوني موجوداً في لبنان للمرة الثانية لأتولى ادارة المعهد. في العام 1995 تأسس المركز الثقافي في لبنان، لأنه في العام 1958 كانت الحكومة الاسبانية قد أسست <المركز الثقافي الاسباني> في لبنان، وكان المركز الثقافي الوحيد الذي يعمل في لبنان خلال الحرب اذ لم يغلق بابه طوال فترة الحرب اللبنانية، وفي السابق كان مقر المركز في منطقة الحمراء، وأيضاً أنشئ مركز آخر في الكسليك. لا شك ان العمل في ذلك الوقت حيث كانت الحرب مندلعة كان صعباً، وكل المراكز الأجنبية اغلقت أبوابها خلال الحرب الا ان <المركز الثقافي الاسباني> استمر بعمله ولم يغلق ولا ليوم واحد. وطبعاً بعد الحرب سعت البلاد الى طي صفحة الحرب والمضي قدماً واستعادة الحياة الثقافية. من جهتنا قمنا بانشاء معهد <سرفانتس> كما هو معروف عالمياً بهذه التسمية، فاليوم هناك معهد <سرفانتس> في مختلف دول العالم، اذ لدينا حوالى 3 او 4 مراكز في الولايات المتحدة الأميركية،  و9 مراكز في البرازيل، و5 مراكز في فرنسا، و4 مراكز في ايطاليا، و5 مراكز في المانيا، وبالتالي ان معهد <سرفانتس> منتشر ويتوزع في العديد من البلدان وطبعاً في لبنان، اذ ان مقر معهد <سرفانتس> في بيروت، ولكن لدينا مركزان في

الكسليك وطرابلس ايضاً، وبالنسبة لمعهد <سرفانتس> في طرابلس فاننا نعمل بالتعاون مع مؤسسة الصفدي، واننا سعداء جداً بالتعاون مع مؤسسة الصفدي، كما وقعّنا هذا العام تعاوناً مع مؤسسة رفيق الحريري لتعزيز التعاون الثقافي والتبادل اللغوي بين الطرفين، وبالتالي نحن نعمل لتعزيز اللغة الاسبانية في لبنان.

وأضاف:

- بالنسبة لهدف معهد <سرفانتس> فهو تعزيز اللغة الاسبانية في المجتمع اللبناني، كما هناك تواصل مع الفنانين والموسيقيين اللبنانيين وبالتالي نسعى لتقريب المسافات بين الثقافة الاسبانية والثقافة اللبنانية من خلال تعزيز اللغة الاسبانية. ولدينا برنامج ثقافي في المعهد، على سبيل المثال لدينا اتفاقية تعاون مع جامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية للعمل في مختلف المجالات. وان اللغة الاسبانية اليوم هي لغة مهمة ومستخدمة على الصعيد العالمي، ففي الولايات المتحدة الأميركية المتحدثون باللغة الاسبانية هم أكثر من المتحدثين بها في مدريد وفي اسبانيا ككل، ويُقدّر ان الولايات المتحدة الأميركية ستكون اول بلد ناطق بالاسبانية في العالم بحلول العام 2050 بعد المكسيك. واليوم يمكن ان يستخدم الناس اللغة الاسبانية في الأميركيتين الشمالية والجنوبية، لا بل ان الناس في الولايات المتحدة يستخدمون الاسبانية كلغة رسمية... وفي لبنان يسعدنا ان نرى اهتماماً من قبل اللبنانيين لتعلم اللغة الاسبانية، ويسعدنا ان هناك تعاوناً في مجال الثقافة والفنون، اذ تُقام العديد من النشاطات الثقافية والفنية على مدار السنة، وتلقى هذه النشاطات اقبال واهتمام اللبنانيين الذين يشاركون في هذه الأنشطة. وحتى الان ليس لدينا مركز في الجنوب وندرس هذا الأمر، وفي الحقيقة نسعى لتأسيس مركز  في صيدا ربما العام المقبل او بعد عامين، فمن جهتنا نعمل لتوسيع نشاطاتنا وبرامجنا ليس في بيروت وحسب بل أيضاً خارج بيروت نظراً لاهتمام اللبنانيين بالثقافة الاسبانية واللغة الاسبانية.

وعن اقبال اللبنانيين على تعلم اللغة الاسبانية في المعهد يشرح المسؤول عن صفوف اللغة الاسبانية الدكتور <أنطونيو خورادو اسيتونو>:

- كما تعلمين يقوم معهد <سرفانتس> بتدريس اللغة الاسبانية، اذ هناك صفوف للأطفال وأيضاً للكبار، تتوزع على الفصل الدراسي الأول (من شهر تشرين الأول/ اكتوبر لغاية شهر كانون الأول/ ديسمبر)، وهناك فصل دراسي ثان خلال فصل الشتاء، وفصل ثالث في فصل الربيع، وبعد فصلين يصبح بإمكان الشخص التحدث باللغة الاسبانية بطلاقة. في الوقت الحالي لدينا حوالى 750 طالباً وطالبة ما بين مقرات المعهد في بيروت والكسليك وطرابلس، وفي العادة يتراوح عدد الطلاب الذين يتعلمون اللغة الاسبانية في المعهد في المراكز الثلاثة ما بين 2000 و2500 طالب وطالبة. أما بالنسبة للأطفال فلدينا تلاميذ تتراوح اعمارهم بين 7 و 12 سنة، وسبب تعلم الأطفال اللغة الاسبانية هو ان ذويهم يعرفون اللغة او ان لديهم اقارب في اميركا اللاتينية وبالتالي يتعلمون اللغة للتواصل معهم. اما بالنسبة للبالغين فيتعلمون اللغة كونها تُستخدم عالمياً. ولدينا مجموعة من الطلاب يتابعون دراستهم الجامعية ولكنهم يودون ان يكملوا دراساتهم العليا في اسبانيا ولهذا يتعلمون الاسبانية، كما هناك مجموعة من الطلاب يودون تعلم الاسبانية لأن لديهم أقارب في أميركا اللاتينية ويريدون التواصل معهم.

أما النشاطات الثقافية والفنية فهي ناشطة في المعهد أيضاً على مدار السنة وفي ذلك يقول المسؤول عن النشاطات الثقافية والفنية في المعهد السيد <خيسوس كلافيرو روديغيز>:

- ينظم المعهد العديد من النشاطات الثقافية بما يتعلق بالمسرح والرقص والفنون اي يغطي المعهد مجموعة من النشاطات، وأيضاً يتم عرض الأفلام الاسبانية، وتُقام ورش عمل ومحادثات، كما يحضر كتّاب اسبانيون الى المعهد، وسنحاول ان نغطي مختلف المناطق اللبنانية في السنوات المقبلة. كما نركز على الشباب، والأطفال اذ سنطلق مهرجاناً للأطفال، وسيكون هناك اسبوع اسبانيا للأدب الذي يُقام في 23 نيسان ( ابريل) لأنه في هذا التاريخ نحتفل بيوم اللغة الاسبانية، وسيكون هناك يوم للكتّاب اذ وقعّ معهد <سرفانتس> اتفاقية تعاون مع المكتبة الوطنية، وستكون لدينا محادثات واجتماعات بين الطرفين. وبما يتعلق بالسينما فسيكون هناك مهرجان السينما للافلام اللاتينية في فصل الخريف، وستُعرض أفلام اسبانية في فرعي المعهد في الكسليك وطرابلس. أما في مجال الفنون فنوّد ان نؤسس على المدى الطويل علاقات مع المعاهد اللبنانية في مجال الفنون والثقافة، ونود ان نخلق حواراً بين الفنانين الاسبان ومن أميركا اللاتينية مع الفنانين اللبنانيين على صعيد تبادل البرامج في مجال الفنون. ولدينا اتفاقية مع الجامعة اللبنانية، وجامعة القديس يوسف، وجامعات عدة بما يتعلق بتعلم اللغة الاسبانية، كما نود التوسع خارج بيروت وكل البرامج التي بدأنا بها في بيروت نود ان ننقلها الى

الكسليك وطرابلس، والى الجنوب أيضاً لأنه حتى الان ليس لدينا معهد في الجنوب. وبما يتعلق بالمهرجان المقبل فسيقام في بيروت ومدن أخرى، وسيكون هناك تبادل بين <بيت الفنان حمانا> و<بيت الفنون في مدريد>، اذ هناك فنانون لبنانيون قادمون من اسبانيا سيشاركون في معرض، اذ لدينا صالة لعرض اعمال الفنانين اللبنانيين والفنانين الاسبان، وستُقام حفلة موسيقية سيشارك فيها عازفو غيتار لبنانيون، واللبنانيون يستمتعون بكل النشاطات التي ينظمها المعهد ويبدون اعجابهم بها وهم يشاركون فيها دائماً.

وقامت <الأفكار> بجولة في مكتبة <فرناندو ديل باسو> التي أُطلق عليها اسم الكاتب المكسيكي الراحل صاحب الروايات التاريخية الكثيرة والشاعر والديبلوماسي <فرناندو ديل باسو>، الذي نال خلال مسيرته العديد من الجوائز الأدبية لاسيما جائزة <سرفانتس> للأدب العريقة في العام 2015 وهي كانت أعلى جائزة أدبية تُمنح للكاتب المكسيكي <فرناندو ديل باسو> في عمر الـ81 تقديراً لمسيرته الطويلة التي تفوق الستين عاماً، وجائزة صاحب رواية <دون كيشوت> سلمها ملك اسبانيا الملك فيليب السادس للكاتب المكسيكي خلال الاحتفال الذي أقيم في قاعة <الكالا دي هيناريس> في مدريد مكان ولادة <ميغيل دي سرفانتس>. وعن أهمية مكتبة <فرناندو ديل باسو> تقول المسؤولة عن المكتبة  السيدة <دنيزا فلورينا فلوريا>:

- المكتبة غنية بالكتب، وهو مكان جميل في المعهد يجذب انتباه الزوار والطلاب. وان ابواب المكتبة مفتوحة للجميع لاسيما الذين يُعجبون بالثقافة الاسبانية واللغة الاسبانية. وقد أُطلق اسم < فرناندو ديل باسو> على هذه المكتبة نظراً لأهمية ومكانة الكاتب المكسيكي الشهير الذي تسلم جائزة <سيرفانتس> في العام 2015 وهو تقليد يقوم به المعهد لتكريم الكتّاب. ومعظم طلابنا يأتون الى المكتبة لأنهم مهتمون بكل انواع المواد، اذ تقدم لهم هذه المكتبة مواداً اكاديمية، ومواداً علمية، والى جانب هذه المواد هناك المكتبة الالكترونية اذ اولينا اهتماماً خاصاً بالشباب والاطفال، وبالتالي تقدم المكتبة العاب فيديو يحب الشباب الاطلاع عليها لأنهم يهتمون بالمعلومات، كما نخصص للأولاد وقتاً لقراءة القصص باللغة الاسبانية اذ تتولى معلمة اللغة الاسبانية السيدة <آنا هوليا> قراءة القصص، وبإمكان الأولاد ان يأتوا الى المعهد كل يوم جمعة بعد الظهر لسماع القصص، كما يرافقهم أهاليهم، ولقد لاقت هذه الفكرة اعجاب الأولاد وبدورنا يسعدنا اهتمام الأولاد بسماع القصص باللغة الاسبانية،

كما سنقوم باطلاق حصة للغناء للأولاد، وسنطلق في 15 كانون الأول (ديسمبر) <Book Club>.