بقلم وردية بطرس

في 20 كانون الأول <ديسمبر> 2018 اقيم احتفال افتتاح متحف الشوكولا في مبنى فليفل شارع دوننت - فردان، اذ اعتبر رئيس مجلس ادارة المتحف محمد حشوة ان المشروع عبارة عن متحف عالمي للشوكولا موجود في أماكن مهمة في العالم في بروج - بروكسيل، بلجيكا، وباريس، نيويورك، المكسيك، وبراغ وقال:

<اليوم يُفتتح أول متحف للشوكولا في الشرق الأوسط هنا في لبنان>، اذ يظهر المتحف تطور صناعة الشوكولا عبر التاريخ بدءاً من حضارة المايا والاستيكس، وكيفية اكتشافهما شجرة الكاكاو واستخراجهما منها حبة الكاكاو، وتطوير هذه الصناعة من قبل الاسبان والفرنسيين لصنع الشوكولا، وأهميتها الغذائية والاقتصادية عالمياً، ويوجد في المتحف مركز للتدريب وتعليم صناعة الشوكولا أمام الطلاب وكل المتذوقين والعاملين في هذا المجال.

تجدر الاشارة الى ان الشوكولاتة البلجيكية تُعتبر من أفضل الأنواع في العالم، ولهذا يتيح متحف <Choco - Story> او <متحف شوكو ستوري> معرفة كل ما يخص الشوكولاتة وتاريخها وكذلك بعض الوصفات، كما يمكن من خلال المتحف التعرف على بعض الخبراء المستعدين للاجابة عن اي استفسار حول الشوكولا... واليوم اثر افتتاح اول متحف للشوكولا في لبنان اصبح بامكان اللبنانيين والسيّاح التعرف على كل ما يتعلق بالشوكولا من خلال زيارة متحف <Choco Story Beiru> الذي يأخذنا الى عالم مذهل نتعرف فيه على تاريخ صناعة الشوكولا انطلاقاً من حضارة المايا وصولاً الى يومنا هذا بقالب مميز وممتع.

فكرة انشاء متحف للشوكولا في لبنان والشرق الأوسط! 

<الأفكار> قامت بجولة في متحف الشوكولا في فردان حيث عرّفتنا مديرة المتحف الآنسة عبير أحمد على محتويات المتحف، وكيفية تحضير الشوكولا، وبورش العمل التي تُقام في المتحف والتي تنال اعجاب الصغار والكبار على حد سواء، ونسألها

عن فكرة انشاء متحف للشوكولا في لبنان لاسيما انه الأول في الشرق الأوسط فتقول:

- <Choco Story> هو مفهوم أوروبي بدأ في العام 2013 في مدينة <بروج> في بلجيكا، ثم في بروكسيل، وباريس، والمكسيك، وبراغ، نيويورك. وأول فرع له في الشرق الأوسط افتتح في لبنان. وان شاء الله من لبنان سننطلق الى دول عربية. ان <Choco Story> هو متحف يحكي قصة الكاكاو، وكيف بدأت، وعن الحضارات التي اكتشفته، اذ ان حضارة المايا اكتشفته وكان آنذاك <Spicy Drink> او مشروباً حاراً، اذ بقي كذلك لفترة طويلة ثم تطور ووصل الى اسبانيا، ثم الى باريس. والمتحف يحكي قصة الكاكاو وكيف تحولّت من حبة الى لوح. ففي هذا المتحف يتمكن الزائر من التعرف على الحضارات والأدوات التي استعملتها تلك الحضارات. كما نشرح للصغار والكبار على حد سواء عن الأدوات التي كانت تُستعمل آنذاك، وكيف تطورت الى ان أصبحت قطعة الشوكولا التي نأكلها اليوم.

وتتابع:

- لدى المتحف أقسام عدة: لدينا ورشة عمل اذ يقصده الكبار والصغار فيصنعون الشوكولا بأنفسهم، وبالتالي لدى المتحف جانب ترفيهي وتربوي في الوقت نفسه، اذ ننظم ورش عمل للصغار حيث يأتون ويصنعون ألواح الشوكولا بأنفسهم ويشعرون بالسعادة وهم يقومون بصنعها وتزيينها. وأيضاً الكبار يستمتعون ويتثقفون في الوقت نفسه، اذ يقصد الزبائن المتحف لتعلّم صنع الشوكولا، مثلاً تقصدنا السيدة لتتعلم كيف تصنع الشوكولا، وكيف تصنع حشوة الشوكولا، وما هي الحشوات التي تُصنع؟ وما هي درجات الحرارة لصنع الشوكولا؟ ثم تأخذ الشوكولا التي صنعتها بنفسها، وتدفع عن الحصة فحسب. ولدى المتحف صفوف عدة، وفي كل ورشة عمل يقوم الشخص بجولة داخل المتحف. وهناك قسم يُدعى <Chocotique> بمعنى <بوتيك شوكولا> اي جمعنا الكلمتين، اذ يختار الشخص اللوح الذي يريد صنعه، ويختار ما يحلو له: حليب او  شوكولا داكن او شوكولا أبيض، وعما اذا كان يريده ممتلئاً مثلاً بـ<شيز كيك>، <ويفير>، و<كوكيز>، وأيضاً يختار ماذا يضع فوق الشوكولا اذ قد يكون المكسرات او <Marshmallows> او <Jelly Bar> ... من ثم يختار العلبة والكيس الذي يريده ويأخذه معه.

وأضافت:

- ولدينا <Special Hot Chocolate> اي يكون الشوكولا صافياً ويُضاف اليه فقط الحليب اذ لا يُضاف اليه السكر او اي شيء. ولدينا <Retail Area> اي الشخص الذي لا يريد ان ينتظر يقدر ان يبتاع الشوكولا الجاهز.

وعن اهتمام الناس بتعلّم صنع الشوكولا تشرح:

- ان قسماً كبيراً من الناس الذين يأتون للمشاركة في ورش العمل يرغبون بصنع الشوكولا في المنزل ولكن ليس لديهم كل المعدات ولوازم صنع الشوكولا، ولهذا يقصدون المتحف حيث يتوافر هنا كل المعدات لصنع الشوكولا، على سبيل المثال تأخذ السيدة الشوكولا وتقوم بتذويبها وتضعها في القالب وتجهزه عندها في المنزل، وبالتالي هنا يسهل على اي شخص تعلم صنع الشوكولا، اذ حتى الأشخاص الذين لم يخضعوا لورش عمل من قبل يتعلمون صنع الشوكولا... وأحياناً يطلب منا البعض بأن هناك أمراً معيناً يريدون تعلمه، وعندئذٍ نخصص لهم صفاً لتعلم ما يريدون تعلّمه بالتحديد. وهناك بعض الزبائن يتعلمون الصف نفسه ولكنهم يطلبون حشوات مختلفة، فالشوكولا عالم واسع فهناك حشوات عديدة وأنواع شوكولا عديدة، وبالتالي يُدرّس الصف نفسه ولكن من خلال استخدام حشوات مختلفة وأنواع شوكولا مختلفة، وحتى بما يتعلق باستخدام القوالب، ففي كل مرة يختارون استخدام قالب مختلف، وحتى الزبونة التي تود ان تشتري من قسم المبيعات لدينا وحتى لو لم تخضع لصف نساعدها ونعلّمها كيف تذوّب الشوكولا، وكيف تستعمل القالب، اي نسهّل المهمة للأشخاص الذين يرغبون ان يصنعوا الشوكولا. وأستغرب كم هناك سيدات يحببن صنع الشوكولا بأنفسهن، اذ يعاودن المجيء ويبدين اهتمامهن بتعلّم صنع الشوكولا بأنواع مختلفة وبقوالب مختلفة، وهناك اقبال كبير على تعلّم صنع الشوكولا مع العلم ان المتحف فتح ابوابه فقط منذ حوالى شهرين وهو يشهد اقبالاً واهتماماً من قبل اللبنانيين.

ــ من هو مؤسس <Choco Story Beirut>؟ ولماذا اراد انشاء متحف للشوكولا بالتحديد وليس مثلاً مصنعاً للشوكولا او شركة؟

- ان مؤسس وصاحب <شوكو ستوري بيروت> هو <ايدي فامبيل> وهناك شركاء لبنانيون معه وهم: رئيس مجلس الادارة السيد محمد حشوة، ووليد الدنا، ويوسف خطيب، وتوفيق حشوة. وان سبب اقدام اصحاب المشروع على انشاء هذا المتحف لأن لديهم شغفاً بالشوكولا، أولاً الفكرة هي مميزة جداً، وثانياً: الناس لا يعرفون حكاية الشوكولا، فكل الزبائن الذين يقصدوننا يُعجبون بالمتحف ويتعرفون على قصة الشوكولا عبر التاريخ، ولهذا عليهم ان يزوروا المتحف للتعرف على المعدات والتحف والحضارات، اذاً فكرة المتحف لكي يتعلم الناس ونظهر للناس كيف ان هذه الحبة الصغيرة حبة الكاكاو تحولت الى لوح، وماذا تحمل قصة الكاكاو من حضارة. كما ان اصحاب المتحف يعملون في هذا المجال منذ سنوات طويلة. وكل ما تجدينه في المتحف قام <ايدي> بجمعه اذ جمع كل ما له علاقة بالكاكاو اذ جمعها من المكسيك وبراغ، اذ يضم المتحف أكثر من الف قطعة من ادوات وكلها قطع حقيقية، وقام ايضاً بتقسيم المتحف، اذ وضعها بنفسه في كل مكان. والآواني والأدوات أكثرها من المكسيك وهناك أيضاً من البيرو والبرازيل. والأكواب من فرنسا واسبانيا... لقد تطلب تجهيز المتحف تقريباً سنة ونصف السنة، واخترنا فردان مقراً للمتحف لأنه الشارع الرئيسي، ويتألف المتحف من ثلاثة طوابق. ويصل عدد العاملين الى 15 شخصاً: 3 شيف، و2 باريستا، والمرشدون داخل المتحف.

اقبال المدارس على المتحف!

ــ وماذا عن اقبال المدارس على المتحف؟

- طبعاً يستقبل المتحف الأهل الذين يقيمون أعياد ميلاد أولادهم هنا. وهناك اقبال كبير من المدارس، اذ لدينا أشخاص بمجال التسويق يزورون المدارس ويعرفونها على المتحف. يستقبل المتحف التلاميذ من يوم الاثنين الى الجمعة من الساعة 9 صباحاً لغاية 12 ظهراً، وبعد الظهر نستقبل الأهل الذين يرغبون بالاحتفال بعيد ميلاد أولادهم هنا اي يأتي الأولاد ويقومون بجولة في المتحف ويشاركون في نشاطات لها علاقة بالشوكولا والمتحف ويشاركون بمسابقة، وبعدها يتوجهون الى ورشة العمل ويصنعون الشوكولا على أنغام موسيقى و<انيمشين> من ثم يقطعون الكاتو. وبالنسبة لجولة المدارس فنتبع الفكرة نفسها اي يقومون بجولة في المتحف ثم يصنعون الشوكولا، وهناك أسعار مخصصة لتلاميذ المدارس والمجموعات التي تشارك في ورش العمل وما شابه. لقد فتح المتحف أبوابه في الأول من (ديسمبر)، وأقيم احتفال الاطلاق الكبير في 20 كانون الأول (ديسمبر) الا انه يشهد اقبالاً كبيراً خلال فترة قصيرة جداً من افتتاحه، فالكبار يقصدون المتحف ويعجبون بالمكان اذ يأتي البالغون والمراهقون ويستمتعون كثيراً. وخلال الجولة في المتحف يتذوقون الشوكولا... وكل شخص يزور المتحف يحجز لورشة العمل لأنه يحب الفكرة، اي بعدما ينهون الجولة ويتذوقون الشوكولا.

منتوجات بلجيكية!

ــ وماذا عن المواد والمنتوجات التي تُستخدم بصنع الشوكولا في هذا المتحف؟

- كل منتوجات الشوكولا هي بلجيكية <Belcolade> الشوكولا البلجيكية المعروفة عالمياً. وطبعاً كل ما نستعمله في هذا المتحف هو شوكولا بلجيكي، وكما يعلم الجميع ان الشوكولا البلجيكية هي صافية ولا تحتوي على السكر، ويتوافر أيضاً الشوكولا الداكن بكل الدرجات من 50 الى 80 بالمئة. وطبعاً اذا اكلنا الشوكولا باعتدال فلن يضرّنا، بالنسبة الي فكل يوم علي ان أتذوق الشوكولا التي يصنعونها في المتحف، لقد تعلّمت الكثير في بلجيكا اذ كنت اقصد البلد على مدى سنتين للتعلم قبل ان يُفتتح المتحف لنقوم بهذا العمل على اكمل وجه، وكل فريق العمل في هذا المتحف هم لبنانيون وتعلموا في بلجيكا على مدى سنتين وتخصصوا على يدي شيف بلجيكيين في <شوكو ستوري> للتحضير بشكل جيد قبل اطلاق المتحف ليكون بمستوى عال اسوة بمتاحف <شوكو ستوري> في الخارج. ومن خلال ما تعلمته استطيع ان اقوم بهذا العمل كما يتوجب، ففي عالم الشوكولا هناك أمور عديدة علينا ان نتعلمها مثلاً علينا ان نميّز قرمشة الشوكولا عما اذا كانت صحيحة، او اذا كان لمعان الشوكولا صحيحاً، مثلاً اذا صنعنا لوحاً من الشوكولا ولم يكن لديه لمعان فنعيده ولا نضعه ولا نعرضه في المتحف، واذا لم تكن قرمشة الشوكولا صحيحة لا نعرضه أيضاً، اي يجب ان يكون كل شيء ضمن القاعدة في <شوكو ستوري>...

وتتابع:

- نحن نأتي بالمواد من بلجيكا، ولكن كل شيء يُصنّع هنا عندنا في المتحف، ولكن الشوكولا الخام نأتي به من بلجيكا. نفتح قبل ساعتين من بدء استقبال الناس، من الاثنين الى الخميس من الساعة 9 صباحاً لغاية الثامنة مساءً، الجمعة، السبت والأحد من الساعة العاشرة لغاية الثامنة مساءً. ولا نغلق ابواب المتحف حتى ايام العطل. وهناك اقبال من المدارس اذ يرغب التلاميذ بذلك وايضاً المدارس تعرّف تلاميذها على الشوكولا وكيف يتم صنعها الى ما هنالك لأن هذا المتحف يعمل ضمن الترفيه والتثقيف على حد سواء. يومياً هناك حركة دائمة، فالزبائن يقصدون المتحف لشراء الشوكولا وهم يتعرفون على المتحف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

ــ هل ستنتقلون الى دول عربية؟

- ان الفكرة جميلة والمفروض ان يكون هناك متاحف للشوكولا في الدول العربية، وهناك خطة لنفتح متحفاً للشوكولا في دبي، والسعودية، وقطر.

ــ وهل من إقبال للسيّاح؟

- ان موقع المتحف في بيروت وبالقرب من الفنادق يساعد بتعريف السيّاح عليه، اذ العديد من السياح المارين في الشارع يدخلون الى المتحف ويبدون اعجابهم كونهم لم يسمعوا عنه او لم يتوقعوا ان يجدوا متحفاً للشوكولا كما في اوروبا، ولهذا عندما يدخلون يعجبون به ويشاركون في ورش عمل حتى لو لم يحجزوا من قبل، وأحياناً يدخلون ونحن نفسح لهم المجال للمشاركة في ورش العمل. ولا يدخل الزائر ويقوم بجولة لوحده بل يرافقه دليل داخل المتحف ويشرح له كل شيء ويشعر انه يحصل على المعلومات سواء كسائح او لبناني وهي تجربة جميلة، وطبعاً هذا المتحف يبرز صورة جميلة عن لبنان لأن لبنان لا يحتوي على المطاعم والمقاهي فحسب، بل لديه المتاحف والثقافة فيحصل الزائر على المتعة والتثقيف في الوقت نفسه.

ــ وهل هناك تعاون مع وزارة السياحة لإضافة متحف الشوكولا الى لائحة المتاحف؟

- لقد تحدثوا معنا من وزارة السياحة، وسيزوروننا ويتعرفون على المتحف، هناك قبول ونأمل ان يكون هناك تعاون، ونحن نعمل لادخال المتحف على لائحة المتاحف في لبنان إذ ان أصحاب المتحف يهتمون بالأمر. ومما نراه يوماً بعد يوم من قبول واقبال اذ يقصدنا الكبار والصغار نأمل ان ينجح هذا المشروع في لبنان وخارج لبنان اي في الدول العربية.