تفاصيل الخبر

مدير ”المجلس الثقافي البريطاني“ ”دايفيد نوكس“: أولى مبادىء المجلس بناء العلاقات بين البلدان والمواطنين من خلال التعليم واللغة والفنون!

16/11/2018
مدير ”المجلس الثقافي البريطاني“ ”دايفيد نوكس“: أولى مبادىء المجلس بناء العلاقات بين البلدان والمواطنين من خلال التعليم واللغة والفنون!

مدير ”المجلس الثقافي البريطاني“ ”دايفيد نوكس“: أولى مبادىء المجلس بناء العلاقات بين البلدان والمواطنين من خلال التعليم واللغة والفنون!

بقلم وردية بطرس

يخلق <المجلس الثقافي البريطاني> الفرص الدولية للأشخاص في المملكة المتحدة والبلدان الأخرى، ويبني الثقة في ما بينهم حول العالم، اذ يعمل مكتب <المجلس الثقافي البريطاني> في لبنان منذ العام 1946 في مجالات اللغة الانكليزية، والفنون، والتعليم والمجتمع التي تعد من أعظم المقومات الثقافية في المملكة المتحدة، ويستخدمها للجمع ما بين الأشخاص وجذب الشركاء للعمل مع المجلس، ويتمكن المجلس من خلال هذه البرامج من دعم التنمية في لبنان، وبناء الثقة والتفاهم المتبادلين، كما يخلق فرصاً لعشرات الآلآف من الشباب سنوياً.

فما هي أهداف <المجلس الثقافي البريطاني> في لبنان؟ وما هي الأنشطة التي يقوم بها المجلس في مجال التعليم واللغة والفنون؟

<الأفكار> زارت مقر <المجلس الثقافي البريطاني> الجديد في <السوديكو>، وكان لنا حديث مطول مع مدير المجلس السيد <دايفيد نوكس> ليطلعنا أكثر على النشاطات التي يقوم بها المجلس في لبنان ونسأله بداية:

ــ تأسس <المجلس الثقافي البريطاني> في لبنان في العام 1946، فما كان الهدف من تأسيس المجلس في لبنان؟

- كما تعلمين ان <المجلس الثقافي البريطاني> أنشئ في العام 1930في مصر كأول بلد عربي، وتطلب وقتاً طويلاً للمجيء الى لبنان، وكان الهدف من انشاء المجلس هو نشر المعرفة والتفاهم في وقت كانت الفاشية قد بدأت بالصعود والتوجه نحو الحرب العالمية الثانية... لقد أسسنا المجلس في لبنان في العام 1946، والمبادىء التي على أساسها أنشئ <المجلس الثقافي البريطاني> تقوم على كيفية بناء العلاقات بين البلدان والمواطنين من خلال التعليم واللغة والفنون وغيرها من أشكال التعاون، ونشعر اليوم اننا نعيش في عالم منقسم ومعقّد فيه العديد من التحديات، وكان المجلس يعمل ويعزز هذه العلاقات بين الدول لسنوات عديدة، ولقد التقيت بمسؤولين في وزارة التربية والتعليم وعلمت انهم قد عملوا خلال عشر سنوات مع اربعة مدراء للمجلس البريطاني، وبالتالي اعتقد انه نشأت بين المجلس والمسؤولين والوزارات علاقات جيدة، ولكننا كنا نتولى أيضاً التعليم في المدارس ومع الأساتذة والمدراء وما الى ذلك، ونصف أنفسنا كمنظمة بريطانية للثقافة والتعليم ونحن موجودون في 110 دول، وفي 17 دولة عربية... حتى اننا نعمل مع ايران ولكن ليس لدينا مكتب في ايران، ومراكزنا لا تزال مفتوحة حتى في البلدان التي تشهد نزاعات وحروباً مثل اليمن، وبالتالي نعمل حتى في أصعب الظروف من أجل التبادل الثقافي واقامة النشاطات الثقافية والتربوية لكي يشعر الناس بالأمل في وقت الأزمات وفي ظل ما تشهده المنطقة من صراعات، ولهذا من المهم جداً ان يكون هناك أمل.

وعن مكتبة <المجلس الثقافي البريطاني> التي كانت تستقطب اللبنانيين لسنوات عديدة يقول:

- كانت المكتبة في أول مقر لـ<المجلس الثقافي البريطاني> في منطقة الحمراء مقصداً للبنانيين اذ اعتادوا على زيارة المكتبة على مدى سنوات، ولكن طبعاً تغيّر الزمن، وبات الناس يحصلون على المعلومات بطرق مختلفة، ولذلك وجدنا أن الحاجة للمكتبة باتت أقل وكان لا بد من التماشي مع التطور والتكنولوجيا، فأصبحت لدينا شبكة قوية على الانترنت.

 

نشاطات المجلس في مجال التعليم واللغة!

ــ هلا حدثتّنا عن النشاطات التي يقوم بها المجلس في مجال التعليم واللغة؟

 - كما يعلم الجميع ان عملنا في <المجلس الثقافي البريطاني> يقوم اساساً على تدريس اللغة الانكليزية، ولكن مرة أخرى فرض التطور علينا التغيير، اذ هناك العديد من المدارس الخاصة في لبنان تدرّس اللغة الانكليزية، لذلك وجدنا ان هناك حاجة أقل لنا للقيام بذلك، اذ نركز في عملنا الآن أكثر على دعم وتطوير تعليم اللغة الانكليزية في قطاع التعليم الرسمي، لذلك نتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ونعمل على ان تستفيد من ذلك كل المدارس الرسمية، لذلك نقوم بتدريب المعلمين ومدراء المدارس والعاملين في مجال التعليم في كل أنحاء البلاد، وهناك شراكة مع عدد من المدارس الخاصة في لبنان ومنها المقاصد والمبرات والمدارس المارونية والمدارس الكاثوليكية، كما يركز <المجلس الثقافي البريطاني> على تعزيز دور المرأة وعلى ذوي الاحتياجات الخاصة، اذ نعمل ضمن برامج سواء في مجال التعليم او الفنون وأيضاً بناء القدرات لكي يستفيد الناس منها كما يجب، وأيضاً بناء قدرات الشباب اذ عملنا مع وزارة الشباب في هذا الخصوص، كما عملنا مع منتدى الشباب وجمعيات المجتمع المدني لتعزيز العلاقات مع الحكومات، وقد ساعدنا الشباب ليصبحوا أكثر وعياً، ولا يمكن القول ان المهمة قد تم انجازها ولكن أعتقد اننا قدمنا مساهمة مهمة في العامين الماضيين ضمن برنامج للشباب.

واستطرد قائلاً:

- هناك نموذج آخر وهو العمل مع الشباب في مدينة طرابلس اذ عملنا مع مجموعة في طرابلس لإدماج الشباب في البرنامج من خلال الرياضة اذ نقوم بتدريب المدربين والشباب ومنحهم فرصة لمشاركة الشبان والشابات في النشاط الرياضي والنشاطات التي يقوم بها المجلس، وكنا نجمع الشباب من جبل محسن وباب التبانة للمشاركة في هذه النشاطات من أجل التقريب بينهم لأنه كما تعلمين انه حصل انقسام بين أهالي باب التبانة وجبل محسن مرات عدة، ومن جهتنا عملنا على التقريب في ما بينهم ليقوموا هم بدورهم ببناء البلد، ولكي يقوم الشباب بذلك فهم بحاجة لأربعة عناصر وهي: الاحساس القوي بالهدف، كما يحتاجون لدرجة عالية من الثقة بالنفس، كما يجب ان يكونوا مستعدين للتطبيق، وأيضاً ان يتقبّلوا الآخر اذ يحتاجون الى شبكة دعم لمساعدتهم في تحقيق تطلعاتهم على المستوى المحلي، ونحن نسعى لتقديم المساعدة من خلال الرياضة ومن خلال ادماجهم ببرنامج يدعى <المواطن النشيط>، كما نسعى الى دفعهم للمشاركة بشكل كبير في هذه النشاطات، وأيضاً احترام الآخرين واحترام مختلف الآراء من ثم مساعدتهم لفهم مجتمعهم والنظام وكيف تسير الأمور، والأهم من ذلك ان تُتوج هذه النشاطات بمشروع يعمل فيه الشباب معاً لتحقيق تغيير بسيط في مجتمعهم، وكانت هناك رغبة للمشاركة في هذه النشاطات لاسيما بعدما عاش الشباب ضمن أجواء مأساوية، وهم يطلبون الأمان اذ يريدون ان يكون هناك أمن وأمان في مناطقهم، ومرة أخرى نقدّر جهودهم اذ لم تقع اية مشكلة او حادث يذكر اثناء التقاء الشباب من جبل محسن وباب التبانة. وهذا هو هدف عملنا مع الشباب لناحية المواطنة، وما كان مثيراً للاهتمام هو ان ظهرت رغبة لدى الشباب بأن يصبحوا مواطنين، لذلك نحن نعمل لنرى كيفية دمج المواطنة في المناهج الدراسية وطبعاً بمساعدة الحكومة.

وأضاف:

- أيضاً نعمل مع الجامعات في لبنان لأن الجامعات تدرّب المعلمين والمدراء، ويمكننا ان نساعد المعلمين لتكون لديهم رؤية بما يتعلق بالنظام التعليمي. واود ان اذكر هنا ان السيدة بيترا كيوان المسؤولة عن التسويق والتواصل الرقمي في <المجلس الثقافي البريطاني> اندمجت في مشروع قدمته للحكومة اللبنانية والذي كان عبارة عن مشاريع تحسين المدارس، وقد عملنا مع المدارس لتصميم عملية تخطيط تركز على التقييم الذاتي.

ــ ماذا عن نظام تقييم اللغة الانكليزية الدولي الذي يُعرف بـ<IELTS>؟

- ان نظام تقييم اللغة الانكليزية الدولي هو امتحان اللغة الانكليزية الأكثر شهرة على مستوى العالم، اذ يفتح هذا الامتحان الأبواب نحو الهجرة والدراسة والعمل حول العالم، وهو الوحيد المعتمد لدى سلطات الهجرة في جميع البلدان التي تشترط اجتياز امتحان في اللغة الانكليزية، واعتقد انه مهم للبنانيين والشباب حول العالم لأنه إذا اراد الشخص ان يدرس في اي مكان في العالم فإنه سيحتاج اليه، اذ يسهل على الأشخاص الذين يودون الدراسة في الخارج سواء في بريطانيا او كندا او الولايات المتحدة او استراليا او اوروبا، وبالتالي هذه الشهادة تسهل على الشخص الذي يود ان يكمل دراسته الجامعية وان يلتحق بالجامعات في الخارج. ونحن نقدم امتحان المملكة المتحدة لجامعات المملكة والهيئات المهنية في المملكة مثلاً في جامعة

كمبرديج، واذا كان الشخص يرغب باجراء امتحان بريطاني فبامكان فريق العمل في <المجلس الثقافي البريطاني> في بيروت ان يوفر له ما يحتاج، وانني اشعر بالفخر بأننا نوفر لهم هذه الفرصة لكي يتمكنوا من متابعة دراساتهم الجامعية في الخارج.

نشاطات <المجلس الثقافي البريطاني> في مجال الثقافة والفنون!

ــ وماذا عن الأنشطة الحالية التي يقوم بها <المجلس الثقافي البريطاني> في مجال الثقافة والفنون؟

- ان أحد الأمور التي رأيتها مثيرة للاهتمام بما يتعلق بالثقافة في لبنان انها نابضة بالحياة اذ هناك الكثير من الفنانين والموسيقيين والكتّاب ومؤلفي المسرحيات، لذا أرى ان لبنان ناشط في هذا الجانب وانها فرصة ليلتقي الفنانون البريطانيون واللبنانيون، اذ قبل شهر افتتح <مهرجان المسرح الأوروبي> مع مسرحية بريطانية تتحدث عن احتلال فلسطين وعن قصة ناشط أميركي قُتل في فلسطين، وبالتالي أحياناً الفن يساعدنا في مواجهة الأمور الصعبة، ويسرني فعلاً اننا نقدم هذا العمل ونحفّز المحادثة لأن هذه القضايا لا تزول وهذا ما نقوم به، ففي بعض الأحيان يكون الحاضر صعباً وبالتالي فان الفنون هي طريقة مفيدة للبدء بالمحادثة. وأعتقد ان هذه الميزة التي نمررها في <المجلس الثقافي البريطاني> من خلال برامجنا الفنية هي مرة أخرى لدعم الشباب، كما اننا عملنا مع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم عرض أعمال لفنانين لبنانيين وبريطانيين. ان فريق العمل الذي يهتم بالفنون في المجلس رائع، وسنحاول بذل الجهود للقيام بالمزيد من النشاطات في مجال الفنون، وهو أمر صعب جداً لأننا نعيش في منطقة تعاني من صعوبات، ولكن في لبنان أظن ان هناك دعماً خيرياً للفنون، اذ أرى ان هناك رعاية للفنون لذا الفرصة سانحة للقيام بالمزيد لاسيما اذا كان هناك تعاون مع شركاء في تلك المنظمات او الجمعيات الخيرية اذ سيزودنا ذلك بالموارد للقيام بالمزيد في مجال الفنون.

 

دعم المرأة في لبنان!

ــ والى اي مدى يحرص <المجلس الثقافي البريطاني> على دعم المرأة؟

- لدينا برنامج كبير بتمويل أوروبي يدعى <DAWRIC> <Direct Action for Women Reform> إذ ما نحاول القيام به هو التفكير في المرأة ودورها في المجتمع اللبناني، اذ فكرنا بموضوع المشاركة السياسية سواء على المستوى المجتمعي او المستوى الوطني، لذلك نحاول العمل عبر هذه الأبعاد المختلفة لتحسين حياة النساء وفرص العمل للمرأة وذلك بالشراكة مع < Follow - up on women’s issues> أو لجنة متابعة شؤون المرأة، اذ عملنا لسنوات مع 20 لجنة نسائية في بلديات مختلفة، وعلى المستوى الوطني نعمل على التعاون في الانتخابات التي دعمنا فيها مشاركة المرأة، ومن الواضح ان المزيد من النساء قدمن أنفسهن كمرشحات ولكن لم يُترجم ذلك على الأرض وهذا أمر محزن، ولكننا عملنا على مستويات مختلفة وبكل الطرق التي نملكها، ونأمل ان يستمر العمل للسنوات الأربع المقبلة التي ستقودنا الى الانتخابات النيابية المقبلة لنرى كيف يمكننا ان نعمل أكثر لتحويل الاهتمام الذي تحظى به النساء الى النجاح والحصول على المقاعد النيابية في المجلس النيابي. ومن أجل تحقيق ذلك جميعنا نعمل على المستوى الاجتماعي وأعتقد ان أحد الأمور التي سنفعلها هو القيام بحملة الوسائط المتعددة لتطبيع الفكرة عن القيادات النسائية، فاذا نظرنا الى كل مجال في الحياة اللبنانية يمكننا ان نجد سيدات ناجحات في مجال المصارف والأعمال والقضاء والتعليم والطب والاعلام، مع العلم ان هناك حواجز تعيق وصولها أحياناً ولكن بفضل الاصرار وبذل الجهود تحقق المرأة أهدافها وطموحاتها.