تفاصيل الخبر

مديرة ”المركز الثقافي البرازيل - لبنان“ السيدة مونيكا بازي: المركز يقوم بنشاطات ثقافيـة وفنيـة علـى مـدار السنـة وهنـاك روابــط مشتــركة بيـن لبــنان والبرازيـــل!

02/11/2018
مديرة ”المركز الثقافي البرازيل - لبنان“ السيدة مونيكا بازي: المركز يقوم بنشاطات ثقافيـة وفنيـة علـى مـدار السنـة وهنـاك روابــط مشتــركة بيـن لبــنان والبرازيـــل!

مديرة ”المركز الثقافي البرازيل - لبنان“ السيدة مونيكا بازي: المركز يقوم بنشاطات ثقافيـة وفنيـة علـى مـدار السنـة وهنـاك روابــط مشتــركة بيـن لبــنان والبرازيـــل!

 

بقلم وردية بطرس

البرازيل اكبر دولة في أميركا الجنوبية وهي خامس أكبر دولة في العالم من حيث مساحة الأرض والسكان... تُعتبر ثقافة البرازيل متنوعة جداً، وهذا بسبب الاختلاط العرقي والثقافي الذي حدث خلال الفترة الاستعمارية، فقد كانت البرازيل جزءاً من الامبراطورية البرتغالية لأكثر من 300 سنة، وبالتالي نجد ان جزءاً كبيراً من ثقافة البرازيل يقوم على الثقافة البرتغالية، كما ان البرازيل تأثرت على مر القرون بالمهاجرين والمستعمرين من الدول الأوروبية الأخرى بما في ذلك ايطاليا، اسبانيا والمانيا، التي ساهمت في العناصر المتعددة الأوجه لثقافتها، وبالاضافة الى النفوذ الغربي، فان ثقافة البرازيل تشكلت أيضاً من ثقافات وتقاليد شعوبها الأصلية والأفارقة الذين جلبهم المستعمرون الأوروبيون معهم. ونجد ان للموسيقى والرقص أهمية كبيرة في حياة البرازيليين اذ يشعرون عموماً بالفخر بتراثهم الموسيقي، ويظهر ذلك في <الكرنفال> الشهير وهو مهرجان سنوي شعبي يحدث بمناسبة بداية كل عام، وتختلف العادات الدقيقة من منطقة الى أخرى في جميع أنحاء البلاد، ولكن رقصة <السامبا> والمسيرات الملونة المندفعة في الشوارع شائعة في المدن الكبيرة.

انشاء <المركز الثقافي البرازيل - لبنان> لتعزيز العلاقات بين البلدين في مجال الثقافة والفنون!

 

تعود علاقات البرازيل مع لبنان الى القرن التاسع عشر حيث ساهم اللبنانيون الذين هاجروا الى البرازيل بشكل كبير في بناء وتشكيل البلاد اجتماعياً واقتصاديا وسياسياً وثقافيا، ولأن الثقافة تقرّب ما بين الشعوب وتعزز الروابط والعلاقات في ما بينها، كانت سفارة البرازيل في بيروت قد أسّست <المركز الثقافي البرازيل - لبنان> <Brasiliban Centro Cultural Brasil- Libano>، في العام 2011 لتعريف اللبنانيين على الثقافة البرازيلية واقامة النشاطات الثقافية على مدار السنة لتعزيز العلاقات بين اللبنانيين والبرازيليين في المجال الثقافي والفني والتراثي. ولقد اتخذ المركز من بيت أثري يقع في شارع مار متر في الأشرفية مقراً له، وهو منزل ذو طابع معماري قديم يعود الى القرن التاسع عشر. ويقوم المركز بتقديم صفوف في اللغة البرتغالية للراغبين بتعلمها، اضافة الى صفوف لتعليم اللهجة اللبنانية المحكية لأبناء الجالية البرازيلية. كما يهتم المركز بتعليم <السامبا>، والفنون القتالية البرازيلية وعلى رأسها <الكابويرا>، وأيضاً تعليم الطبخ البرازيلي. ويخصص المركز حيزاً للتعرف على الفولكلور والشخصيات التاريخية والأسطورية في بلدان أميركا اللاتينية.

ويضم المركز صفوفاً دراسية مع أحدث المعدات، كما تتوافر في المركز مكتبة تحمل اسم <Machado de Assis> (يعد <ماشادو ده أسيس> الروائي البرازيلي والأب الحقيقي للأدب البرازيلي الحديث ومؤسس الأكاديمية البرازيلية للآداب ورئيسها حتى وفاته في العام 1908 عن عمر يناهز 69 عاماً، تاركاً وراءه ارثاً خالداً وبصمة مضيئة في فن الرواية الغرائبية التي تربى عليها أكثر من جيل في البرازيل)، ويتوافر في المكتبة الفيديو ليتسنى للحضور مشاهدة الأفلام، كما تتوافر في المركز الكافتيريا مع المنتجات البرازيلية، وتُقام المعارض في قاعة الطابق الأرضي، وهناك غرفة مخصصة للمؤتمرات وعرض الأفلام وورش العمل لذوي الاحتياجات الخاصة. ويقدم المركز دورات في اللغة البرتغالية التي يدرّسها أساتذة لديهم مؤهلات بدرجة عالية ومعتمدون من وزارة التعليم البرازيلية. بالاضافة الى ذلك فإن <المركز الثقافي البرازيل - لبنان> هو المعتمد الرسمي لاجراء امتحانات <CELPE- BRAS> من قبل وزارة التعليم البرازيلية، وشهادة <CELPE- BRAS> هي الشهادة الوحيدة لتدريس اللغة البرتغالية المعترف بها رسمياً والتي وضعتها وزارة التعليم في البرازيل.

 

مديرة <المركز الثقافي البرازيل - لبنان>

السيدة مونيكا بازي ودور المركز بتعزيز

الثقافة بين البلدين!

 

ولنتعرف أكثر على <المركز الثقافي البرازيل - لبنان> والنشاطات التي يقوم بها على مدار السنة كان لنا حديث مع مديرة المركز السيدة مونيكا بازي وهي لبنانية الأصل وتفتخر بجذورها اللبنانية اذ عادت الى لبنان مع والديها. السيدة بازي كما العديد من اللبنانيين الذين هاجروا الى دول أميركا اللاتينية أرادت ان تعود الى وطن أجدادها وتقول:

- انا ابنة دير القمر، وكان جدي قد انتقل الى جبيل ومن هناك الى عكار، واستقرّوا في بلدة بالقرب من حلبا ووالدتي من منيارة. لقد ولد والداي في لبنان ولكنهما هاجرا مع أهلهما الى البرازيل في العام 1950 في <البابور> اذ استغرقت رحلتهم 21 يوماً الى ان وصلوا الى البرازيل واستقروا في مدينة <انابوليس غوياس> وهي مدينة قريبة من العاصمة البرازيلية. وحرص والداي ان نتعلم اللغة العربية منذ الطفولة، وليس هذا فحسب بل ارادانا ان نتعرف على التراث اللبناني. وبالرغم من اننا عشنا سنوات طويلة في البرازيل الا اننا عدنا الى لبنان واليوم يقيم اهلي في كسروان. وعندما عدت الى لبنان التحقت بالجامعة الأميركية في بيروت ونلت الماجستير في اختصاص <Education Leadership & Policy Studies> وبعد ذلك عملت في مجال الأعمال مع والدي هنا، وطبعاً كان رائعاً اننا عدنا الى الوطن ولكن أيضاً لا نزال نتحدث باللغة البرتغالية لأننا ولدنا في البرازيل ونريد ان نحافظ على هذه اللغة التي تعلمناها منذ الطفولة، واليوم أتحدث مع أولاد اخي الذي يقيم في لبنان باللغة البرتغالية أيضاً.

ــ كيف تأسس <المركز الثقافي البرازيل - لبنان>؟

- لقد تسلمت ادارة المركز في العام 2017، وكان المركز قد تأسس في العام 2011 اذ سابقاً كانت السفارة البرازيلية في لبنان تنظم نشاطات ثقافية، ولكن بعدما أصبحت الجالية البرازيلية كبيرة من حيث العدد اتخذ القرار بانشاء <المركز الثقافي البرازيل- لبنان> لاتاحة الفرصة امام الأهالي لاصطحاب اولادهم الى المركز لتعلم اللغة البرتغالية والتعرف على التراث البرازيلي وما شابه. وهذا المركز يفسح المجال أمام الجالية البرازيلية المقيمة في لبنان لتمضية أوقات ممتعة في هذا المركز اذ يتعلم أبناء الجالية البرازيلية اللغة البرتغالية، كما تشارك العائلات اللبنانية - البرازيلية في نشاطات ثقافية وتراثية، وأيضاً يمكن تذوق الطعام البرازيلي، والاستماع الى الموسيقى البرازيلية وتعلم رقصة <السامبا> الى ما هنالك... وطبعاً يقصد المركز لبنانيون سواء الذين يحملون الجنسية البرازيلية او المتزوجين من البرازيليين ويريدون ان يعلّموا أولادهم اللغة البرتغالية. كما يقصد المركز لبنانيون يحبون تعلم اللغة البرتغالية والتعرف على الثقافة والتراث البرتغالي اذ كما يعلم الجميع ان اللبناني يحب تعلم اللغات الأجنبية والتعرف على ثقافة الآخرين. وتجدر الاشارة هنا الى انه تربط البرازيل ولبنان قواسم مشتركة اذ ان كلاً من اللبنانيين والبرازيليين يحبون الحياة ويستمتعون بها.

 

أهداف المركز

 

ــ ما هي أهداف <المركز الثقافي البرازيل- لبنان>؟

- أهداف المركز تتمثل بجمع العائلة البرازيلية واللبنانية، والأشخاص الذين يحملون الجنسية البرازيلية ليعيشوا الأجواء البرازيلية وكأنهم في البرازيل. اذ هناك صفوف لتعليم اللغة البرتغالية لكل المراحل اي عندما يدخل الشخص الى الصف وهو لا يعرف اللغة اطلاقاً يمكنه بعدما يصل الى <Level 12> ان يتقن اللغة تماماً وكأنه يعيش في البرازيل. ونلاحظ ان هناك اهتماماً من قبل اللبنانيين الذين يودون التخصص في مجال التجميل ليتعلموا اللغة البرتغالية اذ يتحضرون بشكل جيد ليتابعوا دراستهم في مجال التجميل في البرازيل اذ كما تعلمين ان هناك أطباء خصوصاً جراحي التجميل قد درسوا الجراحة التجميلية في البرازيل. كما ان اللغة البرتغالية محكية في 9 او 10 بلدان وبالتالي يقبل الناس لتعلم اللغة، كما ان المركز يسهل الأمر على الأشخاص الذين يودون الحصول على الجنسية البرازيلية ان يلتحقوا بهذه الصفوف لتعلم البرتغالية، اذ ان الشخص الذي يتعلم اللغة البرتغالية في مركزنا يحصل على مستوى عال في التعليم وبالتالي يساعده ذلك خلال امتحان <CELPE- BRAS> ويجب ان يخضع لهذا الامتحان الذي يتطلب ان تكون لدى الشخص قدرات عالية لينجح ومن ثم يخوله الأمر الحصول على الجنسية البرازيلية.

وأضافت:

- اليوم يتعلم في المركز ما بين 200 و 250 ولداً، أما المراهقون فيتراوح عددهم من 20 الى 30 طالباً وطالبة. بالنسبة للكبار فإن أكثر من 180 شخصاً يتعلمون اللغة البرتغالية في المركز الكائن في منطقة الأشرفية، ولكن أيضاً يُخصص يومان في الاسبوع في بلدية ذوق مكايل لتعليم اللغة البرتغالية اذ يقصد المركز أشخاص من الشمال، وبذلك تُتاح الفرصة للأشخاص الذين يقيمون في الجبال والمناطق البعيدة ان يتعلموا اللغة دون ان يتكلفوا مصاريف التنقل من القرى والمناطق الجبلية الى المركز الكائن في الأشرفية وذلك لتشجيع الناس للقيام بذلك، كما تُقدم صفوف اللغة في البقاع وزحلة، وهناك قرية تدعى سلطان يعقوب وهي أكبر قرية يحمل أهلها الجنسية البرازيلية ويتحدثون البرتغالية حتى لو ولدوا وعاشوا في هذه القرية ولكن ذويهم عاشوا وترعرعوا في البرازيل وبالتالي يحبون ان يتعلم اولادهم البرتغالية.

 

نشاطات ثقافية وفنية!

 

ــ وماذا عن النشاطات التي يقوم بها المركز؟

- ينظم المركز العديد من النشاطات الثقافية والفلوكلورية، اذ ينظم المركز <الكرنفال> في شهر شباط (فبراير) في كل عام ويحضره عدد كبير من الناس اذ يصل عددهم ما بين 800 و 1000 شخص. ففي العام الماضي أحضرنا راقصات ليقدمن رقصة <السامبا> للحضور الذي استمتع كثيراً بالأجواء. كما لدى المركز معلمة الرقص البرازيلي التي تقوم بتعليم الرقصات البرازيلية لكل شخص يود ان يتعلمها، كما نعلّم رقصة <الكابويرا> وهي رقصة برازيلية شهيرة تساعد بتنشيط الجسم، وهناك طلاب يتعلمون هذه الرقصة. كما لدينا نشاطات عدة ومنها تعليم التطريز على الطريقة البرازيلية، اذ تتولى سيدات برازيليات يقمن في لبنان تعليم التطريز للسيدات او اي شخص يود ان يتعلم التطريز البرازيلي.

وعن الاحتفالات والمناسبات التي يحتفل بها المركز تقول:

- يقوم المركز بنشاطات عديدة على مدار السنة، طبعاً ينظم نشاطات خلال المناسبات والأعياد مثلاً نحتفل بعيد الأم وعيد الطفل، اذ نظم المركز العام الماضي حفلة بمناسبة عيد الأم في البقاع حيث علّمنا الأولاد الأغاني باللغة البرتغالية وتم توزيع الهدايا، ونحتفل أيضاً بعيد الميلاد وغيرها من المناسبات. كما نحتفل بعيد المعلم في 15 تشرين الأول (اكتوبر) كما يُحتفل به في البرازيل. وهناك تعاون مع مركز <سرفانتيس> الاسباني اذ سُيعرض عندنا في المركز فيلم تحت عنوان <أهلاً على ميزا> اذ سيُعرض وثائقي عن هجرة لبنان وفي الوقت نفسه ستقوم صبيتان بتحضير التبولة امام الحضور وذلك لتعريف الناس على التراث اللبناني بقالب مميز، وبعدها سنقدم التبولة للحضور الى جانب الأطباق البرازيلية في جو من الألفة والمحبة.

وعن زيارة الشاعر البرازيلي الشهير <ناتان باريتو> تقول:

- لقد دعونا الشاعر والمؤلف البرازيلي المقيم في لندن <ناتان باريتو> الذي ألف كتاباً مميزاً عن الأطفال لزيارة لبنان والمركز لعرض كتابه امام الحضور، ولقد استقبل المركز المؤلف البرازيلي <ناتان باريتو> لتوقيع كتابه بعنوان <Um Quintal e Outros Cantos> او <الفناء الخلفي والزوايا>، وتجدر الاشارة الى ان المؤلف <باريتو> فاز في العام 2017 بجائزة  <Sosigenes Costa Poetry> التي تمنحها <LLheus Academy of letters in Bahia>.

والنشاطات التي تُقام في المركز عديدة ومتنوعة، اذ تُقام ورش عمل لتذوق الطعام، كما تقوم السيدات البرازيليات باعداد الطعام البرازيلي.

وبالسؤال عن الجالية اللبنانية في البرازيل تقول:

- الجالية اللبنانية في البرازيل كبيرة، وهناك نوادٍ لبنانية في العاصـمة البرازيلية و <ريو دي جنيرو> و <ساو باولو>، واينما كنت في البرازيل تلتقين باللبنانيين او يقولون لك ان لديهم جذوراً لبنانية او ان احد الوالدين من أصل لبناني، فهناك تشعرين بأنه في اي مكان ستلتقين بلبناني. وطبعا اللبنانيون في البرازيل حققوا الكثير من الانجازات في جميع المجالات، ووصل اللبناني الى سدة الرئاسة فالرئيس الحالي للبرازيل <ميشال تامر> هو من أصل لبناني، كما ان احد المرشحين للانتخابات الرئاسية في البرازيل <فرناندو حداد> هو لبناني أيضاً اذ كان وزير التعليم سابقاً واليوم ترشح للانتخابات الرئاسية في البلاد. وطبعاً برع اللبنانيون في مختلف المجالات في البرازيل.

ــ الى اي مدى تلعب الثقافة دوراً بتقريب المسافات بين الشعوب؟

- طبعاً للثقافة أهمية كبيرة في هذا الخصوص، ويسعدنا كثيراً عندما نرى مدى اهتمام اللبنانيين بالثقافة البرازيلية من حيث مشاركة الناس هنا في مختلف الأنشطة التي يقوم بها المركز. واللبنانيون يظهرون محبتهم للبرازيل دائماً، وطبعاً بالمقابل البرازيليون يعتبرون لبنان بلداً مميزاً ويستمتعون بالاقامة فيه او زيارته، فعندما ندعو شخصيات برازيلية لزيارة لبنان والمشاركة في نشاط ما يقيمه المركز تبدي اهتمامها ورغبتها بالمجيء الى لبنان بكل سرور. ولقد زار هذا المركز العديد من الفنانين والرسامين البرازيليين وأبدوا اعجابهم بلبنان وأهله.